منذ أن دفع حزب "الحلم" الحاكم في جورجيا مشروع قانون "النفوذ الأجنبي" عبر البرلمان أوائل الشهر الماضي، يخرج المتظاهرون لشوارع العاصمة تبليسي احتجاجا.

مطلع مايو الجاري، صوّت المشرعون في برلمان الدولة الواقعة بأوروبا الشرقية، بغالبية 83 صوتا مقابل 23 لاعتماد مشروع القانون في قراءة ثانية. 

وقال حزب "الحلم" الجورجي الحاكم آنذاك، إنه يريد إقراره ليصبح قانونا بحلول منتصف مايو، معتبرا أنه يهدف إلى تعزيز شفافية التمويل الأجنبي للمنظمات غير الحكومية.

لكن المنتقدين يعتقدون أن هذا القانون يمكن استخدامه لقمع المعارضة وعرقلة جهود البلاد للانضمام للاتحاد الأوروبي.

ورغم المعارضة الكبيرة للنص، فإن حزب "الحلم" مصمم على طرحه في البرلمان للتصويت عليه، الثلاثاء، بعدما وافق عليه النواب في لجنة الشؤون القانونية، الاثنين.

ما هو "النفوذ الأجنبي"؟

ويطالب مشروع القانون المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام التي تتلقى أكثر من 20 بالمئة من تمويلها من مصادر أجنبية بالتسجيل كمنظمات "تحمل مصالح قوة أجنبية" وتقديم بيانات مالية سنوية عن أنشطتها. 

أما التخلف عن ذلك، فمن الممكن أن يؤدي إلى غرامات باهظة على تلك المنظمات.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن مشروع قانون "النفوذ الأجنبي" يشبه قانونا صدر عام 2012 في روسيا، تم استخدامه لخنق الجماعات والمنظمات الإعلامية المناهضة للكرملين. 

ويقول المنتقدون إن أحد أهداف مشروع القانون الجديد، الذي يسمونه "القانون الروسي"، هو جعل جورجيا، الدولة السوفيتية السابقة التي يبلغ عدد سكانها 3.6 مليون نسمة، أقرب إلى موسكو.

الجورجيون والحلم الأوروبي Teaser Description الحلم الأوروبي في مواجهة الدب الروسي .. كيف يقاوم الجورجيون؟

وفي المقابل، تؤكد الحكومة أن هذا الإجراء يهدف إلى إجبار المنظمات على إظهار قدر أكبر من "الشفافية" فيما يتعلق بتمويلها. 

وأثار مشروع القانون، الذي مر بقراءة ثانية في البرلمان، الأربعاء، ولا يزال يحتاج الى قراءة ثالثة، انتقادات دولية وغربية.

من جهتها، قالت رئيسة البلاد، سالومي زورابيشفيلي، التي تخوض نزاعا مع الحكومة، إنها ستعارض القانون، لكن الحزب الحاكم أكد أن لديه ما يكفي من الأصوات لتمريره. وقدمت السلطات المتظاهرين على أنهم حشود يتسمون بالعنف.

وسبق للحزب الحاكم أن حاول إقرار هذا القانون عام 2023، لكنه اضطر إلى التراجع بسبب التظاهرات الاحتجاجية الحاشدة.

وأعرب المتظاهرون، وغالبيتهم من الشباب، الاثنين، عن غضبهم من القانون معتبرين أنه يقوض أحلام بلادهم بالانضمام للاتحاد الأوروبي، ويهدد الديمقراطية.

ومساء الأحد، تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين تحت الأمطار الغزيرة خارج مبنى البرلمان في محاولة لمنع أعضاء البرلمان الجورجيين من الدخول. 

ووقعت اشتباكات عنيفة عندما حاصرت قوات إنفاذ القانون المتظاهرين وأجبرتهم على التراجع، واعتقلت الشرطة ما لا يقل عن 20 شخصا مساء الأحد، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".

وصباح الاثنين، سارع نواب حزب "الحلم" الجورجي إلى التصويت من قبل اللجنة القانونية، التي وافقت على مشروع القانون في 67 ثانية فقط.

احتجاجات "مختلفة هذه المرة"

وبحسب استطلاعات الرأي، فإن الغالبية الساحقة من سكان جورجيا تؤيد الانضمام للاتحاد الأوروبي، على ما ذكرت مجلة "فورين بوليسي".

وقالت مريم كالاندادزه (22 عاما) بلهجة ينتابها القلق: "هذا القانون يعني أننا لن ننضم إلى أوروبا، وهو شيء لطالما رغبت به".

وأكدت لوكالة فرانس برس في الوقت الذي بدأ فيه الطلاب في العاصمة تبليسي إضرابا، الاثنين، "سنبقى هنا طالما لزم الأمر".

