معادلات الميدان جنوباً.. هدوء ما قبل العاصفة؟

الجبهة اللبنانية تزداد سخونة بالمعنى الفعلي، مع تصاعد المواجهات وتغيّر نمط العمليات العسكرية لطرفي القتال أي حزب الله والاحتلال الإسرائيلي. أما المساعي الدولية للتهدئة جنوباً لم تجد أي أفق حتى الساعة وسط تحذيرات أميركية جدية من حرب كبرى في الجنوب.

اقرأ أيضاً : تحرك فرنسي لوقف التصعيد بين حزب الله وتل أبيب

أكثر من سبعة أشهر على بداية حرب غزة التي لطمت أمواجها شواطئ الجبهة الشمالية مع جنوب لبنان.

توالت الأيام وهي الأطول في تاريخ المواجهات بين حزب الله والاحتلال؛ المعارك تطوف و تستفحل في القرى والبلدات الجنوبية. وتيرة متأرجحة على وقع كر وفر يومي وتسجيل نقاط.

ماذا بعد؟

انعطافة غامضة ولافتة أجمع المراقبون على رصدها تمثلت في انحسار غارات الاحتلال بشكل شبه كامل عن جنوب لبنان منذ صباح السبت الماضي؛ ما يربو عن 80 ساعة متواصلة. إذ اقتصر تحليق مقاتلات الاحتلال على التصدي لمسيّرات "حزب الله" ومحاولات اسقاطها.

لأول مرة منذ 8 تشرين الأول لا تستهدف فيها اسرائيل قرى الجنوب بغارات جوية حربية.

في الخندق المقابل، يواصل "حزب الله" هجماته الصاروخية والمسيّرة، ما يثير، بحسب مصادر عسكرية تساؤلات حيال صمت الجبهة في جانب الاحتلال وصخبها من جنوبي لبنان. مصدر ميداني لا يستبعد - في معرض تفسيره لـ"رؤيا" - عامل المناورة للاحتلال واحتمال أن يكون ذلك مقدمة لنمط هجومي جديد بعدما تكثفت بقوة ضربات الحزب كمّا ونوعا لِشمال فلسطين المحتلة خلال الأيام الأخيرة.

أسلحة نوعية

في ما يبدو أنه رسالة مشفّرة، رقّى "حزب الله" مدى ترسانته وقوة نيرانها. فبعد أيام على حرب المسيرات الاِنقضاضية والإِشغالية، ها هو حزب الله يعلن إدخال صواريخ ثقيلة إلى ساحة المعركة تحمل اسم "جهاد مغنية" بدلالاته الرمزية، كونه اسم نجل قائده الذي اغتيل بتفجير في سوريا عماد مغنية في شباط 2008.

مصادر متابعة قالت لـ"رؤيا" إن حزب الله طور معادلة الردع على جبهة الجنوب تحت سقف التوسعة بالتوسعة والمدني بالمدني والتدمير بالتدمير، وصولاً إلى حرب حرائق وقنابل فوسفورية، بما يماثلها من مفاجآتٍ، وتثقيل القوة التدميرية لصواريخِه وفق ما تظهره استهدافاتِه الأخيرة.

هذا في الميدان، أما مفاوضات الهدنة تنتقل من تعثر إلى آخر. فالورقة الفرنسية لم تصل إلى خواتيم إيجابية بعد، والوساطة الأميركية لم تأتِ بأي نتيجة. الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لم يقدم أي مقترح جديد أو يعلن التوصل إلى أي اتفاق، بعد أسابيع من جولاته المكوكية بالتوازي مع حراك فرنسي وخليجي.

ولكن مصادر مطلعة تُسرّ "لرؤيا" بأن واشنطن أعربت أخيرا عن خشيتها من اشتعال حرب كبرى لدى استقبالها نواباً لبنانيين. وجاءت الرسالة من خلفِ الأطلسي بأن من الأسلم للبنان "التمسك بقرار 1701 (حول رسم منطقة عازلة أمنية داخل جنوبي لبنان) والبحث عن تسوية والاستفادة من نافذة هذه الفرصة لتكون محل قبول لدى جانبي الحرب".

