ناجي ظاهر: مثل هذا الرجل.. عن برنارد شو بمناسبة وبدون مناسبة
تاريخ النشر: 1st, August 2023 GMT
ناجي ظاهر لا أدري بالضبط- مائة بالمائة، ما الذي يدفعني بقوة منذ أيام، للكتابة عن الكاتب المفكر الانجليزي ذائع الصيت برناد شو، أهو الاوضاع المتوتّرة التي عاشتها وتعيشها حياتنا العربية عامة والمحلية خاصة، أم هي رغبتي الكامنة في ظهور صوت جهوري، جرئ، شجاع وساخر.. صوت يُمكنه أن يؤثّر على آخرين بثقابة عقله، شجاعته في المواجهة وجرأته في قول كلمة الحق.
. ربّما كمن الدافع في هذا السبب أو ذاك.. وربّما احتاج للإجابة عليه أو على غيره من الاسئلة الدائرة في فلكه، لتقليب صفحاتِ بعضٍ من أفكار، آراء وتوجّهات هذا الكاتب المتميّز.. في كلّ ما كتبه تقريبًا، من مقالات، مسرحيات وآثار أدبية حظيت باهتمام الدارسين والباحثين في معظم لغات العالم وأصقاعه المختلفة. من أجل الاجابة. سأتوقف فيما يلي عند ثلاث محطّات ميّزت برنارد شو كاتبًا جريئًا ومفكرًا شجاعًا وساخرًا حدّ العبث. المحطة الاولى، الشجاعة: لم يتردّد برناد شو كما يظهر من كتاباته و”قفشاته”، التي يعرفها أو يعرف بعضها العالم أجمع تقريبًا، في توجيه النقد إلى ما رآه خاطئًا وفي غير مصلحة مجتمعه وأبناء جلدته، وهو ما يُذكّر بنقد شاعر العربية أبي الطيب المتنبي عندما انتقد أهله وأبناء جلدته في شطره الشعري المشهور ” يا أمةً ضحكت من جهلها الأمم”. فقد وجّه نقده اللاذع إلى كلّ ما رآه غير مقبول، غير محبّذ وغير مناسب. ومما أُحب أن أذكره في هذا السياق توجيهه/ شو، النقد إلى حكومة بلاده عندما أعلنت أنها ستشدّد القبضة على الخارجين عن القانون، وسوف تخفّف اليد على حبل المشنقة ليضيق على أعناقهم. فيقول إنكم إذا ما اتخذتم هذه الخطوة، أو الاجراء، سيكون من الصعب عليكم القاء القبض على الكثيرين من المقصودين وسوف يصيبكم ما أصاب ذلك الذي تحفّز أكثر من المطلوب وقفز.. فوجد نفسه في الناحية المقابلة. المحطة الثانية، الجرأة: تطلعنا كتابات برناد شو وآراؤه التي تضمّنتها كتاباتُه ومؤلفاته الغزيرة، إضافة إلى كتابي المفكرين العربيين المصريين عنه سلامة موسى وعلي الراعي، تطلعنا على جرأة نادرة في القول والفعل، فها هو يقول إن الشعب الانجليزي- شعبه- شعب جاهل، لا يفهمك إلا عندما تجعل منه طالبًا كسولًا يضع معلّمه الآراء والافكار في فمه، بل ها هو يجيب سائلًا عابرًا عن الفرق بين الشيوعية، علمًا أنه كان من الشيوعيين الفابيين في بلاده، والرأسمالية التي كان دائم النقد لها، يجيب مشيرًا إلى لحيته وصلعته الكثيفة قائلًا:” غزارة في الانتاج وسوء في التوزيع”. هل يذكّرنا هذا بأدباء عرب قدماء أمثال الجاحظ والحطيئة.. عندما سخروا من أنفسهم؟ ربّما. أما ذروة جرأته العملية فقد تمثّلت في رفضه جائزة نوبل الادبية التي يتمنّاها جلّ مبدعي العالم.. عندما منحت له عام 1925 فرفضها، مرفقًا رفضَه لها بقوله: “إنها اشبه ما تكون بطوق نجاة يُلقى بها إلى رجلٍ وصلَ فعلًا إلى برّ الأمان، ولم يعد عليه هناك من خطر، إنني أكتب لمن يقرأ لا لأنال جائزة”. صحيح أنه رجع وقبل الجائزة، غير انه وزّع مقابلها المالي على أصحاب النصيب. المحطة الثالثة، السخرية: عرف عن