بوابة الوفد:
2025-01-24@03:27:17 GMT

قبل أن ينفد صبر مصر

تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT

فى الوقت الذى يندد فيه العالم بوحشية ، لازالت سلطة الاحتلال تجبر الفلسطينيين على إخلاء مناطق جديدة برفح تمهيدا لاقتحامها، حتى بلغ عدد النازحين أكثر من 150 الف شخص خرجوا فى مشهد مأساوى مهين، كأنهم يعيدون إلى الأذهان صورة النكبة الأولى عام ١٩٤٨، يحدث ذلك بمباركة أمريكية أوربية وتأييد غربى سافر، فبينما تقصف إسرائيل مخيم (جابليا) أمس الأول يخرج انتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى ليبرئ إسرائيل من انتهاك القانون الدولى، ويرجوها ان تلتزم بحقوق المدنيين، كما تهدد بعض الدول الغربية إسرائيل بالاعتراف بفلسطين!
هكذا اعتاد الغرب تلك التصريحات لدغدغة الرأى العام الضاغط على صناع القرار فى عواصمهم، بمظاهرات حاشدة فى الشوارع والجامعات، (كهارفارد وكولومبيا وكذلك جماعة جورج واشنطن) بالعاصمة الأمريكية، والتى تطالب بإصدار مذكرة اعتقال لنتنياهو من الجنائية الدولية، لقاء جرائمه ضد الإنسانية.


من جانب آخر يتزامن مع تلك الأحداث تصويت ١٤٣ دولة من ١٩٢ أعضاء الجمعية العامة بالأمم المتحدة، للاعتراف بفلسطين، كخطوة ايجابية لصالح القضية الفلسطينية، لكن واشنطن تنتظرها فى مجلس الأمن (بفيتو جديد) لاغتيال هذا القرار!
أمام ذلك كان ولازال الموقف المصرى واضحًا فى إدانة إسرائيل، منذ اللحظات الأولى للعدوان على غزة، وطوال شهور الحرب تحمل مصر إسرائيل مسئولية تدهور الأوضاع الانسانية فى القطاع، ورفضها الحالى التنسيق مع الجانب المصرى لدخول المساعدات، التى باتت متوقفة أمام معبر رفح منذ ثلاثه أيام، كما أن مصر كانت ولا زالت رافضة للنزوح الجماعى من رفح، متمسكة بوقف التهجير القسرى لتصفية القضية الفلسطينية، داعية إلى حل الدولتين لانهاء الأزمة.
واليوم تتخذ مصر خطوة جديدة قبل نفاد صبرها، بعد أن طال هدوئها أمام التعنت الإسرائيلى، ولكن عندما يتعلق الأمر بأمنها القومى -وهى الأقدر على حمايته- فكان لابد من تحركها القانونى المتصاعد، والذى تجسد فى مشاركة جنوب افريقيا فى دعواها ضد إسرائيل بمحكمة العدل الدولية، إيمانا من جانبها بأن التصعيد الإسرائيلى لابد أن يواجه بتدخل قانونى حاسم خاصة وان لمصر مصداقيتها القانونية فى المحافل والمنظمات الأممية، بعد ان دفعها لذلك القتل جوعا والابادة الشاملة للفلسطينيين، وعدم اعتراف إسرائيل بحقيقتها، كسلطة احتلال يلزمها القانون الدولى باحترام حقوق وادمية الشعب المحتل!
فهل تفيق إسرائيل قبل نفاد صبر مصر؟

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عبدالعظيم الباسل العدوان الإسرائيلي على غزة وزير الخارجية الأمريكي القضية الفلسطينية مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

مرحلة جديدة من محاولة تصفية القضية

#مرحلة_جديدة من #محاولة #تصفية_القضية _ #ماهر_أبوطير

في مقالي قبل يومين، الذي كان بعنوان”استبدال جبهة بجبهة في الضفة، أشرت إلى أن إسرائيل بعد كلف حرب غزة، سوف تستثمر الهدنة، وتستبدل غزة بالضفة الغربية.

