عُمان.. سلطنة النور وسليلة الدُّر
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
عواطف أحمد الحوطي **
مرحبًا، بصاحب الرفعة جلالة سلطان عُمان المُفدّى هيثم بن طارق آل سعيد.. مرحبًا بمن تقلّد إرث تاريخ سلطنة عُمان الحديث، والذي رسمه السلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه.. مرحبًا بمن حمل قناديل الوطن المتّقدة للعمل على إتمام الأمانة، وبمن حمل الصحائف البيضاء المضيئة لحنايا الوطن، والتي تركها وديعة للصون والإنجاز.
إنّ التاريخ لَيُحفر في أعماق الشعوب بأيدي الكرماء وشرف مواقفهم وإخلاص جهودهم.
مرحبًا بك صاحب الرفعة جلالة السلطان هيثم بن طارق، يا منْ سرت على نهج سلفك حافظًا الذكرى مكمّلًا البشرى لهذا الشعب الأصيل، لتبقى السلطنة ذات حاضرٍ مشرقٍ في مصافّ شعوب الأرض كما أرادها، وكما عمل عليها في سنين عهده الممتد خمسين عامًا أمضاها كالشمس تضيء العتمة لإتمام الأمانة فيُقلّدها أعناق الشرفاء.
مرحبًا بحامل الإرث القديم الضارب في التاريخ، والذي بدأ تأسيس السلطنة منذ 1650م بعدما حرّرها رجال القبائل العُمانية من الاستعمار البرتغالي الذي استمر 150 عامًا، حين استحوذ على خيرات (مجان)، وهو اسم السلطنة في العصور القديمة؛ تلك السلطنة العريقة الراسخة في الجنوب الشرقي للجزيرة العربية، السلطنة الزاخرة بكل ما اجتمع وكثُر من تاريخ الأمم الثريّ منذ بزوغ الإسلام وما قبل، والشامل لجغرافيا البحار، ابتداءً من الخليج العربي وبحر عُمان وبحر العرب والمحيط الهندي؛ تلك السلطنة المترامية الأطراف التي امتدت غربًا إلى شرق بحيرات أفريقيا ثم إلى زنجبار وأقاصي الشرق، حتى أطراف القارة الهندية في عهد الجد الأكبر السلطان سعيد بن سلطان آل سعيد.
مرحبًا بك صاحب الرفعة جلالة السلطان هيثم بن طارق في بلدك الثاني الكويت، شامخًا بتاريخك وأهلك وما تركه السلطان قابوس رحمه الله، وهنيئًا لإرثه معك؛ حيث الأبناء رجال والأطفال رجال والفتيات أنجم متلألئات ألقًا في مصاف السيدات.
دمت عتادًا للفخر.. ولك ملء الكون من الدعوات.
وسيبقى جلال الذكرى للسلطان الراحل قابوس- رحمه الله- حيًّا مضيئًا في ضمائرنا.
قابوس مبدّي الخناجر
قابوس.. مبدّي الخناجر
رأيتُ فيكِ عُمان الخيرِ مَنْقَبةً ** في الرُّوحِ تسْري كأنَّ الروحَ نَاديها
تَخِذْتُ أهلَكِ خِلّانًا لشيمَتِهمْ ** أسْمى السَّجايا إذِ القُربى تُزكِّيها
وافَتْ عطاياكِ أنْجادًا وأوديةً ** سَحائبُ الغيثِ تُغنيها وتَرويها
فاضَتْ على أممٍ جُودًا مَنائِحُها ** ورَفرفُ البَندُ يَعلو فوقَ صَاريها
صَحائفُ المجدِ بعضٌ مِنْ فَضائِلها ** وللعُروبةِ تاريخٌ بِماضِيها
نُجومُها الغُرُّ بينَ السُّحْبِ قدْ طلعَتْ ** وللشُّموسِ ضِياءٌ في أراضِيها
والحجُّ عهدٌ إلى الأمصارِ تحفظُهُ ** صَنائعُ الخيرِ للجيرانِ تُسديها
عزمٌ وجِدٌّ بأفواجٍ مُكلَّلةٍ ** تشُدُّ رَحْلًا إلى أقْصى أمَانيها
يا عاهلَ الخيرِ مَنْ للحقِّ يُظهِرُهُ ** إذا النَّهارُ اشتْكى مِنْ جَورِ دَاجِيها
أثْرَتْ مكارمُ قابوسٍ مَرابِعَها ** صارَ الشَّتاتُ كجَمْعٍ واحدٍ فيها
أمّا الوُقارُ فسَمْتٌ ليسَ يبرحُهُ ** بالحِلْمِ يصفَحُ، بالأخلاقِ يَحويها
ندّتْ يَداه منَ التَّقديرِ فاكتملَتْ ** فَعائِلُ الجُودِ خيرًا إذ تُوفّيها
هَذي الشَّمائِلُ كلُّ الناسِ تَعرفُها ** شَهادةُ الشَّعبِ بالعِرفانِ تُثريها
يا مَنْ سَموتَ كمَا للعزِّ أجنحةٌ ** هبّتْ صُقورُ بلادٍ أنتَ حَاميها
واللهُ حافِظُها مِنْ كُلِّ نازلةٍ ** واللهُ أمَّنَ قَاصِيها ودَانيها
فارْفُلْ بخيرٍ حَباكَ اللهُ سَلطنةً ** كالعِقْدُ تلمعُ أنوارًا لَآليها
(مسندمٌ) في شَمالٍ إذْ تَنافِسُها ** (صُحارُ) باطنةً (رستاقُ) تَحْكِيها
