لم يكن مفاجئًا أن يمنح البرلمان العربي اليوم حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- «وسام القائد» تقديرًا وعرفانًا لجهود جلالته في خدمة القضايا العربية ودعم العمل العربي المشترك، فرغم التحديات الكبيرة الداخلية التي واجهت المرحلة الماضية في سلطنة عُمان خلال جائحة كورونا، وما صاحبها من أزمة مالية كبرى إلا أن مشروع جلالة السلطان المعظم كان أكبر من المسار المحلي، وامتد إلى العالم العربي والإقليم، وساهمت سلطنة عُمان بشكل كبير في إطفاء الكثير من الصراعات أو كبح جماح تمددها إلى العمق العربي لاستنزاف موارده، والنماذج معروفة وجليّة رغم المساحة الزمنية المحدودة منذ وصول جلالة السلطان المعظم إلى عرش عُمان.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها الإشارة إلى ثيمة «القيادة» عند الحديث عن جلالة السلطان، إن هذه الثيمة صاحبت إدارته للأزمات التي مرّت بها سلطنة عمان والمنطقة، وما زال الجهد مستمرًا في التعامل مع بعض القضايا العالقة في المنطقة العربية والإقليم.. ويمكن في هذا السياق إضافة سياسة جلالة السلطان المعظم في هندسة العلاقات العمانية العربية، والعمانية الدولية بما ينعكس إيجابًا على المصالح المشتركة وبناء شراكات اقتصادية واستثمارية فاعلة تعيد بناء المشهد الاقتصادي في عُمان على أقل تقدير.. أمّا المشروع فإنه ممتد نحو المستقبل ما دامت الأحداث مستمرة وما زالت المنطقة تعيش تحولاتها الكبرى في سياق التحولات العالمية الأكبر. وهذا المشروع الحضاري/ الإنساني هو في الحقيقة مشروع عُمان منذ عقود طويلة وله امتداداته وجذوره، وكل سلطان من سلاطين عُمان العظام يضيف إليه بصمة ويرسخه.. وقد فرضت الجغرافيا وكذلك العمق التاريخي لعُمان بوصفها كيانا حضاريا هذا الدور على عُمان وعليها أن تتحمله بكل تداعياته وهي قادرة بامتياز في ظل قيادة جلالة السلطان المعظم.
وليس غريبًا أن يتم منح جلالة السلطان «وسام القائد» في اليوم نفسه الذي تعلن فيه سلطنة عمان عن تمكنها من تخفيض الدين العام إلى ١٥.١ مليار ريال من دين ناهز ٢٣ مليار ريال عماني في عام ٢٠٢١، وقضية الدين العام وعجز الميزانية كانت أحد أهم التحديات الكبرى في تاريخ نهضة عمان المتجددة والتي استطاعت قيادة جلالة السلطان إدارتها بأسلوب ينمُّ عن كفاءة عالية وحنكة سياسية واقتصادية كبيرة.. وهنا يكمن جوهر من جواهر «القيادة» والرؤية، والأمر نفسه في سياق استرجاع ما حدث في إدارة أزمة جائحة فيروس كورونا في سلطنة عُمان وتداعيات الأزمة المالية وكذلك التحولات الاقتصادية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الخمس الماضية مضافًا إليها التحولات الكبرى في حركة الإصلاح العامة في سلطنة عمان التي تضمنت إعادة تشكيل البنى والهياكل الداخلية في البلاد، وإدارة مرحلة انتقالية كبرى حدثت في سلطنة عمان منذ يناير ٢٠٢٠ وترسيخ الاستمرارية في المبادئ والقيم العليا للدولة والمجتمع.
إن رؤية العمانيين وتقديرهم لجلالة السلطان وقيادته لدولة بحجم سلطنة عمان وتاريخها ومكانتها الإقليمية والدولية سبقت كل التقديرات العربية والدولية، رغم أهميتها، وقد ساهمت تلك الرؤية وذلك التناغم في نجاح تفاصيل المشروع الكبير الذي يقوده جلالة السلطان المعظم والذي بدأنا -محليًا وإقليميًا- في تلمُّس مفرداته وانعكاساتها الإيجابية. وأثبتت التجارب الحكمة العمانية.. فهنيئًا لعُمان هذه «القيادة» التي وصل وهجها إلى العالم العربي وجماهيره التي رأت أن جلالته يستحق «وسام القيادة» ليس فقط من إدارة البرلمان العربي إنما من كل الجماهير العربية التي يمثلها البرلمان والتي ترى في جلالة السلطان المعظم قائدًا عربيًا يتبنّى قضايا الأمة العربية ويتمسك بمبادئها في وقت ضاعت فيه المبادئ في بحر التحولات السياسية العالمية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: جلالة السلطان المعظم سلطنة عمان فی سلطنة ع
إقرأ أيضاً:
أربعة أندية تتأهل للمربع الذهبي في كأس جلالة السلطان للهوكي
العُمانية/ تأهلت أندية العامرات وأهلي سداب والنصر وصلالة إلى المربع الذهبي للنسخة الـ 54 من مسابقة كأس جلالة السلطان المعظم للهوكي، التي تستضيفها ملاعب هوكي عُمان بولاية العامرات.
وحقق نادي أهلي سداب صعوده بعد فوزه على نادي صحار بنتيجة 6-0، فيما تأهل نادي النصر بفوزه على نادي السلام بنتيجة 10-0 ضمن منافسات المجموعة الأولى، وبذلك تصدر أهلي سداب المجموعة الأولى، يليه نادي النصر في المركز الثاني، ثم نادي صحار ثالثًا، ونادي السلام رابعًا.
وفي المجموعة الثانية، تصدر نادي العامرات مجموعته بعد فوزه على نادي السيب بنتيجة 3-1، وتأهل برفقته نادي صلالة الذي تعادل مع نادي ظفار بنتيجة 2-2، وجاء نادي السيب في المركز الثالث، ونادي ظفار في المركز الرابع.
وتُقام مباريات المربع الذهبي بعد غدٍ الأحد؛ إذ يواجه نادي أهلي سداب، أول المجموعة الأولى، نادي صلالة، ثاني المجموعة الثانية، بينما يلتقي نادي العامرات، أول المجموعة الثانية، مع نادي النصر، ثاني المجموعة الأولى.
وسيلتقي الفريقان الفائزان في المباراة النهائية يوم الثلاثاء، 24 ديسمبر، لتحديد الفائز بالبطولة، بينما يلعب الخاسران لتحديد المركزين الثالث والرابع.
وكانت قرعة الأدوار النهائية قد أسفرت عن تقسيم الفرق إلى مجموعتين، وضمت المجموعة الأولى حامل اللقب نادي صحار، إلى جانب أندية أهلي سداب والنصر والسلام، بينما شملت المجموعة الثانية أندية صلالة والسيب والعامرات وظفار.