طريقة اكتشاف خدع الذكاء الاصطناعي في الدردشة.. إنسان أم روبوت
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
انتشر الذكاء الاصطناعي مؤخرًا بإمكانيات لم يكن يتوقعها الكثيرون، وأصبح استخدامه سهلًا على الجميع وله تطبيقات مختلفة في غالبية المجالات والتخصصات، وبما أن التكنولوجيا سلاح ذو حدين، فهناك على الجانب الآخر بعض الأساليب الحديثة التي يستخدمها المحتالون في النصب على الأفراد بطرق مختلفة، معتمدين على الذكاء الاصطناعي.
وتتنوع أساليب استخدام الذكاء الاصطناعي في الاحتيال، سواء من خلال شات الدردشة أو المكالمات الهاتفية، ويجعل ذلك من الصعب على الشخص تحديد ما إذا كان يتحدث معه شخص حقيقي أم روبوت، وهو ما أكده بول بيشوف، خبير الأمن السيبراني، لصحيفة «الصن» البريطانية.
وقال بول بيشوف: «أصبح من الصعب على الأفراد التمييز بين الأشخاص الحقيقيين وروبوتات الدردشة، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي».
وحدد الخبير مجموعة من العوامل تعتبر هي الأهم؛ لاكتشاف ما إذا كان الطرف الآخر روبوت ذكاء اصطناعي، وليس إنسانًا بشريًا، وهي كالآتي:
الاستجابة السريعة في المحادثاتعندما تكون الرسائل الواردة من الطرف الآخر، تصل بشكل كثيف وسريع جدًا، وتفاصيل زائدة بشكل يوضح أن المرسل لم يكن لديه الوقت الكافي للتفكير والرد، فهناك احتمال كبير بأن الشخص يتحدث إلى برنامج دردشة آلي وفي هذه الحالة يجب توخي الحذر عند الحديث معه بالأخص، في حالة طلب الطرف الآخر نشر منشورات على تطبيقات التواصل الاجتماعي، مثل «فيسبوك» و«تيك توك» و«إنستجرام»، وغيرها أو طلب بيانات سرية وشخصية.
مكالمات تقليد الأصواتلم يتوقف استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل سلبي على روبوتات الدردشة فقط، بل وصل الأمر لأخطر من ذلك، إذ أصبح المجرمون يستطيعون استنساخ أصوات الأشخاص وتقليدها وتكرارها في غضون ثوان، بمجرد التقاطها معتمدين على الذكاء الاصطناعي، حسبما ذكرت صحيفة «ذا صن» البريطانية.
ويستخدم المحتالون هذه الطريقة للتظاهر بأنهم أحد أقرابك أو أصدقائك ويطلبون منك المال عبر الهاتف، اعتقادًا منهم بأنك لن تشك في أن الصوت مقلدًا وليس هو الشخص الحقيقي، ولتجنب الوقوع في هذا الفخ يجب عليك الانتباه جيدًا حين تأتيك مكالمة بهذا الشكل، وأطلب ذكر بعض العلامات والذكريات الخاصة المشتركة بينك وبين الشخص صاحب الصوت، وهو الأمر الذي سيصعب على المحتال ذكره فتستطع كشفه بسهولة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي ذكاء اصطناعي تزييف الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي خطر محدق بالكتابة الصحفية
منذ إطلاق الذكاء الاصطناعي أو ما يُعرف بـ«تشات جي بي تي» في ٣٠ نوفمبر من عام ٢٠٢٢م، بواسطة أوبن أيه آي ـ سان فرانسيسكو المُصَمَم على محاكاة القدرات الذهنية للبشر عبر استخدام تقنيات التعلم والاستنتاج ورد الفعل واتخاذ القرارات المستقلة... منذ ذلك الحين غصّْت الصحف التقليدية ومنصات الكتابة الإلكترونية بالمقالات والأعمدة والتحليلات التي لا تنتمي إلا شكليًا للشخص المُدونُ اسمه في نهايتها.