(صورٌ) و(إبرا) ببابِ الشَّرقِ تَكْفُلها ** منكَ الحَنايا تُداريها وتَرقِيها
(نِزوى) بداخلِها (هيما) أواسطُها** ومِنْ (صلالةَ) ذا حُضنٌ يُجلّيها
فلْيهنأِ القومُ قد مُدَّتْ وشائِجُهُم ** كالنَّخلِ تَعلو وذَاكَ الجَذرُ سَاقِيها
يا مَسقطَ العزِّ لا تَنبو خَناجرُها ** في الغِمدِ تَبقى وقابوسٌ مُبدِّيها
** شاعرة كويتية
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
محافظ مسقط يرعى حفل تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب.. الأربعاء
مسقط- الرؤية
بتكليف سام من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- يرعى معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي محافظ مسقط، مساء الأربعاء، بنادي الواحات، حفل تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، في دورتيها العاشرة لعام 2023، والحادية عشرة لعام 2024.
وكان قد نال شرف الفوز بالجائزة في الدور ة العاشرة المكرم الأستاذ الدكتور عبد الله بن خميس الكندي عن (فرع الثقافة - مجال دراسات الإعلام والاتصال) والأستاذ الدكتور واسيني الأعرج عن (فرع الآداب - مجال الرواية). فيما حُجبت الجائزة في مجال الإخراج السينمائي عن فرع "الفنون".
أما في الدورة الحادية عشرة التي خصصت للعُمانيين فقط، فقد فاز برنامج بودكاست "شاهد فوق العادة" للإعلامي أحمد بن سالم الكلباني في مجال البرامج الإذاعية عن فرع "الفنون"،أما في مجال الشعر العربي الفصيح عن فرع "الآداب" ففاز ديوان "مقامات زليخا" للشاعرة شميسة بنت عبد الله النعُمانية ، فيما حجبت الجائزة في مجال دراسات في البيئة العُمانية عن فرع "الثقافة".
وبلغ مجموع المترشحين الذين استوفوا متطلبات الترشح في الدورة العاشرة 171 مُرشَّحًا، كان منهم 30 مُرشَّحًا في دراسات الإعلام والاتصال عن فرع الثقافة، و25 مُرشَّحًا في الإخراج السينمائي عن فرع الفنون، و161 مُرشَّحًا في الرواية عن فرع الآداب.
وفي الدورة الحادية عشرة فقد بلغ مجموع الأعمال المشاركة، التي استوفت متطلبات الترشح 136 عملًا، توزعت على 18 عملًا في دراسات البيئة العُمانية عن فرع الثقافة، و49 عملًا في البرامج الإذاعية عن فرع الفنون، و69 عملًا في الشعر العربي الفصيح عن فرع الآداب.
ومن المقرر أن يشهد الحفل الإعلان عن مجالات الجائزة في دورتها الثانية عشرة، والتي ستكون (دورة عربية) يُتاح فيها التنافس للعُمانيين إلى جانب إخوانهم العرب، علمًا بأن الجائزة دورية تمنح بالتناوب، فهي في عام تخصص للعُمانيين فقط، وفي العام الذي يليه تكون للعرب عمومًا، ويمنح كل فائز في الدورة العربية للجائزة وسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون والآداب، ومبلغ مالي وقدره 100 ألف ريال عُماني. أما في الدورة العُمانية يمنح كُل فائز بالجائزة وسام الاستحقاق للثقافة والعلوم والفنون والآداب، ومبلغ مالي وقدره 50 ألف ريال عُماني.
وتأتي الجائزة تكريمًا للمثقفين والفنانين والأدباء على إسهاماتهم الحضارية في تجديد الفكر والارتقاء بالوجدان الإنساني، والتأكيد على المساهمة العُمانية، ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا في رفد الحضارة الإنسانية بالمنجزات المادية والفكرية والمعرفية
يُشار إلى أن الجائزة أنشئت بالمرسوم السلطاني رقم 18/2011 بتاريخ 27 فبراير 2011، اهتمامًا بالإنجاز الفكري والمعرفي وتأكيدا على الدور التاريخي لسلطنة عُمان في ترسيخ الوعي الثقافي؛ باعتباره الحلقة الأهم في سلم الرقي الحضاري للبشرية، ودعمًا للمثقفين والفنانين والأدباء خصوصًا، ولمجالات الثقافة والفنون والآداب عمومًا؛ كونها سبيلًا لتعزيز التقدم الحضاري الإنساني.