تساءل موقع ميديا بارت الفرنسي عن الرجل الذي كان رائد التحالف بين المتعصبين اليهود ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي يسعى للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية، بعد أن رددت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني أفكاره، واتخذ منه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أحد مصادر فكرة "ديمقراطية غير ليبرالية".

وللرد على هذا السؤال اعتمد ميديا بارت على مقال من العدد الجديد من "مجلة المنادي" (Revue du Crieur).

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: هذا ما تعنيه إقالة شويغوتايمز: هذا ما تعنيه إقالة ...list 2 of 2هآرتس تستعرض قصص جنود إسرائيليين انتحروا بعد طوفان الأقصىهآرتس تستعرض قصص جنود ...end of list

هذا الرجل -حسب مقال بقلم جوزيف كونفافرو بالموقع- هو يورام هازوني الذي ولد عام 1964 في إسرائيل، ونشأ في الولايات المتحدة، حيث قدم أطروحته في النظرية السياسية، وهو يعيش الآن بين البلدين كمبشر بأيديولوجية "القومية المحافظة"، ومن الصعب نفي تأثير هذا الفيلسوف الإسرائيلي الأميركي على العديد من القادة الأكثر يمينية في العالم.

بقي هازوني في الظل حتى عام 2018، عندما نشر عمله "فضائل القومية" باللغة الإنجليزية الذي أصبح من أكثر الكتب مبيعا وترجم إلى حوالي 15 لغة، وهو مستوحى من انتصارات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والمؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأضاف ميديا بارت أن هازوني أنشأ مؤسسة "إدموند بيرك" في واشنطن، على اسم السياسي البريطاني المعروف بمعارضته الشرسة للثورة الفرنسية وإعلان حقوق الإنسان والمواطن، وهي تهدف -حسب المقال- إلى "تعزيز النزعة القومية المحافظة في الغرب"، وإلى التأثير على الانتخابات الأميركية بتقديم برامج للمرشحين الأكثر يمينية خلال تجمع نخبة الحزب الجمهوري.

الديمقراطية غير الليبرالية

وذكّر الكاتب بمؤتمر القومية المحافظة 2 (NatCon2)، الذي انعقد في ولاية فلوريدا عام 2021، وحضره عدد كبير من المدافعين عن مواقف كل منها أكثر رجعية من سابقه، من أمثال جوش هاولي السيناتور الذي يعترض على التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وتيد كروز، سيناتور تكساس الإنجيلي وماركو روبيو المعروف بمواقفه المشككة في المناخ ومناهضته للإجهاض، وجي دي فانس الذي دعم الترامبية، وغيرهم من اليمين الجمهوري.

وقد حضر العديد من هذه الأسماء في مؤتمر القومية المحافظة 3 في ميامي، إلى جانب حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي كان المنافس الرئيسي لترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.

وترى الباحثة مايا كاندل، في تحليلها لظاهرة ترامب، أنها حركة "قومية محافظة" أو "شعبوية قومية"، لها أصداء عديدة مع الشعبوية الأوروبية، وأنها "حركة متنوعة تجمع جزءا كبيرا من المثقفين المحافظين الذين توحدهم كراهيتهم المشتركة وتغذيها مساهمات اليمين الأميركي المتطرف، الذي استعار ترامب منه أفكاره".

المؤتمرات القومية

ولا تهدف مؤسسة إدموند بيرك إلى تأسيس وهيكلة "النزعة المحافظة القومية" في الولايات المتحدة فحسب، بل تمتد الآن إلى أوروبا، من خلال تنظيم مؤتمرات مثل "مؤتمر القومية المحافظة" ببروكسل الذي حضره في مارس 2022، ماتيوس مورافيتسكي وجانيز جانسا، رئيسا حكومتي بولندا وسلوفينيا آنذاك، ومؤتمر القومية المحافظة بالمملكة المتحدة الذي حضرته في مايو/أيار 2023 وزيرة الداخلية اليمينية سويلا برافرمان ومايكل جوف، المؤثر في حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والنائب المحافظ المؤثر جاكوب ريس موغ.

