أعلن متحدث الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أن طهران لا تنوي الانضمام إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد تل أبيب أو رفع دعوى مشابهة، لاعتبارات قانونية تتعلق بعدم اعترافها بدولة إسرائيل، لكنه أوضح أن بلاده تدعم الدعوى سياسيا.

طهران - سبوتنيك. وقال كنعاني، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي للخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين: "لقد قدمنا الدعم السياسي لتحرك حكومة جنوب أفريقيا لرفع دعوى قضائية ضد الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية وشجعنا الدول الأخرى على دعم هذا العمل المشرف لجنوب أفريقيا".

وأضاف كنعاني: "من الناحية السياسية فإن إيران تؤيد مثل هذه الدعوى، ولكن فيما يتعلق بدخول الجمهورية الإسلامية الإيرانية كمدعية إلى جانب جنوب أفريقيا، فإنها لا تنوي فعل ذلك، بسبب المبادئ التي تتبناها إيران فيما يتعلق بعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب كنظام شرعي".

وأكد كنعاني: "لن نرفع دعوى رسمية أو ننضم إلى هذه الدعوى من الناحية القانونية، فلدينا منهجنا القانوني الخاص".

وأعلنت عدة دول دعمها للدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، للنظر في انتهاكات إسرائيل في قطاع غزة، حيث تواجه اتهامات بارتكاب جرائم "إبادة جماعية"، تسببت في مقتل أكثر 35 ألف فلسطيني، إضافة إلى نحو 79 ألف مصاب.

 

فريق إنقاذ قطري يتوجه إلى أفغانستان

على جانب آخر، غادر فريق من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية التابعة لقوة الأمن الداخلي ، إلى أفغانستان لتقييم الوضع، وتقديم مساعدات عاجلة لمواجهة آثار وتداعيات الفيضانات والسيول التي تسبب بها هطول الأمطار الغزيرة يوم الجمعة الماضي، وذلك تنفيذا لتعليمات الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر .

وضربت فيضانات مفاجئة شمالي أفغانستان أودت بحياة أكثر من 300 شخص، وفق ما أفادت الأمم المتحدة،  فيما أعلنت السلطات المحلية حالة طوارئ وأرسلت فرق إنقاذ.

 

وتسببت الأمطار الغزيرة الجمعة، في فيضان أنهار، وتسببت بسيول طينية في قرى وأراض زراعية بعدة ولايات،  وتنقل الناجون في شوارع موحلة بين المباني المتضررة، بينما نشرت السلطات ومنظمات غير حكومية طواقم إنقاذ ومساعدات، محذرة من عزل بعض المناطق بسبب الفيضانات.

ولاية بغلان شمال أفغانستان واحدة من أكثر المناطق تضرراً، حيث قضى أكثر من 300 شخص فيها لوحدها، ودُمرت أو تضررت آلاف المنازل، وفق برنامج الأغذية العالمي.

 

وأعلنت رنا دراز مسؤولة الاتصالات في الوكالة التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان، أنه "بناء على المعلومات الحالية: قضى 311 شخصاً في ولاية بجلان، ودمر 2011 منزلاً، وتضرر 2800 منزل".

 

وأشارت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إلى أن 218 شخصاً لقوا حتفهم في بغلان.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية  الأفغانية عبد المتين قاني، إن 131 شخصاً لقوا حتفهم في بغلان، لافتاً إلى أن الحصيلة قد ترتفع لأن "العديد من الأشخاص ما زالوا في عداد المفقودين"، مضيفا أن 20 شخصاً آخرين لقوا حتفهم في ولاية تخار (شمال)، واثنين في بدخشان المجاورة.

 

وفي منشور عبر منصة "إكس" السبت، قال الناطق باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد: "لقي المئات من مواطنينا حتفهم في هذه الفيضانات الكارثية".

 

وتابع: "علاوة على ذلك، أحدث الفيضان دماراً كبيراً في العقارات السكنية، مما أدى إلى خسائر مادية كبيرة".

 

وأكد المسؤولون أن الأمطار التي هطلت الجمعة، تسببت في أضرار جسيمة في بغلان، وتخار، وبدخشان، وكذلك ولايتي جور وهرات (غرب)، في بلد يعاني من الفقر، ويعتمد بشكل كبير على الزراعة.

