بوابة الوفد:
2025-04-26@11:02:22 GMT

صناعة الإبداع والثقافة

تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT

ظهر مصطلح صناعة الإبداع أو الصناعة الإبداعية بعدما انتشر مصطلح صناعة الثقافة والاستثمار الثقافى مع بدايات الألفية الثانية وتبنت منظمة الثقافة العالمية اليونسكو هذين التعبيرين وأفردت مساحات لتحديد المفهوم والمعنى والمغزى من تحويل الثقافة والإبداع إلى صناعة واستثمار وكأن الإبداع الفكرى والفنى والأدبى ما هو إلا سلعة تحتاج إلى مؤسسات اقتصادية تضع لها دراسات جدوى وإستراتيجيات وأيضًا إلى عمل يحولها إلى صناعة تدر الربح والمال وتدخل ضمن آليات السوق فى العرض والطلب ولا مانع من أن تضيف إلى الناتج القومى والدخل القومى ولا تقف الثقافة والإبداع عند حدود الفرد وإنما الكل أو المجموع من أجل الاستثمار الصناعى والاقتصادى.

ومن هنا نجد أن العلوم الإنسانية من أدب وفنون بصرية وسمعية وإعلامية يجب أن تتداخل مع علوم الاقتصاد والأعمال وأيضًا علوم البرمجيات والحاسبات والذكاء الاصطناعى فى مناهج جديدة وتخصصات مبدعة علميًا وفكريًا خارج كل الأنظمة التقليدية المتعارف عليها، وإن كانت المناهج والدراسة هى البداية إلا أن الدولة عليها دور كما للقطاع الخاص أيضًا فى تبنى هذه الافكار الجديدة عن أهمية وحتمية تحويل الثقافة والإبداع والفنون إلى الاستثمار دون الإخلال بالمعنى والمضمون ولا يجب ان تنحرف الأمور نحو عبارة «السوق عايز كده» أو «الجمهور عاوز كده» لان الثقافة والابداع ينقسم إلى محاور عدة أهمها:

١- الثقافة والتراث الشفاهى والمكتوب سواء تراثا أدبيًا أو إبداعيًا أو شعبيًا فجميع هذه الأشكال ما هى إلا إبداعات علينا الحفاظ عليها وإعادة صناعتها لتناسب الحاضر دون المساس بأصولها وبفروعها وإنما علينا التركيز على مقومات هذا التراث الفكرى من أدب وفن وحلى وملابس وطقوس وفن تشكيلى ورسم وموسيقى وحتى الإيقاع الراقص والسير الشعبية وكل ما يحدد الهوية الثقافية.

٢- الفنون والآداب الإبداعية من روايات ومسرح وشعر وسينما وموسيقى وغناء وتصميم وديكور وعمارة وإعلام ودراما كل هذا من الممكن ان يتحول إلى صناعة حقيقية لكن دون ان نهدر من قيمة المعنى وأهمية المضمون وضرورة الرسالة فى كل إبداع وكل فن وكل إعلام حيث يجتمع الابداع الفردى والموهبة والعلم مع التكييف الصناعى لهذا الإبداع وفق آليات السوق والعرض والطلب والأخذ فى الاعتبار الإرتقاء بالذوق والوجدان والفكر ومزج المتعة بالفكر والترفيه بالرسالة، وعدم تفضيل المكسب على المضمون الإبداعى، ومساعدة المبدعين الصغار والمبتدئين فى كافة المجالات من تسويق وإعلان وترويج وتحفيز ونشر وغيرها من أدوات الإقتصاد والصناعة.

٣- الألعاب الإلكترونية والبرامج الترفيهية والمنصات الجديدة ما يطرح ويعرض من خلالها يعد من الفنون الإعلامية الإبداعية التى تستخدم التكنولوجيا استخدامًا قد يكون ضارًا ومؤثرًا بالسلب مع أنه يحقق أرباحًا تتخطى الملايين إلى المليارات خاصة فى الألعاب الالكترونية والتى تستخدم الفنون والتراث والشخوص التاريخية فى سياقات تحوى الكثير من العنف وتحرض على سلوكيات مرفوضة وترسخ مفاهيم مغلوطة ضد العادات والتقاليد والدين، بالرغم من أنها تحقق المكاسب فهى تدمر المجتمع والفرد.. هى صناعة تعتمد على الإبداع المدمر وليس الإبداعى البناء. إنها الثورة الثقافية الجديدة التى نحتاج إليها فى أن يتبنى المفكرون والمثقفون والعلماء تلك القضية التى أصبحت قضية حيوية حيث الإبداع والثقافة يعانيان من الإهمال حيث مازالت جهود الإبداع فردية ولا توجد مؤسسات جادة تحول الثقافة إلى اقتصاد وصناعة تحمى المبدع وتفيد الجمهور وتثرى المجتمع… العلوم الإنسانية والفنون والموهبة والإبداع هم ذلك الجانب المضىء فى تاريخ الإنسانية والحضارة.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