برنارد شو أنه كان ساخرًا لوذعيًا، وهناك العشرات من الاقوال التي يردّدها الناس في مختلف انحاء العالم وفي شتى أصقاعه، بما فيها بلادنا، مثل قوله عن الزواج:” إنه قفص مَن يقف خارجه يتمنّى أن يدخل إليه ومَن يسترخي داخله يودّ لو يخرج منه و.. يغادره إلى لا رجعة”. وممّا يصوّر سخريته وعمق رأيه ورؤيته أنه قال عن الشعب الامريكي، إنه شعب سطحيّ يشاهد مسرحياتي ويقلب على ظهره من الضحك ويخرج من قاعة العرض وهو يتساءل هل هذه مسرحية؟ نحن لا نريد أن تنوجد بين ظهرانينا نسخة اخرى من برنارد شو، بقدر ما نريد كاتبًا مفكرًا، شجاعًا وجريئًا يرفع لواء الحق ويقول كلمته دون تردّد.. فهل سيكون لنا ما أردنا، لنكتب عنه بمناسبة وبدون مناسبة.. مثلما نفعل الآن بكتابتِنا هذه..
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
في حضرة مناسبة ذكرى مولد الزهراء: رسائل المرأة اليمنية للأعداء: مؤمنات أن النصر قريب، وأن الله معنا ما دمنا على الحق
بسواد الوشاح المُكتسي حشمةً وحياءً، خرجت المرأة اليمنيّة وهي حاملةٌ شذرات الفرحة والبهجة؛ احتفاءً بمولد سيّدة نساء العالمين، وكوثر المرأة المعطاءة، السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السّلام)، مجددةً عهد المسير على خطاها، ورافعة بيارق الصّمود الأسطوري في وجه عواصف الحروب الغربيّة الشيطانيّة.. مواسيةً في ذات الوقت نساء غزة ولبنان، اللواتي سطرن أعظم ملاحم الصّبر في مواجهة الغطرسة الصّهيونيّة.
في هذه المناسبة الغالية على قلب المرأة اليمنيّة، واكب المركز الإعلامي للهيئة النسائيّة للأمانة هذا الحدث العزيز، وأجرى استطلاعا لـ “الأسرة” مع المشاركات في هذه المناسبة.. إلى التفاصيل:
الثورة / خاص
البداية مع سارة المهدي، التي تحدثت قائلة: أتيتُ إلى هذه الساحة للمشاركة في إحياء ذكرى السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، فهي القدوة والمثال الأعلى لنا جميعًا في الصبر والثبات والإيمان.
وأضافت المهدي قائلة: يمكننا إحياء هذه المناسبة العظيمة من خلال إقامة الفعاليات، مثل عقد المجالس في المنازل والأحياء، وتقديم الأطعمة البسيطة كتعبير عن المشاركة والفرح، بالإضافة إلى تعزيز وعي الأجيال الجديدة بقيم السيدة الزهراء وسيرتها المشرقة.
وعن رسالتها للأعداء تقول: إن كل محاولاتكم لن تثنينا عن السير على نهج السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام). نحن مستمرون في اتباع مسيرتها، متمسكون بقيمها، واثقون بأننا على طريق الحق الذي سينتصر مهما طال الزمن.
وكامرأة يمنية تقول: السيدة الزهراء (عليها السلام) تمثل لنا رمزًا للوعي الهائل والثقافة الدينية العميقة، نحن نسير على خطاها، نستلهم من نهجها القوة في مواجهة المحن، ونعمل على ترسيخ هذه القيم في مجتمعنا.
ولنساء غزة ولبنان تقول المهدي: إنكن القدوة في الصبر والثبات، تمامًا كما كانت السيدة الزهراء (عليها السلام)، أنتنّ تحملن أمانة عظيمة، وأصواتكنّ هي صرخة الحق في وجه الظلم، أمّهات وأخوات وزوجات الشهداء، تضحياتكنّ تعزز مسيرة الحق وتجسد معاني الوفاء، نحن معكنّ، قلوبنا مع صمودكنّ، ودعاؤنا أن يكون النصر حليفكنّ قريبًا بإذن الله.