 

وقال جان محمد دين محمد، أحد سكان مدينة بل خمري عاصمة ولاية بغلان: "لقد جرفت الفيضانات منزلي وحياتي كلها"، موضحاً أن عائلته تمكنت من الفرار إلى مناطق مرتفعة، لكن عندما تحسن الطقس وعادوا إلى منزلهم "لم يتبق شيء، لقد دمرت جميع ممتلكاتي ومنزلي" مضيفا : "لا أعرف إلى أين آخذ عائلتي.. ولا أعرف ماذا أفعل".
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الخارجية الإيرانية طهران الانضمام دعوى جنوب إفريقيا إسرائيل تل أبيب جنوب أفریقیا حتفهم فی

إقرأ أيضاً:

عراقجي في الجزائر.. هل تبحث إيران عن نفوذ جديد في أفريقيا؟

طهران- في زيارة رسمية تعكس تطور العلاقات بين طهران والجزائر، وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى الجزائر، لبحث التطورات على الساحة الإقليمية وتداعيات استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وخلال الزيارة، التقى عراقجي مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ووزير الخارجية أحمد عطاف، حيث تم التركيز على تعزيز التنسيق السياسي والاقتصادي بين البلدين، إضافة إلى دعم حقوق الشعب الفلسطيني في الساحة الدولية.

وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون الثنائي بين إيران والجزائر، وهو ما أكده الجانبان في تصريحات صحفية نقلتها وكالات الأنباء الإيرانية، كما تم تناول سبل تطوير التعاون في مجالات الطاقة والاقتصاد، في وقت يشهد فيه العالم تغيرات كبيرة على مستوى السياسات الإقليمية والدولية.

ويعد تاريخ العلاقات بين إيران والجزائر طويلا، حيث كانت إيران من الداعمين للثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وفي المقابل، دعمت الجزائر الثورة في إيران عام 1979.

وعلى الرغم من بعض الفترات التي شهدت تحديات في العلاقات بين البلدين، فإن التنسيق بينهما استمر على مدار السنوات، حيث ارتفعت وتيرة التعاون السياسي والاقتصادي في السنوات الأخيرة، مما يعكس تطورا ملحوظا في شراكتهما الإستراتيجية.

الزيارة ركزت على دعم حقوق الشعب الفلسطيني في الساحة الدولية (الأناضول) توسيع النفوذ

في هذا السياق، اعتبر خبير الشؤون الدولية أشكان ممبيني، أن زيارة عراقجي إلى الجزائر تندرج ضمن إستراتيجية الدبلوماسية الإيرانية لتوسيع نفوذها في شمال أفريقيا وتعزيز العلاقات مع الدول المستقلة والمتوافقة مع طهران في الملفات الإقليمية والدولية.

إعلان

وأوضح ممبيني، في حديثه للجزيرة نت، أن الزيارة تحمل أبعادا متعددة، أهمها تعزيز العلاقات الثنائية من خلال متابعة تنفيذ مذكرات التفاهم التي تم توقيعها في زيارات سابقة، مشيرا إلى أن البلدين عازمان على تفعيل الإمكانيات المتاحة وتحويلها إلى تعاون عملي، خصوصا أن الجزائر، بفضل موقعها الإستراتيجي ومواردها الغنية، تُعد شريكا محوريا لإيران في القارة الأفريقية.

أما البُعد الثاني، بحسب ممبيني، فهو التوافق في المواقف حيال القضية الفلسطينية، حيث شكلت تطورات غزة وقتل المدنيين العزل أحد محاور الزيارة ذات البعد الجيوسياسي.

وقال إن التلاقي في المواقف بين طهران والجزائر يأتي في وقت تتجه فيه بعض الدول العربية نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ما يجعل هذا التقارب قاعدة لبناء محور داعم للقضية الفلسطينية في وجه هذه التحولات.

وأضاف ممبيني أن البعد الثالث يتعلق بالنظام الدولي الجديد، إذ تبحث كل من إيران والجزائر عن إعادة تموضع في ظل التغيرات الجارية في موازين القوى العالمية، مشددا على أن التعاون الثنائي والانفتاح على قوى ناشئة والتنسيق في المحافل متعددة الأطراف يمكن أن يمنح البلدين فرصا جديدة في مواجهة التحديات الدولية.

