إبداع الذكاء الاصطناعي في التقويم والاختبارات
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
د. عمرو عبدالعظيم
أَحْدَث الذكاءُ الاصطناعيُّ ثورةً تعليميةً في عالم التقويم والاختبارات بأبعادٍ مُذهلة؛ حيث يُسابقُنا الزمن ونحن نشهد ثورة تقنية هائلة تُغَيّر ملامح التعليم، وتُعيد صياغة مفهوم التقييم. ففي ظلِّ التطوّرات المُذهلة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، يُطلُّ علينا فجرٌ جديدٌ يُنير آفاق المعلمين ويُثري تجربة التعلّم للطلاب.
أولًا: وداعًا للروتين السابق.. الآن اختبارات ذكية تُصمِّم نفسها
ودِّعوا أيَّام كتابة الاختبارات يدويًّا، ودِّعوا الروتين، لأنه يُسدل ستائره اليوم! فقد حان وقت الذكاء الاصطناعي ليُبدع في تصميم اختباراتٍ ذكية تُلامس احتياجات كلّ طالب. تخيّلوا اختباراتٍ تتكيّف مع قدرات كلّ طالب، وتُقدّم أسئلةً مُتنوّعة من اختيار من متعدد إلى مقالية ومُقارنة، كلّ ذلك بفضل تحليل الذكاء الاصطناعي المُتقن لمحتوى المناهج الدراسية. وداعًا للملل والتكرار، حيث أصبح كلّ اختبارٍ مغامرةً جديدة.
ثانيًا: تصحيح تلقائي يُريح المعلمين
يُثقِل تصحيح الاختبارات كاهلَ المعلمين، ويُضيِّع الكثيرَ من الوقت الثمين الذي يُمكن استثماره في مهامٍ تعليميةٍ أُخرى. لكن مع الذكاء الاصطناعي، انقلبت الموازين! في غمضة عين، يُصحِّح الذكاء الاصطناعي أسئلة الاختيار من مُتعدد، ويُقيِّم الإجابات المقالية بدقةٍ مُذهلة، ويُقدّم للطلاب ملاحظاتٍ مُفصّلة تُساعدهم على تحسين أدائهم. وداعًا لعبء التصحيح، فمع الذكاء الاصطناعي تصحيح الاختبارات ستكون مهمةً سهلةً ومُمتعة.
ثالثًا: تحليلات مُفصّلة تُضيء دروب المعرفة
لا تقتصر إبداعات الذكاء الاصطناعي على تصحيح الاختبارات فحسب، بل يُقدِّم تحليلاتٍ مُفصّلة تُسلِّط الضوء على نقاط القوة والضعف لدى كل طالب، وعلى مستوى الفصل الدراسي ككلّ. تُتيح هذه التحليلات للمعلمين فهم احتياجات طلابهم بشكلٍ دقيق، وتُساعدهم على تخصيص خطط تعليمية مُلائمة تُلبي احتياجات كلّ فرد. ومن هنا، تُصبح رحلة التعلّم مُضاءةً بدروب المعرفة.
رابعًا: تقييم مستمر يُواكب خطوات التقدّم
يُقدِّم الذكاء الاصطناعي إمكاناتٍ هائلة للتقييم والتقويم المستمر، ممَّا يُتيح للمعلمين متابعة تقدّم كلّ طالب لحظة بلحظة. فمع كلّ مهمةٍ يُنجزها الطالب، يُقدّم الذكاء الاصطناعي تقييمًا دقيقًا يُساعد على تحديد احتياجاته التعليمية بشكلٍ فوري دون تقييمات مُتقطّعة، بل رحلةً مُستمرّةً من التقدّم والإنجاز.
