لم ترحم قوات الاحتلال ضعفها رغم صرخاتها لحملها فى الشهور الأخيرة، فقصفت الصواريخ منزلها الواقع وسط غزة، وأصيبت وأسرتها بإصابات مختلفة، لتضطر الفلسطينية «آلاء عبدالناصر الدهشان» مع غيرها، إلى النزوح إلى مدرسة الأونروا للاجئين، لتلاحقهم قذائف الاحتلال وترتكب مجزرة راح ضحيتها عشرات الأشخاص، بينهم أفراد من أسرتها.

«آلاء»: «اهتموا بمولودى.. وجابوا لى خط اتصالات لأتواصل مع أهلى»

أيام طويلة من ملاحقة قوات الاحتلال لأهالى غزة، بينهم أسرة «الدهشان»، التى استطاع بعض أفرادها النجاة من الصواريخ والقذائف، حتى تمكنت «آلاء» وأولادها من العبور إلى مصر بعد معاناة كبيرة: «قصفوا علينا البيت رغم أننا صرخنا ورفعنا هوياتنا، مما اضطرنا إلى النزوح إلى مدرسة الأونروا التى قصفوها لاحقاً، وكسرنا جزءاً من الحائط وخرجنا، ووقتها كنت حامل فى طفلى، وتعرّضت لمخاطر شديدة، وأُصِبت بشظية فى كتفى وكسور فى قدمى وجسدى، بينما أصيبت ابنتى الكبرى بتهتّك فى الأمعاء والبطن، والصغرى بشظية فى الظهر».

وبعد نحو 3 أيام اضطرت «آلاء» وأسرتها إلى مغادرة غزة نزوحاً إلى الجنوب، حيث مستشفى شهداء الأقصى، لتضع مولودها هناك ليُقرر الأطباء التنسيق مع الجانب المصرى بعد 10 أيام من الولادة ونقلها إلى مصر لتلقى العلاج هى وابنتيها: «بعد ما نزحنا للجنوب ولدت ابنى سليمان، وبعدين بدأ التنسيق مع الجانب المصرى لنقلنا لتلقى العلاج، بعد انتظار لفترة طويلة داخل رفح الفلسطينية».

لحظات تحبس الأنفاس، عاشتها «آلاء»، لخطورة حالة ابنتها الكبرى، إذ حاولت قوات الاحتلال منع سيارة الإسعاف التى كانت تقلهم التابعة للهلال الأحمر الفلسطينى، من العبور لأكثر من ساعتين، وحينها تعالت صرخات الأم، رافعة هويتها وابنتيها، مطالبة بالعبور: «بقيت أصرخ وأقول سفّرونى بنتى بتموت، وبعد أكثر من ساعتين سمحت قوات الاحتلال لنا باستكمال طريق السفر إلى معبر رفح، ولما وصلت المعبر حمدت ربنا إنى قدرت أعدّى بأولادى، حتى لو بقى زوجى وباقى أهلى فى غزة».

معاملة طيبة تلقتها السيدة وأطفالها أثناء عبورها من معبر رفح المصرى، جعلتها توجّه الشكر إلى كل القائمين عليه، وللدولة المصرية: «ماكنتش مصدقة، لكن قلت لهم هى دى مصر طول عمرها أم الدنيا، وقتها كانوا معانا ناس كرماء وعاملونا كويس، أخدوا الأسماء والتفاصيل، وشافوا الإصابات، وركبونا عربات الإسعاف المصرية، بنت عمى راحت مستشفى العريش وأنا وبناتى على المطرية التعليمى بالقاهرة، لكن لاحقاً سافرت الكبرى إلى إحدى الدول العربية، وفى المطرية كانوا فاتحين القسم الجديد للفلسطينيين، ومجهز على أعلى مستوى، من سراير نظيفة ووجبات ومعاملة حسنة، الكل كان بيرحب بينا».