في الواقع، فإن المؤسسة التي أنشأها هازوني قبل كل شيء تجعل من الممكن إعطاء إطار أكثر رسمية لاجتماعات "المحافظين الوطنيين" التي نظمت في السنوات السابقة في لندن أو واشنطن أو روما.

وفي فبراير/شباط 2020، استضافت العاصمة الإيطالية روما المؤتمر الثاني حول القومية المحافظة، وقدمت فيه جورجيا ميلوني قبل أن تكون رئيسة للمجلس الإيطالي، الفيلسوف الإسرائيلي الأميركي بهذه الكلمات "عزيزي يورام، كتابك سيصدم إيطاليا وسأشارك في ذلك بفرح، لأنني أنوي أن أقتبس منه كثيرا"، في إشارة إلى كتابه الشهير "فضائل القومية".

وخلال هذا التجمع، حضر سانتياغو أباسكال، مؤسس ورئيس حزب فوكس الإسباني، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي جعل من هازوني أحد المرجعيات المركزية في رؤيته لسياسة جديدة استبدادية.

تأثيره في إسرائيل

ومما لا شك فيه أن تأثير هازوني في إسرائيل هو الأكثر عمقا والأقل ظهورا -حسب الكاتب- إذ استقر، بعد دراسته في الولايات المتحدة، مع عائلته في إحدى أقسى المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وبدأ يكتب مقالات لصحيفة جيروزاليم بوست، وأوصى به رئيس تحريرها ديفيد بار إيلان لبنيامين نتنياهو، وبالفعل ساعد هازوني نتنياهو في كتابة المقالات، وفي كتابه "مكان بين الأمم، إسرائيل والعالم".

وفي مقال رائد حول تأثير هازوني على السياسة الإسرائيلية، يرى الصحفي تشارلز إندرلين أنه يمكننا بالفعل تخمين تأثيره في كتاب نتنياهو، خاصة في طريقته في توجيه التاريخ بحرية لجعله يتناسب مع نظرياته، كما أنه أحد المفكرين الرئيسيين للأيديولوجية الاستعمارية والمسيحية التي تحكم إسرائيل اليوم مع نتنياهو.

وقد أخذ هازوني مكانه -حسب الكاتب- في دائرة الإستراتيجيين الذين ساعدوا نتنياهو على تولي رئاسة حزب الليكود اليميني الرئيسي في البلاد، وأسهم في نقل التحالف بين الاستيطان المسيحاني وقومية الليكود الأكثر تقليدية، من تحالف انتخابي انتهازي ليشكل تقاربا أعمق في وجهات النظر.

نشر هازوني أفكاره من مركز شاليم في القدس الذي عرف مخالفات مالية، حيث وصفه موظفون سابقون بأنه "مهووس بالسيطرة"، ثم غادر لرئاسة معهد هرتزل الأكثر تواضعا، لكنه ظل في فلك مؤسسة تكفاه، المانح الرئيسي لمركز شاليم، وقد مولت إنشاء منتدى كوهيليت السياسي، وهو مركز الأبحاث الصهيوني الديني الرئيسي المتوافق مع أفكار هازوني، حسب مقال في صحيفة هآرتس اليسارية.

وكان منتدى كوهيليت في العمل، عند اعتماد قانون يوليو/تموز 2018 يعرف إسرائيل بأنها "الوطن القومي للشعب اليهودي"، مضفيا الشرعية على التمييز ضد الأقليات العربية والدرزية، وخارقا "إعلان الاستقلال" عام 1948، الذي بموجبه يتعين على إسرائيل ضمان "المساواة الكاملة في الحقوق الاجتماعية والسياسية لجميع مواطنيها، دون تمييز على أساس العقيدة أو العرق أو الجنس".

وتساءل جوزيف كونفافرو كيف تمكنت المجموعة الأيديولوجية لهازوني، التي تشكلت بالاتصال بمستوطنات الضفة الغربية والتفاعل مع ممثليها الأكثر تطرفا، والمشبعة بشدة بالإشارات إلى اليهودية وإسرائيل، من الانتشار في الولايات المتحدة وبقدر ما في إيطاليا والمجر.

