احمد الجديبا
أشاد الشاعر عيسى بن موسى الجديبا بخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصيدة جديدة بعنوان “الجود والحزم “.
وجاءت أبيات القصيدة التي أعدها الشاعر كالتالي:
الجود والحزم
هذا الملِيكُ الذي عن شعبهِ هاجا
ودَكَّ بِالحزمِ خصمًا كان هرَّاجا
هذا الغضنفَرُ يا أهلًا بِقامتِهِ
غيثًا مُغِيثًا سقى أرضًا وأمشاجا
أتى بِهِ اللهُ لم يأتِ بِقُنبُلةٍ
وما امْتطى لِيطُولَ العرشَ مِيراجا
وما تشدَّقَ في نظْمِ الوُعُودِ ولا
نادى لِيَجْمَعَ أصواتٍ وأفواجا
هذا هُوَ الكوكبُ الدُرِّيُّ قائِدُنا
في مدحِهِ عنفوانُ الشعرِ قد ماجا
جِئناهُ حُبًّا لَعَمْرِي دونما وجَلٍ
ليس الخُمُولُ لنا طبعًا ومِنهاجا
كَأنَّهُ البدرُ فِينا حالَ طلعَتِهِ
إنَّا لَنَعْشَقُ بدرًا باتَ وهَّاجا
سلمانُ هذا الذي نشدو بِنخوتِهِ
نعِيشُ في ظِلِّهِ والعيشُ قد راجا
ومَنْ يُبارِيكَ يا سلمانُ في كرَمٍ
فقد بنى لِيطُولَ الشمسَ أبراجا
ومَن يُحِيطُ بِبحرٍ لا حدودَ لهُ
كَمَنْ يشُدُّ إلى الجوزاءِ أدراجا
أمْطَرتَهُ بِسحابِ الجُودِ فاطَّلعتْ
عليهِ يعرُبُ حتى ماتَ إحراجا
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الجود الحزم الملك سلمان قصيدة
إقرأ أيضاً:
الغربة والزمان والموت: ثلاثية “هيهات تفلت من أيدي
بقلم : حسين عصام ..
ديوان “هيهات تفلت من أيدي” للشاعر أحمد الصافي النجفي هو لوحة شعرية تجمع بين مشاعر الألم الإنساني والتأملات الفلسفية العميقة. يعكس الديوان تجربة الشاعر التي كانت مزيجًا من الغربة والمرض، مما أضفى على نصوصه طابعًا فريدًا يتداخل فيه البعد النفسي مع البعد الفلسفي. من خلال هذا الديوان، يفتح الصافي النجفي نافذة على معاناة الإنسان وتحدياته في مواجهة الزمن والحياة والموت.
الغربة والعزلة
تُعدُّ الغربة واحدة من أكثر المواضيع النفسية التي تناولها الصافي النجفي في ديوانه. لم تكن غربته مجرد بعد مكاني عن الوطن، بل اغترابًا روحيًا عن العالم بأسره. يقول الشاعر:
“وحيدًا في الدُنا ما لي أنيسٌ / أُحادثه إذا اشتدت همومي”
في هذا البيت، نجد تعبيرًا مباشرًا عن الوحدة والعزلة التي عاشها الشاعر، حيث باتت همومه رفيقه الوحيد. الغربة لديه ليست تجربة عابرة بل شعور دائم يلازمه أينما ذهب.
الألم والمعاناة
لقد شكل المرض جزءًا كبيرًا من حياة الصافي النجفي، وانعكس ذلك في قصائده التي تُظهر الصراع مع الألم الجسدي والنفسي. يقول:
“أذوب كما الشمعة الحزينة / ولا أجد نورًا ولا يقينًا”
يشبّه الشاعر نفسه بشمعة تذوب بلا هدف، ليُبرز شعوره بالعجز وفقدان الأمل. الألم هنا ليس مجرد معاناة فردية، بل صدى لتجربة إنسانية عامة تعكس هشاشة الإنسان أمام الظروف القاسية.
تأملات في الحياة والموت
يظهر الموت في ديوان “هيهات تفلت من أيدي” ليس كعدو يجب الهروب منه، بل كحقيقة وجودية يقبلها الشاعر. يقول:
َ
“إذا ما جاءني الموتُ انحنيتُ / لهُ كملكٍ عظيمٍ بالتحية”
هذا البيت يُظهر فلسفة الشاعر تجاه الموت، حيث يعبر عن احترامه له كجزء لا يتجزأ من دورة الحياة. من خلال هذه النظرة، يقدم الصافي النجفي رسالة فلسفية عن تقبّل الحتميات بدلًا من مقاومتها.
عبثية الزمن
الزمن، في رؤية الصافي النجفي، قوة مدمرة تهدم كل شيء وتُبقي الإنسان في مواجهة دائمة مع الفناء. يقول:
“غدًا أكون أثرًا على وجه الثرى / فأين مني ما بنيتُ وما جمعتُ؟”
تُبرز هذه الأبيات عبثية السعي الإنساني في مواجهة الزمن، حيث يتساءل الشاعر عن جدوى كل ما جمعه وبناه بعد رحيله. هذا التساؤل يضع القارئ أمام حقيقة مؤلمة لكنها ضرورية لفهم وجودنا.
تحليل أبيات مختارة: تداخل الرمزية والدلالات النفسية والفلسفية
الصراع الداخلي
يقول الصافي النجفي:
“لعمري، إنني صارعُ نفسي / وعند الصبح أخشى أن تغلبني”
هنا، يُبرز الشاعر الصراع النفسي الذي يخوضه مع ذاته، حيث تتجلى النفس كخصم عنيد يصعب التغلب عليه. الكلمة “أخشى” تعبر عن شعور بالضعف وعدم اليقين، مما يعكس قلقًا دائمًا حيال التحكم في الذات.
الغربة الوجودية
وفي وصف اغترابه، يقول:
“وإن كنتُ في أرضي، فإني غريبٌ / كأنني نجمٌ أضاع مداره”
يستخدم الشاعر صورة النجم الذي أضاع مداره ليُبرز اغترابه النفسي حتى في وطنه. الرمز هنا يعكس الشعور بالضياع، حيث النجم الذي كان يُفترض به أن يكون مرشدًا أصبح نفسه بحاجة إلى من يرشده.
التكامل بين البعدين النفسي والفلسفي
يجمع الصافي النجفي في ديوانه بين الألم النفسي الذي ينبع من معاناته الفردية، والتأمل الفلسفي الذي يجعل من هذه المعاناة وسيلة لفهم قضايا وجودية كبرى. التداخل بين البعدين يجعل قصائده صادقة وعميقة، حيث تصبح تجربة الشاعر الشخصية انعكاسًا لتجربة الإنسان بشكل عام.
ديوان “هيهات تفلت من أيدي” ليس مجرد مجموعة من القصائد، بل هو رحلة فكرية ونفسية تتناول قضايا كبرى تتجاوز زمانها ومكانها. من خلال هذا الديوان، يقدّم أحمد الصافي النجفي رؤيته للحياة والموت والزمن بطريقة تمس القارئ وتدعوه للتأمل. قراءة هذا الديوان ليست فقط استكشافًا لتجربة شاعر، بل رحلة لفهم عمق التجربة الإنسانية.
حسين عصام