الوطن هو المكان الذى يعطى الإحساس بالأمان والاستقرار والطمأنينة، ويمثل الملجأ لأبنائه، فمن كان بلا وطن لا يمكن أن يشعر بالأمان. كما أن الوطن هو مصدر العزة والرفعة، وهو الذى يرفع مواطنيه ويحافظ على كرامتهم، وهو الذى يجمع الأهل والأحبة والأقارب والأصدقاء، وهو البيت الكبير الذى يتسع للجميع.
الوطن ليس مجرد أرض تضمنا جميعًا تحت جناحيها، فتحمينا وترشدنا وتهدينا، وليس مجرد حفنة تراب كما وصفه عضو الجماعة الإرهابية أثناء حكم الجماعة، ولكنه روح تسكن فينا ونسكن فيها، حبه فطرة ألقاها الله فى قلوبنا، وواجبنا تجاهه يكون بالمحافظة على أرضه ومائه وهوائه، وممتلكاته العامة ومؤسساته من التخريب، وأن نقف وقفة عز وشموخ لرايته العظيمة. فالوطن ليس لهجة نتلفظ بها أو جنسية نحملها أو قانونًا نلتزم به، بل هو أسمى من جميع تلك العبارات، لأنه نعمة كبيرة، فعلينا أن نصون ترابه وأرضه بالترابط والتلاحم وغرس القيم النبيلة فى نفوس أبنائه.
فقدان الوطن يجعل سادته عبيداً والأعزة أذلة والكبار صغاراً, ولا يعوض فقدان الوطن مال ولا ولد ولا جاه، وقد عبر أحد الشعراء عما حل ببعض ملوك الطوائف فى الأندلس نتيجة فقد الوطن:
بالأمس كانوا ملوكاً فى منازلهم... واليوم هم بلاد الكفر عبدان
ليس هناك أقسى على الإنسان من فقدان الوطن وفقدان البيت وفقدان الأرض عنوان هويته وانتمائه وجذوره لأى سبب كان.
يتغرب الإنسان غالبًا من أجل الدراسة أو بسبب العيش أو ربح مادى أفضل ويطمح إلى الوصول إلى مستوى معيشى مرموق على حساب تغربه عن أهله، أو قد يتغرب بشكل قسرى فى حالات الحروب وانعدام الاستقرار الأمنى والسياسى، وقد تكون الغربة قسرية إجبارية، كأهل فلسطين «الشتات الفلسطينى» مثل اللاجئين منهم والنازحين، ولا يعرف الوطن إلا من ذاق الغربة، فألم الفراق عن الوطن من أصعب الآلام ومن أشدها، فمن لا يبكى لفراق الوطن? ومن لا يشتاق لأرض وطنه? فلو لم يكن الوطن غاليًا لهذه الدرجة لما سمى بتماماً كالأم الحنون التى تحتضن أطفالها وتمنحهم الشعور بالأمان والسكينة، ومهما سافر الإنسان ومهما دار من بلدان حول العالم، فلن يجد أحنّ من حضن وطنه ولا أدفأ منه.
يظل الوطن هو الأفضل فى عين شعبه والأقرب إلى قلوبهم مهما ابتعدوا عنه. الوطن مزروع فى القلب منذ المولد والصغر، فلا يقدر أحد على التفريط فى أرضه إذ يمثل الوطن لدى الأبناء رفضهم وكرامتهم التى لا يمكنهم أن يشعروا بها فى أى مكان آخر، وهو ما يدفعهم إلى حمايته والدفاع عنه وبذل الجهد من أجل تطويره فى جميع المجالات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن محمود غلاب الجماعة الإرهابية
إقرأ أيضاً:
شاروخان يتحدث عن فقدان والديه في سن صغير
شارك شاروخان نجم بوليوود الشهير ، مؤخرًا بأفكار صادقة عن حياته ومسيرته المهنية، بعد أكثر من ثلاثين عامًا في صناعة السينما.
وبمشاعر صادقة تحدث شاروخان في قمة الشحن العالمية في دبي، عن التأثير العميق لفقدان والديه في مرحلة المراهقة والشباب وكيف شكل ذلك على شخصيته وتصميمه على النجاح.
شاروخان: بعد موت والدي لم يكن لدي سوي شقيقتي ولم نمتلك مكان نذهب إليه
وكشف شاروخان أنه فقد والده عندما كان يبلغ من العمر 14 عامًا فقط ووالدته عندما كان يبلغ من العمر 24 عامًا، وقال: "مات والداي عندما كنت صغيرًا، لم يكن لدي مكان أذهب إليه، كانت لدي أخت ظلت معي، لم يتبق لنا سوى نحن الاثنان في هذا العالم، وتركت هذه الخسارة المبكرة علامة كبيرة علي، مما دفعني إلى التفكير في مشاعر والدي فيما يتعلق بخيارات حياتي وصراعاتي".. بحسب ما نقله موقع"The Times Of India".
وأعرب شاروخان عن فكرة أثرت فيه وقال: "شعرت في صباح أحد الأيام أن والدي ربما يكونان هناك في مكان ما ..وسوف ألتقي بهما مرة أخرى بالتأكيد، إنهم نجوم في السماء وسألتقي بهم، وعلى الرغم من هذا الاعتقاد المريح، تساءلت عما إذا كانوا قلقين علينا، وفكرت يا إلهي، ماذا يجب أن يحدث لنا وليس لدينا قوت يومنا".
وغذت هذه التأملات دافع نجم بوليوود للعمل الجاد وتحقيق النجاح، فكان تصميمه نابعًا من رغبته في عدم خذلان والديه، وقال : "بدأت العمل بجد، وأصبحت مصممًا جدًا على النجاح لأنني لم أكن أريد أن يشعر والداي بالسوء لأنهما لم يعتنيا بي".
تأثير ما مر في حياة شاروخان كأب
ووصف هذه العقلية بأنها وجهة نظر غريبة ولكنها محفزة: "سأصبح ناجحًا وأستدير وأقول.. أنا أبلي بلاءً حسنًا! لا تشعر بالذنب لأنك مت مبكرًا".
ودفعه هذا الشعور بالمسؤولية تجاه والديه الراحلين إلى السعي لتحقيق الانتصار في حياته المهنية.
كما تحدث عن كيفية تأثير هذه التجارب على دوره الحالي كأب، وقال: "الآن أنا مصمم على أن تكون حياة أطفالي صحية وسعيدة.. كلهم جميلون ومحبون للغاية ومجتهدون".