اكتشاف حلقة عملاقة في الفضاء قد تغير فهم العلماء للكون

ويعتبر هذا الهيكل العملاق الثاني الذي تكتشفه لوبيز وزملاؤها، حيث يقع الأول، المسمى بالقوس العملاق في نفس الجزء من السماء، وعلى نفس المسافة. وعندما أُعلن عن اكتشاف القوس عام 2021، حير علماء الفلك، لأنه لم يؤدي سوى إلى تعميق الغموض.

وقالت لوبيز خلال إعلانها عن الاكتشاف "ليس من السهل تفسير أي من هذين الهيكلين الفائقي الضخامة في فهمنا الحالي للكون".

وأضافت "من المؤكد أن أحجامها الكبيرة جدًا وأشكالها المميزة وقربها الكوني تخبرنا بشيء مهم - ولكن ما هو بالضبط؟".

 أسئلة بدون جواب

ونقلا عن موقع "ساينس أليرت" العلمي فإنه يبدو أن الرابط المباشر هو ما يسمى بتذبذب باريون الصوتي، وهذه ترتيبات دائرية عملاقة للمجرات الموجودة في جميع أنحاء الفضاء، وهي حفريات الموجات الصوتية التي انتشرت عبر الكون المبكر، ثم تجمدت عندما أصبح الفضاء بحيث لم تعد الموجات الصوتية المنتشرة قادرة على السفر.

والخواتم الكبيرة ليست كلها ذات حجم ثابت يبلغ قطرها حوالي مليار سنة ضوئية، ويظهر الفحص الدقيق للحلقة الكبيرة أنها أشبه بشكل المفتاح الذي تمت محاذاته بطريقة تبدو كحلقة.

هذا الاكتشاف يترك أسئلة دون إجابة مثل ماذا يعني ذلك بالنسبة للمبدأ الكوني، الذي ينص على أنه في جميع الاتجاهات، يجب أن تبدو أي بقعة معينة من الفضاء متشابهة إلى حد كبير مع جميع البقع الأخرى من الفضاء.

وقالت لوبيز: "نتوقع أن يتم توزيع المادة بالتساوي في كل مكان في الفضاء عندما ننظر إلى الكون على نطاق واسع، لذلك لا ينبغي أن تكون هناك مخالفات ملحوظة فوق حجم معين".

ويؤكد علماء الكون أن الحد الأقصى النظري الحالي للهياكل هو 1.2 مليار سنة ضوئية، ومع ذلك فإن كلا هذين الهيكلين أكبر بكثير - فالقوس العملاق أكبر بثلاث مرات تقريبا ومحيط الحلقة الكبيرة مشابه لطول القوس العملاق.

احتمالات

ووفق الموقع العلمي يعتبر الحجم هو مجرد واحدة من المشاكل المرتبطة بهذا الاكتشاف، والمشكل الآخر هو ما تعنيه دراسة تطور الكون.

والنموذج الحالي هو النموذج الذي يتناسب حاليا بشكل أفضل مع ما نلاحظه، ولكن هناك بعض الميزات التي يصعب شرحها ضمن إطارها.

وهناك نماذج أخرى تم طرحها لمعالجة هذه الميزات وفي ظل أحد هذه النماذج، وهو علم الكون الدوري المطابق لروجر بنروز، والذي يمر فيه الكون عبر دورات توسع لا نهاية لها للانفجار العظيم، على الرغم من أنه من الجدير بالذكر أن علم الكون الدوري المطابق لديه مشاكل كبيرة خاصة به.

والاحتمال الآخر هو أن الهياكل هي نوع من العيوب الطوبولوجية في نسيج الزمكان المعروف باسم الأوتار الكونية، ويعتقد أن هذه تشبه التجاعيد العريضة للبروتون التي ظهرت في بداية الكون عندما تمدد الزمكان، ثم تجمد في مكانه.

ولم يتم العثور على الكثير من الأدلة المادية على الأوتار الكونية، لكن الأدلة النظرية واعدة جدا.