رسالة شكر وجّهتها «آلاء» للدولة المصرية وللرئيس عبدالفتاح السيسى، على دعمه للقضية الفلسطينية ورعايته للفلسطينيين الذين يتلقون العلاج بمستشفيات مصر: «بنقول له شكراً يا ريس، مصر بلدنا التانى، شكراً إنها وقفت معانا، ده كمان طفلى كان عمره 10 أيام وأخدوه فى المستشفى فحصوه واهتموا فيه وجابوا لى خط اتصالات كمان علشان أتواصل مع أهلى فى غزة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: 13 ألف مصاب قوات الاحتلال

إقرأ أيضاً:

حتي لا ننسى.. نص البيان التاريخى فى 3 يوليو

تحل اليوم ذكرى تاريخية في تاريخ مصر هو بيان في 3 يوليو، وتحرير مصر من قبضة الإخوان، كان الجميع ينتظر بيان القوات المسلحة، الملايين فى الشوارع تطالب بإسقاط حكم الإخوان، رافعين شعار "يسقط يسقط حكم المرشد" لعلمهم أن القرارات التى كان يتخذها مرسى خلال حكمه كانت من مكتب الإرشاد.

اجتماع 3 يوليو 

سبق الاجتماع بساعات، خطاب لمرسى فى مساء 2 يوليو يرفض فيه مطالب الشعب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بل وذكر كلمة الشرعية وتمسكه بها عشرات المرات، حيث جاء خطابه مخيبا لآمال المصريين.

وبدأ الاجتماع الذى دعت له القوات المسلحة لحل الأزمة، والذى رفض قيادات الإخوان حضورة أكثر من مرة، حيث رفض محمد سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة حضور الاجتماع، بينما حضر باقى القوى السياسية من بينهم الدكتور محمد البرادعى، رئيس حزب الدستور آنذاك، ومحمود بدر، مؤسس حركة تمرد، وسكينة فؤاد الكاتبة الصحفية، وجلال مره، الأمين العام لحزب النور، بجانب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس، بالإضافة إلى قيادات القوات المسلحة وعلى رأسهم وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسى.

نص بيان 3 يوليو 

انتهى الاجتماع الذى استمر لساعات، مساء 3 يوليو بكلمة المشير عبد الفتاح السيسى، التى قال فيها نصا: "بسم الله الرحمن الرحيم.. شعب مصر العظيم"، إن القوات المسلحة لم يكن فى مقدورها أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب التى استدعت دورها الوطنى، وليس دورها السياسى على أن القوات المسلحة كانت هى بنفسها أول من أعلن ولا تزال وسوف تظل بعيدة عن العمل السياسى.

ولقد استشعرت القوات المسلحة - انطلاقا من رؤيتها الثاقبة - أن الشعب الذى يدعوها لنصرته لا يدعوها لسلطة أو حكم وإنما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته.. وتلك هى الرسالة التى تلقتها القوات المسلحة من كل حواضر مصر ومدنها وقراها وقد استوعبت بدورها هذه الدعوة وفهمت مقصدها وقدرت ضرورتها واقتربت من المشهد السياسى آملة وراغبة وملتزمة بكل حدود الواجب والمسؤولية والأمانة.

لقد بذلت القوات المسلحة خلال الأشهر الماضية جهودا مضنية بصورة مباشرة وغير مباشرة لاحتواء الموقف الداخلى وإجراء مصالحة وطنية بين كل القوى السياسية بما فيها مؤسسة الرئاسة منذ شهر نوفمبر (تشرين الثانى) 2012.. بدأت بالدعوة لحوار وطنى استجابت له كل القوى السياسية الوطنية وقوبل بالرفض من مؤسسة الرئاسة فى اللحظات الأخيرة.. ثم تتابعت وتوالت الدعوات والمبادرات من ذلك الوقت وحتى تاريخه.