وبقدر ما يُسهم الذكاء الاصطناعي في حل كثير من الإشكالات في حياتنا بما يمتلكه من قدرات خارقة تساعد الإنسان والمؤسسات على تحسين الأداء وحل المعضلات والتنبؤ بالمستقبل عبر «أتمتة» المهام والعمليات، إلا أنه ساهم في تقويض مهارات الكتابة الصحفية كوسيلة أصيلة للتعبير عن الأفكار وطرح الرؤى الواقعية التي تساعد المجتمع على تخطي مشكلاته... يتبدى ذلك من خلال تقديم معلومات غير موثوقة كونها لا تمر بأيٍ من عمليات التحقق ولا تقع عليها عين المحرر.
يستسهل حديثو العهد بالعمل الصحفي وممن لا علاقة لهم بعالم الصحافة كتابة مقال أو تقرير أو تحقيق صحفي، فلم يعودوا بحاجة للبحث والتحضير وتعقب المعلومات وهو المنهج الذي ما زال يسير عليه كاتب ما قبل الذكاء الاصطناعي الحريص على تقديم مادة «حية» مُلامِسة للهمّ الإنساني، فبضغطة زر واحدة يمكن الآن لأي صحفي أو من وجد نفسه مصادفة يعمل في مجال الصحافة الحصول على المعلومات والبيانات التي سيتكفل الذكاء الاصطناعي بتوضيبها واختيار نوع هرم تحريرها وحتى طريقة إخراجها ليترك للشخص المحسوب على الصحفيين فقط وضع صورته على رأس المقالة أو التحليل أو العمود وتدوين اسمه أسفله.
إن من أهم أخطار الذكاء الاصطناعي على العمل الصحفي أن الشخص لن يكون مضطرًا للقراءة المعمّقة وتقصي المعلومات والبيانات ولهذا سيظهر عاجزًا عن طرح أفكار «أصلية» تخُصه، فغالبًا ما يقوم الذكاء الاصطناعي بتقديم أفكار «عامة» تعتمد على خوارزميات وبيانات مُخزّنة.. كما أنه لن ينجو من اقتراف جريمة «الانتحال» كون المعلومات التي يزوده بها الذكاء الاصطناعي «مُختلَقة» يصعب تحري صدقيتها وهي في الوقت ذاته «مُتحيزة» وغير موضوعية تأخذ طرفًا واحدًا من الحقيقة وهو بلا شك سبيل لإضعاف مصداقية أي صحفي.
وتقف على رأس قائمة أخطار الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في الكتابة الصحفية ما يقع على القارئ من ضرر، إذ لوحظ أنه يواجه دائمًا صعوبة في استيعاب «السياق» وهي سمة يُفترض أن تُميز بين كاتب صحفي وآخر... كما أنه يُضطر لبذل مجهود ذهني أكبر لاستيعاب عمل «جامد» يركز على كمية المعلومات وليس جودتها، فمن المتعارف عليه أن المادة وليدة العقل البشري تتصف بالمرونة والحيوية والعُمق والذكاء العاطفي ووضوح الهدف.
لقد بات ظهور أشخاص يمتهنون الصحافة كوظيفة وهم يفتقرون للموهبة والأدوات خطرًا يُحِدق بهذه المهنة في ظل ما يتيحه الذكاء الاصطناعي من قدرات فائقة على صناعة مواد عالية الجودة في زمن قياسي رغم أن القارئ لا يحتاج إلى كثير من الجهد لاكتشاف أن هامش التدخل البشري في المادة المُقدمة له ضئيل للغاية.
بقليل تمحيص يمكن للقارئ استيضاح أن لون المادة التي بين يديه سواء أكانت مقالة أو عمودا أو تقريرا يفتقر إلى «الإبداع والأصالة» وهو ما يؤكد أن الذكاء الاصطناعي لن يحل في يوم من الأيام محل العقل البشري الذي من بين أهم مميزاته قدرته الفائقة على الابتكار والتخيل والإبداع والاستنتاج عالي الدِقة.
النقطة الأخيرة..
رغم التنبؤات التي تُشير إلى ما سيُحدثه الذكاء الاصطناعي من نقلة هائلة على مستوى زيادة الكفاءة والإنتاجية وتوفير الوقت والتكاليف، إلا أنه سيظل عاجزًا عن تقديم أفكار خلّاقة وأصلية علاوة على المردود السلبي المتمثل في تدمير ملَكات الإنسان وإضعاف قدراته الذهنية.
عُمر العبري كاتب عُماني