ووصف هازوني نفسه بأنه "مسحور" بعد اجتماعه في برينستون عام 1984 مع الحاخام مئير كاهانا، مؤسس رابطة الدفاع اليهودية، الذي سُجن عدة مرات بتهمة التخطيط لأعمال عنف في إسرائيل. وصرح بأنه لا يؤمن بالأساليب الإرهابية التي يتبعها الكاهانيون.

ويعمل هازوني وبشكل أكثر واقعية، على سد الفجوة بين المسيحانية اليهودية والمسيحية الإنجيلية، التي أصبحت تنسيقا أساسيا للميدان الانتخابي الأميركي، وهو يدرك أهمية هذه المنظمات المسيحية الإنجيلية، التي تدعم بقوة الاحتلال المتزايد للضفة الغربية.

الأمة ضد الشعب

ومع ذلك، فإن نشاط هازوني بمراكز الأبحاث لم يكن كافيا للوصول إلى آذان بعض قادة المعمورة، ولكن ذلك تم له بفضل نجاح كتابه "فضائل القومية" الذي يتمتع بميزة تقديم غذاء للفكر لرؤساء الدول اليمينيين المتطرفين.

والحجة الرئيسية في الكتاب بسيطة ومتكررة إلى حد الغثيان -حسب جوزيف كونفافرو- وهي أن المقياس الصحيح لتنظيم المجتمعات البشرية هو الأمة المنظمة في دولة، ومن الضروري بالطبع تمييز هذا النموذج المثالي عن المنظمات الصغيرة جدا، مثل "نظام القبائل والعشائر"، والكبيرة جدا، مثل "الإمبراطوريات".

وأحد أهداف هازوني المفضلة التي توحد اليوم اليمين المتطرف المعولم، هو "المعولمة الليبرالية"، وهي "أيديولوجية إمبريالية تهاجم القومية والقوميين"، لأنه يرى أن "العالمية تكره الخاص وتشعر بالرعب والاشمئزاز منه"، يقول "إن الحكومة العالمية المثالية تنشأ عندما تكون الأمم قادرة على تصميم مسارها المستقل وتنمية تقاليدها الخاصة، والدفاع عن مصالحها الخاصة دون التعرض لأدنى تدخل".

ويعرف هازوني الأمة على أنها عائلة كبيرة منيعة أمام الأجسام الأجنبية، "إن الهوس بالرخاء المادي والسلامة الداخلية والتراث الجماعي يحول كل عائلة وكل عشيرة وكل قبيلة وكل أمة إلى شكل من أشكال الحصن المحاط بالجدران المهيبة وغير المرئية في نفس الوقت".

فضائل القومية

وهكذا، يرى المؤلف أن "الهيمنة الساحقة لجنسية واحدة ومتماسكة، تتميز بروابط الولاء المتبادل القوية وغير القابلة للانحلال، هي في الواقع الأساس الوحيد للسلام الداخلي في إطار دولة حرة"، ولكن هذا المديح للأمة لا ينطبق على الجميع، وهو لا يعني بالمرة "الدفاع عن حق عالمي في الاستقلال الوطني وتقرير المصير لجميع الشعوب".

ولذلك يطور هازوني "مبدأ الحذر" الذي يدعونا إلى الحذر من تطلعات الناس الذين ليست لديهم بعد دول مستقلة، ومن الصعب عدم التفكير في الفلسطينيين وإن لم يتم ذكرهم -حسب الكاتب- إذ إن هازوني يرى أنه لا فائدة من تعريض دولة وطنية للخطر من خلال إنشاء دولة جديدة بالقرب من حدودها.

وكما هو الحال في هذا الكشف حيث تتزين القومية بكل الفضائل، ولكن لا يمكن أن تنطبق على جميع الناس وجميع الأمم، فإن كتاب هازوني يعمل بشكل أساسي من خلال القياسات المنطقية المتعاقبة -حسب الكاتب- مما يسمح له بالوصول إلى الاستنتاجات المطلوبة دون أن ينزعج من المنطق أو الحقائق التاريخية أو المعاصرة التي تتعارض مع تفكيره.

