السيد نصر الله: سورية ساحة دعم وإسناد لجبهات المقاومة
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
بيروت-سانا
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن سورية كانت ومازالت تشكل ساحة دعم وإسناد رئيسة لجبهات المقاومة.
وقال السيد نصر الله في كلمة بالذكرى الثامنة لاستشهاد القائد مصطفى بدر الدين: “أحد الأهداف الرئيسة في الحرب الكونية على سورية أن تصبح في الدائرة الأمريكية وخاضعة لها ككثير من الأنظمة، أو أن تغرق في حرب أهلية مدمرة”، مشيراً إلى أنها تجاوزت الحرب وما زالت في موقعها تشكل ساحة دعم وإسناد رئيسة لجبهات المقاومة.
وفيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أكد السيد نصر الله أن من جملة أهداف المقاومة في القطاع هي إعادة إحياء القضية الفلسطينية والتذكير بحقوق الفلسطينيين، لافتاً إلى أن فلسطين اليوم تعد القضية الأولى في العالم والجميع يتحدث بمظلومية الشعب الفلسطيني.
وأشار السيد نصر الله إلى أن المظاهرات والاحتجاجات الطلابية في عدد كبير من الدول الأوروبية، والتي تحمل علم فلسطين أغضبت سلطات الاحتلال والإدارة الأمريكية، مضيفاً: إنه على الرغم من الأكاذيب “الإسرائيلية” هناك أكثر من 140 دولة تطالب بوقف العدوان على القطاع وبإعطاء عضوية كاملة لفلسطين.
وأوضح السيد نصر الله أن العدوان الهمجي على القطاع واستمرار صمود الفلسطينيين ومقاومتهم وضعا العالم أمام حقيقة أن ما يرتكبه الاحتلال في المنطقة يمكن أن يجرها إلى حرب إقليمية، والعالم مسؤول أن يجد حلاً لذلك، مشدداً على أن صورة “إسرائيل” في العالم اليوم هي أنها قاتلة الأطفال والنساء والمستكبرة على القوانين الدولية وعلى القيم الإنسانية والأخلاقية وعلى كل ما هو خير وصحيح وحسن في العالم.
وأضاف السيد نصر الله: إنه بعد 8 أشهر من العدوان على القطاع نرى العدو الإسرائيلي عاجزاً عن استعادة المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية والمستوطنين إلى محيط القطاع وفي الشمال أيضاً، كما أنه عاجز عن تأمين سفنه من الصواريخ القادمة من آلاف الكيلومترات بالتزامن مع تكبده خسائر استراتيجية لحقت بمختلف قطاعاته.
وشدد السيد نصر الله على أن عمليات المقاومة في جنوب لبنان متواصلة وتصعد حسب معطيات الميدان، وأن هدفها هو الضغط على العدو الصهيوني واستنزافه من أجل وقف عدوانه على القطاع وتخفيف الضغط عنه في الوضع الميداني.
وحول ملف النازحين السوريين في لبنان بين السيد نصر الله أن هناك إجماعاً على معالجة ملف النازحين وأنه لا مناص من التواصل مع الحكومة السورية لعودتهم إلى بلدهم، مضيفاً، إنه يجب مساعدة سورية لتهيئة الأوضاع أمام عودة النازحين، وفي مقدمتها رفع الحصار والعقوبات الغربية المفروضة عليها والتي تشكل عقبة أمام عودتهم.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: السید نصر الله نصر الله أن على القطاع
إقرأ أيضاً:
دور اليمن في تعزيز محور المقاومة.. كيف يشكل أنصار الله ركيزة لفلسطين؟
يمانيون../
في ظل الصراعِ الفلسطيني “الإسرائيلي” المُستمرّ، تتعدَّدُ أشكالُ الدعم التي تتلقاها حركاتُ المقاومة الفلسطينية من دول ومنظمات في المنطقة.