«أبوظبي الدولي للكتاب».. عقود من الإبداع الثقافي والمعرفي

أبوظبي/وام
نجح معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مع انطلاق دورته الـ34 اليوم، في ترسيخ مكانته وجهة ثقافية ومعرفية رائدة، حيث تمكن على مدار عقود من ترسيخ مفهوم استدامة المعرفة والثقافة، وعزز حضور اللغة العربية في قطاع الصناعات الإبداعية والثقافية محلياً وإقليمياً وعالمياً.
وبدأت مسيرة المعرض بمحطات ملهمة منذ عام 1981، حين افتتح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، دورته الأولى تحت اسم «معرض الكتاب الإسلامي»، والتي أقيمت في المجمع الثقافي بأبوظبي بمشاركة 50 ناشراً.
وفي عام 1986، انطلقت أولى دورات «معرض أبوظبي للكتاب» في المجمع الثقافي أيضاً، بمشاركة 70 ناشراً، قبل أن يزداد زخمه في دورة عام 1988 بمشاركة 80 ناشراً من 10 دول عربية.
وفي عام 1993، تقرر تنظيم المعرض بشكل سنوي، مع مشاركة متنامية من دور النشر المحلية والإقليمية والعالمية.
ومع مطلع الألفية الجديدة، استقطب المعرض في دورة عام 2001 نحو 514 دار نشر، بحضور لافت من قادة الفكر والرموز الثقافية.
وشهد المعرض في دورة 2009 إطلاق «مكتبة العرب الإلكترونية»، ونجح في استقطاب 637 دار نشر من 52 دولة، فيما تم اختيار فرنسا ضيف شرف في دورة 2011 للمرة الأولى.
وفي دورة عام 2014، تم لأول مرة إطلاق برنامج «الشخصية المحورية»، حيث تم اختيار المتنبي، وشارك في المعرض 1050 عارضاً.
واحتفل المعرض في عام 2015 بيوبيله الفضي، واحتفى بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه» كشخصية محورية، بمشاركة 1181 دار نشر من 63 دولة.
كما احتفى بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان شخصية محورية في دورة عام 2018 التي تزامنت مع «عام زايد»، حيث شهد المعرض مشاركة 1350 عارضاً من 63 دولة، واختيرت بولندا ضيف شرف.
أما في عام 2019، فكانت الهند ضيف شرف المعرض، الذي شهد لأول مرة إطلاق «وثيقة المليون متسامح»، بالتزامن مع «عام التسامح».
وشهدت الدورة الماضية مشاركة 1350 عارضاً من 90 دولة، تحت شعار «هنا... تُسرد قصص العالم»، كما سجلت مشاركة 145 دار نشر للمرة الأولى، إلى جانب 12 دولة جديدة من بينها اليونان، وسريلانكا، وماليزيا، وباكستان، وقبرص، وبلغاريا، وموزمبيق، وأوزبكستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وقيرغيزستان، وإندونيسيا.
وفي خطوة غير مسبوقة، تقرر للمرة الأولى تمديد فترة المعرض إلى 10 أيام بدءاً من الدورة الحالية الـ34، التي تُقام من 26 إبريل إلى 5 مايو 2025، ما يسهم في تحفيز الابتكار في صناعة النشر، وتعزيز الحوار والتبادل الثقافي، فضلاً عن تقديم دعم أوسع للكتّاب المحليين والعرب عبر منحهم وقتاً أطول للتواصل مع الناشرين العالميين.
ويحتفي المعرض، ضمن نهجه الداعم لحوار الثقافات، بثقافة منطقة الكاريبي التي اختيرت ضيف شرف هذا العام، إلى جانب تسليط الضوء على الطبيب والفيلسوف ابن سينا كشخصية محورية، فيما يشهد المعرض أيضاً حضوراً خاصاً لكتاب «ألف ليلة وليلة» ضمن فعالياته المتنوعة.
ويشارك في الدورة الحالية أكثر من 1400 عارض من 96 دولة حول العالم، يتحدثون أكثر من 60 لغة، منهم 120 عارضاً يشاركون للمرة الأولى، بنسبة نمو تبلغ 18%.
كما تسجل الدورة مشاركة دور نشر من 20 دولة جديدة من أربع قارات، تتحدث أكثر من 25 لغة، ويضم المعرض 28 جناحاً دولياً، ويستضيف 87 جهة حكومية محلية ودولية، إلى جانب 13 مؤلفاً ناشراً، و15 جامعة، و8 مبادرات مخصصة لدعم النشر.

مقالات مشابهة

  • الثلاثاء.. مناقشة "ليالي الطين" في منتدى المستقبل للفكر والإبداع
  • «أبوظبي الدولي للكتاب».. عقود من الإبداع الثقافي والمعرفي
  • ملتقى “عين على المستقبل” يناقش سبل بناء جيل علمي وتقني
  • الثلاثاء.. مؤتمر ثقافي بالغربية يناقش «الإبداع الأدبي بين الخيال والهوية»
  • إحياء «اليوم العالمي للكتاب».. دعوة للنهوض الثقافي والإبداع المعرفي
  • الأميرة عادلة بنت عبدالله ترعى حفل جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان للتفوق العلمي والإبداع في التربية الخاصة
  • أمانة العاصمة.. حراك صيفي في مضمار العلم والجهاد
  • وزيرا التربية والتعليم والثقافة يناقشان الخطط المشتركة
  • تكريم الفائزين في مسابقة دار الفكر للقراءة والإبداع بدورتها العاشرة في دار الأوبرا بدمشق
  • اجتماع بعدن يناقش التحضير الجارية لإنعقاد ورشة إنتاج البن