جهاد أبو نجوم المحاقري تقول: جئنا اليوم للاحتفال بذكرى ميلاد فاطمة الزهراء -عليها السلام- واليوم العالمي للمرأة، هذه مناسبة مهمة، جئنا فيها لتهنئة النساء المسلمات بهذا اليوم العظيم الذي رفع شأن المرأة، وحرم عليها الذل والظلم والجور، وأعطاها مكانة عظيمة في الإسلام، هذا اليوم هو يوم المرأة المخلصة المجاهدة، التي كانت مثالاً في الحشمة والعفة والجهاد والعطاء.
اتباع سيرتها
وأضافت قائلة: هذا اليوم هو يوم عظيم للمرأة اليمنية الصامدة، الثابتة على الحق، والوفية لفاطمة الزهراء. ومن خلال هذا اليوم، نؤكد على أهمية الثبات والتمسك بقيم الزهراء في وجه كل الصعاب، العدو لا يريدنا أن نحتفل بهذا اليوم ولا أن نعيش في ظل قيم فاطمة الزهراء، ولا يريد لنا أي خير على الإطلاق.
وعن كيفيّة تعزيز هذه المناسبة في وجدان المرأة تقول المحاقري: نعززها أولاً باتباع سيرة الزهراء -عليها السلام- في صمودها وثباتها، لأننا في واقعنا بحاجة لتلك الروحية التي كانت تتسم بها الزهراء، التي كانت تخدم دين الله وتجسد قيم العطاء والتضحية.
أما بالنسبة للأعداء فوجهت المحاقري رسالة تقول: رسالتنا للأعداء الذين يحاولون تحريف مسارنا عن سيرة الزهراء، فإنهم لا يدركون عظمة المرأة في الإسلام، المرأة المسلمة تعرف وتطبق أوامر الله سبحانه وتعالى في كل جوانب حياتها، ولن يستطيع الأعداء أن يذلوها أو يسيطروا عليها، الزهراء كانت رمزاً لأكبر حرية وكرامة للمرأة، وهذا ما يجب أن نسعى لتحقيقه جميعاً.
ورسالتها لنساء غزة ولبنان فهي أن يكنَّ مثل فاطمة الزهراء في صبرهن وجهادهن وعطائهن، مثلما أثبتت الأمهات في حزب الله وفلسطين ثباتهن وصمودهن، فإن أمهات الشهداء هن المثال الحقيقي للكرامة والإيمان، هنيئاً لهن بهذا الفضل العظيم الذي لا يقدر بثمن، وهن بفضل الله يقدمن أبناءهن من أجل رفعة دين الله عز وجل.
وشاركت غدير الحمزي رسائلها المتعددة بالقول: تُعرف هذه المناسبة العظيمة من خلال إقامة الفعاليات الدينية والثقافية التي تسلط الضوء على سيرة الزهراء المباركة، يتم ذلك عبر إحياء المجالس في المنازل والمساجد، وتنظيم الأنشطة التي تُذكّرنا بمكانتها العظيمة، كما يمكن تقديم الهدايا البسيطة للأطفال لتعزيز ارتباطهم بهذه المناسبة، وإشراكهم في فهم قيمها العظيمة.
مضيفة: رسالتي للأعداء هي أن محاولاتكم مهما بلغت لن تمحو مكانة بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قلوبنا، سيرة الزهراء –عليها السلام- تعلمنا أن الحق دائمًا ينتصر، وأن الظلم مهما طال سيزول، نحن نستلهم من سيرتها الثبات والصبر، ونعلم أن النصر قريب بإذن الله.
كما بلغت رسالة لنساء غزة ولبنان في هذه المناسبة قائلة: إلى قلب غزة ولبنان، رسالة النساء واضحة، نحن على نهج السيدة الزهراء (عليها السلام)، صامدات في وجه المحن، وواقفات بجانب الرجال في ساحات الصبر والتحدي، ومهما اشتدت الظروف، نظل متمسكين بقيمها ومبادئها.
كامرأة يمنية، أرسل رسالة لكل العالم: نحن على خطى السيدة الزهراء (عليها السلام)، نسير بثبات رغم المحن، معًا، رجالًا ونساءً، نستلهم من سيرتها القوة والإيمان، نحن مؤمنون أن النصر قريب، وأن الله معنا ما دمنا على الحق.
