مايكل كوهين يكشف تفاصيل قصة دفع ترامب الأموال لممثلة الأفلام المنافية للآداب
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
وصف مايكل كوهين، مساعد الرئيس السابق دونالد ترامب، دوره في منظمة ترامب خلال شهادته يوم الاثنين في محكمة مانهاتن بأنه كان "كل ما يريده" ترامب بشكل أساسي.
ويعتبر كوهين شاهدًا رئيسيا للمدعين العامين في نيويورك في محاكمة ترامب الجنائية المتعلقة بأموال الصمت. ويمكن أن تساعد شهادته في تحديد مصير الرئيس السابق والمرشح الرئاسي للحزب الجمهوري.
ويمكن أن تكشف شهادة كوهين أيضًا تفاصيل جديدة ودامغة حول الدفعة المالية لعام 2016 التي قام بتسهيلها لممثلة الأفلام المنافية للآداب ستورمي دانيلز.
وتمثل الشهادة أيضًا تصعيدًا في العلاقة الفاترة بين كوهين وترامب، والتي بدأت تتدهور بعد انتخابات عام 2016.
وقال كوهين يوم الاثنين لصحيفة "نيويورك تايمز": " كان الشيء الوحيد الذي كان يدور في ذهني هو إنجاز المهمة، وجعله سعيدًا".
وصرح كوهين لشبكة "سي إن إن": "لقد تحدثت وذهبت إليه (ترامب) على الفور لإبلاغه بوجود قصة سلبية على غلاف إحدى المجلات، وللحصول على توجيهاته بشأن ما يريد مني أن أفعله".
وأضاف: "لقد طلب (ترامب) مني أن أتأكد من عدم نشر القصة.. وأبلغني: عليك أن تتعامل معها".
وشهد كوهين أيضًا يوم الاثنين بأنه تحدث إلى ترامب "كل يوم وعدة مرات في اليوم" عندما بدأ العمل في منظمة ترامب، وفقًا لشبكة "سي إن إن".
ويقول كوهين إنه دبر مبلغ 130 ألف دولار كدفعة مالية لدانيلز بتوجيه من ترامب. وجاءت هذه الدفعة لوأد قصة لقاء حميمي مزعوم بين ترامب ودانيلز اللذين أدليا بشهادتهما أمام المحكمة الأسبوع الماضي.
ويواجه ترامب 34 تهمة في عدة قضايا، من بينها دفع أموال الصمت، و من جانبه، نفى ارتكاب أي مخالفات، بما في ذلك ممارسة علاقة خاصة مع دانيلز.
ويؤكد ممثلو الادعاء أن كوهين كان متواجدا عندما وافق ترامب والناشر السابق لصحيفة National Enquirer، ديفيد بيكر، على وضع خطة لقتل القصص السلبية عن ترامب قبل انتخابات عام 2016.
ومن المرجح أن يحاول الدفاع تشويه سمعة كوهين كشاهد في القضية، وتسليط الضوء على اعترافه بالذنب في عام 2018 بتهمة الاحتيال الضريبي، وانتهاكات تمويل الحملات الانتخابية، والإدلاء ببيانات كاذبة للكونغرس.
وأوضح كوهين أنه كذب من منطلق ولائه للرئيس السابق ترامب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مايكل كوهين يكشف تفاصيل قصة الأموال للممثلة الإباحية الرئيس السابق دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
هل يعيد ترامب تشكيل العالم أم سيخضع لوقائعه؟
يعود ترامب إلى البيت الأبيض في لحظة تاريخية مفصلية، فليست أمريكا وحدها من يصارع من أجل الاحتفاظ بدور عالمي بات مهددا إلى حد بعيد، بل العالم بمجمله بات يقف على عتبة احتمالات مفتوحة على أكثر من اتجاه. فقد أدى مزيج من تراجع أمريكا وصعود فواعل إقليمية ودولية إلى بروز ديناميكيات خطرة وفي مسارح متعددة؛ ربما يستهلك تفكيكها وإخراج العالم من دائرة الخطر طاقة إدارة ترامب القادمة، وقد تأخذه هذه السياقات في طريقها ولن يجد أفضل من التساوق معها طريقا لمواجهة التحديات والتغلب عليها.
قد يكون من المبكر إعداد تصوّر للسياسات التي ستتبعها إدارة ترامب القادمة في إدارة شؤون العالم والتعامل مع القضايا المتفجرة أو التي في طريقها للتفجّر، لكن سيخضع الأمر غالبا إلى إعادة تقييم مرحلة إدارة بايدن، التي ستكون معيارا ومقياسا للكثير من السياسات التي سيتبعها ترامب، ولا سيما وأن الخبرة تؤكد أن ترامب لا يفضل التحولات الكبيرة في السياسات لاعتقاده أن تكاليفها ستكون باهظة وستفرض عليه أنماط استجابة لم يضعها في حساباته السياسية والاقتصادية.
