حكم حج مريض الزهايمر.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن مريض الزهايمر إن كان مدركًا لغالب وقته فهو مُكَلّفٌ بأداء الفرائض ومنها الحج، وذلك مرتبط بالقدرة والاستطاعة، وقد يستخدم المصاب في هذه المرحلة بجانب العلاج بعض الوسائل المُعينة له على التذكر وإتمام العبادات؛ كالجهاز الإلكتروني.
الإفتاء توضح حكم عدم الوفاء بالنذر حكم سرقة التيار الكهربائي؟ الإفتاء توضحأوضحت الإفتاء، أنه إن غلب المرض على عقله وكان غير مدرك لغالب وقته فهذه درجة من درجات زوال العقل والتي اتفق العلماء على أن المُصابَ بها تسقط عنه العبادات ومنها الحج، ولكن لو شفي من مرضه لزمه أداء الفرائض، فيجب عليه الحج إذا توافرت به باقي الشروط.
وبينت الإفتاء، أن الحج شعيرة إسلامية تشتمل على عبادات متعددة؛ منها البدنية: كالطواف والسعي والصلاة والصيام، ومنها المالية: كالنفقة والفدية والهدي، ومنها القولية: كالتلبية والذكر والدعاء، وقد أناط الله تعالى هذه العبادات بالاستطاعة؛ فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ [آل عمران: 97]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا» فقال رجل: "كل عام يا رسول الله؟" فسكت، حتى قالها ثلاثا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ»، ثم قال: «إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شيء فَدَعُوهُ» متفق عليه، واللفظ لمسلم.
الحجوتابعت: والاستطاعة أمرٌ عامٌ، قد يتعلق بالمكلف في زاده وراحلته، وحله وترحاله، وقد يتعلق به من حيث التكليف، وهو سلامة الأسباب والآلات، ومن جملتها: الصحة التي تتضمن زوال الموانع البدنية والعقلية؛ من مرضٍ أو جنونٍ أو نسيانٍ أو نحو ذلك.
قال الإمام الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع": [إنَّ الله تعالى شرط الاستطاعة لوجوب الحج، والمراد منها استطاعة التكليف، وهي: سلامة الأسباب والآلات].
وقال العلامة الحطَّاب المالكي في "مواهب الجليل": [العبد والصبي والمجنون غير مستطيعين]، وقال العلامة ابن الملقن الشافعي في "التوضيح": [أخذ المهلب من حديث الباب ما نحا إليه مالك؛ فقال فيه: إن الاستطاعة لا تكون الزاد والراحلة.. فثبت أن الاستطاعة شائعة كيفما وقعت وتمكنت، وقال غيره: إنها في لسان العرب: القدرة، فإن جعلناها عمومًا في كل قادرٍ: جاز، سواء قدر ببدنه أو به وبماله أو بماله، إلا أن تقوم دلالة، وإن قلنا: إنَّ حقيقتها أن تكون صفة قائمة في المستطيع؛ كالقدرة والكلام والقيام والقعود فينبغي أن تكون الاستطاعة صفة فيه تخصه، وهذا لا يكون إلا لمن هو مستطيع ببدنه دون ماله].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء مريض الزهايمر الجهاز الإلكتروني العلاج الحج الطواف والسعي الصلاة والصيام
إقرأ أيضاً:
حكم الجهر بالبسملة في بداية الصلاة .. الإفتاء توضح
تلقي الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، تساؤلاً من أحد المتابعين خلال حلوله ضيفًا في برنامج "فتاوى الناس" المذاع على فضائية "الناس"، حول ما إذا كان يجب الجهر بالبسملة في بداية الصلاة أم يجب أن تُقال سرًا. وقد جاء رد الشيخ عويضة واضحًا ومبسطًا، حيث أشار إلى أن هذه المسألة ليست قضية نزاع أو خلاف يُثير الجدل في المساجد، بل هي مسألة اجتهادية بين العلماء.
موقف الشافعية والإمام أحمد: هل يجب الجهر أم السر؟وأوضح الشيخ عثمان أنه يوجد خلاف بين العلماء في هذه المسألة، حيث أنَّ هناك من يفضل الجهر بالبسملة، ومنهم من يُفضل السر بها. وذكر أن هذا الخلاف وارد في مذاهب الفقهاء، إذ يرى الشافعية استحباب الجهر بالبسملة في بداية سورة الفاتحة، بينما يذهب الإمام أحمد بن حنبل إلى استحباب السر بها وعدم الجهر. وأضاف الشيخ عويضة أن هذه الآراء قد وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما يُظهر أن المسألة لا تحتاج إلى تصعيد الخلاف أو خلق مشاكل داخل المساجد.
رأي مركز الأزهر للفتوى: ضرورة التسامح والتفاهم في المساجدوفي هذا السياق، أضاف مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية رأيًا موسعًا حول هذه المسألة، حيث أكد المركز أن اختلاف الفقهاء في مسألة جهر أو سر البسملة في الصلاة هو اختلاف مشروع ومعمول به في مذاهب الفقه الإسلامي. وبيّن المركز أن ما يهم هو الحفاظ على وحدة المسلمين وعدم تفرقهم بسبب هذه المسائل الفقهية التي لا تمس جوهر الدين. وأضاف المركز أن المصلحة تقتضي أن يكون الإمام مرنًا في تعامله مع هذه المسألة حسب حال المصلين في المسجد، فإذا كان الجهر قد يسبب اضطرابًا أو خلافًا، يمكن الاكتفاء بالسر بها.
نصيحة أمين الفتوى: التيسير على المصلينوتطرق الشيخ عويضة إلى نصيحة وجهها لائمة المساجد قائلاً: "إذا كان هناك احتمال لخلق مشكلة بين المصلين بسبب الجهر أو السر بالبسملة، فإنه من الأفضل أن يجهر بها الإمام". واستشهد الشيخ بقول ابن القيم الذي قال: "أصب سنة النبي في الاثنين"، مؤكداً أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل كلا الأمرين.
التسامح وتوحيد الصفوف أهم من التفاصيل الفقهيةكما شدد الشيخ عويضة على ضرورة ألا تكون هذه المسألة سببًا للجدال في المساجد، بل يجب على الأئمة والمصلين أن يتفهموا أن هذا اجتهاد فقهي مشروع ولا يُشكل أساسًا للانقسام بين المسلمين.