حالة نفسية صعبة عاشتها أميرة دهشان، البالغة من العمر 32 عاماً، بعدما أصيبت بإصابات بالغة فى رأسها وقدمها، إثر قصف قوات الاحتلال لمنزل عائلتها فى «بيت لاهيا» شمال قطاع غزة، لتضطر الأسرة لمغادرة القطاع متجهة إلى خان يونس، قبل أن تصل مصر ضمن مجموعة من المصابين بعد أن سهلت السلطات المصرية دخولهم.

الفتاة التى أصيبت بـ«شظية» فى الرأس وكسر فى القدم، لم يستطع أطباء مستشفى الأمل فى خان يونس علاجها، إذ أوصوا بضرورة نقلها إلى مصر لإجراء جراحتين فى رأسها وقدمها، بحسب حديثها لـ«الوطن»: «الاحتلال قصف بيتنا وفجأة أصبت بشظية فى رأسى وكسور فى قدمى، ولما نزحنا إلى الجنوب عجز أطباء مستشفى الأمل عن علاجى، وقرروا نقلى إلى مصر، وظللت عالقة على المعبر أكثر من 4 أيام، قبل أن تسمح إسرائيل بعبورنا للجانب المصرى».

معاملة طيبة تلقتها الفتاة الفلسطينية من مسئولى معبر رفح المصرى أثناء السماح بدخولها: «كانوا بيعاملونا كإننا إخواتهم، خدونا من عربيات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطينى لسيارات إسعاف مصرية، ومنها إلى مستشفى بشمال سيناء قبل نقلنا إلى مستشفى شبين الكوم التعليمى، وقتها عيطت بشكل هستيرى علشان هدخل وحدى ومفيش حد من أسرتى، لكن لما وصلت للمستشفى لقيت حب واحتواء من الأطباء والتمريض والناس اللى اشترت لنا أغراض زى الملابس والأكل وحتى خط التليفون».

رحلة علاج خضعت لها الفتاة الفلسطينية داخل مستشفى شبين الكوم التعليمى، جعلت حالتها الصحية تتحسن: «اتحسنت كتير، عملت عمليتين، واحدة فى رأسى والتانية فى رجلى، وبقيت كويسة، لكن بفتقد أهلى رغم إنى هنا مش حاسة بغربة، بالعكس حاسة إنى فى بيتى، هنا إعاشة كاملة ومعاملة حسنة من الكل، وفيه ناس بتيجى تزورنا لمجرد علمهم بإننا فلسطينيين بنتعالج».

«مصر دايماً شايلانا، وقدرها إنها اللى تقف بجوارنا، وإحنا عمرنا ما راح ننسى دور مصر، ولا أطباء مصر ولا الشعب الطيب اللى بيساعدنا ويكرمنا»، كلمات ثمنت بها «أميرة» دور الدولة المصرية فى دعم القضية، مؤكدة أنها منذ طفولتها تسمع عن دور مصر المحورى فى الوقوف بجانب فلسطين: «كانت جدتى تقول إحنا من مصر ومصر مننا، هاى البلد قدرها تقف وتساند، فى كل نكبة بتلاقيها أول دولة تبعت مساعدات وتستقبل الجرحى وتداوى جراحنا وآلام عروبتنا».

حزن كبير ينتاب الفتاة الفلسطينية مع كل صاروخ أو قذيفة تُطلق على أهالى غزة، ومع وصول مصر لاتفاق يقضى بوقف إطلاق النار شعرت بسعادة: «أنا هنا فى المستشفى بس حاسة بكل صاروخ بيضرب أهالينا، وكمان فكرة البعد مؤلمة لإننا تعاهدنا أن نعيش ونموت معاً، ويا رب نقدر نعدى من هاى المحنة ونرجع بلدنا، كلنا أمل إن مصر هتقدر تجبر إسرائيل على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ووقتها نقدر نرجع لدارنا اللى ما بقت موجودة، لكن بالأمل والصبر راح نعمر من تانى».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: 13 ألف مصاب

إقرأ أيضاً:

أطفال سوريا يعودون إلى بلد لم يعرفوه بعد اللجوء في تركيا

تكاد لا تعرف ريان عساني شيئا عن سوريا التي تحمل هويتها لكن لم تنشأ فيها، غير أنها ستعبر بوابة "جيلفي غوزو" الحدودية مع والديها باتجاه بلادها التي شهدت سقوط حكم بشار الأسد، ما يسمح لآلاف اللاجئين بالعودة إلى أرضهم.

