بعد سنوات من الغياب.. ليبيون يتفاعلون مع أول ظهور لعائشة القذافي
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
أثار الظهور الأخير لعائشة القذافي، ابنة العقيد الليبي السابق معمر القذافي، بمعرض فني أُقيم هذا الأسبوع بسلطنة عمان، تعليقات مجموعة كبيرة من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية تزامن ذلك مع الحراك السياسي الذي يقوده أنصار "النظام الجماهيري" من أجل ترشيح سيف الإسلام القذافي إلى الانتخابات الرئاسية.
وظهرت عائشة القذافي في معرض تشكيلي تحت عنوان "ريشة النبض" احتضنه رواق عالية للفنون بعُمان في الفترة بين 7 و12 مايو الجاري.
وقالت وسائل إعلامية إن "المعرض يعد تتويجا لمسيرة 3 سنوات من العمل على لوحات فنية سعت ابنة الزعيم الليبي السابق، من ورائه، إلى تعبير عن تجربتها الإنسانية".
عائشة القذافي.. والفنوقدمت عائشة في المعرض، الذي اختتم اليوم الاثنين، باقة من الرسومات واللوحات الفنية تدور حول مواضيع مرتبطة بـ"الفقدان والحرب والغربة".
ونقلت مواقع إخبارية تصريحات عن عائشة القذافي جاء فيها "معرضي الفني الأول وخطوتي الأولى في عالم تمردت فيه حروفي مع ألواني فاجتمع الغسق والشفق، فكان عملا فنّيا أرجو أن ينال إعجابكم".
وعائشة القذافي، المولودة عام 1976، تحتل الترتيب الخامس بين أبناء العقيد الليبي السابق. تخصصت في دراسة القانون، وحازت شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة المرقب في لييبا.
ظهور مفاجئ لـ" عائشة معمر القذافي " لأول مرة بعد غياب دام لأكثر من 15 سنة منذ عام 2011 في معرض الخاص للرسم اقامته بدولة سلطنة عمان ????????#ليبيا #Libya #paobc #يوم_Iلجمعه #جمعة_مباركة pic.twitter.com/OPArpoiArr
— Majed Alshrif ???????? (@majedalshrif4) May 3, 2024كانت تعتبر من أبرز الوجوه الإعلامية في ليبيا قبل "ثورة فبراير 2011" بالنظر إلى نشاطها اللافت في المجال الخيري، قبل أن يتم تعيينها سفيرة أممية للنوايا الحسنة في 2009، لتتوارى عن الأنظار بعد سقوط نظام معمر القذافي.
#عُمان..أول ظهور بشكل واضح للمناضلة عائشة معمر القذافي منذ أحداث فبراير في معرضها الخاص استعداداٍ للحملة الانتخابية للمرشح الأوفر حظاً الدكتور سيف القذافي. pic.twitter.com/hFlGGobhGS
— ليبيا لايف (@libyalive218) May 7, 2024وتعيش ليبيا في الوقت على وقع متغيرات عدة، يأتي على رأسها عودة الحديث عن عائلة القذافي بسبب قضية هانيبال ومشاكله مع القضاء اللبناني، إضافة إلى المساعي التي تقوم بها قبائل، جنوب البلاد، من تمكين سيف الإسلام القذافي من الترشح إلى الانتخابات الرئاسية.
تدوينات وتعليقاتوأبدى فريق من الليبيين غضبه من عودة ظهور عائشة القذافي، إذ طالب بعض النشطاء من السلطات العمانية ضرورة تسليمها إلى القضاء، بعد اتهامها بـ"نهب المال العام".
#مسقط نطالب حكومة عمان وشعبها بتسليم بنت القذافي وتجميد ارصدتها
ليس من حقها الاموال وسبائك الذهب التي سرقتها
الحكومة التي تحتوي ابناء القذافي وما سرقوه وتحميهه مشاركة في الاجرام معهم
ع شعب #عُمان ان يضع نفسه مكاننا لو احتوينا من سرقو اموالهم وقتلو شعبهم#ليبيا#عائشة_القذافي
وغرد أحد النشطاء "نطالب حكومة عمان وشعبها بتسليم بنت القذافي وتجميد أرصدتها.. ليس من حقها الأموال وسبائك الذهب التي سرقتها"، مضيفا "على شعب عمان أن يضع نفسه مكاننا لو احتوينا من سرقوا أمواله وقتلوا شعبه".
