أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين أن “أكثر من ألف عضو في حماس” يتلقون العلاج حالياً في مستشفيات في بلده، مؤكداً أنه “لا يعتبر حماس منظمة إرهابية”.


وقال أردوغان خلال مؤتمر صحفي بعد محادثات مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في أنقرة: “قُتل الكثير من أعضاء حماس والغرب بأسره يهاجمهم بكل أنواع الأسلحة والذخيرة”.

وأضاف: أنه يشعر بالحزن من وجهة نظر أثينا التي تعتبر حماس منظمة إرهابية، معتبراً أن حماس “حركة مقاومة تدافع عن أراضيها المحتلة”.

وشدد على ضرورة أن “يجهر المجتمع الدولي، وفي مقدمته الدول الغربية، بصوته عالياً ضد مقتل أكثر من 35 ألف مدني فلسطيني بريء”.

كما قال: “سنواصل اتصالاتنا الدبلوماسية بكل تصميم لإرغام إسرائيل على وقف إطلاق النار ولزيادة الاعتراف بدولة فلسطين”.

في سياق آخر، قال أردوغان: إن التوافق بين أنقرة وأثينا حول مكافحة الإرهاب يتعزز يوما بعد يوم، مؤكداً على أنه “من المهم إيجاد حل عادل ودائم لمشكلة قبرص على أساس الحقائق في الجزيرة وخطوة كهذه ستعزز الأمن والاستقرار في المنطقة”.

وبخصوص محاربة الإرهاب، قال أردوغان: “يتعزز توافقنا مع اليونان حول مكافحة الإرهاب يوما بعد آخر ومجمعون على أنه لا مكان للتنظيمات الإرهابية في مستقبل المنطقة”.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

هل يتجاهل الغرب احتجاجات تركيا ضد أردوغان؟

عندما سجنت السلطات التركية عمدة إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، أكبر منافسي الرئيس رجب طيب أردوغان، خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع احتجاجاً، بينما بدا أن حلفاء أنقرة الغربيين أقل صخباً في ردودهم.

يُرجّح أن أردوغان قدّر أن الأهمية الاستراتيجية المتزايدة لتركيا تفوق عيوبها الديمقراطية

وتقول وكالة "بلومبرغ" إن أردوغان، يراهن على أن الأهمية الاستراتيجية المتزايدة لتركيا تفوق المخاوف الغربية بشأن التراجع الديمقراطي في البلاد، فباعتباره قائداً لثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، يعتمد الرئيس التركي على حاجة العالم إليه.

ومع انشغال الولايات المتحدة وأوروبا بالتحديات الأمنية، يواصل أردوغان تعزيز مكانته كوسيط إقليمي رئيسي، سواء في النزاع الأوكراني أو الأزمات الممتدة في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وباستثناء بعض الاعتراضات من العواصم الأوروبية، كان غياب الاحتجاج الدولي على اعتقال إمام أوغلو، يوم الأحد الماضي، ملحوظاً،  فالمستشار الألماني أولاف شولتز وصف الاعتقال بأنه "محبط"، بينما اكتفت وزارة الخارجية الأمريكية بوصفه بأنه "شأن داخلي".

 ورغم انسحاب المستثمرين الأجانب من تركيا، إلا أن الاعتماد الأوروبي المتزايد على أنقرة في مجالات الدفاع والطاقة قد يدعم موقف أردوغان.

Erdogan Bets World Will Turn a Blind Eye to Turmoil in Turkey https://t.co/mrudMCVnI0

— Bloomberg Markets (@markets) March 24, 2025

 وأدت الحرب في أوكرانيا إلى زيادة أهمية تركيا كحليف أوروبي، إذ تعتمد بروكسل على قدرات أنقرة العسكرية ودورها في المنطقة. ومع تزايد الغموض بشأن التزامات الولايات المتحدة الأمنية في أوروبا، تتجه الأنظار إلى تركيا كشريك رئيسي.

وقال سونر كاغابتاي، مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "البيئة العالمية متساهلة مع أردوغان، وهو قارئ بارع للواقع السياسي. لا أتوقع أي رد فعل قوي من أوروبا أو الولايات المتحدة".