خامسًا: رحلة مُميّزة لكلّ طالب
يُؤمن الذكاء الاصطناعي بشخصية وتفريد التعلّم، ويُقدّم لكلِّ طالب تجربة تعلّمٍ مُخصّصة تُلبي احتياجاته وأسلوبه في التعلّم. فبفضل تحليلاته المُتقدّمة، يُصمّم الذكاء الاصطناعي برامج تعليمية تفاعلية تُراعي سرعة كلّ طالب وأسلوبه في التعلّم.. وداعًا للطرق التعليمية المُوحّدة.
سادسًا: وداعا للغشّ في بيئة تعلّم عادلة ونزيهة
يُحارب الذكاء الاصطناعي ظاهرة الغشّ بكلّ قوّة، ويُساعد على خلق بيئة تعلّم عادلة ونزيهة تُتيح للجميع فرصًا متساوية. فبفضل تقنياته المُتقدّمة، يُمكن للذكاء الاصطناعي رصد أيّ سلوكيات غشّ محتملة خلال الاختبارات، ممّا يُؤكّد على مبدأ العدالة ويُعزّز الثقة في العملية التعليمية أثناء رحلةً نزيهةً تُكافئ الجهد والمثابرة.
سابعًا: تحفيزٌ مُستمرّ ودعمٌ لا ينقطع
لا يكتفي الذكاء الاصطناعي بتقديم التقييمات والتحليلات؛ بل يُقدِّم للطلاب جرعاتٍ مُستمرّة من التحفيز والدعم. فمع كلِّ إنجازٍ يُحقّقه الطالب، يُقدّم الذكاء الاصطناعي كلمات تشجيعٍ وملاحظاتٍ إيجابية تُحفّزه على المُضيّ قدمًا في الإبداع والابتكار.
وفي الخِتَام.. يمثل دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أدوات التقويم والاختبارات نقلةً نوعيةً في مسيرة التعليم، ويُؤسّس لثورةٍ تعليمية تُغيّر مفهوم التقييم وتُثري تجربة التعلّم للطلاب. فمع إبداعات الذكاء الاصطناعي، نُودِّع الروتين ونفتح أبواب التعلّم المُخصّص والمُستمرّ، ونوجد بيئة تعلّم عادلة ونزيهة تُحفّز على الإبداع والابتكار.
لكن، من المهم التأكيد على أنَّ الذكاء الاصطناعي هو أداةٌ مُساعِدة، وليس بديلًا عن المعلم؛ فدور المعلم لا يزال مُحوريًّا في توجيه الطلاب ودعمهم وتقديم الدروس المُباشرة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
آيها العلماء: بيومين فقط الذكاء الاصطناعي يحل ما عجزتم عنه لـ 10 سنوات!!
طور باحثو إمبريال كوليدج لندن نظرية جديدة حول مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، استغرقت منهم 10 سنوات لإثباتها.
الذكاء الاصطناعي "العالم المساعد" من غوغل تمكن من التوصل إلى نفس النظرية خلال يومين فقط. لا يمكنه الذكاء الاصطناعي تنفيذ التجارب المخبرية، لكنه قد يقلل من سنوات البحث والتكاليف المالية.
تستثمر الحكومة البريطانية ملايين الجنيهات في تطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي.
في تطور علمي مذهل، تمكن الذكاء الاصطناعي من حل لغز استغرق العلماء عشر سنوات لفهمه، وذلك خلال يومين فقط.
فقد طورت شركة "غوغل" نظام ذكاء اصطناعي جديد أُطلق عليه اسم "العالم المساعد" (Co-Scientist)، والذي يعمل كمساعد رقمي للباحثين، قادر على اقتراح أفكار ونظريات وتحليل البيانات العلمية.
عقد من الأبحاث يُختصر في يومين عمل فريق من الباحثين في إمبريال كوليدج لندن لأكثر من عقد من الزمن لفهم كيفية اكتساب بعض أنواع البكتيريا القدرة على مقاومة المضادات الحيوية، وهي مشكلة متزايدة تهدد الصحة العامة عالميًا، حيث يُتوقع أن تودي هذه "البكتيريا الخارقة" بحياة الملايين بحلول عام 2050.