وقد عارض هازوني باستمرار "شيطنة" نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وصربيا في عهد رئيسها السابق سلوبودان ميلوسوفيتش.

ومن أجل إنقاذ هذه الأنظمة القومية والانفصالية، يستخدم الباحث أسلوبه البلاغي الثاني، وهو المقارنة، التي تسمح له بالتقليل من أهمية الجرائم أو إضفاء طابع نسبي عليها، قائلا "السبب الذي يبرر المعاملة التي يتعرض لها هؤلاء الناس هو أن مواطني جنوب أفريقيا والصرب يعتبرون أوروبيين وأن المعايير الأخلاقية تطبق عليهم ولا علاقة لها بما هو متوقع من جيرانهم الأفارقة أو المسلمين".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات فی الولایات المتحدة القومیة المحافظة فی إسرائیل حسب الکاتب

إقرأ أيضاً:

مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم الحلقة 3

فبراير 6, 2025آخر تحديث: فبراير 6, 2025

محمد الربيعي

بروفسور متمرس ومستشار دولي، جامعة دبلن

بدأت قصة علاقتي بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتيك) بدعوة لالقاء محاضرة. حينها، لم اكن اتوقع ان هذه الزيارة ستكون بمثابة رحلة استكشافية في عالم العلم والمعرفة. في اليوم الأول، انصب تركيزي على التعرف على بعض اعضاء هيئة التدريس. لكن مع مرور الوقت، بدأت اكتشف جوانباأخرى لهذا المعهد. في اليوم الثاني، انخرطت في نقاشات مطولة مع باحثين شباب،اأذهلني حماسهم وأفكارهم المبتكرة. في اليوم الثالث، تجولت في أروقة المعهد وتأملت في البيئة التي تشجع على الابداع والابتكار. مع نهاية الزيارة، ادركت انني لم اكن مجرد ضيف، بل كنت جزءاً من تجربة فريدة. لقد كانت رحلة متسلسلة، بدأت بدعوة، ثم تحولت الى سلسلة من العلاقات والتفاعلات المثمرة، لتنتهي بانطباع راسخ عن كالتك كصرح علمي شامخ.

يتميز معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتيك) بتركيزه الحصري والدقيق على العلوم والهندسة والتكنولوجيا، مما جعله بحق مركزا عالميا للبحث والابتكار في هذه المجالات الحيوية. هذا التركيز لا يقتصر على تقديم مناهج دراسية متخصصة، بل يتعداه الى توفير بيئة حاضنة للابداع والاكتشاف العلمي. يتميز ايضا بحجمه الصغير نسبيا مقارنة بالجامعات الكبرى، وهذا الحجم يتيح نسبة عالية جدا بين الطلاب واعضاء هيئة التدريس، مما يعزز التفاعل الوثيق والمباشر بين الطرفين، ويضمن توجيها شخصيا فريدا لكل طالب، حيث يحظى الطلاب بفرصة العمل عن كثب مع كبار العلماء والباحثين. تعتبر البيئة البحثية المكثفة والغنية بالفرص من ابرز سمات كالتيك، حيث يشجع الطلاب، من المراحل الجامعية الاولى وحتى الدراسات العليا، على المشاركة الفعالة في ابحاث متطورة ورائدة جنبا الى جنب مع اعضاء هيئة تدريس عالميين معترف بهم دوليا، مما يكسبهم خبرة عملية قيمة ويساهم في تطوير مهاراتهم البحثية. اضافة الى ذلك، يدير كالتيك بكل فخر واقتدار مختبر الدفع النفاث (JPL) التابع لوكالة ناسا، وهو مركز رائد عالميا لابحاث الفضاء واستكشافه وتطوير الروبوتات والمركبات الفضائية، ما يتيح للطلاب فرصة فريدة للمشاركة في مشاريع فضائية حقيقية. واخيرا، خرج كالتيك على مر تاريخه العديد من العلماء والمهندسين ورجال الاعمال البارزين الذين تركوا بصمات واضحة في مجالاتهم، بمن فيهم الحائزون على جائزة نوبل في مختلف فروع العلوم والذي يقدر عددهم بسبعين عالما، ما يؤكد جودة التعليم والبحث في هذه المؤسسة المرموقة.

