سلطنة عمان تستعرض خطتها للتحول إلى الطاقة النظيفة في القمة العالمية للهيدروجين 2024
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
قيمة الاستثمارات في قطاع الهيدروجين في سلطنة عُمان تتخطى 49 مليار دولار أمريكي
وفد عماني رفيع المستوى يضم صُناع القرار وشركات قطاع الطاقة منخفضة الكربون يشاركون في رسم ملامح مستقبل الطاقة العالمي روتردام
تستعرض سلطنة عُمان، عبر مشاركتها في القمة العالمية للهيدروجين 2024 التي تُقام في مدينة روتردام بمملكة نيذرلاندز في الفترة من 13 إلى 15 مايو، رؤيتها الطموحة لتصبح إحدى أكبر الدول المصدرة للهيدروجين منخفض الكربون بحلول عام 2030.
ترأس معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وفد سلطنة عمان في قمة الهيدروجين العالمية 2024، مسلطًا الضوء على التزام سلطنة عُمان بتقنية الهيدروجين كجزء من أهدافها للوصول إلى صافي انبعاثات للغازات الدفيئة. وتجمع القمة خبراء عالميين لمناقشة دور الهيدروجين في النقل المستدام وخطة التحول إلى الطاقة النظيفة؛ كما توفر القمة الفرصة لسلطنة عمان لتشكيل تحالفات دولية وجذب الاستثمارات في مبادرات الطاقة الخضراء.
وتشكل القمة العالمية للهيدروجين في روتردام الحدث العالمي الأبرز والأكبر في قطاع الهيدروجين، وتشارك سلطنة عُمان في نسخته الأضخم على الإطلاق ممثلةً بوفد عُماني رفيع المستوى يشمل كبار المسؤولين من وزارة الطاقة والمعادن ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وسفارة سلطنة عمان لدى مملكة نيذرلاندز، إلى جانب كبرى الشركات العُمانية المعنية بقطاع الهيدروجين بما فيها هيدروجين عُمان (هايدروم) ووحدة الطاقة البديلة في أوكيو.
تضمن مشاركة الوفد العماني جناحًا متكاملًا يعكس جوهر الضيافة العُمانية الأصيلة وعددا من الحلقات النقاشية والاجتماعات رفيعة المستوى، إلى جانب زيارات ميدانية إلى مشروعات الهيدروجين الأخضر في أمستردام، يستعرض الوفد خلالها جهود سلطنة عمان المتواصلة لبناء قطاع هيدروجين متكامل مستفيدة من موقع عُمان الاستراتيجي وإمكانياتها المستدامة لتتصدر قائمة الدول المنتجة للهيدروجين الأخضر في العالم. وحتى اليوم تمكنت هايدروم، بصفتها المنسق والمخطط الرئيس لقطاع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان، من توقيع اتفاقيات تطوير مشروعات للهيدروجين الأخضر بإجمالي استثمارات بلغ 49 مليار دولار أمريكي، لتصل السعة الإنتاجية للهيدروجين في عُمان بحلول عام 2030م إلى 1.38 مليون طن سنويا.
ويأتي الإنجاز بعد نجاح الجولة الثانية من المزادات العلنية على أراضي مشاريع الهيدروجين الأخضر في محافظة ظفار، لتنتهي بذلك المرحلة الأولى من استراتيجية عُمان للهيدروجين. وفي إطار هذه التحضيرات، تعمل البلاد على تعزيز بنيتها الأساسية عبر التخطيط لتركيب 40 مليون لوح شمسي و2,000 خبر صحفي من توربينات الرياح و650 محللًا كهربائيًا بحلول عام 2030، سعيًا منها لتحقيق طموحاتها في هذا القطاع الواعد.
