بيروت - أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، أنّ الجبهة اللبنانية مستمرة، كماً ونوعاً، في العمليات التي تنفّذها إسناداً للمقاومة في قطاع غزة، مشدداً على أنّها تفرض معادلات، وعلى أنّ الربط بجبهة غزة هو "أمر قطعي ولا نقاش فيه".

وفي كلمة له قال نصر الله إنّ العالم كله "سلّم بهذه الحقيقة (الربط بجبهة غزة هو أمر قطعي ولا نقاش فيه).

لذلك، أبلغ الأميركيون رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن لا حل في الشمال من دون وقف إطلاق النار في غزة".

ووجّه نصر الله الحديث إلى مستوطني شمالي فلسطين المحتلة، الذين يستعجلون العودة إلى الشمال، داعياً إياهم إلى "التوجه إلى حكومتهم حتى توقف العدوان على غزة".

وسخر نصر الله أيضاً من تصريح وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، الذي قال فيه إنّه "قضى على نصف مقاتلي حزب الله".

"إسرائيل أمام طريق مسدود"
وأكد نصر الله أنّ تقويم نتائج الحرب يتطلب الذهاب إلى الميدان والواقع أولاً، لا إلى ما يقوله الاحتلال الإسرائيلي (بشأن تحقيق انتصارات في الحرب)، مشيراً إلى أنّ "ثمة إجماعاً على الفشل في إسرائيل".
وأشار إلى أنّ حلفاء نتنياهو يسخرون منه عندما يقول إنّه "على بعد خطوة واحدة عن النصر"، مشدداً على أنّ المسألة "لا تقتصر فقط على الفشل الإسرائيلي في تحقيق الأهداف، بل أيضاً في مزيد من الخسائر الاستراتيجية".
ولفت الأمين العام لحزب الله نصر الله أنّ إحدى أهمّ نتائج الحرب هي "تسليم الاحتلال بأنّه لم يحقّق النصر"، بينما يطالب 70% من الإسرائيليين باستقالة رئيس الأركان العامة لـ"الجيش"، هرتسي هاليفي.

وتناول نصر الله ما تورده استطلاعات الرأي في كيان الاحتلال بشأن الثقة بـ"إسرائيل" كـ"دولة"، والثقة بـ"جيشها"، ومفاده أنّ "30% (من المستوطنين)، في الحدّ الأدنى، يقولون إنّ هذه الدولة لا يمكن العيش فيها".

ورأى نصر الله أنّ "الإنجاز الحقيقي" يتمثّل بعجز "إسرائيل"، التي يقف خلفها الغرب، عن استعادة أسراها أو تحقيق النصر، وعجزها عن حماية سفنها من الصواريخ القادمة من آلاف الكيلومترات.

وأضاف الأمين العام لحزب الله أنّ صورة الردع لدى الاحتلال الإسرائيلي تتراجع، ولاسيما بعد عملية "الوعد الصادق"، بينما يتحدث جنرالاتها عن "مأزق".

في هذا الإطار، أشار نصر الله إلى أنّ كبار الجنرالات الإسرائيليين يقولون إنّ نتنياهو، من خلال إصراره على الحرب، يجرّ "إسرائيل" إلى الهاوية، لافتاً إلى أنّ الإسرائيليين يتحدثون أيضاً عن "استنزاف يومي في غزة، وفي جبهات الإسناد، وفي الاقتصاد".

وفي الوقت نفسه، يتخوّف الاحتلال من الخروج من غزة، لأنّ ذلك "يعني هزيمته، ويُعَدُّ كارثةً له"، كما أكد نصر الله، مشيراً إلى أنّ القيادة الإسرائيلية "لا تملك تصوراً عن اليوم التالي للحرب".

وفي ظل ذلك، أكد الأمين العام لحزب الله أنّ الاحتلال "أمام طريق مسدود، وهو يبحث عن صورة نصر"، بينما "يريد نتنياهو دخول رفح، كي يخرج من صورة الهزيمة".

أما بشأن ورقة الوسطاء، التي أعلنت حركة حماس الموافقة عليها، فقال نصر الله إنّها فاجأت نتنياهو لأنّها تعني هزيمته والنصر لحماس (بسبب تحقيقها مطالب حماس).

ورأى أنّ أمام الاحتلال واحد من خيارين: "العودة إلى ورقة الوسطاء، وهذا يعني الهزيمة لـ"إسرائيل"، أو الاستمرار في الاستنزاف".

"الخداع الأميركي يجب ألا ينطلي على أحد"
وتحدّث الأمين العام لحزب الله عن الدعم الأميركي المستمر للاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة، مشدداً على أنّ الولايات المتحدة، "إن أوقفت صفقة سلاح لإسرائيل، فستُعيدها".