عائشة القذافي بدل الحديث عن الأمة الليبية التي هي جزء من عائلة حكمتها لنصف قرن، رسمت رسومات عن هذا العائلة فقط، لتختصر الفكرة التي كانت تدار بها البلد، أن ليبيا وشعبها لا يساوون القذافي وابناءه وجرد رقم لا يستحق الحياة، ماداموا لا (يحبون ابوها).#جمهورية_الضباع
— الاشقر (@alr_mom16223) May 11, 2024وفي السياق، كتب مدون آخر "عائشة القذافي بدل الحديث عن الأمة الليبية التي هي جزء من عائلة حكمتها لنصف قرن، رسمت رسومات عن هذه العائلة فقط، لتختصر الفكرة التي كانت تدار بها البلد: أن ليبيا وشعبها لا يساوون القذافي وأبناءه وهم مجرد رقم لا يستحقون الحياة، ماداموا لا يحبون والدها".
بالمقابل، انتقد آخرون "المواقف السلبية" لمرتادي مواقع التواصل الاجتماعي من المبادرة التي أقامتها عائشة القذافي في سلطنة عمان.
تهجم بعض الليبيات على عائشة القذافي بعد عقد من نهاية حكم والدها هو تخلف ذهني وفقر ثقافي…
ايا كانت طبيعة فنها ،،،يمكن انتقاده ولكن دائما بالحفاظ على القيم والاخلاق و تجنب السقوط البدائي#ليبيا
وأدرج ناشط تغريدة على حسابه بموقع "إكس" جاء فيها "تهجم بعض الليبيات على عائشة القذافي بعد عقد من نهاية حكم والدها هو تخلف ذهني وفقر ثقافي… أيا كانت طبيعة فنها يمكن انتقاده، ولكن دائما بالحفاظ على القيم والأخلاق وتجنب السقوط البدائي".
وعلقت إحدى الناشطات "امرأة ذات شخصية قوية راقية مثقفة لا يغريها مديح ولا يسقطها انتقاد.. صامدة ثابتة صمود الجبال تستحق لقب سيدة ليبيا والوجه المشرف للوطن العربي.. إطلالة ولغة الجسد في الصور توحي بالقوة والتحدي".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: معمر القذافی
إقرأ أيضاً:
نهضة سلطنة عمان المتجددة.. خمس سنوات مثمرة
تهل علينا يوم السبت الحادي عشر من يناير ٢٠٢٥ الذكرى الخامسة لتولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد وسط تفاؤل كبير بما تحقق من إنجازات محورية على صعيد العمل الوطني وهي سنوات قليلة في عمر زمن الأوطان. لقد كانت السنوات الخمس الماضية من عهد جلالته المتجدد صعبة ومفصلية خاصة على الصعيد الاقتصادي، حيث كانت بلادنا سلطنة عمان تعاني من الارتفاع الكبير للدَّين العام لسنوات بسبب الانخفاض الكبير لأسعار النفط علاوة على المتغيرات الجيوسياسية في المنطقة والعالم.