تاسس معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في عام 1891 باسم متواضع هو “مدرسة ثروب للفنون اليدوية” على يد رجل الاعمال والسياسي اموس جي ثروب. كانت المدرسة في بداياتها تركز على تعليم الحرف اليدوية والمهارات التقنية، ولكنها سرعان ما بدات في التطور والتوسع في مجالات العلوم والهندسة. تطورت المؤسسة عبر السنين بشكل ملحوظ، وشهدت تغيير اسمها عدة مرات قبل ان يعرف باسمه الحالي، معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، في عام 1920، وهو الاسم الذي يعبر بدقة عن طبيعة المؤسسة واهدافها. نما كالتيك تدريجيا ليصبح جامعة بحثية رائدة على المستوى العالمي، واكتسب سمعة مرموقة بفضل مساهماته الهامة والجذرية في مجالات العلوم والهندسة، حيث يعتبر منارة للعلم والمعرفة والتكنولوجيا على مستوى العالم.

يجري معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ابحاثا متطورة ورائدة تتجاوز حدود المعرفة في مجالات متنوعة وشاملة، تشمل الفيزياء النظرية والتجريبية، حيث تجرى دراسات معمقة حول الكون وقوانينه الاساسية، وصولا الى دراسة الجسيمات دون الذرية، وعلم الفلك واستكشاف الفضاء، من خلال دراسة الكواكب والنجوم والمجرات، وتطوير التلسكوبات والمركبات الفضائية، والكيمياء بجميع فروعها، من الكيمياء العضوية وغير العضوية الى الكيمياء الحيوية والفيزيائية، والاحياء الجزيئية والخلوية، التي تركز على دراسة العمليات الحيوية على المستوى الجزيئي والخلوي، والهندسة بفروعها المختلفة من الميكانيكية الى الكهربائية والفضائية، حيث تطور تقنيات جديدة في مجالات الروبوتات والطاقة والنقل، وعلوم الارض والكواكب ودراسة الظواهر الطبيعية، مثل الزلازل والبراكين والتغيرات المناخية. هذه الابحاث لا تثري المعرفة العلمية فحسب، بل تساهم ايضا في حل مشاكل عالمية ملحة.

ضم معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا عبر تاريخه كوكبة من اشهر العلماء الذين ساهموا باسهامات جليلة في مختلف المجالات العلمية. من الصعب حصرهم جميعا، لكن ابرزهم ريتشارد فاينمان عالم فيزياء نظرية شهير، حائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1965 عن اعماله في الديناميكا الكهربية الكمية، وموراي جيل مان عالم فيزياء نظرية حائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1969 عن اكتشافاته المتعلقة بتصنيف الجسيمات الاولية وتفاعلاتها، وكارل ساغان عالم فلك وكاتب ومروج للعلوم اشتهر بابحاثه في مجال الكواكب وبرنامجه التلفزيوني “الكون” ، ولينوس باولنغ عالم كيمياء حائز على جائزتي نوبل، الاولى في الكيمياء عام 1954 عن ابحاثه في طبيعة الرابطة الكيميائية، والثانية جائزة نوبل للسلام عام 1962 لنشاطه ضد التجارب النووية، واحمد زويل عالم كيمياء مصري امريكي حائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 عن اختراعه ميكروسكوب الفيمتوثانية الذي يمكن من خلاله رؤية حركة الذرات داخل الجزيئات عند حدوث التفاعلات الكيميائية، وجون فون نيومان عالم رياضيات وفيزياء وحاسوب مجري امريكي، ساهم في تطوير الحاسوب الحديث ونظرية الالعاب.