وقال سعادة محسن بن حمد الحضرمي وكيل وزارة الطاقة والمعادن: "اعتمدت سلطنة عمان استراتيجية وطنية للتحول في الطاقة والمحافظة على البيئة، لتقليل الانبعاثات دون التأثير على النمو الاقتصادي وإمدادات الطاقة عالميا، كما وضعت خارطة طريق لتحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2050، حيث أسهم ذلك في بناء الأسس الرئيسية لقطاع الهيدروجين الأخضر في وقت قياسي، وبات أحد جوانب الاستثمارات المهمة في الطاقة الخضراء في سلطنة عمان، من خلال تخصيص مساحات من المواقع المناسبة لإنتاج الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والتي تزيد عن 50,000 كم²، والفرص والحوافز التي تم إطلاق جزءا منها، حيث إن الخطط طموحة من خلال المعطيات والخبرات والمقومات التي تمتلكها سلطنة عمان، والتي تستهدف من خلالها إنتاج أكثر من مليون طن من الهيدروجين بحلول عام 2030م، وما يقارب 8 مليون طن بحلول عام 2050م باستثمارات متوقعه تصل إلى 140 مليار دولار.
وأضاف وكيل وزارة الطاقة والمعادن: إن سلطنة عمان باشرت بوضع الضوابط لاستكشاف وإنتاج الهيدروجين الجيولوجي، وتشارف على الانتهاء من دراسة جدوى الهيدروجين الأزرق، وهما يُعدّان من أصناف الهيدروجين قليل الانبعاثات المُسهمة في تخفيض انبعاثات بعض القطاعات التي تسعى السلطنة لاحتضانها.
من جهته، قال غالب المعمري، رئيس تطوير الأعمال لوحدة الطاقة البديلة في أوكيو: "تتولى أوكيو للطاقة البديلة قيادة مشاريع الجزيئات منخفضة الكربون ضمن خطتها للتحول للطاقة النظيفة، والتي من ضمنها إنتاج الهيدروجين الأخضر عبر ناقلات طاقة مثل الأمونيا. وتسعى المجموعة لتوظيف المزايا التنافسية التي تتمتع بها سلطنة عمان بدءا بموارد الطاقة المتجددة من أجل تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى البنى الأساسية المتطورة، بما في ذلك منافذ التصدير الاستراتيجية على طرق التجارة".
وقالت المهندسة حفصة بنت راشد الصبحي، مدير متابعة تنفيذ المشاريع في شركة هيدروجين عُمان (هايدروم)، تعقيبًا على استراتيجيات عُمان الطموحة للتحول إلى الطاقة النظيفة: "لقد بدأت سلطنة عُمان فعليًا في تحقيق تطلعاتها لقطاع الهيدروجين الأخضر، حيث تمت حتى اليوم ترسية ثمانية مشروعات ضخمة للهيدروجين الأخضر بقيمة استثمارية تتخطى 49 مليار دولار أمريكي، وبإجمالي إنتاج يبلغ ـ1.38 مليون طن سنويًا باستخدام 34.8 جيجاوات من الطاقة المتجددة".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الهیدروجین الأخضر فی قطاع الهیدروجین ملیار دولار سلطنة عمان بحلول عام ملیون طن
إقرأ أيضاً:
الأحجار الكريمة في سلطنة عمان.. ثروة جيولوجية وقيمة علمية واستثمارية
حوار- عبير العجمية -
تمتلك سلطنة عُمان تنوعًا جيولوجيًا يجعلها متحفًا مفتوحًا يستقطب العلماء الجيولوجيين، ويضعها ضمن مناطق الثروات المعدنية والأحجار الكريمة، إلا أن الدراسات الجيولوجية المتخصصة حولها محدودة، فالطبيعة في عمان تضم تشكيلة واسعة من الصخور تعود إلى عصور جيولوجية مختلفة، وكل بيئة صخرية من هذه البيئات مناسبة لتكون أنواع مختلفة من الأحجار الكريمة.