إمام أوغلو.. الخصم الأقوى

تم اعتقال إمام أوغلو لأول مرة يوم الأربعاء الماضي، بعد يوم من إلغاء السلطات شهادته الجامعية، وهي شرط أساسي للترشح للرئاسة. وُجهت إليه لاحقاً تهم فساد.

ويُعد إمام أوغلو، البالغ من العمر 54 عاماً، شخصية صاعدة في السياسة التركية منذ عام 2019، حين هزم مرشح أردوغان في الانتخابات المحلية، وكرر الإنجاز في 2023. ويمثل تهديداً انتخابياً حقيقياً لأردوغان.

استراتيجيات أردوغان المستقبلية

تُجرى الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة في 2028، ورغم أن أردوغان، البالغ من العمر 71 عاماً، غير مؤهل للترشح دستورياً، إلا أن محللين يرون أن حملات القمع ضد المعارضين ومحاولات التقارب مع الأكراد تهدف إلى تعزيز فرصه في تعديل الدستور لصالحه.

ويأتي التصعيد السياسي في تركيا في وقت تواجه فيه المؤسسة الدفاعية عبر الأطلسي تحديات غير مسبوقة. فبينما يسعى ترامب إلى التفاوض على وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، عرض أردوغان إرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا، وهو اقتراح لم تعارضه موسكو بشكل صريح، رغم تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم رغبته في وجود قوات الناتو هناك.

كما قدمت تركيا مقترحات لتولي مسؤولية الحرب ضد تنظيم "داعش" في سوريا، مما قد يسمح لواشنطن بإعادة ترتيب أولوياتها الأمنية.

وخلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي، طلب أردوغان رفع العقوبات عن شركات الدفاع التركية وإعادة بلاده إلى مشروع الطائرة المقاتلة "إف-35"، الذي استُبعدت منه بعد شرائها أنظمة دفاع روسية.

وقال ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص لترامب، يوم الجمعة: "أعتقد أن الرئيس أجرى محادثة رائعة مع أردوغان قبل يومين - محادثة ثورية حقاً"، نافياً المخاوف بشأن الاحتجاجات الأخيرة.

هل يتجاهل الغرب احتجاجات تركيا؟

رغم أن اعتقال إمام أوغلو أثار احتجاجات واسعة في تركيا، فإن رد الفعل الدولي ظل محدوداً، ما يعكس براغماتية غربية في التعامل مع أردوغان، فبينما يستنكر القادة الغربيون قمع الحريات، تبقى المصالح الاستراتيجية العامل الحاسم في علاقتهم بأنقرة.

 وفي ظل هذا التوازن، يبدو أن أردوغان مستمر في تعزيز سلطته، دون أن يواجه تداعيات دولية تُذكر.

مقالات مشابهة

  • السيسي: ملتزمون بدعم مساعي الحكومة الصومالية والجيش الوطني نحو مكافحة الإرهاب
  • بمناسبة اليوم العالمي للسل.. أبرز جهود مصر في مكافحة الدرن
  • اللواء سمير فرج يستقبل أعضاء مشروع «فهم» ويشيد بجهود الأزهر في مكافحة التطرف
  • ماسك: أعضاء إدارة الكفاءة الحكومية يتلقون يومياً تهديدات بالقتل
  • بالأسماء: أبرز قادة حماس الذين قتلتهم إسرائيل في تصعيد الحرب الأخير
  • هل يتجاهل الغرب احتجاجات تركيا ضد أردوغان؟
  • لماذا قرّر أردوغان حبس مُنافسه الأشرس على رئاسة تركيا إمام أوغلو في سجن سيليفري تحديدًا
  • الرئيس السيسى يستقبل وزير خارجية إريتريا ويؤكدان دعم الصومال في مكافحة الإرهاب
  • الرئيس السيسي يستقبل وزير خارجية إريتريا ويؤكدان على دعم الصومال في مكافحة الإرهاب
  • مصر وإريتريا تؤكدان التزامهما بدعم الصومال في مكافحة الإرهاب