يولي كالتيك اهمية كبيرة لمشاركة الطلاب في هذه الابحاث، سواء في مرحلة الدراسة الجامعية الاولية او الدراسات العليا. ففي المرحلة الجامعية الاولية، يشجع الطلاب على الانخراط في مشاريع بحثية صغيرة تحت اشراف اعضاء هيئة التدريس، مما يكسبهم خبرة عملية قيمة ويساعدهم على تطوير مهاراتهم البحثية والتفكير النقدي. اما في الدراسات العليا، فيعتبر البحث العلمي جزءا اساسيا من البرنامج الدراسي، حيث يعمل الطلاب على مشاريع بحثية معمقة تساهم في دفع عجلة التقدم العلمي.

يمتلك كالتيك مرافق حديثة ومتطورة على اعلى مستوى عالمي، تساعد الباحثين والطلاب على اجراء ابحاثهم بكفاءة وفعالية. تشمل هذه المرافق المختبرات المجهزة باحدث التقنيات والاجهزة، التي تمكن الباحثين من اجراء تجارب معقدة ودقيقة، والمراصد الفلكية المجهزة باقوى التلسكوبات، التي تتيح رصد ودراسة الاجرام السماوية بدقة عالية، ومراكز الحوسبة عالية الاداء التي تمكن الباحثين من اجراء عمليات محاكاة معقدة وتحليل كميات هائلة من البيانات. هذه المرافق توفر بيئة بحثية مثالية تشجع على الابتكار والاكتشاف.

يتعاون كالتيك بشكل وثيق مع مؤسسات بحثية وجامعات مرموقة في جميع انحاء العالم، مما يعزز تبادل المعرفة والخبرات بين الباحثين والعلماء من مختلف الجنسيات والخلفيات العلمية، ويساهم في تقدم البحث العلمي على المستوى الدولي. هذه الشراكات تتيح للطلاب والباحثين في كالتيك فرصة التعاون مع باحثين من مؤسسات اخرى، والاطلاع على احدث التطورات في مجالاتهم.

يعتبر كالتيك بحق من افضل الجامعات على مستوى العالم للعديد من الاسباب، منها تميزه الاكاديمي ومعاييره الصارمة في اختيار الطلاب واعضاء هيئة التدريس، مما يضمن وجود نخبة من العقول الشابة والخبيرة في مكان واحد، وبحثه الرائد الذي يساهم بشكل فعال في تقدم العلوم والهندسة وخدمة البشرية، من خلال تطوير تقنيات جديدة وحلول مبتكرة لمشاكل عالمية، وبسبب خريجيه المؤثرين الذين يحدثون تغييرا ايجابيا في مجتمعاتهم من خلال ابتكاراتهم واكتشافاتهم، وبسبب تصنيفاته العالمية المتقدمة باستمرار في جميع قوائم تصنيف الجامعات العالمية المرموقة، ما يؤكد جودة التعليم والبحث في هذه المؤسسة المرموقة. هذه العوامل مجتمعة ترسخ مكانة كالتيك كاحدى اهم المؤسسات العلمية والبحثية في العالم، ومساهمته الكبيرة في اعداد جيل جديد من العلماء والمهندسين القادرين على قيادة مستقبل العلوم والتكنولوجيا.

مقالات مشابهة

  • اليمين المتطرف الإسرائيلي يضيق الخناق على «الأونروا» في الأراضي المحتلة
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم الحلقة 3
  • باحث: أمريكا تحاول استرضاء اليمين الإسرائيلي بمخططات تهجير الفلسطينيين
  • اليمين الإسرائيلى المتطرف يرحب بـ«قنبلة الرئيس الأمريكى»
  • محافظ الشرقية: المُشاركة المُجتمعية هي السبيل لحل المشكلات التي تواجه المواطنين
  • تعرّف على الرئيس الذي ساهم بقطع علاقات 20 دولة أفريقية مع إسرائيل
  • ما الأفضل من ذلك؟.. اليمين المتشدد في إسرائيل عن خطة ترامب حول غزة
  • نتنياهو: ترامب أفضل صديق في تاريخ إسرائيل واليمين المتطرف يعلّق "مقترحه حول غزة قنبلة"
  • في رحيل الجنرال الذي أغتالته “إسرائيل” 100 مرة!!
  • القومي لذوي الإعاقة ينظم المرحلة الثانية من المبادرة القومية أسرتي قوتي بجنوب سيناء