سيدة نساء العالم
على صعيدٍ متصل، تؤكد هناء أبو نجوم المحاقري قائلة: نحن في مرحلة مفصلية، في معركة فتح الموعود وجهاد المقدس، التي هي قاصمة للعدو، ونحن اليوم نحيي ذكرى ميلاد سيدة النساء في هذا العالم، سيدة نساء أهل الدنيا والآخرة، فاطمة الزهراء، عليها السلام.
مضيفة: نتعلم من سيرة الزهراء الأخلاق والقيم، الثبات في مواجهة التحديات، ففاطمة الزهراء -عليها السلام- هي قدوة لنا إلى يوم القيامة، كانت مثالاً في الجهاد، العبادة، والتضحية، وكان لها من الروحانية العالية ما يجعلها المرأة التي يجب أن يُحتذى بها في صبرها، ثباتها، وجهادها، فلولا الزهراء -عليها السلام- لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.
ومضت تقول: ونحن نرى في شعبنا اليمني العظيم نساء يفتدين الأوطان، نساء يمنيات يربين أجيالاً تخاف الله فقط، أجيالاً لا تخشى الطغاة، وهي دائماً في مواجهة الظلم، ثابتة في جميع الساحات، سواء في الداخل أو الخارج، وهذا بفضل الله وفضل الالتزام بمبادئ ديننا.
وواصلت المحاقري: نُعزز إحياء هذه المناسبة لنتعلم من الزهراء -عليها السلام- معاني الحكمة، الحياء، والصدق في العمل، فأن نكون قدوة في الإيمان والقرآن، وأن نسعى دائماً لرضا الله سبحانه وتعالى. في هذه المناسبة نتعلم منها الكثير من الدروس والعبر، مهما تحدثنا عن سيدة النساء فاطمة الزهراء، فلن نتمكن من الإحاطة بكل جوانب عظمتها.
أما عن رسالتها إلى الأعداء فتقول: مهما حاولتم نشر نماذج من النساء اللاتي لا صلة لهن بالإسلام ولا بالدين، فإن كل محاولاتكم ستزول، إن النماذج التي وضعها الله لنا هي التي نرتقي بها في الإيمان، الأخلاق، وفي كل شيء، مهما فعلتم، فإن مخططاتكم إلى زوال، ولن تحققوا أهدافكم.
وللأمة قالت: رسالتنا هي أن نكون معاً، في اتحاد تام، في مواجهة الطغاة، وفي مقاومة ظلمهم، هنيئاً لنا جميعاً بهذه المناسبة العظيمة، ونسأل الله أن يمنحنا المزيد من التوفيق والبركة في مسيرتنا نحو الخير والحق.
سيدتي ومولاتي
ختام استطلاعنا مع الكوثر ياسين، التي تحدثت بالقول: جئنا اليوم للاحتفاء بذكرى سيدة نساء العالمين، فاطمة الزهراء -عليها السلام-، يا سيدتي ويا مولاتي، مهما حاول الأعداء أن يروجوا لنا الأفكار الغربية، سنظل أمة ثابتة على مبادئنا التي نستمدها من قيم سيدة نساء الدنيا وسيدة نساء الآخرة، التي جعلها الله قدوة لنا.
وللأعداء تقول ياسين: والله، مهما فعلوا من محاولات لتغيير مسارنا، فلن نبتعد عن القدوة التي حددها لنا الله سبحانه وتعالى، الزهراء -عليها السلام- هي الأسوة الحسنة التي يجب أن نقتدي بها في حياتنا في جميع جوانبها.
أما عن رسالتها لنساء غزة ولبنان في هذه المرحلة فوجهتها قائلة: هي رسالة محبة واعتزاز، في مواجهة العدوان الصهيوني والأمريكي، أنتن مثال للثبات والصبر، قد قدَّمتن الغالي والنفيس من رجالكن وأموالكن في سبيل الله، كما قدمت فاطمة الزهراء -عليها السلام- كقدوة لنا في جميع نواحي الحياة، وأنتن قدوة لنا جميعاً في صبركن وجهادكن، كتب الله عز وجل لكن ولأهل غزة ولبنان النصر والتمكين.