لبنان يستأنف رحلات العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى قراهم
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
سرايا - - يستأنف لبنان، الثلاثاء، تسيير رحلات العودة الطوعية للاجئين السوريين من الأراضي اللبنانية إلى قراهم في سوريا؛ حيث تنظم المديرية العامة للأمن العام رحلتين تشملان 300 لاجئ، وتتجهان إلى القلمون (ريف دمشق) وحمص السوريتين، وسط سجالات سياسية داخلية، دفعت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى وصف الحملات على الحكومة في هذا الملف بأنها «تهدف إلى شل عملها».
وبعد توقف منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تنطلق رحلتان صباح الثلاثاء من بلدة عرسال (شمال شرقي لبنان) باتجاه الأراضي السورية، وذلك بالتنسيق مع الدولة السورية، علماً بأن إحدى القافلتين ستنطلق عبر معبر جوسيه الشرعي في القاع باتجاه حمص، وتضم نحو 10 أشخاص فقط، بينما المجموعة الثانية، التي تضم أغلبية العائدين، ستنطلق في التوقيت نفسه باتجاه القلمون، نحو وادي حميد ومعبر الزمراني، وهو معبر حدودي غير رسمي، وكالعادة، من المفترض أن يستقبل الأمن السوري اللاجئين العائدين.
ويفضل معظم الراغبين في العودة الطوعية، سلوك المعابر غير الشرعية، لأن ذلك يتيح لهم نقل خيمهم وأثاث منازلهم ومواشيهم وسياراتهم، بينما لا يسمح لهم بنقل أمتعتهم من خلال أي معبر شرعي، وفق مصادر مواكبة لعودة اللاجئين.
متابعة جدية
ووصفت مصادر أمنية الخطوة بأنها «تشير إلى جدية في متابعة ملف النزوح السوري رغم رمزية العدد في الرحلة الأولى»، لافتة إلى أن الرحلتين «ستكونان نقطة بداية لمعالجة ملف النزوح السوري بشكل عام».
وقالت مصادر أمنية معنية بالملف لـ«الشرق الأوسط» إن ملف العودة الطوعية «وضع على السكة الصحيحة، وبشكل جدّي هذه المرة، بعد توقف استمر نحو 7 أشهر»، مضيفة: «لدينا مركز مفتوح بشكل دائم في بلدية عرسال (المحاذية للحدود مع سوريا) لاستقبال وتسجيل الراغبين في المغادرة طوعاً».
وتؤكد المصادر أن هناك رغبة في العودة الطوعية، كما لمس الجانب اللبناني قبولاً وتعاوناً من الجانب السوري.
خمسون عائلة إضافية
وقال السوري محمد عبد العزيز، المكلف بتهيئة اللاجئين للعودة طوعاً: «لدينا الكثير من الأسماء المسجلة من الراغبين في العودة طوعاً إلى ديارهم وقراهم في القلمون الغربي وريف دمشق». وأشار، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن هناك أسماء مسجلة جديدة لخمسين عائلة إضافية لم تُرفع بعد للأمانة العامة المكلفة بمتابعة العودة الطوعية بالتنسيق مع الأمن العام اللبناني.
وأضاف: «هناك إقبال على التسجيل من أجل العودة الطوعية، رغم العثرات التي حصلت في الماضي»، في إشارة إلى إلغاء رحلات بعد تسجيل ورفع الأسماء، موضحاً أن «الجميع اليوم أنظارهم شاخصة إلى رحلة الثلاثاء، وفي حال تحركت القافلة بسلاسة، سيكون هناك إقبال على العودة، شرط أن تأتي أسماء العائلة بشكل كامل وغير منقوص».
وعن العلاقة مع أهل عرسال، قال: «نرتاح لما ترتاح له البلدة. العلاقة مع أهلها على ما يرام، والأمم المتحدة مقصرة بحق اللاجئين السوريين، وعلى اللاجئ السوري أن يشعر بأن الأمم المتحدة تقدم له المساعدة ومد يد العون».
وتأتي رحلة الثلاثاء في ظل سجالات سياسية داخلية حول بقاء اللاجئ في لبنان، علّق عليها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالقول إن «استمرار الحملات على الحكومة في ملف اللاجئين السوريين، هو نهج بات واضحاً أنه يتقصد التعمية على الحقيقة لأهداف شعبوية، وإلى شل عمل الحكومة وإلهائها بالمناكفات والسجالات التي لا طائل منها».
وأضاف: «نجدد اليوم التأكيد على أننا ماضون في عملنا وفي تنفيذ ما اتخذناه من قرارات بضمير حي وشعور بالمسؤولية، وسيكون لنا كلام تفصيلي في هذا الإطار في جلسة مجلس النواب الأربعاء بإذن الله».