من أبرز هذه القوى التي تقدِّمُ دعمًا فاعلًا هو اليمن -قيادةً وشعباً وجيشًا- التي ترى في دعمِ فلسطين جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتها العقائدية والسياسية في مواجهة الهيمنة الغربية والصهيونية. هذا الدعم -الذي يتجاوز البُعدَ السياسي ليصلَ إلى التعاوُنِ العسكري والتقني- يعكس مدى التزام اليمن بالقضية الفلسطينية، ويشكِّلُ جزءًا من محاورِ استراتيجيةٍ أوسعَ.
الأَسَاسُ الفِكري والديني لدعم القضية الفلسطينية:
ينبعُ الدعمُ اليمني، وتحديدًا من حركة أنصار الله، من أُسُسٍ دينيةٍ وعقائدية عميقة تجمع بين الشعبَين العربيين في اليمن وفلسطين. اليمن ترفُضُ اعتبارَ القضية الفلسطينية مُجَـرّد نزاع سياسي، بل هي جزءٌ من صراع طويل ضد الاستعمار الغربي والهيمنة الصهيونية، وهو ما يتقاطعُ مع مفهوم الجهاد الذي تتبناه اليمن. في هذا السياق، ترى أن الدعم للمقاومة الفلسطينية هو واجب ديني وأخلاقي، حَيثُ يعتقد اليمنيون أن الصراعَ في فلسطين هو جزء من معركة أوسع ضد الظلم والاحتلال في المنطقة.
اليمنُ ترى في فصائل المقاومة الفلسطينية، مثل حماس والجهاد الإسلامي، تجسيدًا للمقاومة المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
الدعم السياسي والدبلوماسي:
منذ اندلاع ثورة 21 سبتمبر 2014م، أكّـدت اليمنُ مواقفَها الثابتةَ تجاه القضية الفلسطينية. فقد ظلت تساند حقوق الشعب الفلسطيني في مختلف المحافل الدولية والعربية، مجدِّدةً دعواتها لوقف العدوان الإسرائيلي، ورفضها لأي تطبيع مع الاحتلال. كان المجلس السياسي الأعلى -أعلى سلطة سياسية في صنعاء- من أبرز الأصواتِ التي ترفُضُ أيةَ تسوية أَو محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.
في الدبلوماسية العربية والإسلامية، تحرصُ حكومةُ صنعاءَ على التأكيدِ على موقفها الرافض للاحتلال الإسرائيلي ودعمها الكامل للمقاومة الفلسطينية في وجه العدوان الإسرائيلي. من خلال هذه المواقف، تسعى إلى الضغط على الدول العربية والإسلامية لتفعيل مواقفها السياسية والدبلوماسية لصالح القضية الفلسطينية.
الدعم العسكري والتقني:
يعد الدعم العسكري والتقني جزءًا من الاستراتيجية التي تتبناها اليمنُ في دعم المقاومة الفلسطينية. على الرغم من التحديات التي تواجهُها؛ بسَببِ الحرب المُستمرّة والحصار المفروض عليها، فَــإنَّ اليمنَ لم تتوانَ عن تقديمِ الدعم العسكري للمقاومة الفلسطينية. هذا الدعم يشمل توفير تقنيات متطورة في مجال الصواريخ والطائرات المسيَّرة، وهي التقنياتُ التي طورَّتها اليمن خلال العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.
التعاون بين القوات المسلحة اليمنية التابعة لـحكومة صنعاء والفصائل الفلسطينية في مجالات التدريب العسكري وتبادُل الخبرات في حربِ العصابات يعد من أبرز أشكال الدعم. هناك تقاريرُ تشيرُ إلى أن اليمنَ قدمت للمقاومة الفلسطينية صواريخَ وطائراتٍ مسيَّرة لتعزيز قدرتها على مواجهة الهجمات الإسرائيلية الجوية، وهي تقنياتٌ يمكن أن تكونَ لها تأثيراتٌ استراتيجيةٌ كبيرة في ميدان المعركة.
