محللون: التهديد الوجودي شماعة نتنياهو لاستمرار الحرب و4 خيارات أمامه بغزة
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
اتفق محللون وخبراء سياسيون وعسكريون على أن "التهديد الوجودي لإسرائيل" هو شماعة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لدى شعبه لاستمرار الحرب في قطاع غزة بهدف استمراره في السلطة، في حين رأى محلل سياسي أن إسرائيل لديها 4 خيارات في القطاع.
وخلال كلمة ألقاها في ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي، وصف نتنياهو الحرب في قطاع غزة بأنها حرب وجودية بين إسرائيل وبين من سماهم "وحوش حماس"، مؤكدا أن هذه الحرب لم تنته بعد، ومقرا في ذات الوقت بفداحة الثمن الذي دفعته إسرائيل فيها.
خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، اعتبر الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور محمد هلسة أن هذا الخطاب المكرر من قبل نتنياهو يلامس شعورا عاما يسود المجتمع الإسرائيلي الذي تأخذه اليمينية لأقصى حدودها.
مشاعر الاستهدافوفي هذا السياق، أشار هلسة إلى أن نتيناهو يوظف العوامل التي تلامس مشاعر الإسرائيليين لتأجيج حالة الشعور بالاستهداف والتأليب الدائم، وهي سياسة متبعة من قبل من وُجد في سلطة الاحتلال على مدى تاريخه، وذلك بإشعار الشعب بأنه مهدد ويعيش في بقعة محاطة بالأعداء من كل جانب.
ولفت إلى أن إذكاء هذا الشعور داخل المجتمع يوفر لقيادته تجنيد الدعم الخارجي، وبقاء إسرائيل في عين المجتمع الدولي باعتبارها ضحية لاستمرار الحصول على الإسناد الدولي السياسي والعسكري.
وحول تزايد مساحة الخلاف مع الإدارة الأميركية بشأن بعض مجريات الأحداث بغزة، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي أن القيادة السياسية للاحتلال، وعلى رأسها نتنياهو، تدرك أن ذلك ليس أكثر من دبلوماسية العتب التي لا تفسد في نهاية الأمر للود قضية.
وأشار، في هذا السياق، إلى تراجع الرئيس الأميركي جو بايدن عن تهديدات وانتقادات سابقة، معتبرا المواقف الأميركية ليست سوى ارتدادت للنزوات الإسرائيلية وليس العكس، وأن نتنياهو يعلم أن الولايات المتحدة تفتقد المبرر الأخلاقي الذي يتيح لها اتخاذ موقف حقيقي ضده.
حلم نتنياهوبدوره، يرى الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد أن ما يحلم به نتنياهو هو خروج رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة يحيى السنوار ومعه القيادة السياسية والعسكرية و50 ألف مقاتل لرمي سلاحهم، وتسليم مصيرهم ومصير الشعب الفلسطيني للمجتمع الإسرائيلي المتطرف.
وأضاف أن رغبة نتنياهو تلك تأتي رغم عدم قدرته بعد 220 يوما من الحرب على إقناع سكان مخيم جباليا المدنيين بإخلائه، في المقابل يظهر استطلاع رأي أن نحو ثلثي سكان إسرائيل يؤمنون بأنه لا مستقبل لهم في "أرض الميعاد" وأنها لم تعد لهم كذلك.
ولفت في هذا السياق إلى أن مواطني إسرائيل كانوا يظنون أن دولتهم ستحرك لأجل حماية أي فرد منهم أسراب الطائرات، لكن ظهر أنها لا تهتم اليوم بـ133 أسيرا، رغم صفقة أسموها في إعلامهم العرض السخي لأن رئيس الحكومة لم يقبلها.
وقال إن نتنياهو وقادة إسرائيل باتوا أمام 4 خيارات لمستقبل حربهم في قطاع غزة، وهي الحكم العسكري للقطاع، أو الفوضى فيه، أو عودة حماس لإدارته، أو تشكيل بديل لها، لافتا إلى أنه رغم تصريحات عدد من قياداتهم بضرورة حكم القطاع عسكريا، فإنهم يرون أن ذلك "أسوء الخيارات" وسيؤدي في نهاية المطاف إلى الفوضى.
