أمير قطر يهاتف البرهان.. بحثا سبل حل الأزمة السودانية
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
هاتف الأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الاثنين، رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان، وجرى بينهما مباحثات بشأن الأزمة السودانية.
وقال الديوان الأميري القطري في بيان مقتضب: "سمو الأمير يجري اتصالاهاتفيا مع أخيه الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي بجمهورية السودان الشقيقة".
من جانبها، أشارت مواقع سودانية إلى أن أمير قطر والبرهان ناقشا العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبينها الأزمة السودانية وسبل حلها.
ونهاية الشهر الماضي تقدمت السلطات السودانية بطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، لبحث ما وصفته "عدوان الإمارات على الشعب السوداني"، ومساندتها لقوات الدعم السريع في الحرب التي تخوضها مع الجيش.
ويتصاعد التوتر منذ أشهر بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان الذي يتولى السلطة عمليا في البلاد، وبين الإمارات العربية المتحدة، ويتهم الجيش أبوظبي بدعم قوات الدعم السريع وقائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي" في النزاع الذي اندلع بينهما في نيسان/ أبريل 2023.
وأدت الحرب في السودان إلى مقتل الآلاف ودفعت البلاد البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمّرت البنى التحتية المتهالكة أصلا، وتسبّبت بتشريد أكثر من 8,5 ملايين شخص، بحسب الأمم المتحدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية القطري تميم البرهان السودانية الحرب السودان تميم قطر الحرب البرهان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
رمي البرهان بخطابه لحماً عبيطاً للصفوة فأخرجت أثقالها (2-2)
عبد الله علي إبراهيم
ليست خطبة البرهان هذه غلظته أو أركان حربه، الأولى على الإسلاميين كما نبه إلى ذلك ضياء البلال. فخطبة البرهان في معسكر حطاب قبل الحرب، لم تكن أقل فظاظة. كما كانت كلمة الفريق الركن شمس الدين كباشي في الفرقة الثانية مشاة في مدينة القضارف خلال الحرب عن الميليشيات الداعمة للجيش، وأبرزها "البراء" الإسلامية، حازمة وحاسمة حول أن القيادة للجيش في الحرب لا مناص، ويأخذ كل الآخرين "الحزا" في لغة الجيش. ناهيك من ردة فعل البرهان الغضوبة على الشيخ عبد الحي يوسف قبل شهرين أو نحوه حين قال إن الحركة الإسلامية هي من يقاتل في السودان وإنما الجيش العنوان. فرد عليه البرهان أن يأتي ويأخذ قواه التي تحارب في السودان إذا عرف أن له تلك القوى. وكان ذلك بمثابة "صرف بركاوي" للشيخ.
وليست هذه المخاشنة علة في الجيش كما صورها كثير من الإسلاميين، أو فسرها إلا من النبرة التي كشفنا عنها الغطاء في أدب خطاب الدولة السياسي. فالعلة يبدو أنها في الحركة الإسلامية في جانب إدارة كتائبها في الحرب بما يزعج الضابط المهني والسياسي في يومنا. فرد الدرديري محمد أحمد، القيادي الإسلامي، مخاشنة اليوم إلى تفاهمات اتفقت للبرهان بعودة بعض عناصر "تقدم" إلى المشهد السياسي وإقصاء الإسلاميين. فلم يقصر الدرديري الأمر على مخاشنة مقدور عليها، بل جعلها مؤامرة. وذكر البرهان بالرئيس نميري وحتى الرئيس البشير اللذين متى ما تخليا عن الإسلاميين، ذهبت ريحهما.
