عربي21:
2025-02-16@22:50:10 GMT

ضد دين واحد هو الإسلام!

تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT

ليس مشروعا للإصلاح الديني بالأساس، ولكنه توجه للتحرش بالإسلام في المقام الأول والأخير، ترعاه السلطة في هذا المرة ويدعمه الإقليم، الذي اختلطت لديه الأشياء فلم يميز الدين والإسلام السياسي، ولم يستهدف خلق حالة من التدين المسالم غير المهدد للأنظمة، ولكن اعتمد سياسة "كيد النساء"، حتى وإن حشد الجماهير في الجبهة الأخرى المعادية لهذا التوجه!

ولهذا فإن كثيرين ممن أخذوا على عاتقهم الهجوم على هذا التوجه، ليسوا من المنتمين لتيار الإسلام السياسي، ولكنهم من الليبراليين واليسار الوطني، وممن لهم موقف معارض للتيار الديني، وهم يرون ما يحدث يقع تحت حماية السلطة المستبدة، والإقليم الرجعي، والذي خبث لا يخرج إلا نكدا!

ليس من بين الذين تشكلت منهم حركة "تكوين" عالم واحد له باع في التخصص المطلوب للإصلاح الديني، ومجال إنكار السنة عرف أزهريا عبر شيخ ما يسمى بـ"القرآنيين" الدكتور أحمد صبحي منصور، أستاذ التاريخ السابق بجامعة الأزهر، والذي طارده الحكم الاستبدادي حتى استقر به المطاف لاجئا في بداية الأمر في الولايات المتحدة الأمريكية.

وهو يؤخذ من كلامه ويرد، لكنه في الأخير يقول رأيا جديرا بالمناقشة، غير هؤلاء الهواة الذين عندما يحشرون في الزاوية يفرشون الملاية، في خناقات الحواري!

ما هو جدير بالملاحظة، أن هذه الحركات موجهة ضد دين واحد، هو الإسلام، وكأن الديانات الأخرى في اجتهاداتها وطقوسها ليس فيها ما يستحق التوقف، وهم ينادون بالعلمانية، التي لا شأن للإسلام بها، لكنها كانت ضد الكنيسة
ومهما يكن فإن ما هو جدير بالملاحظة، أن هذه الحركات موجهة ضد دين واحد، هو الإسلام، وكأن الديانات الأخرى في اجتهاداتها وطقوسها ليس فيها ما يستحق التوقف، وهم ينادون بالعلمانية، التي لا شأن للإسلام بها، لكنها كانت ضد الكنيسة ومن أحد رموزها هو مارتن لوثر، والذي كان قسا في الأصل، ولم يكن عاطلا يتسكع على مقاهي المثقفين. فلا شأن للإسلام بالعلمانية التي لم تكن في مواجهته أصلا، ويستلفت الانتباه عندما نشاهد قسا إنجيليا ضمن فرقة "تكوين" التي تستهدف الإصلاح الإسلامي، في حين أن كنيسته كانت ضد المسيحية الأصولية، لكنه هنا لا يجرؤ أن يوجه أفكاره في اتجاه الآباء المؤسسين، وقد صار الإسلام في بلد الأزهر هو "الحيطة المايلة"، لنأتي إلى بيت القصيد!

اللحظة الفارقة:

فمثل يوسف زيدان، كمثل القمني، مع فارق في الدرجة، فالأخير قام توجهه بحسب مقولة الملحدين القدماء "ولعت هاشم بالملك.. فلا خبر جاء ولا وحي نزل"، وهو ينكر الأديان جميعها، لكنه مر بلحظة فارقة في حياته، كنت طرفا فيها، جعلته يركز على الإسلام فقط، بل ويكون جزءا من حسابات رموز مسيحية بعينها، لدرجة أنه عندما ألف فيلما تم استهدافه بالاغتيال، وفرّ إلى الخارج عاش في كنفهم، لكنهم لم يجزلوا له العطاء، أو قل إن ما انتظره كان أقل مما يتوقعه، فعاد مرة أخرى للقاهرة، ليموت على سريره، فلا أحد استهدفه، ولا أحد تربص به لاغتياله، وهو ما قررتُه مبكرا في كتابي "شر البلية.. في السياسة والذي منه"، والذي نفد من الأسواق عقب صدوره، ولا توجد نسخة الكترونية منه، حتى لا يقال إنني كالذي ينعى ابنه ويصلح ساعات!