كان يوم الحادي عشر من يناير ٢٠٢٠ يوما مهما وحيويا على صعيد انطلاق نهضة سلطنة عمان المتجددة بقيادة جلالته وسط تحديات حقيقية، ومع ذلك كان الجهد كبيرا والعزم واضحا من خلال الخطاب السلطاني الأول لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وهو يتولى الحكم، حيث كان الخطاب بمثابة خريطة طريق للعمل الوطني في المرحلة القادمة من خلال التركيز على جملة من القضايا الوطنية خاصة الاقتصادية والاجتماعية. ورغم تلك التحديات الكبيرة بدأ العمل بشكل جاد من خلال جملة من الخطوات المهمة كان من أهمها هيكلة الجهاز الإداري للدولة والتركيز على الملف الاقتصادي على اعتبار أن إصلاح الاقتصاد الوطني يعني انطلاق بقية الملفات، ومن هنا انطلق العمل من خلال تشكيل الحكومة الجديدة وسط تفاؤل كبير بأن جلالته -حفظه الله ورعاه- عاقد العزم على تغيير المشهد الوطني إلى ما يحقق طموحات الشعب العماني ويحقق طموحات الوطن، ومن هنا تواصل العمل من خلال خطة التوازن المالي وساند الشعب العماني قيادته الحكيمة في عبور تلك التحديات، ومع مرور الوقت تحسنت المؤشرات الاقتصادية والتصنيف الدولي للاقتصاد الوطني. ورغم تحدي جائحة كورونا ونتائجها السلبية الاقتصادية والاجتماعية فإن مسار العمل الوطني تواصل بكل قوة لندخل الأيام القادمة ونحن نشهد تطورات مثمرة على صعيد نهضة سلطنة عمان المتجددة بعد مضي خمس سنوات منها، حيث تحسّن التصنيف الدولي إلى نظرة إيجابية وسجلت الميزانية العامة للدولة فائضا على مدى أربع سنوات وأصبح للمحافظات قانون ينظم تطورها وتنميتها ودعمها ماليًّا، كما تم تدشين صندوق الحماية الاجتماعية بهدف إيجاد منافع مالية لأعداد كبيرة من المواطنين من الأطفال وكبار السن والأيتام والأرامل والأسر ذات الدخل المحدود، كما تحسّن الدخل فيما يخص القطاعات غير النفطية، وهذا مؤشر مهم يُبنى عليه في المرحلة القادمة، حيث إن التجارب تقول إن الاعتماد على مصدر وحيد مسألة غير واقعية. تأتي الذكرى الوطنية الخامسة لتولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- ومسار العمل الوطني يسير بثبات من خلال تواصل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتركيز على القطاعات الواعدة كالطاقة المتجددة والتكنولوجيا والاقتصاد الرقمي وتمكين الشباب العماني وغيرها من القطاعات بحيث يصبح الاقتصاد الوطني متنوعا ومستداما، ومن هنا فإن المؤشرات إيجابية وهناك جهود تتواصل على الصعيد الوطني لتحقيق الاستدامة المالية. لقد بذل جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- جهدا كبيرا في تغيير المشهد الوطني من خلال الاقتصاد ومن خلال الدور المحوري لجهاز الاستثمار وبقية القطاعات الاقتصادية الأخرى، كما أن من سمات السنوات الخمس من عمر نهضة سلطنة عمان المتجددة الشراكات الاقتصادية مع الدول الشقيقة والصديقة، ومن هنا تبرز الزيارات السلطانية التي قام بها جلالته والوفود الرسمية إلى عدد من دول العالم لتعزيز تلك الشراكات وبما يعود بالمكتسبات على الوطن والمواطن، وكان من نتيجة تلك الزيارات السلطانية توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع تلك الدول في عدد من القطاعات الحيوية، وتعَد تلك الشراكات الاقتصادية من الأهمية بمكان في عالم يتّسم بالمتغيرات والمنافسة الاقتصادية والتجارية وفي مجال الاستثمار خاصة وأن الموقع الاستراتيجي لسلطنة عمان يجعلها قادرة على أن تكون مركزا للتجارة والخدمات والقضايا اللوجستية في ظل وجود الموانئ العمانية على البحار المفتوحة في شمال سلطنة عمان وجنوبها، كما أن مستقبل المناطق الاقتصادية الخاصة والحرة سوف يكون محوريا في