وأوضح نصر الله أنّ ما يجري هو "خداع أميركي، ومجرّد خلاف تكتيكي بين الولايات المتحدة وإسرائيل"، مؤكداً أنّ "هذه المسرحيات، التي نشاهدها هذه الأيام، يجب ألا تخدع أحداً، فواشنطن تقف إلى جانب إسرائيل".

وأضاف أنّ ما جرى في الأمم المتحدة والمحكمة الدولية يؤكد الدعم الأميركي لـ"إسرائيل"، و"عدم تغيّر موقف الولايات المتحدة".

وذكّر الأمين العام لحزب الله بأنّ من جملة أهداف المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة، التي أُعلنت، منذ بداية ملحمة "طوفان الأقصى"، كان إعادة إحياء القضية الفلسطينية، والتذكير بفلسطين المنسية، وحقوق شعبها في الداخل والشتات.

ورأى نصر الله أنّ أهمّ مشهد يعبّر عن صورة الانتصار للمقاومة هو رفع مندوب الاحتلال لدى الأمم المتحدة صورة رئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار.

في السياق نفسه، أكد نصر الله أنّ "طوفان الأقصى" فضح كذب الغرب وخداعه، مشيراً إلى أنّ القضية الفلسطينية، بعد "طوفان الأقصى"، باتت حاضرةً على كل لسان وفي كل دول العالم، وفي الأمم المتحدة، حيث يطالب معظم الدول بوقف إطلاق النار.

وتطرّق الأمين العام لحزب الله إلى التظاهرات التي تشهدها الجامعات في الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية، مؤكداً أنّ هذه التظاهرات، التي تحمل اسم فلسطين، هي "مِن صنع الـ7 من أكتوبر وما بعده".

وأكد نصر الله أنّ "طوفان الأقصى" والصمود ودماء الأطفال والنساء، في غزة وجنوبي لبنان، قدّمت الصورة الحقيقية لـ"إسرائيل".

 

 

 

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: الأمین العام لحزب الله الولایات المتحدة طوفان الأقصى أکد نصر الله نصر الله أن إلى أن فی غزة على أن

إقرأ أيضاً:

خبير: جرائم حرب إسرائيل وفتح تحقيقات مع عائلة نتنياهو تكشف الحقائق في غزة

قال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية بقطاع أخبار المتحدة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد ارتكب مجازر وحشية ولم يلتزم بأبسط قواعد الاشتباك العسكري، مشيرًا إلى أن كل محاولة لقتل أحد من أفراد حركة حماس تسببت في مقتل أكثر من 100 مواطن من النساء والأطفال. 

ووصف ذلك بأنه جريمة حرب واضحة لا يمكن تجاهلها.

وأضاف سنجر في تصريحاته عبر فضائية "إكسترا نيوز" أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لا يمكنها مواجهة الانتقادات الدولية المتزايدة، بما في ذلك الصوت الحر الذي ارتفع في الولايات المتحدة الأمريكية ضد الإدارة الإسرائيلية، والتي صمتت على المجازر وجرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال في قطاع غزة.

وتابع خبير السياسات الدولية بالقول إن فتح التحقيقات مع عائلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوضح أن الوقت قد حان لمحاسبة هذا الشخص وفريقه العسكري.

 وأكد أن تصرفات نتنياهو، بما في ذلك جرائمه بحق المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال، والتجويع المستمر، والاعتداءات على المستشفيات، وتهجير الفلسطينيين، هي جرائم حرب لم تشهد الإنسانية مثلها من قبل.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تدمر نفقاً لحزب الله في جنوب لبنان
  • الأمم المتحدة تتهم إسرائيل باستخدام سلاح التجويع ضد سكان غزة (فيديو)
  • ورقة غير عادية.. هذه آخر رسالة من جنبلاط لـحزب الله
  • الحرب على غزة.. الاحتلال يحرق مستشفى كمال عدوان وشهداء بمخيم المغازي
  • إسرائيل: استمرار الحرب بغزة يؤدي لأزمة في القوى البشرية بالجيش
  • أفيخاي: استهدفنا بني تحتية لحزب الله على الحدود السورية اللبنانية
  • خبير: جرائم حرب إسرائيل وفتح تحقيقات مع عائلة نتنياهو تكشف الحقائق في غزة
  • بعد أشهر من الحرب مع حزب الله.. مستشفيات الشمال الإسرائيلي تخرج من تحت الأرض
  • واشنطن بوست”: “إسرائيل” أبلغت الولايات المتحدة بالهجمات على اليمن قبل تنفيذها 
  • خبراء فرنسيون: يجب إكمال مهمّة القضاء على تنظيم حزب الله