وشدد زياد على أن الحكم العسكري يعدّ وصفة إعدام لما تبقى من هيبة جيش الاحتلال، وأن إسرائيل مستمرة في حربها في القطاع بلا إستراتيجية، ومن ثم فهي ذاهبة للهلاك سواء على الساحة الميدانية أو العالمية.
النصر الكاملفي حين يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم الفلاحي أن الحديث المتكرر من نتنياهو عن استمرار الحرب حتى تحقيق النصر الكامل يعني استمرار القتل والتدمير، في وقت لا تتحقق فيه أي من أهداف الحرب المعلنة عند بدئها.
وأشار في هذا السياق إلى أن ما حصل هو العكس، حيث يدفع الاحتلال ثمنا سياسيا وعسكريا واقتصاديا كبير جدا، وتدل عودة العمليات العسكرية إلى مناطق الشمال مرة أخرى دلالة واضحة على أن الحرب لم تحقق أهدافها على مختلف المستويات.
وأضاف الخبير العسكري أن إسرائيل تخسر إستراتيجيا، ومطالبة نتنياهو جيشه بالاعتماد على نفسه تتعارض مع ما هو واضح من اعتماد الجيش على الولايات المتحدة في الأسلحة والذخيرة وعدم توفر القدرة لديه على استمرار الحرب من غير هذا الدعم.
وأكد الفلاحي أن الاحتلال خلال الأيام الأخيرة يدفع ثمنا باهظا، وأن المقاومة لا تزال مستمرة في إدارة معركة دفاعية ناجعة، لافتا إلى أن الطرفين يراهنان على عامل الوقت، إلا أن إسرائيل تمر بمأزق كبير وحقيقي عكسته الاستقالات المتتابعة خلال المرحلة الماضية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات فی هذا السیاق فی قطاع غزة أن إسرائیل إلى أن
إقرأ أيضاً:
يهود دمشق: إسرائيل لا تُمثلنا ونحن سوريون نرفض الاحتلال الإسرائيلي لأي أراض في وطننا
سرايا - يأمل آخر من تبقى في سوريا من أفراد الطائفة الموسوية (اليهودية)، التي تشتت أفرادها على يد نظام البعث، في لمّ شملهم مع عائلاتهم في العاصمة دمشق، كما كانوا في السابق، مؤكّدين انتماءهم الوطني لسوريا ورفضهم لأي احتلال إسرائيلي لأراض من بلدهم.
وعبر التاريخ، احتضنت سوريا العديد من الحضارات، وعاش فيها عدد كبير من اليهود. إلا أن أعدادهم بدأت بالتراجع في عهد الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، واضطر معظمهم إلى مغادرة البلاد عام 1992، فيما صودرت ممتلكات بعضهم.
قبل 30 إلى 35 عامًا، كان عدد اليهود في سوريا يُقدّر بحوالي 5 آلاف نسمة، لكن هذا العدد انخفض اليوم إلى أقل من 10 أفراد، معظمهم يقطنون الأحياء القديمة في دمشق.
وبعد سقوط نظام البعث في 8 ديسمبر/ كانون الثاني 2024، يتطلع العديد من اليهود السوريون لزيارة وطنهم بعد عقود من الغياب، تمامًا كما فعل الحاخام يوسف حمرا، الذي عاد إلى دمشق في 18 فبراير/ شباط الماضي، بعد 33 عامًا من إجباره على مغادرة بلاده عام 1992.
* “جزء من الشعب السوري”
فريق الأناضول التقى بعض اليهود السوريين الذين لا يزالون يعيشون في العاصمة دمشق، حيث أكدوا على أنهم جزء من النسيج الوطني السوري.
وقال زعيم الطائفة الموسوية (اليهودية) في سوريا، بحور شمطوب، إن أفراد عائلته هاجروا إلى الولايات المتحدة و "إسرائيل" عام 1992، ومنذ ذلك الحين يعيش بمفرده في دمشق.
