د. عمرو عبدالعظيم

أَحْدَث الذكاءُ الاصطناعيُّ ثورةً تعليميةً في عالم التقويم والاختبارات بأبعادٍ مُذهلة؛ حيث يُسابقُنا الزمن ونحن نشهد ثورة تقنية هائلة تُغَيّر ملامح التعليم، وتُعيد صياغة مفهوم التقييم. ففي ظلِّ التطوّرات المُذهلة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، يُطلُّ علينا فجرٌ جديدٌ يُنير آفاق المعلمين ويُثري تجربة التعلّم للطلاب.

فلنغوص سويا في رحلةٍ مُمتعة لاستكشاف إبداعات الذكاء الاصطناعي في أدوات التقويم والاختبارات، ونُسلّط الضوء على ثورة تعليمية انطلاقًا من سبعة أبعادٍ مُذهلة.

 

أولًا: وداعًا للروتين السابق.. الآن اختبارات ذكية تُصمِّم نفسها

ودِّعوا أيَّام كتابة الاختبارات يدويًّا، ودِّعوا الروتين، لأنه يُسدل ستائره اليوم! فقد حان وقت الذكاء الاصطناعي ليُبدع في تصميم اختباراتٍ ذكية تُلامس احتياجات كلّ طالب. تخيّلوا اختباراتٍ تتكيّف مع قدرات كلّ طالب، وتُقدّم أسئلةً مُتنوّعة من اختيار من متعدد إلى مقالية ومُقارنة، كلّ ذلك بفضل تحليل الذكاء الاصطناعي المُتقن لمحتوى المناهج الدراسية. وداعًا للملل والتكرار، حيث أصبح كلّ اختبارٍ مغامرةً جديدة.

 

ثانيًا: تصحيح تلقائي يُريح المعلمين

يُثقِل تصحيح الاختبارات كاهلَ المعلمين، ويُضيِّع الكثيرَ من الوقت الثمين الذي يُمكن استثماره في مهامٍ تعليميةٍ أُخرى. لكن مع الذكاء الاصطناعي، انقلبت الموازين! في غمضة عين، يُصحِّح الذكاء الاصطناعي أسئلة الاختيار من مُتعدد، ويُقيِّم الإجابات المقالية بدقةٍ مُذهلة، ويُقدّم للطلاب ملاحظاتٍ مُفصّلة تُساعدهم على تحسين أدائهم. وداعًا لعبء التصحيح، فمع الذكاء الاصطناعي تصحيح الاختبارات ستكون مهمةً سهلةً ومُمتعة.

 

ثالثًا: تحليلات مُفصّلة تُضيء دروب المعرفة

لا تقتصر إبداعات الذكاء الاصطناعي على تصحيح الاختبارات فحسب، بل يُقدِّم تحليلاتٍ مُفصّلة تُسلِّط الضوء على نقاط القوة والضعف لدى كل طالب، وعلى مستوى الفصل الدراسي ككلّ. تُتيح هذه التحليلات للمعلمين فهم احتياجات طلابهم بشكلٍ دقيق، وتُساعدهم على تخصيص خطط تعليمية مُلائمة تُلبي احتياجات كلّ فرد. ومن هنا، تُصبح رحلة التعلّم مُضاءةً بدروب المعرفة.

 

رابعًا: تقييم مستمر يُواكب خطوات التقدّم

يُقدِّم الذكاء الاصطناعي إمكاناتٍ هائلة للتقييم والتقويم المستمر، ممَّا يُتيح للمعلمين متابعة تقدّم كلّ طالب لحظة بلحظة. فمع كلّ مهمةٍ يُنجزها الطالب، يُقدّم الذكاء الاصطناعي تقييمًا دقيقًا يُساعد على تحديد احتياجاته التعليمية بشكلٍ فوري دون تقييمات مُتقطّعة، بل رحلةً مُستمرّةً من التقدّم والإنجاز.

 

خامسًا: رحلة مُميّزة لكلّ طالب

يُؤمن الذكاء الاصطناعي بشخصية وتفريد التعلّم، ويُقدّم لكلِّ طالب تجربة تعلّمٍ مُخصّصة تُلبي احتياجاته وأسلوبه في التعلّم. فبفضل تحليلاته المُتقدّمة، يُصمّم الذكاء الاصطناعي برامج تعليمية تفاعلية تُراعي سرعة كلّ طالب وأسلوبه في التعلّم.. وداعًا للطرق التعليمية المُوحّدة.

 

سادسًا: وداعا للغشّ في بيئة تعلّم عادلة ونزيهة

يُحارب الذكاء الاصطناعي ظاهرة الغشّ بكلّ قوّة، ويُساعد على خلق بيئة تعلّم عادلة ونزيهة تُتيح للجميع فرصًا متساوية. فبفضل تقنياته المُتقدّمة، يُمكن للذكاء الاصطناعي رصد أيّ سلوكيات غشّ محتملة خلال الاختبارات، ممّا يُؤكّد على مبدأ العدالة ويُعزّز الثقة في العملية التعليمية أثناء رحلةً نزيهةً تُكافئ الجهد والمثابرة.