إضافة إلى ذلك، نفَّذت القواتُ المسلحةُ اليمنية عملياتٍ عسكريةً في البحر الأحمر استهدفت السفنَ الإسرائيليةَ أَو التابعة لحُماة كيان الاحتلال، في خطوة لتعزيزِ الضغط على “إسرائيل” وتحقيق الردع العسكري. هذه العمليات تكشفُ عن قدرة اليمن على تنفيذ هجمات معقَّدة باستخدام تقنيات متطورة مثل الطائرات المسيَّرة؛ مما يساهمُ في تعزيزِ محور المقاومة في المنطقة.
التأثيرُ على التوازُن الإقليمي والدولي:
الدعم اليمني للمقاومة الفلسطينية ليس مُجَـرّدَ تعبير عن تضامن شعبي، بل هو جزءٌ من استراتيجية أكبرَ تهدفُ إلى تعزيزِ موقفها في مواجَهةِ التحالفات الدولية والإقليمية التي تدعَمُ “إسرائيل”. من خلال دعمِ المقاومة الفلسطينية، تسعى صنعاء إلى إرسالِ رسالة قوية إلى المملكة السعوديّة ودول الخليج التي تسعى إلى تطبيعِ العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.
الآثار الاجتماعية والثقافية في اليمن:
على الصعيد الداخلي، يعكسُ الدعم اليمني لفلسطين روحًا من التضامُنِ الشعبي. في ظل المعاناة الكبيرة التي يواجهُها الشعب اليمني جراء الحرب والحصار، يصبح الدعم لفلسطين جزءًا من الوعي الشعبي الجماهيري. المسيرات والمظاهرات في اليمن تشكل مِنصةَ تعبير قوية عن التزام الشعب اليمني بالقضية الفلسطينية، وتُظهِرُ مدى تأثير هذه القضية على الوعي السياسي والاجتماعي في اليمن.
إنَّ هذا الدعم يعزِّزُ من مكانةِ اليمنِ بقيادة السيد عبد الملك الحوثي في العالَمِ العربي، ويجعلُها تمثِّلُ القوةَ الإقليميةَ التي تسعى إلى مقاومةِ العدوان الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة. كما أن هذا الموقفَ يخلُقُ تضامنًا جماهيريًّا في المنطقة مع الشعب الفلسطيني؛ مما يعزِّزُ من قوة حركات المقاومة ضد الاحتلال.
التحدياتُ والتأثيرات المستقبلية:
رغم الدعم المُستمرّ الذي تقدِّمُه اليمنُ للمقاومة الفلسطينية، فَــإنَّ هناك تحدياتٍ كبيرةً تواجه هذا الدعم. من بين هذه التحديات، الضغوطُ الدولية والعربية على اليمن، خَاصَّة من قبل الدول المطبِّعة التي ترفض دعم المقاومة الفلسطينية.
ومع ذلك، فَــإنَّ صنعاء مُستمرّة في موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وتعملُ على تعزيز علاقاتها مع فصائل المقاومة الفلسطينية في إطار استراتيجية إقليمية أوسعَ تهدف إلى مقاومة الهيمنة الصهيونية والعدوان الأمريكي. هذا الدعم يعكسُ التزامًا استراتيجيًّا بعيدًا عن الاعتبارات السياسية الضيِّقة، ويشكل رسالةً واضحةً للعدو الإسرائيلي بأن المقاومةَ الفلسطينية ستظلُّ حيةً في كُـلّ زاوية من العالم العربي.
الخُلاصة:
دعم اليمن للمقاومة الفلسطينية هو جزء من رؤية استراتيجية أوسعَ في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والتصدِّي للهيمنة الغربية. هذا الدعم العسكري، الدبلوماسي، والتقني يعزز من قوة محور المقاومة في المنطقة، ويضعُ اليمن في موقفٍ قوي على الساحةِ الإقليميةِ والدولية. ورغمَ التحديات التي تواجهها، تظل اليمن متمسكة بمواقفها الثابتة، مؤكّـدة أن القضية الفلسطينية ستظل أولوية استراتيجية في السياسة الإقليمية والداخلية للبلاد.
* ثائر أبو عياش كاتبٌ فلسطيني- بتصرُّف يسير