وأضاف: “هذا المكان قضيت فيه طفولتي. أحب دمشق وسوريا، نحن نعيش معًا هنا دون أي تفرقة دينية. الحمد لله، الأمور جيدة، لا أواجه أي مشكلات مع أي أقلية أو طائفة، أنا جزء من الشعب السوري، والحمد لله الجميع يحبني كثيرًا، لهذا السبب لم أغادر”.
* التحرر من ضغوط البعث
وعن الفترة التي عاشها في ظل نظام البعث، قال شمطوب: “في السبعينيات، خلال حكم حافظ الأسد، كانت هناك قيود شديدة على اليهود. لم يكن يُسمح لنا بالسفر أو امتلاك العقارات. في ذلك الوقت، كان يُمنع أي شخص من التحدث مع اليهود، وكانت بطاقات هويتنا تحمل كلمة ’موسوي’ بحروف حمراء كبيرة”.
وفق شمطوب، “خلال الثمانينيات، “مُنع اليهود من مغادرة البلاد، أما في التسعينيات، توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع حافظ الأسد، سُمح بموجبه لليهود الذين يرغبون في مغادرة سوريا بالخروج”.
واستطرد: “كنا مثل الطيور المحبوسة في قفص، وبمجرد فتح الباب، طار الجميع. لقد غادر العديد من اليهود تاركين منازلهم وأعمالهم، بينما تمكن آخرون من بيع ممتلكاتهم قبل الرحيل”.
شمطوب أوضح أنه “بعد الهجرة الجماعية قبل 33 عامًا، بقي في سوريا حوالي 30 يهوديًا، لكن هذا العدد انخفض اليوم إلى 7 فقط، بينهم 3 نساء”.
وعن الضغوط التي تعرضوا لها خلال حكم البعث، قال: “في شبابي، إذا تحدثت إلى فتاة، كانت تُستدعى للتحقيق في فرع الأمن المسمى فلسطين”.
وأضاف: “قبل 4 سنوات، اعتُقل 3 من أصدقائي (غير اليهود) لمدة 3 أشهر، فقط لأنهم تحدثوا إلينا. كان التحدث إلى الأجانب ممنوعًا، لكن الآن يمكننا التحدث إلى من نشاء. خلال عهد النظام (البعث)، كنا نعيش تحت الضغوط، ولهذا السبب غادر شبّاننا البلاد”.
وأشار شمطوب إلى أن سقوط نظام البعث غيّر حياة الجميع، بما في ذلك حياته، وقال: “لدينا الآن حرية أكبر. يمكننا التحدث بصراحة. لم يعد هناك حواجز أمنية تعترض طريقنا، ولم يعد هناك من يراقبنا من أجهزة المخابرات. باختصار، أشعر أنني أصبحت حرًا. الأمور الآن أفضل مما كانت عليه سابقًا”.
* حنين إلى الماضي
شمطوب، الذي يعرفه الجميع في حي باب توما، أحد الأحياء القديمة في العاصمة السورية، قال إن الحزن يملأ منزله، وإنه ينتظر عودة أفراد العائلة إلى دمشق في أقرب وقت ممكن.
واستدرك: “لكن كيف سيعودون؟ المنازل تحتاج إلى ترميم، ولا يمكنهم ترك الولايات المتحدة والعودة إلى دمشق حيث لا يوجد ماء أو كهرباء”.
وأوضح أنه بعد تركه المدرسة، عمل في مجال الخياطة، ثم افتتح متجرًا، كما عمل لاحقًا في تجارة المجوهرات والعقارات.
وتابع: “في الماضي، كنا عائلة واحدة، نعيش معًا، نتبادل الأحاديث ونُعدّ الطعام. أما الآن فأنا وحدي، أطبخ لنفسي، وأغسل الصحون بنفسي، لقد اعتدت على هذه الحياة”.