وفي حوار مع «عُمان» تحدث ناصر بن أشرف البلوشي، رئيس قسم المختبرات بالمديرية العامة للمواصفات والمقاييس التابعة لوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، عن هذه الثروة، وجهود الوزارة في الحفاظ عليها وضمان جودتها.
• هل سلطنة عمان غنية جيولوجيًا بالأحجار الثمينة؟ وما عوامل توافرها في بيئتنا؟
يُعد التنوع الصخري الفريد في عُمان حجر الأساس لتشكل هذه الثروات. فالأرض العُمانية تضم تشكيلة واسعة من الصخور (نارية، متحولة، رسوبية) تعود إلى عصور جيولوجية مختلفة، وكل بيئة صخرية من هذه البيئات تخلق الظروف الكيميائية والفيزيائية المناسبة لتكون أنواع مختلفة من الأحجار الكريمة، بدءًا من ضغوط ودرجات حرارة عالية في الأعماق إلى عمليات الترسيب في الأحواض المائية القديمة.
كما أن النشاطات البركانية والحمم المنصهرة التي شهدتها عُمان في الماضي الجيولوجي، أدت هذه النشاطات إلى تسخين المياه الجوفية، مما أحدث دورة هيدروثيرمالية (حرارية مائية) نشطة، وقامت المحاليل الحارة الغنية بالمعادن بالتداول في الشقوق والفراغات الصخرية، ومع تبريد هذه المحاليل بمرور الوقت، تترسب المعادن مكونة عروقًا رائعة من الأحجار الكريمة مثل العقيق والكوارتز والكالسيدوني.
*****************************************************************************************
• كيف تعامل العمانيون قديمًا مع الأحجار الكريمة وشبه الكريمة؟
كان العمانيون يمارسون مهن الصياغة والنحت لتصنيع حلي زينة متنوعة مثل القلائد والأساور والخلاخيل والخواتم، معتمدين على المعادن كالذهب والفضة لإنشاء قطع تتزين بالأحجار والمواد المحلية كاللؤلؤ والعقيق، وذلك من أجل الزينة والارتباط الثقافي والاجتماعي.
*****************************************************************************************
• ما أبرز أنواع الأحجار ذات القيمة التي تم العثور عليها في بيئة سلطنة عمان؟ وما أكثرها انتشارًا محليًا؟
أبرز الأحجار ذات القيمة التي تم العثور عليها في سلطنة عمان هي العقيق والكوارتز والكالسيدوني بالإضافة إلى النيفريت وحجر السربنتين. وأكثرها انتشارًا هو العقيق.
*****************************************************************************************
• هل توجد أنواع نادرة أو مميزة في عُمان مقارنة بباقي دول المنطقة؟
بالرغم من أن سلطنة عُمان تمتلك تنوعًا جيولوجيًا مثيرًا للاهتمام، لكن الادعاء بوجود أحجار نادرة أو مميزة تبقى غير مثبتة علميًا حتى يتم إجراء دراسات منهجية شاملة، حيث لا توجد أوراق علمية محكمة كافية ومعظم ما يتم تداوله هي مشاهدات هواة وجامعي أحجار.
*****************************************************************************************
• ما الذي يميز القيمة التجارية للأحجار الكريمة ؟
العوامل الأساسية التي تجعل الحجر ذا قيمة هي الجمال والمتانة والندرة، والقيمة الحقيقية لأي حجر ذي قيمة هي نتيجة تقييم دقيق ومتوازن لهذه العوامل الثلاثة معًا.
