الأسبوع:
2024-11-23@17:35:46 GMT

حرية بلا قيود

تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT

حرية بلا قيود

يميل الإنسان بطبيعته وفطرته إلى الحرية بكل ما تحمل الكلمة من مفردات بديعة، ولما تحتويه من علو وفخامة واستحقاق وذكاء ورفض لأي نوع من أنواع الإهانة والسيطرة بكل أنواعها من الآخرين سواء كانت سيطرة مادية أو معنوية أو فكرية، ورفض الخوف المنبثق من عدم إمتلاك أى شخص للحرية.

فالحرية هو المفهوم الأساسي الذى يترجم قدرة الشخص على اتخاذ القرار والتصرف بكل حكمة ومسئولية في شتى أمور الحياة، ويستطيع ممارسة حقوقه دون قمع وقيود من أي شخص آخر، فالإنسان الذى يستمتع بالحرية ويمتلك زمام أموره مسئول عن تصرفاته وقرارته يمتلك الحياة، ويمتلك شفاء نفسه من جميع العلل الجسدية والنفسية.

وورد فى مخيلتي سؤال يجب أن نفهمه جيداً، هل سنبقى نغني للحرية دون أن نعيشها في كل وقت بالطريقة المثلى؟، وهل نعطي مزيد من الوقت لنعلم أولادنا معنى الحرية الحقيقي؟.

نجد أن الحرية لها أهمية وقيمة عظيمة، ومن أولى بالحرية أهمية، هو الشرع الحنيف فى تبيان مقاصدها وفروعها فى سياقات مختلفة ومعاني متعددة، حيث أسس التشريع على مبدأ الحرية والاختيار، فقال الله عزوجل «لا إكراه في الدين»، وهذا من منطلق الحرية في أبهى صورها، حيث لايجوز إكراه البشر على الدين ويجب أن يمارس الفرد الشعائر الدينية في جو من الحرية وترسخ في ذهنه حرية العبودية التى يرتبط بها الإنسان.

كما أن المولى عز وجل قد وجه رسوله الكريم «صلى الله عليه وسلم» في تعامله مع الناس وأتباعه، حيث قال تعالى «أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين»، وترك الإسلام حرية العقيدة إلى منتهاها لقول الله عزوجل « وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».

وجاءت المقولة المشهورة لسيدنا عمر بن الخطاب - رضى الله عنه-) متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهانهم أحراراً، فيكون الإسلام بذلك هو أكبر حامٍ وداعم للحرية.

فكانت الحرية على مر العصور مرتبطة بكرامة الشخص أو الجماعة، فكل جماعة أو عرق بشرى تعرض للذل أو العبودية ناضل وحارب من أجل الحصول على حريته وكرامته، فالسعى منا دائماً على حماية الأفكار والمعتقدات والأهداف وحرية أخذ القرار من أولويات الحياة.

ولكن السعى بالعلم والعمل والإرادة والتغيير المستمر للأفضل وعدم الجهل والحفاظ دائماً على تنوير العقول، فكل إنارة لنا بالفهم على الوجه الأمثل لحقوقنا وواجباتنا هو سلاح نتسلح به لمواجهة كل تفاصيل الحياة وإدارتها على الوجه السليم.

ونجد فى الحياة الشخصية الكثير من التنازلات والتفريط فى حق أنفسنا وأبنائنا بالجهل بقيمة الحرية وعدم التمسك بها.

ولأن الحرية أساس الحياة وجب علينا أن نعززها فى أبنائنا منذ الصغر بالاهتمام بالآتى:

تعزيز حرية التعبير منذ الصغر دون خوف ليصبح شخص قادر عن التعبير عن أفكاره وأحلامه مهما كانت ومناقشتها مع الآخرين وفى العلن وتقبل أخطائه والتعلم من الخطأ وتصحيحه هو أكبر نجاح يمكن أن يحصل عليه الشخص ليحيا حياة كريمة ومستقلة.

تعزيز حرية العبادة والمعتقدات الدينية، فنجد فى هذا العنصر أن بعضا من شعوب الأرض تعرضت إلى الظلم والاضطهاد بسبب معتقداتهم، وأكثر من أصيب بهذا الظلم الأنبياء والمرسلين، فكما نعلم أن سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، تعرض لمختلف أنواع الأذى من قومه عندما نادى بوحدانية الله تبارك وتعالى، وأجبر على ترك موطنه والهجرة، فحرية العبادة والمعتقدات الدينية عندما يمتلكها الشخص بالعلم والمعرفة والتدبر الحقيقى يصبح أكثر الأشخاص لطف وإعتدال ووسطية وتقبل للآخرين.

ولزرع المفهوم الصحيح للحرية عند الأبناء يحل بنزع أساليب القمع والتسلط والعنف وغياب الرحمة فى التربية منذ البداية لأنه يساهم بشكل كبير فى خلق إنسان ضعيف لا يستطيع أن يتحمل نتيجة قرارته وتصرفاته، فنقدم بكل آسف بهذا النموذج إنسان ضعيف بلاقيمة أو هدف مجرد آله تعمل دون إبداع ووعى سهل أن يقع فريسه لكل أشكال العنف والسيطرة من الآخرين.

غياب الحوار التربوى ودفئ الأسرة يصنع شخص غير قابل للإختلاف، متشدد فى أفكاره ومعتقداته متحجر الفكر والفؤاد.

غياب أهمية دور العلم والعمل فى إصلاح الأبناء يسهم فى نشأة جيل غير مسئول جاهل لا يستطيع الكفاح لمواجهة الحياة.

وفى الختام يجب أن نعلم أنه من أجل الحرية والتحرر من ذل الأشياء المادية تأتى الإستقلالية والكرامة والشعور بالرضا والسعادة الحقيقة، فقد سعد وإطمئن أى شخص إمتلك أثمن مافى الوجود الحرية فأنها شمس يجب أن تشرق فى كل نفس فمن عاش محروم منها عاش فى ظلام حالك، وطالما أن الحرية بلا قيود إلا أنها تقف عند حرية الآخر فتمتع بها بكل تفاصيلها، فلم يمنحك الله الحياة الدنيا إلا مرة واحدة فكن حراً مستقلاً.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الحرية تربية الأبناء

إقرأ أيضاً:

"الحرية المصرى": قرار الجنائية الدولية خطوة مهمة لحماية الشعب الفلسطينى من جرائم الاحتلال

أكد حزب الحرية المصرى؛ برئاسة د. ممدوح محمد محمود؛ أن قرار المحكمة الجنائية الدولية؛ بإصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو؛ ووزير دفاعه السابق جالانت؛ يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة الدولية والإنسانية بحق الضحايا الفلسطينيين الأبرياء بقطاع غزة.

وقال د. ممدوح محمد محمود رئيس حزب الحرية المصرى؛ أن قرار المحكمة الجنائية الدولية يساهم في تضييق الخناق على تحركات قادة دولة الاحتلال الذين يرتكبون جرائم حرب بحق الشعب الفلسطينى؛ ويستخدمون سلاح التجويع لإجبار الفلسطينيين على التهجير القسري من أراضيهم.

ودعا رئيس حزب الحرية المصرى الدول الموقعة على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية وعددها ١٢٣ دولة؛ بتنفيذ الأوامر الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلى ووزير الدفاع السابق؛ لتحقيق العدالة الإنسانية وتنفيذ القانون الدولى.

وشدد د. ممدوح محمود على سرعة تحرك المجتمع الدولى لوقف المأساة الإنسانية التى يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى بحق الشعب الفلسطيني؛ الذى يتعرض يوميا إلى حرب إبادة جماعية؛ وتدمير للمبانى والبنية التحتية؛ بهدف تنفيذ مخططاتهم لجعل الأراضى الفلسطينية بيئة غير صالحة للحياة؛ ودفع الفلسطينيين إلى ترك أراضيهم والهجرة الى دول أخرى؛ وصولا إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وأكد رئيس حزب الحرية المصرى؛ أن مصر ستظل الداعم الأول والرئيسي للقضية الفلسطينية؛ حتى يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وفقا لمقررات الشرعية الدولية؛ واعلان دولته المستقلة؛ على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧؛ وعاصمتها القدس؛ موضحا أن المجتمع الدولى عليه أن يتخذ من قرار المحكمة الجنائية الدولية خطوة لحماية الشعب الفلسطينى وتحقيق السلام العادل والشامل بالشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • "المكرسون علامة رجاء قوية على طريق الحياة".. الأنبا مرقس يترأس يوم الدعوات الإيبارشي
  • مفهوم الحرية بين الخصوصية المجتمعية والمواثيق الدولية: جدل يتجدد في باب حوار
  • قيود جديدة على تأشيرة شنجن للمواطنين الأتراك
  • نيابة درنة تأمر بحبس تشكيل عصابي للاتجار بالخمر وحجز حرية مهاجرين
  • خطيب المسجد النبوي: الابتلاء سنة الحياة ليختبر الله الصبر ويزيد اليقين عند الإنسان
  • مسئول بـ«الحرية المصري»: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو يعزز السلام الدولي
  • "الحرية المصرى": قرار الجنائية الدولية خطوة مهمة لحماية الشعب الفلسطينى من جرائم الاحتلال
  • القضاء الفرنسي يؤيد فرض قيود على تنقلات معارض إيراني
  • الإفتاء: لا حرج في تركيب طرف صناعي إذا ولد الشخص بعِلة
  • محمود الأبيدي: الإسلام راعى حقوق الأطفال وكرمهم في كل جوانب الحياة (فيديو)