* "إسرائيل" لا تمثلنا
وعن احتلال "إسرائيل" لأراضٍ سورية حدودية عقب سقوط نظام البعث، قال شمطوب: “(إسرائيل) ستنسحب في النهاية، ما يفعلونه خطأ. لكنهم لا يستمعون لأحد، لأن الولايات المتحدة وأوروبا تدعمهم”.
ولدى سؤاله عمّا إذا كان يعتبر "إسرائيل" جهةً ممثلة له، أجاب: “لا، إطلاقًا، هم شيء، ونحن شيء آخر. هم إسرائيليون، ونحن سوريون”.
* توقعات بزيارة عائلات يهودية
من جانبه، قال التاجر اليهودي الدمشقي سليم دبدوب، الذي يمتلك متجرًا للقطع الأثرية في سوق الحميدية بدمشق، إنه انفصل عن عائلته عام 1992 لدى هجرتهم.
وقال دبدوب، المولود في دمشق عام 1970: “بقيت هنا لإدارة أعمالي. أسافر باستمرار بسبب العمل، وهذا يسمح لي أيضًا برؤية عائلتي في الولايات المتحدة. الحمد لله، أمورنا جيدة. لا يوجد تمييز هنا، الجميع يحب بعضهم البعض”.
وأشار دبدوب إلى أن التوقعات تزايدت بزيارة العديد من العائلات اليهودية سوريا بعد سقوط النظام، وقال: “قبل عام 1992، كان هناك حوالي 4 آلاف يهودي في دمشق. كان لدينا حاخام، وكان التجار هنا، الجميع كان هنا، لكن الجميع هاجر في ذلك العام”.
وأردف: “بعض ممتلكات اليهود الذين غادروا لا تزال قائمة، لكن بعضها الآخر تم الاستيلاء عليه بطرق غير مشروعة. بعض المتورطين في الاستيلاء كانوا على صلة بالنظام، حيث زوّروا الوثائق للاستيلاء على الممتلكات”.
– “أفتقد مجتمعي”
التاجر دبدوب أعرب عن أمله في إعادة فتح أماكن العبادة اليهودية، قائلاً: “لدينا كنيس هنا، وأحيانًا يأتي رئيس الطائفة ويفتحه، فيجتمع 2-3 أشخاص، لكن لا تُقام الصلوات فيه بشكل مستمر. أفتقد مجتمعي وعائلتي وإخوتي”.
وأكد دبدوب أنه يتمتع بعلاقات جيدة مع جميع فئات المجتمع، مضيفًا: “الحمد لله، لا نشعر بالغربة هنا، نحن جميعًا إخوة”.
وأشار إلى أن بعض الزوار يبدون دهشتهم عندما يعلمون أنه يهودي، موضحًا: “في الماضي، كنا نواجه صعوبات أمنية، فقد كنا تحت المراقبة المستمرة من قبل قوات الأمن، وكان هناك خوف دائم. الحمد لله، لم يعد هناك خوف اليوم. إن شاء الله سيكون المستقبل أفضل، وسيعمّ السلام بين الشعوب”.
كما أعرب دبدوب عن أمله في مستقبل مزدهر للتجارة، وقال: “هذا المتجر (متجر التحف) مملوك لعائلتي منذ عام 1980، وبعد هجرتهم أصبحت أنا من يديره”.
وفيما يتعلق باليهود الدمشقيين الذين غادروا البلاد، ختم حديثه بالقول: “هم الآن سعداء للغاية (لانتهاء عهد التضييق)، ويتطلعون إلى زيارة دمشق واستعادة ذكرياتهم القديمة. كان مجتمعنا يقدّر الحياة الأسرية كثيرًا، وكنا نذهب إلى أماكن العبادة يوميًا”.
ومنذ 1967، تحتل "إسرائيل" معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، حيث احتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974.
وبسطت فصائل سوريا سيطرتها على دمشق، في 8 ديسمبر 2024، منهيةً 61 عاما من حكم حزب البعث و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.
رأي اليوم
وسوم: #رمضان#المنطقة#الوضع#دينية#سوريا#اليوم#الله#العمل#الاحتلال#باب#الشعب#الثاني#الجميع#رئيس#الرئيس
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 02-03-2025 12:20 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية