أداء حكومة الدكتور مصطفى مدبولى تجاه المواطنين وخدماتهم اليومية تستوجب التوقف، ليس فقط بسبب العبث الذى يسيطر على تقديم الخدمات اليومية للمواطنين، وإنما أيضًا فى وجود قيادات على رأس بعض شركات الكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحى لا علاقة لهم بالواقع الذى يعيشه المواطن فى ظل صعوبة الظروف الاقتصادية، وغلاء الأسعار، والاكتواء بنار جشع التجار فى ظل ضعف الرقابة على قطاعات كثيرة.
ونكتفى هنا بالحديث عن فواتير المياه التى يدفعها المواطن المصرى فى كافة محافظات مصر، والمثال الذى نعيشه فى محافظة كفر الشيخ يؤكد أن الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى تعيش فى جزر منعزلة عن الحياة اليومية للمواطن، ولا علاقة لها بالقدرة على وجود آلية منطقية لتحصيل فواتير المياه.
نقول ذلك بمناسبة الصدمة التى يعيشها الملايين من فواتير المياه خلال الأشهر الماضية، بعد أن وصلت بعض الفواتير لأى منزل سكنى بسيط ما بين 500 جنيه إلى 1000 جنيه، وآلاف الجنيهات لمنازل ومنشآت أخرى، بحجة إضافة رسوم الصرف الصحى الشهرية لحجم الاستهلاك من المياه، الأمر الذى ينتهى بإضافة 80% من قيمة فاتورة المياه كرسوم صرف صحي، فى أمر لا علاقة لها بالمنطق وبلا رحمة.
والأمر باختصار أن المواطن الذى يستهلك مياه بـ 500 جنيه شهريًا أصبح مطلوبًا منه دفع 400 جنيه أخري كرسوم صرف صحى ليكون الإجمالى 900 جنيه مطلوب أن يدفعهم مواطن يعمل باليومية أو موظف بسيط يعيش فى قرى مصر، وهى القرى التى تشهد المعاناة فى وجود صرف صحى يليق بها، أو صرف صحى يغطى كافة أبناء القرية الواحدة بمساواة بين الجميع.
ولسنوات طويلة، بل ولعقود، كان يتم دفع رسوم الصرف الصحى من خلال الوحدة المحلية المعروفة بـ»المجلس القروي» بشكل سنوى وبما لا يزيد على 150 جنيهًا تقريبًا كل عام، دون أى علاقة بفاتورة المياه وكمية المياه المستخدمة برسوم الصرف الصحي، إلا أن تم تحصيل الرسوم مؤخرًا عبر شركة مياه الشرب والصرف الصحى بشكل مبالغ فيه أثار غضب الكثيرين، ودون أى مراعاة لشكاوى وصرخات المواطنين.
وحينما تسأل قيادات شركة مياه الشرب والصرف الصحى عن السبب وكيف تم ذلك، تجد إجابتهم متضمنة بأن ذلك الأمر فى كافة المحافظات، وكأن تطبيق القرارات الخطأ والمجحفة فى كافة المحافظات يعنى أنها على صواب ومن ثم يجب التسليم بها، دون نقاش لأنها تطبق على الجميع. فهل صدرت هذه القرارات بشأن الرسوم من رئيس الوزراء وهذا يعنى أننا أمام حكومة تعيش فى كوكب آخر أم أنها صدرت من محافظين لا علاقة لهم بأحوال مواطنيهم فى المحافظات أم أنها قرارات غير مدروسة من شركات تم التصديق عليها دون أى دراسة؟!.
والأسئلة السابقة وغيرها تحتاج إلى إجابة، فلا حكومة الدكتور مصطفى مدبولى ترحم المواطنين، ولا السادة المحافظون فى كل محافظة كانت لديهم مراعاة لأحوال مواطنيهم، حيث أصبحت فواتير المياه «نار» تحرق جيوب الغلابة والبسطاء غير القادرين على تلبية أبسط حقوق الإنسان فى المأكل والمشرب، وذلك تحت سمع وبصر من نقرأ تصريحاتهم المستهلكة يوميًا عن تخفيف الأعباء عن المواطنين وتقديم الدعم لهم. والمؤكد أن الاستمرار فى هذا الطريق بلا رجعة سيؤدى بنا إلى نفق مظلم..حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء وللحديث بقية إن شاء الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشرب والصرف الصحى فواتیر المیاه لا علاقة
إقرأ أيضاً:
نائب وزير الإسكان يبحث مع نظيره الفيتنامي فرص التعاون المستقبلي بين البلدين
التقى الدكتور سيد إسماعيل، نائب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية بنغوين تيونج فان، نائب وزير البناء الفيتنامي والوفد المرافق له، لبحث فرص التعاون المستقبلي بين البلدين.
يأتى اللقاء في إطار مشاركة وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية في المنتدى الحضري العالمي في نسخته الثانية عشرة والجاري انعقاده في مصر بمشاركة دولية واسعة، تحت شعار "كل شيء يبدأ محليًا - لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة"، وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة.
واستهل إسماعيل، اللقاء بالترحيب بنائب الوزير الفيتنامي والوفد المرافق، كما استعرض الرؤية العامة وإستراتيجية قطاع المرافق من خلال مد وتحسين خدمات مياه الشرب والصرف الصحي وزيادة نسب تغطية الخدمات بالحضر والريف على مستوى محافظات الجمهورية، والمدن الجديدة، وتنفيذ مشروعات الإحلال والتجديد لتقليل الفواقد، وتحسين النظم التشغيلية وأداء مقدمي الخدمة، وتنفيذ خطط تركيب العدادات لقياس كل نقطة مياه يتم إنتاجها وبيعها ورفع قدرات العاملين للحفاظ على الاستثمارات، واتباع أساليب التشغيل والصيانة القياسية وضمان استدامة تقديم الخدمات، وتعزيز إطار عمل القطاع على المستوى القومي من خلال إطلاق إستراتيجية متكاملة لقطاع مرافق مياه الشرب والصرف الصحي ومتابعة تنفيذها مع مختلف الجهات التابعة للوزارة.
كما استعرض الدكتور سيد إسماعيل، جهود وزارة الإسكان، لتشجيع الشركات والمستثمرين والمطورين من القطاع الخاص للمشاركة في تنفيذ خطط الوزارة وتحقيق أهدافها في إنشاء مشروعات الإسكان ومرافق مياه الشرب والصرف الصحي بالشراكة مع القطاع الخاص.
وأوضح نائب وزير الإسكان المصري، أن مشروعات التحلية وإدارة الحمأة تعد من المشروعات المخطط تنفيذها بالشراكة مع القطاع الخاص، وذلك اتساقا مع ما تضمنته وثيقة سياسة ملكية الدولة، مما يعكس تأكيد أهمية هذه الشراكة للدولة المصرية.
بدوره، استعرض نائب وزير البناء الفيتنامي، حجم المشروعات التي تقوم بها الوزارة في فيتنام، لتحقيق تنمية حضرية متكاملة والحفاظ على البيئة.
وأشاد نائب وزير البناء الفيتنامي، بالمنتدى الحضري العالمي من الناحية التنظيمية، مشيراً إلى الجهود المبذولة من وزارة الإسكان المصرية خلال الـ 10 أعوام، وإلى رغبته في الاستثمار في فيتنام، وذلك لتحقيق الاستفادة المتبادلة بين الجانبين.
واختتم نائبا وزير الإسكان والبناء بمصر وفيتنام، اللقاء، بتأكيد أهمية استمرار التنسيقات بين الجانبين بغرض نقل التكنولوجيات الحديثة وأساليب التطوير بين مختلف الدول المعنية من خلال مصر، والتي تعد بوابة إفريقيا والشرق الأوسط وتسعى إلى أن تكون مركزاً للتجارة العالمية.
وفي هذا الإطار اكد الدكتور سيد إسماعيل، قدرات الشركات المصرية في العمل بالخارج ومساعدة الدول الصديقة، وأنها تمتلك مجموعات عمل وخبرات متميزة من الناحية الفنية والإدارية، كما تم الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل لوضع خارطة طريق للتعاون بين الجانبين المصري والفيتنامي فيما يخص تطوير مستوي خدمات مياه الشرب والصرف الصحي وزيادة الفرص الاستثمارية وتشجيع القطاع الخاص للمشاركة في تنفيذ المشروعات في البلدين.