الواقعة التي وردت في الكتاب الصادر في سنة (2009)، كانت عندما دُعي سيد القمني لمحاضرة في الجمعية المصرية للتنوير، ولأن مشروعه يقوم على أنه لا خبر جاء ولا وحي نزل، فقد بدأ بالهجوم على التراث الإسلامي وأمسك بالشيخ الشعراوي هجوما وسخرية، وسط سعادة الحضور وابتهاجهم. وقد تبادلنا أنا وأحد الشباب الليبراليين (لا أعرف الآن أين أراضيه) وقتئذ الرد عليه، وبدت الصدور تضيق بنا ذرعا فاكفهرت الوجوه، ثم كانت قاصمة الظهر عندما انتقل القمني للهجوم على بعض الآراء التي تخص المسيحية، هنا صدرت همهمات من الحضور، الذين كانوا في مجملهم من الإخوة المسيحيين، ولم يفوّت صديقنا هذا الفرصة وقال ضاحكا: الآن.. وأكمل جملته بصوت هذه الهمهمات!

احتيال القمني وجهل يوسف زيدان:

وكان القمني من الذكاء بمكان، فعرف اتجاه الريح، فترك الموضوع وأمسك بصاحبنا وأعلن أسفه لأن يتعامل شاب مثقف بهذا الشكل، وعاد وزاد في سلوك صاحبنا الذي لا يليق بمحفل مستنير، وكان هذا هروبا من النافذة، فعلم أن جمهوره لا يتقبل منه إلا التحرش بالإسلام، والسخرية من شيوخه، فواصل المسيرة في هذا الاتجاه!

الأمر نفسه يسري على يوسف زيدان، وهنا لا بد من مقارنة بين الشخصين، فسيد القمني محتال يقرأ التراث قراءة انتقائية، للبحث عما يؤكد ما يقرره ابتداء قبل حصة المطالعة، فإن لم تسعفه الكتب اختلق الفكرة، لذا فقد أمسك به بعض الباحثين في موقع "إسلام أون لاين" وتعقبوا هوامش كتبه ليجدوها من تأليفه فلا أساس لها، وأن إحالاته للمجهول، وأثبتوا هذا كله، لكن بإغلاق الموقع أُهدر هذا الجهد. فيذكر القمني واقعة ويحيلها مثلا لكتاب تراثي مع ذكر الطبعة، والصفحة، وليس هناك شيء من هذا في المرجع المذكور!

أما يوسف زيدان فهو متواضع الثقافة، متورم الذات، ولهذا هو يأتي بالعجائب. انظر كيف شرح بيت شعر قديم بما يكشف عن جهل رضي عنه بحجم رضاه هو عن الجهل، وقبل كتابة هذه السطور استمعت لمقطع من لقاء تلفزيوني يتحدث فيه عن محنة الإمام أحمد بن حنبل، وكيف أنه مات تحت التعذيب في قضية خلق القرآن، والثابت أنه رغم التعذيب الشديد إلا أنه مات بعد المحنة بسنوات!

بيد أن يوسف زيدان مثل غيره من جماعة "تمكين"، يظهرون بمفردهم في البرامج التلفزيونية بحسبانهم محميات طبيعة، يتكفل أولياء أمورهم في الداخل والإقليم بحمايتهم، لهذا فإن استضافتهم في معظم المرات منفردين، ليعبروا عن جهلهم أبلغ ما يكون التعبير، وفي حضرة مذيع أجهل!

ما علينا، فتوجه يوسف زيدان هو للإصلاح الكنسي أو المسيحي، وهو ما ثبت من عمله "عزازيل"، وهو ما قيل إنه مسروق مرة من مخطوط لكاتبه الراهب هيبا، ومرة انه منقول نقل مسطرة من رواية أجنبية، بحسب المدير السابق لليونسكو، وهو أمر يحتاج إلى فحص وتدقيق في الاتهام، إلا ان الجدير بالملاحظة أن يوسف زيدان ومع انشغاله كثيرا بـ"الهرتلة" عَمّال على بطّال، لم ينشغل بالرد على هذا الاتهام، الذي إن صح لأسقط عنه الثقة والاعتبار!

احتشاد الكنيسة ضده:
شعر هنا أن هذا التخصص من شأنه أن يجعله في أزمة مع الكنيسة وجمهورها، فذهب يقصر دعوته للإصلاح الديني على الإسلام، وإنه لمن المدهش أن يكون "داعية الإصلاح الديني" لا يستطيع قراءة آية قرآنية بشكل صحيح
ومذكرات الراهب هيبا تنتقد كثيرا من تعاليم الكنيسة المصرية، لذا فقد احتشدت الكنيسة للهجوم عليها، وصدرت عن ثلاثة من الآباء الكهنة ثلاثة مؤلفات للرد عليها، فكان الاتفاق على تصنيفها كرواية، وقد فازت بالبوكر العربية. فقد عاش يوسف زيدان في دور الأديب الكبير، لتكون هذه الراوية هي "بيضة الديك"، وقد أصدر روايتين أو ثلاثا بعد ذلك فلم تحقق نجاحا يُذكر، وليس هذا هو الموضوع!

فقد شعر هنا أن هذا التخصص من شأنه أن يجعله في أزمة مع الكنيسة وجمهورها، فذهب يقصر دعوته للإصلاح الديني على الإسلام، وإنه لمن المدهش أن يكون "داعية الإصلاح الديني" لا يستطيع قراءة آية قرآنية بشكل صحيح!