 

سابعًا: تحفيزٌ مُستمرّ ودعمٌ لا ينقطع

لا يكتفي الذكاء الاصطناعي بتقديم التقييمات والتحليلات؛ بل يُقدِّم للطلاب جرعاتٍ مُستمرّة من التحفيز والدعم. فمع كلِّ إنجازٍ يُحقّقه الطالب، يُقدّم الذكاء الاصطناعي كلمات تشجيعٍ وملاحظاتٍ إيجابية تُحفّزه على المُضيّ قدمًا في الإبداع والابتكار.

وفي الخِتَام.. يمثل دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في أدوات التقويم والاختبارات نقلةً نوعيةً في مسيرة التعليم، ويُؤسّس لثورةٍ تعليمية تُغيّر مفهوم التقييم وتُثري تجربة التعلّم للطلاب. فمع إبداعات الذكاء الاصطناعي، نُودِّع الروتين ونفتح أبواب التعلّم المُخصّص والمُستمرّ، ونوجد بيئة تعلّم عادلة ونزيهة تُحفّز على الإبداع والابتكار.

لكن، من المهم التأكيد على أنَّ الذكاء الاصطناعي هو أداةٌ مُساعِدة، وليس بديلًا عن المعلم؛ فدور المعلم لا يزال مُحوريًّا في توجيه الطلاب ودعمهم وتقديم الدروس المُباشرة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بعد تداول أنباء انتحار «روبوت كوريا».. هل تمتلك الآلات مشاعر؟

أثيرت حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد حادثة انتحار روبوت في كوريا الجنوبية، والذي قام بإلقاء نفسه من أعلى سلم.

وأثيرت بعض التساؤلات حول أسباب انتحار الروبوت، وهل تمتلك الآلات مشاعر مثل البشر؟.

انتحار روبوت في كوريا الجنوبيةأسباب انتحار الروبوت

فسر الكثير من العلماء أسباب انتحار الروبوت، فعلى الرغم من أنهم لا يمتلكون وعيا أو مشاعر مثلنا، إلا أن هذه الحادثة أوضحت مشكلات كبيرة في برمجة هذه الروبوتات، والتي بدورها أدت إلى حدوث هذا السلوك غير المعتاد.

وجاءت أسباب الانتحار كالآتي:

1-حدوث عيوب في الخوارزميات:

قد يرجع السبب إلى وجود بعض الأخطاء في خوارزمية الملاحة، مما وجه الروبوت نحو السلم، وقد تنشأ هذه العيوب من أخطاء برمجية أو اختبارات غير كافية خلال مرحلة التطوير.

2-المستشعرات والملاحة:

قد يعود السبب أيضا إلى أن مستشعرات الروبوت، المسؤولة عن اكتشاف العوائق والتنقل قد فشلت في العمل، ما ترتب عليه سوء في تفسير الروبوت لمحيطه، وبالتالي اتخذ قراراً بتحركات خطرة وعشوائية.

3-أعطال في البرمجيات:

يمكن أن تؤدي الأعطال البرمجية، التي غالباً ما تكون غير متوقعة خلال الاختبارات الأولية، إلى سلوك غير منتظم، وهذه الأعطال قد تكون ناجمة عن تعارض في أوامر التشغيل أو مشاكل في تدفق الذاكرة.

4-تدخل خارجي:

يمكن أن تتسبب العوامل الخارجية، مثل الموجات الكهرومغناطيسية أو محاولات القرصنة، في تعطيل عمل الروبوت بشكل طبيعي، وبالرغم من أنها أقل احتمالية، إلا أن هذا التداخل قد يجبر الروبوت على تنفيذ الأفعال المطلوبة منه.

حادثة انتحار روبوت في كوريا الجنوبيةانتحار روبوت بكوريا الجنوبية

يذكر أن الروبوت، كان مصمم للمساعدة في المهام الإدارية الروتينية، وهي جزءاً من مبادرة «سول» لدمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات العامة، وأثبتت تحقيقات السلطات الكورية، أن الروبوت تعطل على ما يبدو، وتحرك عمداً نحو السلم، وألقى بنفسه، الأمر الذي أدى لتدميره.

اقرأ أيضاًالذكاء الاصطناعي يتوقع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية

روبوت لذوي الهمم.. مشروع تخرج للدفعة الأولي لطلاب الذكاء الاصطناعي بجامعة السادات

مقالات مشابهة

  • شات «جي بي تي» ليس الوحيد.. 5 بدائل متاحة لمحادثات الذكاء الاصطناعي
  • هل أنت على استعداد لدفع اشتراك Apple Intelligence+؟
  • أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
  • من الحروب التجارية إلى الذكاء الاصطناعي: المنافسة الأمريكية- الصينية
  • بعد تداول أنباء انتحار «روبوت كوريا».. هل تمتلك الآلات مشاعر؟
  • سياسة YouTube الجديدة تتيح طلب إزالة محتوى الذكاء الاصطناعي
  • الأمم المتحدة تقر مبدأ التساوي باستخدام الذكاء الاصطناعي بين الدول الغنية والفقيرة
  • الذكاء الاصطناعي يفسر أسباب انتحار الروبوت الكوري.. هل شعر بالإرهاق؟
  • «ميتا» تختبر روبوتات الذكاء على إنستجرام
  • بالفيديو.. مختصة: الذكاء الاصطناعي لا يمكنه التحقق من جودة البيانات