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: تل ابيب لبنان عدوان الاحتلال المقاومة حزب الله

إقرأ أيضاً:

المشهد اللبناني: بين الاستقرار والكباش السياسي!

يبدو أن التفاصيل المرتبطة بالمسار السياسي الذي ستتّخذه الحياة السياسية في لبنان غير واضحة. فرغم الاندفاعة الأميركية على الساحة اللبنانية وتقدّم خصوم "حزب الله" على حساب حضوره، لا شيء يحسم بعد طبيعة المشهد السياسي في الفترة المقبلة. فهل سيخيّم الاستقرار على الداخل اللبناني أم سيكون الاشتباك سيد المرحلة؟!

 بحسب مصادر سياسية متابعة فإنّ المشهد اللبناني محكومٌ بالتطوّرات المرتبطة بعدّة عوامل. احدى هذه العوامل هي كيفية ترميم "حزب الله" لقدراته وتعايشه مع المرحلة المقبلة التي تشهد خروقات اسرائيلية من جهة وهجوماً سياسياً مُمنهجاً عليه من جهة أخرى.

 بلا شكّ،  فإنّ كل التطورات الحاصلة في المنطقة تلعب دوراً كبيراً أيضاً في فرض المشهد السياسي اللبناني، حيث إن التحولات التي طرأت مؤخراً على الساحة السورية لجهة تقدّم العدوّ الاسرائيلي في الجنوب السوري، تطرح علامات استفهام حول موقف النظام السوري الجديد من ذلك، وما إذا كان سيفتح أبواب التفاوض مع قوى سياسية ومع دول مختلفة من أجل وضع حدّ للتوسّع الاسرائيلي. 

من المؤكّد أن كل الساحات المتوتّرة في المنطقة لم تُحسم بعد، ومن ضمنها الساحة اللبنانية، لذلك فإنّ كل الكلام عن انتهاء الحرب لا يبدو دقيقاً وإن كانت بالمفهوم العسكري قد وضعت أوزارها، إلا أنه عملياً ليس واضحاً بعد كيفية تعاطي الدول الاقليمية الكبرى مثل إيران وتركيا والمملكة العربية السعودية مع السلوك الاميركي المُستغرب في المنطقة والعالم ككُل. 

أمام كل هذه التعقيدات يصبح الملفّ اللبناني تفصيلاً تسعى فيه القوى السياسية الى تمرير الوقت، لأنّ ذلك من شأنه أن يساهم في توضيح الصورة عموماً ويساعد الأطراف المعنية على اتخاذ الخيارات والخطوات اللازمة في الداخل اللبناني. 
ومن هُنا فإنّ الكباش السياسي في لبنان قد يتغلّب على الاستقرار ويواصل تصاعده حتى الانتخابات النيابية المقبلة.
المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • الرئيس اللبناني يتوجه إلى السعودية في أول زيارة خارج البلاد منذ انتخابه  
  • الجنوب ملف متفجّر بوجه الحكومة...
  • توسّع احتلالي في الجنوب رهن مزاج العدو.. حزب الله للحكومة: ننتظر الافعال لا الاقوال
  • فضل الله: ألم تتعب الدولة من العدوان عليها وانتقاص سيادتها؟
  • سيناريوهات التعايش بين العهد والثنائي
  • المشهد اللبناني: بين الاستقرار والكباش السياسي!
  • مفاجأة من الجنوب.. ما فعلته إسرائيل غير متوقع
  • حزب الله يرمي كرة الجنوب في حضن الدولة ومخاوف من معضلة قادمة
  • إسرائيل تهدّد مجدداً... وسلام في الجنوب: ملتزمون اعادة الاعمار وتأمين العودة