بصوت بالكاد يُسمع، تقول الفتاة ذات الأعوام الثمانية والشعر الأسود الطويل "سيكون الأمر رائعا".

وتعترف شقيقتها الكبرى مروة (17 عاما) بأنها "بكت كثيرا" الأربعاء الماضي في الحافلة أثناء مغادرة إسطنبول التي لجأت عائلتها إليها عام 2012 هربا من الحرب.

على بعد أمتار قليلة، يحمل رجل ابنه الصغير بين ذراعيه. ومثل الكثير من اللاجئين السوريين البالغ عددهم 3 ملايين شخصا على الأراضي التركية، سارع الأب مع زوجته وابنه للعودة إلى مدينته دمشق، قائلا "نريد أن نشكر تركيا على استقبالنا".

الشوق للأصدقاء

في الطابور الطويل الذي اصطف ناسه منذ الفجر، تقف مؤمنة حامد تراقب توأميها حسام ووائل (6 أعوام).

يعرب وائل عن أمله في أن تكون هناك قطط في حماة وجهتهم النهائية في وسط سوريا، ويقول "سوريا أكبر من إسطنبول"، وبينما ينظر إلى والدته، يضيف أن أكثر ما سيفتقده في إسطنبول "أصدقائي ومعلمتي".

الطفلة ليلى الخضر تنتظر عند معبر "جيلفي غوزو" للعودة إلى مدينتها إدلب (الفرنسية) "أقرأ العربية قليلا"

كذلك، حضرت عائلة الخضر إلى المعبر وهدفها الوصول إلى إدلب التي تبعد 40 دقيقة بالسيارة.

إعلان

وتقول ليلى (12 عاما) "سيكون الأمر أفضل من تركيا"، رغم أنها تبدو كما لو أنها لا تصدق ذلك كثيرا.

لا تعرف الفتاة التي تجر وراءها حقيبة سوداء كبيرة وقديمة، كيف ستكون سوريا بعدما تركتها مع والدتها ندى عندما كانت في الشهر السادس من عمرها.

توضح ليلى بخجل أنها تحمل في حقيبتها "كتاب اللغة التركية"، بينما تضيف الأم "وقرآنا".

وتقول ليلى التي لا تعرف متى تبدأ المدرسة تحديدا في سوريا، إنها "تقرأ العربية قليلا".

قبل مغادرتها، لم تخبر هذه الأخيرة أصدقاءها في إسطنبول أنّ الأربعاء هو يومها الأخير في المدينة. وتقول "كنت حزينة جدا، ولكنني لم أرد أن يحزنوا أيضا".

مقالات مشابهة

  • المقاومة واجب
  • كيف يسهم الفلفل الحار في تخفيف آلام الأعصاب المزمنة؟
  • شاهد.. أول ظهور لابنتي كريم محمود عبد العزيز في الهنا اللى أنا فيه
  • الجولاني طلب تغطية شعرها.. كيف علقت الفتاة السورية ليا خيرالله | فيديو
  • "اخوات في ضهر بعض".. محمد محمود عبدالعزيز في العرض الخاص لفيلم الهنا اللى انا فيه
  • اليوم.. أبطال وصناع فيلم "الهنا اللي أنا فيه" يحتفلون بالعرض الخاص
  • هند عصام تكتب: مباراة مينيرفا ونبتيون
  • أسماء بنات لبنانية مسيحية
  • وزير خارجية بريطانيا: لن ننسى السودان
  • أطفال سوريا يعودون إلى بلد لم يعرفوه بعد اللجوء في تركيا