واختتم ممبيني بالقول إن زيارة عراقجي تأتي في سياق الرؤية الإستراتيجية لإيران الهادفة إلى بناء شراكات مع دول مستقلة ورافضة للهيمنة الغربية، مؤكّدا أن العلاقات بين طهران والجزائر دخلت مرحلة أكثر نضجا وفاعلية، وقد تسفر عن مكاسب اقتصادية ودبلوماسية وجيوسياسية ملموسة للطرفين إذا ما تم البناء عليها بجدية.

????وزير الخارجية الإيراني #عباس_عراقجي عقب استقباله من قبل السيد الرئيس: "نحيّي دور #الجزائر وموقفها في مجلس الأمن دفاعا عن #فلسطين" pic.twitter.com/BSOel0k9KQ

— Radio Algeria international إذاعة الجزائر الدولية (@radioalginter) April 8, 2025

إعلان القضية الفلسطينية

وفي حديثه للجزيرة نت، قال المحلل السياسي برديا عطاران، إن زيارة عراقجي إلى الجزائر ولقاءه رفيع المستوى مع كل من الرئيس الجزائري ووزير الخارجية، تأتي في إطار إستراتيجية أوسع لإيران تهدف إلى إبراز أهمية القضية الفلسطينية وتطورات غزة على الساحة الدولية، خاصة في ظل الفتور الإعلامي الذي رافق التصعيد الإسرائيلي الأخير على القطاع.

وأضاف عطاران أن طهران تسعى إلى توسيع دائرة التفاعل مع القضية الفلسطينية لتشمل دولا إسلامية خارج محور المقاومة، مشيرا إلى أن الجزائر تُعد من أقرب الدول إلى طهران من حيث الخطاب السياسي، الأمر الذي يمنح هذه الزيارة أهمية خاصة في ظل الظروف الإقليمية الراهنة، ومنها التحديات التي واجهها حزب الله في لبنان، والتوترات بين اليمن والولايات المتحدة.

وأوضح عطاران أن طهران لا ترغب في حصر دعم القضية الفلسطينية ضمن إطارها السياسي فقط، بل تعمل على تشجيع أطراف إقليمية أخرى للعب دور فاعل، حتى لا تبدو هذه القضية مرتبطة حصرا بإيران، مما يُضعف من زخمها العالمي.

وفي سياق متصل، قلّل عطاران من أهمية بعض التكهنات التي ربطت زيارة عراقجي بإمكانية قيام الجزائر بدور وساطة بين إيران والولايات المتحدة، مؤكدا أن طهران لا تعتزم حتى الآن منح هذا الدور لأي دولة سوى سلطنة عمان، لما لها من تجربة طويلة ومكانة خاصة في هذا النوع من الوساطات.

وختم عطاران حديثه بالتأكيد على أن إيران تحاول الدفع نحو تحرك إسلامي أوسع لدعم غزة، بما يضمن استمرار حضور القضية الفلسطينية في الوعي العالمي، وعدم تحولها إلى شأن إقليمي محدود.

مقالات مشابهة

  • عراقجي في الجزائر.. هل تبحث إيران عن نفوذ جديد في أفريقيا؟
  • غرق 50 شخصا بانقلاب قارب مكتظ في نهر الكونغو.. واستمرار عمليات الإنقاذ
  • كيف ينظر المراقبون الروس للمفاوضات الإيرانية الأميركية بشأن النووي؟
  • خبير: إسرائيل تريد تفكيك جميع المنشآت النووية الإيرانية
  • بين التهديد والرسائل الخفية.. العراق وسط نار التحذيرات الإيرانية وصدى الهجوم المحتمل
  • بين التهديد والرسائل الخفية.. العراق وسط نار التحذيرات الإيرانية وصدى الهجوم المحتمل - عاجل
  • إسرائيل تبدي خيبة أملها بشأن المفاوضات الأمريكية الإيرانية
  • الخارجية الإيرانية تؤكد: المباحثات مع واشنطن غير مباشرة
  • مقتضيات قانونية جديدة تشدد الرقابة على جمع التبرعات و تشترط ترخيص الداخلية ووزير الخارجية
  • وول ستريت جورنال: المحادثات الأمريكية الإيرانية تختبر قدرة ترامب على كبح جماح برنامج طهران النووي