عبر استخدام الأساليب البحثية التقليدية، تمكن العلماء من فهم الآلية التي تستخدمها البكتيريا لاكتساب حمض نووي جديد يجعلها أشد فتكًا.
وكانت هذه النتائج في طور النشر في المجلة العلمية المرموقة "سيل" (Cell). لكن بعد انتهاء البحث، قرر الفريق العلمي التعاون مع "غوغل" لاختبار قدرة الذكاء الاصطناعي "العالم المساعد" على اقتراح فرضيات جديدة.
وبتزويده ببيانات قليلة فقط حول الدراسة، طُلب منه تقديم أفكار حول كيفية مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
نتائج صادمة: الذكاء الاصطناعي يقترح الإجابة الصحيحة فورًا جاءت النتائج مذهلة، إذ تمكن الذكاء الاصطناعي من اقتراح الفرضية الصحيحة كأول إجابة له خلال 48 ساعة فقط، وهي نفس النظرية التي توصل إليها الباحثون بعد سنوات طويلة من العمل المضني.
وعبّر البروفيسور خوسيه بيناديس، أحد قادة البحث في إمبريال كوليدج، عن دهشته قائلاً: "لقد عملنا لسنوات لفهم هذه الظاهرة، ثم جاء الذكاء الاصطناعي وقدم لنا الإجابة الصحيحة مباشرة.
كان الأمر صادمًا." من جانبه، قال الدكتور تياغو دياز دا كوستا، أحد الخبراء المشاركين في البحث: "إنها عشر سنوات من الأبحاث تم تلخيصها خلال يومين فقط بفضل الذكاء الاصطناعي.
" حدود الذكاء الاصطناعي: لا يستطيع إجراء التجارب على الرغم من قدرة الذكاء الاصطناعي على اقتراح الفرضيات الصحيحة، إلا أنه لا يزال غير قادر على تنفيذ التجارب المخبرية لإثبات صحتها، وهي عملية استغرقت سنوات من العمل البشري.
ومع ذلك، فإن توظيفه في المراحل المبكرة من البحث قد يُحدث ثورة في الطريقة التي تُجرى بها الدراسات العلمية.
"نحو 90% من تجاربنا المخبرية عادةً ما تفشل، ولكن لو كنا قد حصلنا على هذه الفرضية منذ البداية، لكنا وفرنا سنوات من العمل، وأموالًا ضخمة من تمويلات البحث العلمي، والتي تأتي غالبًا من أموال دافعي الضرائب"، يقول الدكتور دا كوستا.
الذكاء الاصطناعي قد يعيد تشكيل البحث العلمي تجربة "العالم المساعد" لم تتوقف عند إمبريال كوليدج، إذ جرى اختبار التقنية في جامعة ستانفورد ومركز هيوستن ميثوديست الطبي في الولايات المتحدة.
ومن بين إنجازاته البارزة، تمكن الذكاء الاصطناعي من اقتراح علاج محتمل لتليف الكبد عبر استخدام دواء مخصص لعلاج السرطان، وهو اكتشاف قد يفتح الباب أمام علاجات جديدة للأمراض المستعصية.
وبينما ما زالت التكنولوجيا في مراحلها الأولى، إلا أن الباحثين يرون أنها قد تحدث تحولًا جذريًا في كيفية إجراء الأبحاث العلمية. استثمار حكومي لتعزيز دور الذكاء الاصطناعي تسعى حكومة المملكة المتحدة إلى تعزيز بنيتها التحتية في مجال الذكاء الاصطناعي عبر تحويل الأبحاث الأكاديمية المتقدمة إلى تطبيقات تجارية وعلمية.
فقد خصصت وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا 4.8 مليون جنيه إسترليني لدعم 23 مشروعًا بحثيًا حول استخدام الذكاء الاصطناعي في العلوم، بما في ذلك مشاريع في جامعات باث وشيفيلد