وفي الوقت الحالي، لا أحد يعرف على وجه اليقين ما الذي تعنيه الحلقة الكبيرة والقوس العملاق. يمكن أن تكون مجرد ترتيبات صدفة لمجرات تدور عبر السماء، على الرغم من أن احتمال ذلك يبدو ضئيلًا جدا.

ويبقى أفضل أمل لفهم هذا الاكتشاف الذي حير العلماء هو العثور على المزيد من هذه الترتيبات للمجرات المنتشرة في جميع أنحاء الكون، والمختبئة على مرأى من الجميع.

عن سكاي نيوز عربية

 

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

كيف قضي أندرويد على إمبراطورية نوكيا.. قصة سقوط عملاقة الهواتف

كانت نوكيا ذات يوم متربعة على عرش صناعة الهواتف المحمولة بلا منافس، في أوائل العقد الأول من القرن 21، سيطرت أجهزتها على الأسواق العالمية، وأصبحت علامتها التجارية مرادفة للموثوقية والابتكار، لكن في غضون عقد من الزمان، انهارت إمبراطوريتها، وبيع قسم الهواتف المحمولة في النهاية إلى شركة مايكروسوفت. 

كان صعود نظام التشغيل أندرويد أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في سقوط نوكيا، إلى جانب الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبتها الشركة في محاولة للتكيف مع التغيرات السريعة في سوق الهواتف الذكية.

ترامب يعود بمفاجآت .. هل تصبح نوكيا وإريكسون ملك الولايات المتحدة؟2 Aura بسعر رخيص جدا.. HMD تطلق أول هاتف بعد توقف إنتاج نوكياذروة هيمنة نوكيا


في منتصف العقد الأول من القرن 21، كانت نوكيا تسيطر على أكثر من 40% من سوق الهواتف المحمولة عالميًا. قدمت الشركة الفنلندية بعضًا من أشهر الأجهزة في تاريخ الهواتف المحمولة، مثل Nokia 3310 و N-Series، التي اشتهرت بمتانتها وسهولة استخدامها. 

وكان نظام التشغيل Symbian هو السائد على هواتفها، وكانت هذه الأجهزة تحظى بشعبية كبيرة في الأسواق المتقدمة والناشئة على حد سواء. لكن مع تطور التكنولوجيا، بدأت تفضيلات المستهلك تتجه نحو الهواتف الذكية، وهو ما فشلت نوكيا في التكيف معه سريعا.

صعود أندرويد وتغيير سوق الهواتف الذكية


في عام 2008، قدمت جوجل نظام التشغيل أندرويد، وهو نظام مفتوح المصدر مصمم للعمل عبر مجموعة واسعة من الأجهزة. على عكس iOS من آبل، الذي كان حصريا لأجهزة آيفون، كان أندرويد متاحا للعديد من الشركات المصنعة مثل سامسونج و HTC و موتورولا، سمح هذا التوجه المفتوح بحدوث ابتكارات سريعة، وزيادة في توفر التطبيقات، ومرونة كبيرة في تخصيص تجربة المستخدم.

سرعان ما اكتسب أندرويد شعبية هائلة بين الشركات المصنعة التي كانت تبحث عن بديل لأنظمة التشغيل المغلقة مثل Symbian و Blackberry OS. وتمكنت شركات مثل سامسونج من استغلال هذه الفرصة، وأطلقت هواتف ذكية قوية بنظام أندرويد جذبت جمهورا واسعا. 

في المقابل، استمرت نوكيا في الاعتماد على Symbian، وهو نظام تشغيل متقدم في وقته، لكنه أصبح متأخرا في مواكبة الواجهات البديهية ونظم التطبيقات التي قدمها أندرويد و iOS.

أخطاء نوكيا الاستراتيجية

على الرغم من أن صعود أندرويد كان له دور كبير في تغيير صناعة الهواتف الذكية، فإن القرارات الاستراتيجية الخاطئة من قبل نوكيا كانت عاملا مسرعا في انهيارها، من أكبر أخطائها كان التردد في اعتماد أندرويد، ورغم إدراك الشركة لإمكانات الهواتف الذكية، اختارت نوكيا تطوير نظام تشغيلها الخاص المسمى MeeGo، وهو ما انتهى بالفشل بسبب النزاعات الداخلية وسوء الإدارة.