تنشيط وتنويع الاقتصاد الوطني من خلال استقطاب الاستثمارات وصناعة الفضاء والأحواض الجافة وفي مجال التعدين والصناعات السمكية والزراعية. تأتي الذكرى الوطنية الخامسة لتولي جلالته -حفظه الله- الحكم في سلطنة عمان والمؤشرات تتحدث عن نفسها إقليميا ودوليا ووطنيا، كما أن جلالة السلطان المعظم ماضٍ في متابعة «رؤية عُمان ٢٠٤٠» التي تعَد المرجعية الأساسية لمستقبل الوطن والأجيال الحالية والقادمة، ومن خلال الخطابات السلطانية الثلاثة لجلالته -حفظه الله- كانت مسألة التقييم والشفافية والمحاسبة واضحة، حيث إن الوطن يسابق الزمن لتحقيق المزيد من الطموحات الوطنية، ومن هنا يؤدي جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة دورا محوريا في المحافظة على المكتسبات والمال العام، وهذا شيء مهم، كما أن محاربة البيروقراطية والفساد تأتي أولوية قصوى في فكر جلالته -حفظه الله ورعاه- وأنه من الضروري التركيز على الإنتاجية والتميز والإجادة وتقييم المراحل، كما أن المجالس التشريعية تؤدي دورا محوريا في دراسة القوانين وتلك المجالس تعَد شريكا أساسيا في منظومة الدولة وهي تؤدي دورها المهم من خلال قانون مجلس عُمان ومن خلال مرجعية النظام الأساسي للدولة، كما أن المجالس البلدية تؤدي دورا مهما على صعيد تطوير وتنشيط الجوانب التنموية في المحافظات بما يسهم في التطور المجتمعي المنشود، ولعل المستقبل القريب سوف يشهد المزيد من التطورات على صعيد المحافظات اقتصاديا وتنمويا واجتماعيا.
وعلى صعيد السياسة الخارجية يواصل جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- سياسة بلادنا التي تتسم بمرتكزات واضحة أساسها الحوار والتعاون وإقامة السلام من خلال حل القضايا بالطرق السلمية، كما أن وقوف سلطنة عمان مع القضايا العادلة كان ثابتا ولعل في مقدمتها القضية الفلسطينية التي تعَد من القضايا المركزية، وسجلت سلطنة عمان قيادةً وشعبًا مواقف مشرّفة خلال العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين، وأيضا على جنوب لبنان، مما أعطى الدبلوماسية العمانية التميز والمصداقية على صعيد المجتمع الدولي، وأصبحت السياسة الخارجية لسلطنة عمان تحظى بالاحترام والمصداقية وتؤدي دورا محوريا على صعيد المساعدة في حل عدد من الملفات المعقدة ولعل نموذج الحرب في اليمن أحد الملفات المعقدة التي نجحت من خلالها الدبلوماسية العمانية في وقف الحرب من خلال الهدنة وتواصل الحوار بين الفرقاء اليمنيين والتنسيق مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الأمريكي ودول المنطقة خاصة المملكة العربية السعودية الشقيقة والحكومة اليمنية وهناك جهود عمانية تتواصل للوصول إلى حل سياسي ينهي معاناة الشعب اليمني وأن يحل السلام والاستقرار على اليمن الشقيق.
خمس سنوات من العمل الجاد والمثمر يعتز به كل مواطن على أرض سلطنة عمان الطيبة وكانت تلك السنوات الخمس صعبة وفارقة للخروج من عنق الزجاجة، وفيما تحتفل بلادنا سلطنة عمان بالذكرى الوطنية لتولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم فإن المسيرة متواصلة نحو تحقيق المزيد من النجاح والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وتحقيق المزيد من الإنجازات الوطنية وفي كل المجالات من خلال الدور الفعال لكل المواطنين كل في موقعه وقدرته كما أشار إلى ذلك جلالته -حفظه الله- في خطاباته الوطنية.
حفظ الله السلطان المعظم والشعب العماني الكريم، ونبارك لجلالته الذكرى الوطنية الخامسة لتولي جلالته مقاليد الحكم في البلاد، ونبارك للشعب العماني الكريم هذه الذكرى الوطنية المباركة.. وكل عام والجميع بخير وسلام.