ورحب الاتحاد الأوروبي، الذي منح جورجيا وضع المرشح الرسمي للانضمام في ديسمبر 2023، بـ"الالتزام اللافت" للجورجيين لصالح التكامل الأوروبي، وحث تبليسي على التحقيق في أعمال العنف التي طالت المتظاهرين وتم الإبلاغ عنها.

وقال المتحدث باسم السلك الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، الاثنين، "ندين بشدة أعمال الترهيب والتهديدات والاعتداءات الجسدية". ويحظى مشروع القانون بمعارضة واسعة في البلاد، بما في ذلك المسؤولين في الدولة.

والأسبوع الماضي، استقال سفير جورجيا لدى فرنسا احتجاجا على التشريع المقترح، ليصبح أول مسؤول كبير من البلاد يقدم على هذه الخطوة، بحسب مجلة "فورين بوليسي". 

وقال السفير كوتشا جافاخيشفيلي، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "لم أعد أرى دوري ومواردي في هذا الاتجاه: التحرك نحو أوروبا".

وبحسب المجلة الأميركية ذاتها، فإن المظاهرات هذه المرة تختلف بشكل ملحوظ عن الاحتجاجات السابقة، ولكن ليس بسبب المتظاهرين أو مطالبهم. 

وما يجعل الجولة الأخيرة من الاضطرابات مختلفة هو مستوى العنف والترهيب الذي مورس ضد المتظاهرين والمجتمع المدني، فضلا عن تصميم الحكومة الواضح على إقرار القانون.

واستخدمت قوات الأمن خراطيم المياه والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق حشود المتظاهرين بالعاصمة تبليسي، في حين أفاد المتظاهرون بأنهم تعرضوا لاعتداءات عنيفة من قبل مجموعات من رجال يرتدون ملابس سوداء فيما يقولون إنها هجمات متعمدة على ما يبدو.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" تصريحات للسياسية الجورجية المعارضة، تينا بوكوتشافا، لوسائل الإعلام المحلية قالت فيها: "مرة أخرى، قاموا بتفريق المتظاهرين السلميين وضربهم بلا رحمة للتسلل سرا وغدرا إلى وفد حزب إيفانيشفيلي ثم التسلل خارج مبنى البرلمان".

وأضافت: "علينا أن نفعل كل شيء حتى لا يتمكن الخونة الـ83 غدا من تمرير هذا القانون".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: للاتحاد الأوروبی مشروع القانون هذا القانون

إقرأ أيضاً:

سباق الهروب.. ماذا يحدث في «جزيرة سانتوريني» اليونانية؟

غادر آلاف السكان من جزيرة سانتوريني اليونانية، بعد أن ضربتها مئات الهزات الشديدة التي تسببت في حدوث انهيارات أرضية.

وأعلن رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، إن السلطات تراقب ظاهرة جيولوجية «شديدة للغاية» خلال الأيام الأخيرة، مضيفًا: «أريد أن أطلب من سكان جزيرتنا قبل كل شيء أن يظلوا هادئين».

«جزيرة سانتوريني»

وتشتهر «جزيرة سانتوريني» التي تتمتع بإطلالات خلابة على منحدراتها وبركان خامد، بتعرضها لمئات الهزات الأرضية منذ الأسبوع الماضي، وكان أضخمها بقوة 4.9 درجة. وأكدت اللجنة أن الظاهرة "لا علاقة لها بالنشاط البركاني".

ودفعت الزلازل السلطات إلى إرسال وحدات إنقاذ إلى المنطقة وإغلاق المدارس. كما تم إعلان بعض المناطق محظورة بسبب مخاطر الانهيارات الصخرية.

وأظهرت لقطات تم التقاطها في الجزيرة هذا الصباح، وتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، ساحل «جزيرة سانتوريني» يهتز بعنف مع سحب من الغبار تتصاعد في الهواء.

ويقول الخبراء إن النشاط الزلزالي الذي ضرب المنطقة منذ صباح الجمعة ليس له علاقة بالبركان في «جزيرة سانتوريني» الذي أنتج ذات يوم أحد أكبر الثورات البركانية في تاريخ البشرية. لكن سكان الجزيرة البالغ عددهم 15 ألف نسمة يشعرون بالقلق، حيث فر بعضهم بالفعل واختار آخرون النوم في الخارج أو في سياراتهم.

وأصدرت بريطانيا وفرنسا تحذيرات من السفر، وحثت رعاياها على اتباع نصيحة المسؤولين المحليين. كما طلبت السلطات اليونانية من الناس تجنب التجمعات الكبيرة في الأماكن المغلقة والابتعاد عن بعض الموانئ والمباني المهجورة.

وفي مدينة فيرا، المدينة الرئيسية في سانتوريني، حددت السلطات المحلية نقاط تجمع للسكان استعدادًا لإخلاء محتمل، رغم أن رئيس البلدية نيكوس زورزوس أكد على الطبيعة الوقائية للتدابير.