دور "البراء"
وربما الأمر أهون مما صور الدرديري. فحتى المراقب للحرب من المسطبة يرى من "البراء"، كتيبة الإسلاميين في الحرب، خروجاً على الانضباط عظم ظهر القوات المسلحة. فمع تصريحات المصباح أبوزيد، بكريزماه وفدائيته في قيادة "البراء"، بأن كتائبه تعمل تحت القوات المسلحة، وأنهم سيخلعون الكاكي وينصرفون إلى أشغالهم بعد الحرب، تجد لهم مع ذلك إعلاماً مستقلاً بشعارهم ينقل أخبارهم على رغم تعميم تكرر للجيش ألا يُنشر شيئاً عن العمليات الحربية منسوب لها لم يؤخذ منها، ناهيك بنشر فتوح كتائب تحت إمرتها. وأكثر ما ظهر قائدهم المصباح، وهو يحمل عصا كمثل ما يحمله قادة القوات المسلحة، ليذيع خبراً عن فتوحاتهم. فظهر مرة يعلن انتصارهم على "الدعم السريع" عند مدخل كوبري توتي جهة مدينة الخرطوم بحري، بينما كانت القوات المسلحة قد سبقت إلى إعلانها هي نفسها عن ذلك النصر. وظهر في مرة أخرى يعلن تسلمهم معسكر المظلات بالخرطوم بحري وأنصاره يمزقون لافتة كان "الدعم السريع" كتب اسمه عليها ونصبها عند مدخل المعسكر. ولم يبد عليهم أنهم في أعقاب معركة. وكان الدكتور عشاري محمد محمود والناشط عثمان ذو النون معاً تساءلا منذ وقت مضى إن كانت "البراء" تحرر ما تزعم تحريره، أم إنه يأتي في أعقاب تحرير الجيش لموقع ما وتزعم تحريره. ويعلن من جهة أخرى المصباح مرات عن سيره لموقع لتحريره كأنه سيقع غداً ويطول الزمن دونه. مثل وقوفه يوماً يعلن الزحف إلى مدينة ود مدني. ولم تتحرر المدينة إلا بعد أكثر من شهر من ذلك. وانزعج الناس أخيراً لإنذاره "الدعم السريع" إخلاء الخرطوم خلال 12 ساعة وهو ما دونه خرط القتاد بعد. وظهر أخيراً فرد إسلامي ملتح في زي عسكري في مين (الشارع الرئيس داخل جامعة الخرطوم)، وهو منصة الزخم السياسي في الجامعة، ليعلن سقوط "أهل الباطل" من ليبراليين ونسويين وأصحاب أفكار هدامة من منافسي الإسلاميين التقليديين في "تقدم" اليوم ممن أدخلوا السودان في أنفاق المتاهة. وحقه في التعبير متاح بالطبع بعد خلع البزة العسكرية التي يقاتل بها للوطن كله.
إن ما يقوم به شباب مستنفري "البراء" عن محبة للسودان مما يحتاج لإدارة سياسية أفضل مما قد تجده من "المؤتمر الوطني" الذي تصطرع أطرافه على العلن. فالحرب لا تجري في ميدان الوغى وحده. فهي تدور خارجه على مشهد من العالم ومسمع. ولنعترف أن سمعة الإسلاميين ليست فوق الشبهات عند هذا العالم. فهم حليف فادح الكلفة للجيش. فدعوة الإسلاميين للكفر بالعالم واستدباره هي هرب للأمام من عالم إقليمي وعالمي موغر عليهم. فلا يزال فينا، ومن حولنا، من يتربص لإعلان القوات المسلحة منظمة إرهابية بقرينة وجود "البراء" في أوساطها. ومتى نجحوا في هذا وقعت مشقة كبرى علينا. كما أن كسب الحرب ربما أغرى غيرنا بدفعنا إلى مفاوضات ليس من سبب واحد أن يصرفها بعض الإسلاميين كـ"مؤامرة". وحساب كل ذلك متروك لقيادة الجيش والدولة. فقبول "تقدم" في العملية السياسية بعد مراجعة نفسها كما عرض البرهان عليهم براح لا أعرف كيف سوغ للصحافي الإسلامي بكري المدني تحريمه بقوله إن الحكم القادم "لن تشكله قوى سياسية ليس لها مقاتلين في الميدان" مثل "البراء"، مما يطعن في خلوص نية الإسلاميين إن كانت حربهم للوطن أما إنها مما أهل لغيره.
عاد البرهان، الأربعاء الماضي، ليقول في أم درمان إنهم لن يتخلوا عن الناس الذين قاتلوا معهم، وإنهم شركاء في أي مشروع سياسي منتظر. وهذا تراجع غير منتظم عن دفاء عبارته الأولى بالطبع كنا في غنى عنه لو سلس له زمام الخطابة يومها. وعموماً رمى البرهان بخطابه لحماً نيئاً (عبيطاً) لفرق الصفوة السياسة، كما تقول الفرنجة في استثارة الجماعات للقتال، وأخرجت أثقالها.
ibrahima@missouri.edu