وأكد ميقاتي أن «لا مجال إلا للأمل، ولا مجال إلا للعمل، وكلّ ذلك ممكن بتضافر الجهود وبإصرارنا على المثابرة وبمؤازرة شركائنا في الداخل والخارج وفي المجتمعين العربي والدولي».
ويشارك لبنان في مؤتمر بروكسل الثامن المخصص للاجئين، وأطلعت سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال، ميقاتي على التحضيرات لانعقاد المؤتمر تحت شعار «دعم مستقبل سوريا والمنطقة». وأبلغ رئيس الحكومة السفيرة أن «الوفد اللبناني إلى المؤتمر سيكون برئاسة وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب»، حسبما أفادت رئاسة الحكومة.
الشرق الاوسط
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: العودة الطوعیة
إقرأ أيضاً:
ميقاتي يستقبل اليوم سفراء الدول الكبرى.. اولويتنا التنفيذ الكامل 1701
بينما يرتفع صوت الميدان ينكفئ الحراك التفاوضي مع انشغال المجتمع الدولي والعربي بالانتخابات الرئاسية الاميركية وما سيتبلور عنها من نتائج من شأنها ان تضع ملف الشرق الاوسط على طاولة البحث جدياً.
وبالانتظار فإن لبنان الرسمي يؤكد التزامه وقف اطلاق النار فور التزام اسرائيل بذلك وتطبيق القرار الدولي 1701. واليوم يستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تباعا سفراء الدول الخمس الكبرى، في سياق مواصلة رئيس الحكومة اتصالاته التي يجريها من اجل وقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان ومساعدة لبنان من اجل تخطي هذه المرحلة التي تستوجب دعما ماليا وانسانيا من اجل ايواء النازحين وتأمين المساعدات اللازمة لهم.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست تأكيد رئيس الحكومة ان أولويتنا هي التنفيذ الكامل للقرار 1701، كما نقلت عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله "أريد وقف إطلاق النار أمس واليوم وغدًا".
وامس قال الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في تصريح بعد استقباله رئيس الحكومة في كليمنصو: "فليتفضل المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين ويجيب رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي عن مسألة وقف إطلاق النار، ويجب على الولايات المتحدة فرض وقف إطلاق النار". وأوضح جنبلاط، "لنبدأ بوقف إطلاق النار وتنفيذ القرارات الدولية، ويرجى ألا نطرح أبدًا مسألة أنظمة سياسية جديدة لأنها ستأخذنا إلى المجهول، فلنبدأ بإستكمال تطبيق الطائف".
وامس اشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أنه "من الممكن التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب في لبنان في غضون أسبوعين". كما افادت أنه "يعتقد في إسرائيل أن إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن ومرشحي الرئاسة يريدون إنهاء الحرب على جبهة الشمال".
الى ذلك تراجعت امس قوات العدو الاسرائيلي إلى داخل مستعمرة المطلة بعد انكفائها القسري من سردا والعمرا وتلة الحمامص ومحيط الوزاني. ويأتي ذلك بعد انسحابها من الحيّين الجنوبي والشرقي في مدينة الخيام تحت وطأة ضربات حزب الله . ونشر الإعلام الحربي لحزب الله مقطعا مصورا يظهر منشأة لإطلاق الصواريخ تحمل اسم "عماد 5"، وذلك بعد شهرين ونصف الشهر من بث مشاهد منشأة "عماد 4".
واشارت مصادر عسكرية الى أن حزب الله أراد من خلال فيديو عماد 5 التأكيد أن "البنى التحتية الدفاعية للمقاومة بخير وان الحزب سيستمر بإطلاق الصواريخ طالما ان اسرائيل ترفض وقف اطلاق النار". وكان الإعلام الحربي في حزب الله، نشر مشاهد من استهداف "قواعد شراغا، رامات دافيد وبلماخيم التابعة لجيش العدو الإسرائيلي بمسيّرات انقضاضيّة".
في المقابل كرر رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو القول بإبعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني قائلاً: "سنضرب أي محاولة لإعادة تسلح حزب الله وسنقطع أنبوب الأوكسجين الخاص به من إيران عبر سوريا".
على خط اخر، بدأ الحديث عن ضرورة عقد جلسة تشريعية تفضي الى التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون الذي يحال الى التقاعد في 10 كانون الثاني المقبل، وبينما تقدم النائب جورج عدوان باقتراح قانون للتمديد لقائد الجيش، فإن كتلة الاعتدال تتجه الى تقديم اقتراح قانون يقضي بالتمديد لقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية من رتبتي لواء وعماد، وسط معلومات ان كتلة اللقاء الديمقراطي سوف تتقدم باقتراح قانون ينص على التمديد جميع العاملين في الأسلاك الأمنية والعسكرية على اختلاف رتبهم حتى نهاية العام 2025.
المصدر: لبنان 24