لقد عرف التاريخ دعاة للإصلاح مثل الإمام محمد عبده، وجمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد الغزالي، بيد أن هؤلاء كانوا أئمة وعلماء، في حين أننا الآن أمام تفاهة يمثلها زيدان ورفاقه، والتي تجعلهم ريشة في مهب الريح إذا جرت مناظرتهم من قبل آخرين، لأنهم ليسوا على شيء!

لقد ذكر لي المثقف القومي المغربي عبد الإله المنصوري كيف أن زيدان حل على مؤتمر في المغرب، ولم يكن جاهزا، وبدا كما لو كان لم يعد موضوعه، فقال كلاما بخفة أثار استنكار الحاضرين لأنهم اعتبروه استهانة بالمغرب العربي من جانب المشرق، إلى حد أن يتعامل معهم المحاضر بهذه الخفة. وقلت له إن زيدان لم يستهدف الاستخفاف بكم، لكن هذه حدوده الفكرية، فمن تعتقدون أن يكون محمد عابد الجابري أو حسن حنفي؟!

إنها الضحالة يا سيدي!

twitter.com/selimazouz1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تكوين الأديان المصرية مصر الاسلام العلمانية أديان تكوين مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یوسف زیدان

إقرأ أيضاً:

ديشامب يعلق على فرضية تدريب زيدان منتخب فرنسا

اعتبر مدرب منتخب فرنسا لكرة القدم ديدييه ديشامب الذي سيترك منصبه بعد كأس العالم 2026 أن النجم السابق زين الدين زيدان “مرشح طبيعي وجيد للغاية” لخلافته، وذلك في مقابلة مع صحيفة “ليكيب”.
قال ديشامب “زيزو مرشح جيد جدا، طبيعي، وأضيف أنه متوقّع، (لكن) لا أعرف ما إذا كان يرغب في ذلك”، مذكرا انه “قراره وقرار الرئيس” (الاتحاد) فيليب ديالو.
ومن المتوقع أن يتولى زيدان الإشراف على المنتخب الأزرق، بعد إعلان ديشان في يناير انتهاء مشواره عقب مونديال 2026 في مسيرة على مدى 14 عاما مع المنتخب.
بعد مسيرة رائعة كلاعب، أحرز زيدان (52 عاما) المدرب لقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات بين 2016 و2018 على رأس فريقه السابق ريال مدريد الإسباني، وحظوظه وافرة لخلافة ديشامب الذي تألق أيضا كلاعب وسط إلى جانبه، وحمل شارة القائد خلال الظفر بمونديال 1998 وكأس أوروبا 2000.
بانتظار ذلك، تلعب فرنسا مع كرواتيا في 20 و23 مارس لمركز مؤهل إلى المربع الأخير في دوري الأمم الأوروبية في يونيو، قبل خوض تصفيات المونديال.
وأكد ديشامب في مقابلته أن المهاجم كيليان مبابي سيكون “بالتأكيد” ضمن التشكيلة، وذلك بعد غياب النجم المنتقل من باريس سان جرمان إلى ريال مدريد عن آخر تجمعين لفرنسا، عقب بداية مشواره المتذبذبة مع الفريق الملكي قبل أن يستعيد مستواه تدريجيا.
قال ديشامب (56 عاما) “سيكون هنا إذا لم يحدث له أي شيء. هو متعلق كثيرا بمنتخب فرنسا، حتى ولو أنه يمر في فترة معقدة على الصعيد الشخصي. استعاد مهارته وهذا ظاهر في مجريات اللعب وفي ذهنيته أيضا”.

مقالات مشابهة

  • الشباب والرياضة تواصل تنفيذ برنامج رواق الأزهر لتعزيز الوعي الديني لدى النشء والأسرة
  • «الارتباط بين العقد والسلوك» ندوة لتجديد الخطاب الديني لمفتي الجمهورية بجامعة مدينة السادات
  • بدء الصوم الكبير 2025.. الكنيسة تستعد لأطول فترات الصيام
  • بلمهدي يتباحث مع السفيرة الهندية سبل التعاون في المجال الديني
  • الكنيسة الكاثوليكية بمصر تشارك في اليوم الثاني من أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين
  • الكنيسة تُحيي ذكرى شهداء ليبيا اليوم.. تضحية لن ننساها
  • ديشامب يعلق على فرضية تدريب زيدان منتخب فرنسا
  • جاليليو جاليلي: أدانته الكنيسة بسبب علمه.. وأنصفه التاريخ بعد قرون
  • سالي عبدالسلام تكشف تفاصيل وصيتها وتحرص على الالتزام الديني
  • 24 فبراير.. الكنيسة تبدأ الصوم الكبير استعدادًا لعيد القيامة