وخلال اليومين الماضيين، شنت إسرائيل هجوما ضد مدينة جنين ومخيم المدينة، بعد أن خرجت قوات اوسلو الأمنية منه، بعد عمليات تواصلت على مدى 45 يوما، لنزع سلاح المقاتلين، وهذا الهجوم استعملت فيه إسرائيل طائرات الأباتشي، والمروحيات، والمسيرات، فيما أغلب المقاتلين لديهم أسلحة رشاشة وربما متفجرات وألغام، لكن القصة تتجاوز المخيم بكثير، وهو مخيم حاولت سلطة أوسلو تطهيره من المقاومة بذريعة الحفاظ على الفلسطينيين من بطش إسرائيل المتوقع واللاحق، لكنها لم تنجح، وأبرأت ذمتها توطئة لدخول إسرائيل ذاتها.
دخلنا مرحلة جديدة من محاولة تصفية القضية الفلسطينية، وهذه العمليات الإسرائيلية ستؤدي في المحصلة إلى انفجار الضفة الغربية، ومن أبرز التداعيات المحتملة، حدوث انشقاق في أجهزة الأمن الفلسطينية، حيث لا يعقل أن يسكت عشرات آلاف العناصر على قتل أبناء شعبهم، والاحتلال أمامهم، مثلما حدث في قطاع غزة، والاحتلال بعيد عنهم في القطاع، اضافة إلى أن هذه المواجهات ستؤدي إلى مجازر قد تصل إلى استهداف أغلب مدن الضفة، والسعي لنقل الفلسطينيين من مناطق محددة، إلى مناطق ثانية، وتكرار سيناريو ترحيل أهل شمال قطاع غزة إلى جنوبه، من خلال تطبيق تصور جديد لسيناريو الإزاحة السكانية يضمن تفريغا لمدن بأكملها وعلى رأسها الخليل ونابلس، وما ينتظر القدس، والمسجد الأقصى في مرحلة لاحقة، كما أن هذه العمليات ستؤدي إلى تفكيك سلطة أوسلو سياسيا، وإنهاء هياكلها أمام المشهد، في الوقت الذي يظن البعض أن السلطة قادرة على العودة إلى غزة، وحكم القطاع.
التداعيات كثيرة، وعلينا أن نتذكر أن الضفة الغربية، المعرفة إسرائيليا بكونها يهودا والسامرة، أهم لإسرائيل مليون مرة أكثر من قطاع غزة لاعتبارات دينية، وأمنية، وسياق المواجهات العسكرية يأتي في الوقت الذي تريد فيه إسرائيل إعادة فرض سيادتها على الضفة، وتهجير الفلسطينيين نحو الأردن، بشكل ناعم أو قسري، وصولا إلى الدعم الأميركي للمخطط الإسرائيلي في ظل رئاسة أميركية جديدة، تعلن شعارات وقف الحرب، لكنها لا توقفها في الضفة الغربية، لأننا أمام شعار وقف الحرب بشروط الإسرائيليين، وليس بشروط عربية.
وزير الخارجية أيمن الصفدي، يصرح امس في دافوس إن الخطر مجاور للأردن مشيرا إلى كلفة ما يجري في الضفة الغربية، وللمفارقة لم نكد نتنفس الصعداء بخصوص غزة، حتى اشتعلت معركة الضفة، التي ستكون أبرز مستهدفاتها الإسرائيلية إنهاء سلطة أوسلو، ودفن مشروع الدولة الفلسطينية من ناحية جغرافية لعدم توفر أرض للدولة، وتهويد كل الضفة الغربية، ومواصلة تصنيع ظروف اقتصادية طاردة للفلسطينيين الذين عانوا الأمرين في الضفة الغربية خلال حرب غزة، وهذه الظروف ستترافق مع الضغط الأمني والسياسي والعسكري.
معركة الضفة الغربية إذا تواصلت ستؤدي إلى مذابح وهي معركة تعد اختبارا للفلسطينيين، ولقدرة واشنطن على منع تمددها، أو نشوء نتائج سياسية عنها، تصب في إطار صفقة القرن التي كانت واشطن قد تبنتها خلال رئاسة ترامب السابقة، وهي معركة ستقود بالضرورة إلى ملف القدس، والوجود الفلسطيني فيها، وما يرتبط أيضا بالمسجد الأقصى المهدد اليوم بشكل كبير جدا، إذا تواصلت المؤشرات بذات الطريقة ولم تحدث تغيرات مفاجئة على المشهد.
صناعة أزمة سياسية وأمنية وإنسانية في الضفة الغربية، يضر الأردن أولا على صعيد الإقليم، والذي يعنيه الأردن سياسيا وأمنيا، ومحددات الاستقرار وعلاقتها بالأمن الإقليمي، في ظل جبهات مفتوحة مرتبطة بالعراق واليمن، وكلفة معركة الضفة الغربية التي تختلف تماما عن كلفة معركة غزة، لاعتبارات جوار الضفة مع الأردن، والمنطقة العربية.
يخشى مراقبون اليوم أن نكون أمام سيناريو غزة 2 بما تعنيه في الضفة الغربية، والذي يعنيه على كل الملف الفلسطيني، خصوصا، مع رغبة الحكومة الإسرائيلية بالخلاص من محاسبات حرب غزة على المستوى الإسرائيلي، بالهروب نحو جبهة جديدة، وإشعالها بهذا الشكل.
الضفة الغربية في حسابات الأمن الإستراتيجي الأردني، حساسة دائما، لكنها اليوم باتت أكثر حساسية وخطورة مما سبق، وسط حرائق الإقليم وأدخنته التي تتدفق إلينا.

الغد

مقالات ذات صلة تعليق المساعدات الأمريكية 2025/01/22

مقالات مشابهة

  • تداعيات الصراع التركي الأمريكي على مستقبل القضية الكوردية
  • باحث: إسرائيل تشهد تحولا هائلا في موازين القوى بسبب حرب غزة
  • مسؤول ألماني: سموتريتش يضر بموقف إسرائيل أمام الجنائية الدولية
  • نفاد “المدخرات” يهدد 12 مليون سوداني بكارثة
  • مرحلة جديدة من محاولة تصفية القضية
  • مفترق طرق حاسم.. متى يصل القطار الأخير للسلام الإسرائيلى الفلسطينى إلى محطته النهائية؟
  • جوجل يساعد إسرائيل في حربها على غزة.. وثائق تكشف التفاصيل (فيديو)
  • السيسي: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين بشكل قاطع حفاظا على القضية ذاتها
  • قاليباف: “إسرائيل” هُزمت بالمعنى الحقيقي للكلمة أمام جبهة المقاومة
  • البدء في إغلاق KFC وPizza Hut في تركيا.. ما الذي يحدث؟