يعود إلى البيت الأبيض في ظل مشهد جيوسياسي عالمي معقد يكاد يختلف إلى حد بعيد عن المرحلة التي حكم بها في السابق، بعد انفجار الصراعات في أوروبا والشرق الأوسط وزيادة قوة خصوم واشنطن في العالم
المؤكد أن ترامب يعود إلى البيت الأبيض في ظل مشهد جيوسياسي عالمي معقد يكاد يختلف إلى حد بعيد عن المرحلة التي حكم بها في السابق، بعد انفجار الصراعات في أوروبا والشرق الأوسط وزيادة قوة خصوم واشنطن في العالم. ورغم أن الدور الأساسي لإدارة هذه الشؤون سيبقى من مهمة المؤسسات (الدولة العميقة/ البنتاغون والاستخبارات والخارجية)، إلا أن ذلك لا ينفي أنه سيكون هناك تأثير في التفاصيل، من نوع وضع محدّدات على حجم الانخراط الأمريكي في قضية ما، مثل الحرب الأوكرانية، وتفضيل مقاربات معينة عن أخرى، رغم أن التجارب تفيد بأنه سيميل بهذا الخصوص إلى تبني الأمر الواقع ويراعي مسألة التكاليف التي تترتب على استعادة التوازنات ومقدرة أمريكا على تحقيق ذلك.
وفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ورغم اعتقاد نتنياهو أن ترامب سيكون مؤيدا لحرب حاسمة وطويلة المدى بالنظر لموقفه من إيران وهيمنتها في المنطقة، إلا أن تفضيلات ترامب قد تذهب باتجاهات أخرى، وقد يذهب إلى تبني مقاربات من شأنها إنتاج ديناميكيات مختلفة تريحه من الانشغال الكلي في منطقة لم يعد يرى فيها مصلحة كبيرة لأمريكا.
السؤال الآن: كيف سيتكيف ترامب مع الحقائق الجيوسياسية الجديدة؟ ليس صحيحا القول أنه أمام خيارين لا ثالث لهما: إما اتباع مسارات الإدارات السابقة في معالجة الأزمات عبر إدارتها وعدم الانخراط بها بشكل مباشر؛ كطريق للانسحاب التدريجي من مشاكل العالم الخارجية والتفرغ للشأن الداخلي، أو أنه سيذهب باتجاه تشغيل جميع النقاط الساخنة على طول خطوط الصدع في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط؛ في تحد علني لمواجهة القوى المنافسة للسيطرة الأمريكية العالمية. فمن واقع تجربة حكمه السابق، يميل ترامب إلى عقد الصفقات ولا يأخذ في الاعتبار قضايا من نوع حقوق الإنسان والحريات، فحسابات ترامب السياسية تتطابق إلى حد كبير مع حساباته الاقتصادية؛ التكاليف والجدوى. ترامب يعرف حدود قوة الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن تفضيلاته السياسية تركز على الداخل وكيفية استعادة أمريكا قوتها الاقتصادية والتكنولوجية على المستوى العالمي، وهو الحقل الذي يراه القاطرة الأساسية لمواصلة التأثير الأمريكي على المستوى العالمي.
ترامب الحالي سيكون مختلفا عن ترامب السابق بدرجة كبيرة، والمرجح تراجع المزاجية والتسرع في بناء سياساته، وهذا قد يفتح الباب أمام تفاعلات أكثر جدية بينه وبين الطاقم الذي سيختاره للإدارة، وقد ينتج عن ذلك التخفيف إلى حد بعيد من ما جرى تسميته بـ"الترامبية"، أي السياسات التي اصطبغت إلى حد بعيد بسياساته النزقة والمستعجلة والعاطفية
لكن بالمقابل، يعمل ترامب في بيئة لن تدعه يخطط بأريحية، وستفرض عليه نموذجا للمنافسة يضطره إلى إعادة ضبط أجزاء كثيرة من استراتيجيته لتتواءم مع هذا الواقع المعقد، ذلك أن هذه التحديات لم تنشأ بسبب معارضة الفواعل الدولية والإقليمية للسياسات الأمريكية وحسب، بل نتيجة احتياجاتها ومتطلباتها ورؤاها لمستقبل أدوارها وحجم تأثيرها العالمي، والأهم من ذلك، تقديرها لقوتها وقوة أمريكا، ومن ثم فإنها قد لا تتأثر بصفقات ومساومات ترامب كثيرا. فروسيا على سبيل المثال لن تتراجع عن احتلالها لأجزاء كبيرة من أوكرانيا، مهما وصل مستوى العلاقات بين ترامب وبوتين، دون الحصول على مكاسب جيوسياسية مهمة في أوروبا، كما أن الصين لن تتراجع عن سعيها لاستعادة تايوان حتى مع احتمالية حصول تحولات إيجابية في سياسة ترامب تجاهها.
المؤكد أن ترامب الحالي سيكون مختلفا عن ترامب السابق بدرجة كبيرة، والمرجح تراجع المزاجية والتسرع في بناء سياساته، وهذا قد يفتح الباب أمام تفاعلات أكثر جدية بينه وبين الطاقم الذي سيختاره للإدارة، وقد ينتج عن ذلك التخفيف إلى حد بعيد من ما جرى تسميته بـ"الترامبية"، أي السياسات التي اصطبغت إلى حد بعيد بسياساته النزقة والمستعجلة والعاطفية. فالواقع الجيوسياسي العالمي الجديد لم يعد يحتمل مثل هذه السياسات، والمرجح أن الجيوسياسة ستفرض على ترامب التكيف مع واقعها ومخرجاتها، لا أن يشكّل ترامب العالم وفقا لرؤيته وتطلعاته.
x.com/ghazidahman1