وقالت وسائل إعلام يونانية إن عدة أشخاص قضوا الليل في العراء، إما في سياراتهم أو في مناطق حددتها السلطات باعتبارها آمنة.

نشاط زلزالي في «جزيرة سانتوريني»

وقال كوستاس ساكافاراس، وهو مرشد سياحي يعيش في الجزيرة منذ 17 عاما، لوكالة فرانس برس، إنه لم يشهد قط هذا المستوى من النشاط الزلزالي من قبل.

وقال «لقد كانت تهتز كل ثلاث إلى أربع ساعات أمس، وهذا شعور مختلف عن الأوقات الأخرى، لقد غادرت الجزيرة مع زوجتي وطفلي على متن عبارة كانت ممتلئة، ونخطط للبقاء على البر الرئيسي حتى نهاية الأسبوع».

وقالت شركة طيران إيجه اليونانية، إنها خصصت أربع رحلات إضافية من وإلى سانتوريني. كما خصصت شركة سكاي إكسبرس رحلتين إضافيتين.

تحذير من زلزال «جزيرة سانتوريني»

حذر عالم الزلازل اليوناني البارز، جيراسيموس بابادوبولوس، من أن تسلسل الزلازل الحالي - الذي يظهر على الخرائط الزلزالية الحية كمجموعة متزايدة من النقاط بين جزر سانتوريني، وإيوس، وأمورجوس، وأنافي - قد يشير إلى حدث وشيك أكبر.

واجتمع خبراء الزلازل ومسؤولون من وزارة أزمة المناخ والحماية المدنية وخدمة الإطفاء، ونصحوا السكان وأصحاب الفنادق في سانتوريني بتجفيف حمامات السباحة الخاصة بهم بسبب المخاوف من أن كميات كبيرة من المياه يمكن أن تؤدي إلى زعزعة استقرار المباني في حالة وقوع زلزال قوي، ومن المقرر عقد اجتماع آخر في مكتب رئيس الوزراء مع قائد القوات المسلحة اليونانية ومسؤولين آخرين.

ونصحت السلطات سكان الجزيرة بتجنب الأحداث الكبيرة في الهواء الطلق والتنقل بين الجزر خشية سقوط الصخور، وتتكون «أرخبيل سانتوريني» من «جزيرة سانتوريني» المأهولة بالسكان و «ثيراسيا» بالإضافة إلى الجزر غير المأهولة «نيا كاميني« و »بالايا كاميني» و «كريستيانا».

وقال الخبراء إنه من المستحيل التنبؤ بما إذا كان النشاط الزلزالي قد يؤدي إلى هزة أقوى، لكنهم أضافوا أن المنطقة قد تنتج زلزالا بقوة 6 درجات.

كما تم تسجيل زلازل خفيفة في فوهة بركان سانتوريني، والتي تقع تحت سطح البحر في الغالب، منذ سبتمبر. وكان أقوى زلزال بقوة 3.8 درجة على مقياس ريختر قد حدث في 25 يناير. ويقول الخبراء إن النشاط الزلزالي داخل البركان قد خفت حدته منذ ذلك الحين.

ودعت السلطات اليونانية المواطنين إلى تجنب التجمعات الكبيرة في الأماكن المغلقة والابتعاد عن بعض موانئ «جزيرة سانتوريني» والمباني المهجورة والمسابح الفارغة من مياهها. كما طلبت السلطات من المواطنين في حالة حدوث هزة أرضية قوية، التوجه إلى مناطق مرتفعة قدر الإمكان.

اقرأ أيضاًزلزال بقوة 6.2 ريختر يضرب ساحل «آتشيه» بإندونيسيا

عاجل| زلزال بقوة 5.5 ريختر يضرب إثيوبيا

الصين: مصرع 53 شخصا جراء وقوع زلزال بقوة 6.8 درجة في منطقة التبت

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول الجرجير؟
  • ماذا يحدث للقلب بعد ترك التدخين؟.. تلاحظ الفرق بعد 12 ساعة
  • بعد الإضراب.. البرلمان يستعد لـ”معركة المسطرة الجنائية”
  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول البازلاء .. اكتشف فوائدها
  • ماذا يحدث للجسم عن نقص فيتامين د؟.. 7 أعراض تكشف المشكلة
  • الرسالة المنسوبة لموظف دار الأوبرا مزورة.. ماذا يحدث؟
  • مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصيّة والمخيلة الجنسية المريضة
  • ماذا يحدث للجسم بعد التوقف عن شرب الشاي بالحليب 30 يوماً؟
  • لن تصدق .. ماذا يحدث للجسم عند تناول الفشار ؟
  • سباق الهروب.. ماذا يحدث في «جزيرة سانتوريني» اليونانية؟