التوعية بالأنواء المناخية
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
د. خالد بن علي الخوالدي
فعلتْ خَيْرًا المؤسساتُ الحكوميَّة التي اشتركتْ في الحملة الوطنية للتوعية بأخطار الأنواء المناخية وأمواج تسونامي، والتي انطلقتْ فعالياتها يوم الأحد الماضي بمحافظة شمال الباطنة، وأُطمئِنكم أيُّها القراء الأعزاء بأنَّ ما يتم تنفيذه هذه الأيام ضمن الحملة الوطنية للتوعية بمخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي لا يعني -لا من قريب ولا من بعيد- توقُّع وقوع أحداث استثنائية قريبة جدًّا والله أعلم؛ فالحملة كان مخططًا لها الانطلاق في المحافظة قبل أشهر من الآن، ولكن لم يتم تنفيذها في ذلك الوقت لأمور إدارية.
الحملة تهدفُ في المقام الأول لنشر الوعي بين أفراد المجتمع حول مخاطر الأنواء المناخية المختلفة، وكيفية التعامل معها، ورفع مستوى الوعي والاستعداد الفردي والمؤسسي للتخفيف من آثار الحالات الطارئة، وهو هدفٌ نبيلٌ وراقٍ، ويتسمُ بالحس الوطني للحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين والزوار لعُماننا الحبيبة؛ فالإنسان محور التنمية ومحركها الأساسي، وهو القيمة الأعلى والأسمى في نظر الجميع، والمولى سبحانه وتعالى قد حثَّ على حفظ الروح البشرية، فقال تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، وهذا الحثُّ الرَّباني يستوجِب منا عمل كل ما بوسعنا للحفاظ على الروح البشرية، فتغيُّر المناخ العالمي جعل من سلطنة عمان من الدول المعرضة لمثل هذه الأنواء الاستثنائية لوقوعها على بحر العرب، وما علينا إلا التنبيه والتحذير والتوعية للحفاظ على الأرواح والممتلكات المادية، والحكومة من جانبها ستعمل جاهدة لتصحيح بعض الأوضاع التي تحتاج إلى تصحيح مثل وضع السدود ومجاري الأودية وعملية توزيع الأراضي...وغيرها.
لا شك أنَّ الحفاظ على الروح البشرية هو المنطلق الأساسي الذي انطلقت من أجله الحملة الوطنية للتوعية بمخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي، وتشرَّفتْ محافظة شمال الباطنة بأن تكون المحطة الأولى لهذه الحملة التي يُنتظر منها تحقيق أهدافها السامية في توصيل المعلومات الصحيحة لكافة الشرائح في المجتمع؛ سواء الأفراد أو المؤسسات أو المجتمعات التعليمية والصحية...وغيرها، فما فقدناه من أرواح بشرية خلال الأعوام السابقة بسبب الأنواء المناخية الاستثنائية سببُه في المقام الأول قلة الوعي والجهل بالمخاطر والمجازفة غير المحسوبة، فماذا يعني فقدان أرواح مع كل منخفض وكل زخة مطر؟ وما هو الداعي لمثل هذه المجازفات التي نراها بأمِّ أعيننا لمركبات وسط هيجان الأودية رغم كل التحذيرات والتنبيهات من كافة الجهات المعنية؟ صحيحٌ أنَّ الأعمار بيد الله، وأنها أقدار مقدرة، ولكن الإنسان طُلِب منه الأخذ بالأسباب وعدم المخاطرة بروحه في الأخطار أيًّا ما كان نوعها.
كل الشكر والتقدير لهيئة الطيران المدني ممثلة بالمركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة، والمركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة، ووزارة الإعلام، وهيئة الدفاع المدني والإسعاف، ووزارة التربية والتعليم، ومكاتب أصحاب السمو والمعالي والسعادة المحافظين، على الجهود التي تُبذل وستُبذل لإنجاح الحملة الوطنية للتوعية بمخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي.
ودمتم ودامت عُمان بخيرٍ...،
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الأمطار في العراق: أمل عابر أم تحذير من التغيرات المناخية؟
نوفمبر 5, 2024آخر تحديث: نوفمبر 5, 2024
المستقلة/- تشير خرائط الطقس إلى استمرار فرص هطول الأمطار في العراق اليوم الثلاثاء، رغم أنها ليست شاملة، حيث تتوزع الأمطار الخفيفة على 11 محافظة. ولكن مع اقتراب موعد جفاف شبه كامل في الأيام المقبلة، يبقى السؤال الأهم: هل تعكس هذه الأمطار علامات إيجابية تجاه التغيرات المناخية، أم هي مجرد نقطة عابرة في مسار قاسي يهدد مستقبل البلاد؟
التقارير الجوية تشير إلى حالة من عدم الاستقرار الجوي ستستمر في مناطق الشمال وأقصى الجنوب خلال الـ 24 ساعة القادمة، مدفوعة برطوبة مدارية محدودة. ومن المتوقع أن تشمل الأمطار الرعدية دهوك وأربيل والسليمانية ومناطق أخرى، مثل كركوك، مما يعطي أملاً في تخفيف حدة الجفاف الذي يعاني منه العديد من المناطق.
لكن، كما هو الحال مع كل شيء في العراق، يبقى الواقع أكثر تعقيدًا. الأمطار التي تأتي بشكل عشوائي وغير منتظم قد لا تكون كافية لتلبية احتياجات الزراعة والمياه في البلاد. وفي حين تشير توقعات الطقس إلى احتمالية تجدد الأمطار يوم الأربعاء، تتزايد المخاوف من أن هذه الأمطار قد لا تكون كافية لمواجهة أزمة المياه التي تضرب البلاد بشكل متزايد بسبب التغيرات المناخية.
اعتاد العراقيون على الانخفاض الطفيف في درجات الحرارة، ولكن التغيرات المناخية الناجمة عن النشاط البشري وضغوط التنمية تثير جدلاً واسعًا. فهل نحن أمام أزمة مناخية حقيقية تتطلب تحركًا فوريًا؟ يجب أن يكون لنا موقف من هذه التغيرات، ويجب على الحكومة أن تتخذ خطوات جادة نحو إدارة الموارد المائية بشكل مستدام.
تدعو هذه الظروف إلى تأمل عميق حول كيفية تعامل العراق مع مسألة التغير المناخي. فبينما يحتفل البعض بنزول الأمطار، يعيش آخرون في خوف من جفاف محتمل أو فشل محاصيل. من الضروري أن نتذكر أن الأمطار ليست حلاً سحريًا، بل هي دعوة إلى العمل.
في النهاية، فإن الأمطار التي قد تُعتبر بمثابة بشارة للخريف، تظل غير كافية أمام التحديات المناخية العميقة. على المجتمع العراقي بكافة فئاته، من الحكومة إلى المواطن العادي، أن يتحملوا مسؤوليتهم في مواجهة التغيرات المناخية وإيجاد حلول فعالة لضمان مستقبل أفضل لأرضهم ومياههم.