كما تقدمت القوات المسلحة أكثر من مرة بعرض تقدير موقف استراتيجى على المستوى الداخلى والخارجى تضمن أهم التحديات والمخاطر التى تواجه الوطن على المستوى الأمنى والاقتصادى والسياسى والاجتماعى، ورؤية القوات المسلحة بوصفها مؤسسة وطنية لاحتواء أسباب الانقسام المجتمعى وإزالة أسباب الاحتقان ومجابهة التحديات والمخاطر للخروج من الأزمة الراهنة.

فى إطار متابعة الأزمة الحالية اجتمعت القيادة العامة للقوات المسلحة رئيس الجمهورية فى قصر القبة يوم 22 / 6 / 2013 حيث عرضت رأى القيادة العامة ورفضها للإساءة لمؤسسات الدولة الوطنية والدينية، كما أكدت رفضها لترويع وتهديد جموع الشعب المصرى.

ولقد كان الأمل معقودا على وفاق وطنى يضع خارطة مستقبل، ويوفر أسباب الثقة والطمأنينة والاستقرار لهذا الشعب بما يحقق طموحه ورجاءه، إلا أن خطاب السيد الرئيس ليلة أمس وقبل انتهاء مهلة الـ48 ساعة جاء بما لا يلبى ويتوافق مع مطالب جموع الشعب.. الأمر الذى استوجب من القوات المسلحة استنادا على مسؤوليتها الوطنية والتاريخية التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب ودون استبعاد أو إقصاء لأحد.

خريطة طريق مصر

حيث اتفق المجتمعون على خارطة مستقبل تتضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصري قوى ومتماسك لا يقصى أحدا من أبنائه وتياراته وينهى حالة الصراع والانقسام وتشتمل هذه الخارطة على الآتى:

- تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت.

- يؤدى رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة.

- إجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيس جديد.

- لرئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية.

- تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية.

- تشكيل لجنة تضم كل الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذى تم تعطيله مؤقتا.

- مناشدة المحكمة الدستورية العليا لسرعة إقرار مشروع قانون انتخابات مجلس النواب والبدء فى إجراءات الإعداد للانتخابات البرلمانية.

- وضع ميثاق شرف إعلامى يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن.

- اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب فى مؤسسات الدولة ليكون شريكا فى القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين ومواقع السلطة التنفيذية المختلفة.

- تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات.

تهيب القوات المسلحة بالشعب المصرى العظيم بكل أطيافه الالتزام بالتظاهر السلمى وتجنب العنف الذى يؤدى إلى مزيد من الاحتقان وإراقة دم الأبرياء.. وتحذر من أنها ستتصدى بالتعاون مع رجال وزارة الداخلية بكل قوة وحسم ضد أى خروج عن السلمية طبقا للقانون وذلك من منطلق مسؤوليتها الوطنية والتاريخية.

كما توجه القوات المسلحة التحية والتقدير لرجال القوات المسلحة ورجال الشرطة والقضاء الشرفاء المخلصين على دورهم الوطنى العظيم وتضحياتهم المستمرة للحفاظ على سلامة وأمن مصر وشعبها العظيم.

حفظ الله مصر وشعبها الأبى العظيم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات مشابهة

  • كأنها آلة كاتبة.. «آلاء» تبدع في رسم الحروف العربية والإنجليزية
  • 7 أيام على توغل الاحتلال بحي الشجاعية والمقاومة تتصدى
  • كي لا ننسى "الباحثين عن عمل"
  • حتى لا ننسى غزة
  • رقصة آلاء الهندي تثير غضب جمهورها
  • حتي لا ننسى.. نص البيان التاريخى فى 3 يوليو
  • موسم استثائي للمانجو.. شعبة الخضروات والفاكهة تبشر المصريين
  • هل هي رسالة إلى “إسرائيل” أم السعودية؟.. صنعاء تُعلن عن “3 أيام” حاسمة
  • الأهلي يواجه أهلى جدة في حفل اعتزال خالد مسعد
  • كان: الانتقال للمرحلة الثالثة من حرب غزة خلال أيام