في عام 2011، قررت ستيفن إلوب، الرئيس التنفيذي لـ نوكيا آنذاك، الدخول في شراكة حصرية مع مايكروسوفت لاستخدام Windows Phone كنظام التشغيل الرئيسي لهواتف نوكيا. هذه الخطوة لم تحظَ بترحيب كبير من العملاء الذين كانوا يتوقعون بديلا قويا لنظام أندرويد. 

وفي الوقت نفسه، كان Windows Phone يواجه صعوبة في كسب حصة في السوق بسبب نقص التطبيقات ودعم المطورين مقارنة بـ أندرويد و iOS.


مع مرور الوقت، كانت محاولات نوكيا للتعافي تأتي متأخرة للغاية. كان أندرويد قد رسخ هيمنته بالفعل، وظهرت شركات مثل سامسونج و هواوي كأسماء بارزة في صناعة الهواتف الذكية. 

في حين فشلت هواتف Lumia التي أطلقتها نوكيا، رغم الإشادة بتصميماتها، في جذب عدد كاف من المستخدمين بسبب القيود الكبيرة التي فرضها Windows Phone. بحلول عام 2013، تراجعت حصة نوكيا في سوق الهواتف الذكية بشكل كبير، مما دفعها لبيع قسم الهواتف المحمولة إلى مايكروسوفت مقابل 7.2 مليار دولار.

للأسف، فشلت مايكروسوفت في إعادة إحياء أعمال نوكيا في مجال الهواتف الذكية، حيث تخلت في النهاية عن المشروع في عام 2016، مما أنهى بشكل فعلي وجود نوكيا في سوق الهواتف الذكية.


رغم أن نوكيا لم تعد لاعبا رئيسيا في سوق الهواتف الذكية، إلا أن HMD Global قد أطلقت بعض الهواتف التي تحمل اسم نوكيا بنظام أندرويد. ومع ذلك، فشلت HMD في الاستفادة بشكل كبير من العلامة التجارية التاريخية لنوكيا. وفي نهاية المطاف، توقفت الشركة عن استخدام علامة نوكيا للهواتف الذكية، مما يمثل نهاية حقبة الهواتف التي تحمل اسم نوكيا.

اليوم، تركز نوكيا بالكامل على تكنولوجيا المعدات الشبكية، وهو التحول الذي يعكس الدروس المستفادة من انهيار قسم الأجهزة المحمولة.

سقوط نوكيا يعد درسا قاسيا في صناعة التكنولوجيا، حتى الشركات التي تهيمن على الأسواق يمكن أن تتعثر إذا فشلت في التكيف مع التحولات التكنولوجية والتغيرات في تفضيلات المستهلكين. كان أندرويد هو المستقبل المحتوم، وإذا كانت نوكيا قد احتضنته في وقت مبكر، لربما كان مصيرها مختلفا تماما.

مقالات مشابهة

  • الحاسوب العملاق يثير الجدل .. من هو بطل دوري أبطال أوروبا 2025؟
  • كيف قضي أندرويد على إمبراطورية نوكيا.. قصة سقوط عملاقة الهواتف
  • ما هو المكان الأخطر في الكون؟.. مفاجأة غريبة بشأن الأرض
  • الكمبيوتر العملاق يتوقع مأساة اليونايتد وتألق توتنهام في الدوري الأوروبي
  • النفط السوري… رحلة 90 عاما من الاكتشاف إلى الأزمة
  • ظهور حفرة عملاقة وسط الطريق بقرية بريطانية (شاهد)
  • تحذير.. علماء صينيون يعلنون اكتشاف فيروس تاجي جديد
  • اكتشاف مثير قد يفسّر تجارب الاقتراب من الموت!
  • “عالم من الخيال العلمي”.. اكتشاف طقس لم يسبق له مثيل في كوكب خارجي
  • تركيا تعلن قتل 408 عماليين منذ مطلع العام الحالي في العراق وسوريا