من طهران.. كيف يرى المشاركون في الحوار العربي الإيراني المستقبل؟
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
طهران- بعد افتتاحه، مساء الأحد، في جلسة علنية، واصل "الحوار العربي الإيراني"، الاثنين، أعماله لليوم الثاني في العاصمة طهران. ويناقش 4 محاور رئيسية هي: دور الشرق الأوسط في النظام العالمي الجديد، والأمن الذاتي في الشرق الأوسط ومتطلباته، وحرب غزة وتداعياتها الإستراتيجية، ومستقبل المقاومة والدولة الفلسطينية.
وتحت عنوان "حوار من أجل التعاون والتفاعل"، ناقش نخبة من المفكرين والخبراء الإيرانيين والعرب القضايا ذات الاهتمام المشترك في الدورة الثالثة من المؤتمر الذي ينظمه المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية ومركز الجزيرة للدراسات، من الـ12 حتى الـ14 مايو/أيار الجاري.
واستأنف المؤتمرون، صباح اليوم الاثنين، مناقشة المحاور المدرجة على جدول أعمال الملتقى -خلف الأبواب المغلقة- للحديث عن العلاقات الإيرانية العربية وإثارة سبل التغلب على التحديات التي قد تعترض تعاون الجانبين في سبيل ضمان الأمن الإقليمي وحلحلة القضايا الإقليمية.
وحول أهمية الحوار بين العرب والإيرانيين والإسهامات التي قدمها المنتدى منذ انطلاقته وكذلك آفاق الحوار والتعاون بين الدول العربية والجمهورية الإسلامية، حاورت الجزيرة نت عددا من المشاركين والقائمين على المؤتمر.
وعلى هامش الجلسة الافتتاحية، اعتبر مدير مركز الجزيرة للدراسات، محمد المختار خليل، الحوار العربي الإيراني "ضرورة إستراتيجية وحقيقة تاريخية" وأنه كلما تقدمت إليه المنطقة قطعت خطوات جبارة نحو التقدم والازدهار والاستقرار الإقليمي.
وفي حديثه للجزيرة نت، شدد محمد المختار على ضرورة أن يكون الحوار واقعيا لتحقيق الأهداف المنشودة من أجل مصالح الأمة الإسلامية، مؤكدا أنه لا خلاف إلا بسبب سوء فهم الآخر، وأن الحوار المباشر كفيل بتبديد أسبابه وإزالة شتى التحديات التي قد تواجه المنطقة.
وأوضح أن مركز الجزيرة للدراسات يسعى -بمشاركة المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية- إلى توفير منصة للحوار المباشر والصريح واستماع خبراء ومفكري العرب والإيرانيين لبعضهما بعضا، دون ضجيج وبعيدا عن سطوة الإعلام لكسر الحواجز وإذابة جليد التحديات والموانع في علاقات الجانبين.
وخلص محمد المختار إلى أن مؤتمر الحوار العربي الإيراني يسعى لكي يتحاور السياسيون بشكل مباشر لوضع حد لحالة التشويش التي تخيم بين الفينة والأخرى على علاقات الجانبين، وتوقّع أن يحصد الجانبان ثمار هذا الحوار قريبا.
واستدرك أن الحوار السياسي والفكري قد يستغرق وقتا لتظهر نتائجه، لكن الأهم أنه انطلق بالفعل.
من جانبه، سلّط المفكر الفلسطيني منير شفيق، الضوء على دور ومكانة الجانبين العربي والإيراني في المتغيرات الإقليمية والعالمية، قائلا إن تعاونهما سيسهم في وضع ثقل مهم بالميزان الدولي.
وفي حديثه للجزيرة نت، أشار شفيق إلى الأهمية الكبرى للتعاون العربي الإيراني من أجل نصرة قطاع غزة ودعم مقاومتها وإيقاف الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع المحاصر، مشددا على ضرورة أن تكون هناك مكانة مرموقة مستقبلا للواقع العربي والإيراني في النظام الدولي الجديد.
ورأى أن "العدوّ" تمكّن لأول مرة من اختراق الأمتين العربية والإيرانية قبل الحرب العالمية الأولى، فعمل على اختلاق الفروقات بينهما حتى عملت السياسة الدولية منذ ذلك الوقت لمنع أي لقاء سواء كان إيرانيا عربيا أو عربيا عربيا.
ولذلك، يضيف شفيق، يسعى هذا المؤتمر للتغلب على مخططات الأعداء والتقريب أكثر بين الإيرانيين والعرب ولعب دور بارز في التطورات الإقليمية والعالمية واتخاذ موقف موحد منها.
واستدرك المفكر العربي، أن ثمة تحديات ومؤامرات قد تعترض الحوار العربي الإيراني، لكن يجب أن يكون الجانبان بمستوى المشكلات، بل أكبر منها، مؤكدا أن الحوار سيسهم في تذليل العقبات وتقريب وجهات النظر.
إسهاماتبدوره، لفت الدبلوماسي الإيراني السفير السابق في لبنان وسوريا محمد رضا رؤوف شيباني، إلى أن الحوار العربي الإيراني قد انطلق قبل نحو 3 سنوات حيث كان التوتر يأخذ منحى تصاعديا في علاقات بلاده مع بعض الدول العربية.
وأوضح أن المؤتمر السنوي أدى إلى تطبيع العلاقات الإيرانية السعودية وكذلك خفض التوتر بين بلاده وبعض الدول العربية الأخرى.
وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف الدبلوماسي الإيراني أن الحوار غير الرسمي المتواصل بين النخب الإيرانية والعربية تمكّن كذلك من طي صفحة الخلافات بشأن سياسات طهران الإقليمية، لا سيما بخصوص علاقاتها مع العراق وسوريا وموقفها من حركات المقاومة والقضية الفلسطينية.
واعتبر أن التعاون الإيراني العربي من أجل وقف "الحرب الصهيونية على غزة" وإدانة العدوان المتواصل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي في الأوساط الدولية، جزء من ثمرة هذا الحوار، مشددا على أن الأمتين الإيرانية والعربية قد تجاوزتا مرحلة الحوار، وتتطلعان لتعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات المشتركة.
وخلص إلى أن الوحدة الإسلامية والموقف العربي الإيراني المشترك حيال العدوان الإسرائيلي على غزة، قد أفشل جميع المؤامرات والمخططات الرامية إلى تحويل الصراع العربي- الإسرائيلي إلى صراع عربي- إيراني.
ومن المقرر أن يواصل الحوار العربي الإيراني جلسات دورته الثالثة الثلاثاء، وستُعقد الجلسة الختامية عند السابعة مساء بأحد الفنادق شمالي العاصمة طهران.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الجزیرة للدراسات أن الحوار من أجل
إقرأ أيضاً:
البحوث الإسلامية يشارك في مؤتمر اللغة العربية بجرجا حول جهود علمائها في خدمة العلوم الإنسانية
شارك الدكتور حسن يحيى، الأمين العام للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، صباح اليوم، في فعاليات المؤتمر الدولي الأول لكلية اللغة العربية بجرجا، تحت عنوان: (جرجا عبر التاريخ وجهود علمائها في خدمة العلوم الإنسانية)، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين، وبحضور أ.د. عبد الفتاح العواري عضو مجمع البحوث الإسلاميَّة.
ويهدف المؤتمر إلى إبراز أصالة مدينة جرجا وعراقتها، والوقوف على جهود علمائها في خدمة العلوم الإنسانية، ودورهم في النهضة العلمية الحديثة، إلى جانب التعريف بالعلماء المنتمين إلى هذا الإقليم قديمًا وحديثًا، الذين لم ينالوا حظهم من الشهرة والذيوع، مع تحفيز الباحثين على مواصلة التنقيب في تراث هؤلاء العلماء الأجلاء والاقتداء بسيرهم العلمية.
وأكَّد فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أنَّ انعقاد هذا المؤتمر يعكس اهتمام جامعة الأزهر بإبراز جهود علماء الأقاليم في خدمة العلوم الإنسانية، مشيرًا إلى أنَّ علماء (جرجا) تركوا بصماتٍ واضحةً في مختلف مجالات العلم، وأسهموا في بناء حركة علمية متقدمة كانت لها آثارها الملموسة على النهضة الحديثة.
وأضاف د. الجندي أن مشاركة مجمع البحوث الإسلامية في المؤتمر تأتي انطلاقًا من دَوره في دعم الحَراك العلمي والفكري داخل مصر وخارجها، مشددًا على أن المجمع يولي أهمية بالغة لمثل هذه اللقاءات العلمية التي توثق لتاريخ العلماء، وتسهم في بناء وعي الأجيال الجديدة بقيمة العلم والعلماء، وتدعم رسالة الأزهر الشريف في نشر الفكر الوسطي، والحفاظ على الهُويَّة الحضارية والثقافية للأمَّة.
من جانبه، قال الدكتور حسن يحيى خلال كلمته بالمؤتمر: إنَّ كثيرًا من البيئات بحكم موقعها الجغرافي، وسلامة فطرتها، وخصوبة أرضها، وعوامل أخرى- تصبح بيئةً حاضنةً للعلماء، مؤثَّرةً في محيطها الاجتماعي، وتاريخُنا العلمي حافلٌ بمثل هذه البيئات، فقد كان العراق بيئة خصبة للعلوم الإنسانية، وكان مهدًا للثقافة العربية، وكذلك البيئة الأندلسية، التي مثَّلت ذروة العطاء الحضاري للأمَّة، في حواضرها المتعددة؛ كغرناطة، وإشبيليَّة، وقرطبة.
وأضاف د. يحيى أنه في مصرنا الحبيبة كان إقليم الصعيدِ بعاصمته القديمةِ (جرجا) بيئةً علميَّةً خصبةً، صدَّرت للعالَم الإسلامي قممًا فكريَّةً وعلميَّةً ودينيَّةً حملت مشاعل النورِ في مختلف ميادين الحياة، وأنَّ المطالع لتاريخ (جرجا) يجد أن هذا الإقليمَ كان رافدًا من الروافد المهمَّة التي أمدَّت الأزهر المعمور بالكوادر العلميةِ التي كان لها قصب السبق في إثراِء الحضارةِ الإنسانيَّةِ.
وتناقش جلسات المؤتمر الذي يستمر ليومين، عدة محاور علمية؛ هي: جهود علماء إقليم جرجا في العلوم العربية، والإسهامات الإبداعية لأدباء الإقليم، وتاريخ جرجا عبر العصور، بالإضافة إلى جهود العلماء في العلوم الإسلامية والاجتماعية، والدراسات القانونية والتشريعية.