*****************************************************************************************
• ما هي أبرز الجهود المبذولة لمراقبة الأسواق وضمان جودة الأحجار؟
تبذل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار في سلطنة عُمان جهودًا حثيثة ومستمرة في مراقبة الأسواق وضمان جودة الأحجار. تقوم فرق التفتيش التابعة للوزارة بعمليات تفتيش مفاجئة ودورية على محلات بيع المجوهرات والمعارض المختصة في عرض المجوهرات، حيث إن قانون الرقابة على المعادن الثمينة الصادر بالمرسوم السلطاني 109/2000 يعد التشريع الرئيسي لتنظيم قطاع تجارة المعادن الثمينة والأحجار ذات القيمة في سلطنة عُمان. فالمادة (٧) من القانون المذكور نصت على أنه:
«لا يجوز بيع الأحجار ذات القيمة أو عرضها للبيع أو حيازتها بقصد البيع إلا إذا كان مرفقًا بها بطاقة يوضح فيها اسم الحجر وصنفه ووزنه ولونه ومستوى جودته من حيث درجة النقاء وخواصه وسلامته من الكسر والخدش وأية عيوب أخرى به ومدى تعرضه لأي نوع من المعالجات».
لذا عندما يشتري شخص قطعة مجوهرات أو حجرًا كريمًا في عُمان، يمكنه أن يكون أكثر اطمئنانًا بوجود رقابة فعالة تحمي حقوقه وتضمن جودة ما يحصل عليه.
*****************************************************************************************
• حدثنا عن تقنيات الفحص الحديثة في كشف الغش والتمييز بين الأحجار الأصلية والمقلدة؟
مختبر فحص الأحجار ذات القيمة في المديرية يمتلك عددًا من الأجهزة والمعدات التي تؤهله لتقديم خدمة فحص الأحجار ذات القيمة للتجار والمستهلكين، ومن أبرزها أجهزة الرامان والمطياف وجهاز GIA iD100 لفحص الألماس الشفاف وتحديد المعالجات فيه.
*****************************************************************************************
• ما حجم انتشار الأحجار الصناعية أو المقلدة في السوق العماني؟ وكيف يمكن للمستهلك العادي أن يحمي نفسه؟
انتشار الأحجار ذات القيمة الصناعية والمقلدة منتشر نظرًا لتفاوت القدرات الشرائية واختلاف أذواق المستهلكين، وهو أمر طبيعي، لكن يبقى من حق المشتري معرفة الحجر الذي قام بشرائه، وإخفاء التجار لحقيقة الحجر عند بيعه هو المرفوض.
وهنا يبرز دور إصرار المشتري على الحصول على فاتورة يُذكر فيها اسم الحجر وصنفه ووزنه ولونه ومستوى جودته من حيث درجة النقاء وخواصه وسلامته من الكسر والخدش وأية عيوب أخرى به ومدى تعرضه لأي نوع من المعالجات، ففاتورة الشراء ليست مجرد إثبات دفع، بل هي عقد ضمان بين البائع والمشتري، وإثبات الملكية وتعد المرجع الأساسي في حالة وجود نزاع.
ويجب على المشتري التأكد من أن الوصف دقيق وواضح، ويمكنه اللجوء لخدمات مختبرات المديرية العامة للمواصفات والمقاييس لفحص مشترياته من الأحجار ذات القيمة مرفقًا فاتورة الشراء، حيث تعتبر الفاتورة المستند الرسمي الذي يمكنك من خلاله التقدم بشكوى إلى الجهات المختصة في حال تعرض المشتري للخداع.
*****************************************************************************************
• إلى أي مدى يمكن أن يشكل التنوع الجيولوجي لعُمان عنصر جذب سياحي؟
يمتد تاريخ عُمان الجيولوجي لأكثر من 800 مليون سنة، وهو ما انعكس على تاريخها وثقافتها واقتصادها،و يمكن استغلال هذا التاريخ في تقديم تجارب سياحية تعليمية وتثقيفية للزوار من خلال تطوير سياحة جيولوجية تركز على العناصر غير الحية مثل الصخور والكهوف، بالإضافة إلى المعادن والحفريات. يشمل ذلك تطوير مسارات سياحية تستكشف التكوينات الصخرية المميزة مثل مواقع الجيود والكوارتز المنتشرة في عدد من مناطق سلطنة عُمان.