نيبينزيا: الضربات الغربية على اليمن لا مبرر لها
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
صرح مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا بأن ضربات التحالف الغربي على اليمن مخالفة لميثاق الأمم المتحدة ولا يوجد أي مبرر لها، وهي تزيد من حدة التصعيد في المنطقة.
وقال نيبينزيا خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، يوم الاثنين، إن "الوضع المعقد أصلا ازداد تعقيدا بسبب الضربات التي لا يوجد لها أي مبرر، والتي يوجهها التحالف الغربي إلى أراضي اليمن، الدولة ذات السيادة، في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة".
وأضاف أن "مثل هذه الأعمال، مثل العسكرة المستمرة للمياه حول اليمن، لا تساعد في ضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر، بل تزيد من حدة التصعيد".
وتابع قائلا إن "التجربة الفاشلة للتحالف الذي شكلته الولايات المتحدة يثبت بشكل واضح أن استخدام القوة ضد اليمن لن يحسن الوضع في البحر الأحمر. ومن الضروري أن يكون هناك موقف شامل يأخذ بعين الاعتبار كافة جوانب الوضع في المنطقة".
إقرأ المزيدوأعرب نيبينزيا عن "خيبة الأمل تجاه سعي عدد من الزملاء الغربيين لاستغلال الأزمة في اليمن لتحقيق مصالحهم الجيوسياسية الأنانية".
وأوضح أن الحديث يدور عن تسليم السلطات الأمريكية للأسلحة والذخيرة التي استولت عليها في المناطق القريبة من اليمن، إلى أوكرانيا.
ودان المندوب الروسي أعمال الولايات المتحدة هذه.
يذكر أن الولايات المتحدة وحلفاءها أعلنوا إطلاق عملية "حارس الازدهار" في البحر الأحمر ومضيق باب المندب لضمان أمن الملاحة البحرية، وذلك ردا على استهداف الحوثيين للسفن التجارية التي اعتبروها مرتبطة بإسرائيل منذ نوفمبر الماضي على خلفية العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، الذي أعلن الحوثيون عن "تضامنهم" مع سكانه.
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار اليمن الأزمة اليمنية الأمم المتحدة البحر الأحمر الحوثيون حارس الازدهار فاسيلي نيبينزيا مجلس الأمن الدولي
إقرأ أيضاً:
اليمن وكسر الردع الأمريكي: البحر الأحمر نموذجًا لفشل الهيمنة
عبدالوهاب حفكوف
من بين أكثر جبهات الصراع حساسيةً في الراهن الإقليمي، تبرز جبهةُ البحر الأحمر؛ بوصفها مرآةً حادةً لتعرِّي العقيدة العسكرية الأمريكية أمام خصم غير تقليدي. فاليمنيون، دونَ مظلة جوية، ولا منظومات دفاع متقدمة، ولا حماية نووية، نجحوا في إعادة صياغة مفهوم الردع، بل وفي تحطيم رمزيته في وعي القوة الأمريكية نفسها.
منذ اللحظة الأولى لتدخُّلِها في البحر الأحمر بذريعةِ حماية الملاحة، اعتقدت واشنطن أن بضعَ ضربات محسوبة ستُعيدُ التوازن وتفرض الهيبة. لكن الوقائع أثبتت عكسَ ذلك تمامًا. وقعت في فخٍّ مُحكم بُنِيَ بعناية تكتيكية فائقة، حَيثُ تقابلت العقيدة اليمنية القائمة على “رفع الكلفة بأقل الإمْكَانيات” مع منظومة أمريكية مأخوذة بالسرعة والضجيج.
كل عملية هجومية نفذها اليمنيون كانت تهدم جدارًا نظريًّا:
• فإسقاطُ مسيّرة أمريكية متقدمة لا يُضعِفُ الأدَاة فقط، بل ينسِفُ الثقةَ في أدوات الردع نفسها.
• وضرب سفينة تجارية لا يعطِّلُ الممرَّ فحسب، بل يربك مركز القرار في وزارة الدفاع الأمريكية.
• والأسوأ: أن الدفاعاتِ الأمريكية الذكية استُنزفت حتى أصبحت أضعف من الهجوم ذاته.
وفي العمق، تحولت معادلةُ الكلفة إلى كابوس استراتيجي: صاروخ بسيط لا تتجاوز تكلفته بضعة آلاف، يُقابل بمنظومة اعتراض بملايين الدولارات.
لكن الأمر لا يتوقف عند اليمن. كُـلّ ضربة يمنية ضد المصالح الأمريكية كانت تُترجَمُ إلى نقطة تفاوضية لصالح إيران؛ ليس لأَنَّ اليمنيين في سلطة صنعاء يتحَرّكون بأمر من أحد -فهم أسيادٌ تتضاءلُ أمامهم السيادة الزيتية العربية-؛ بل لأَنَّهم جزء من منظومة ردع إقليمية واسعة، نجحت في تقاسم الأدوار وتوزيع الجبهات، دون إعلان أَو ضجيج.
ومن هنا، بدأ التحول الأمريكي الحقيقي. الإدراك المتأخر أن التصعيد ضد اليمن كشف حجم الكارثة فجعل البيت الأبيض يُعيدُ الحسابات من جديد. فما كان يُخطط له كعملية تأديب محدودة، تحول إلى أزمة استراتيجية دفعت واشنطن للتراجع خطوة، والبحث عن مسار تفاوضي مع طهران.
في المحصلة، الحوثي لم يعد مُجَـرّدَ طرف محلي يحمي سواحله. لقد أثبت، من خلال أداء منضبط وحسابات دقيقة، أنه قادرٌ على تعديل هندسة القوة في الإقليم، وفرض نفسه كطرف لا يمكن تجاهله في أي معادلة تهدئة وَخُصُوصًا في المعادلة الفلسطينية.
هكذا، تحولت جبهة البحر الأحمر إلى مختبرٍ علني لفشل الردع الأمريكي، وصعود منطق جديد في إدارة الصراع.
أُولئك الذين ظنوا بأن العدوانَ الأمريكي سيقضي على اليمنِ في ظل حكم أنصار الله وحلفائهم، سيخيبُ أملُهم وَسيتعين عليهم الاستعدادُ للتعامل مع قوة إقليمية خرجت مرفوعة الرأس بعد منازلة أقوى دولة في العالم!
* كاتب وصحفي سوداني.. بتصرُّف يسير