أسرار ودهاليز :لقد باتت تبتعد عن “سالم العيساوي” بدعم الحلبوسي!
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
العراق طفل يتيم !
١-جميع العراقيين يراقبون الجدل المحتدم في اروقة الدكاكين والمطابخ السياسية حول من سيتولى منصب رئاسة مجلس النواب العراقي بعد إقالة السيد محمد الحلبوسي من منصبه بقرار من المحكمة الاتحادية العليا وعندما أعلنت في 14 نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٢٣ إنهاء عضوية الحلبوسي كنائب ورئيس للبرلمان.
اولا: من اشرف على صعود الحلبوسي واصبح رئيسا للبرلمان هي ايران .ومن أسقطته هي ايران وعندما خرج الحلبوسي عن الطريق الذي رُسمَ له في السفارة الإيرانية في بغداد وباركته طهران. وذهب للتعامل مع ألد اعداء إيران لا بل اعطى ظهره لإيران هذا من جهة . ومن جهة اخرى تخلى الحلبوسي عن الجهات السنية التي صنعت منه سياسي ونائب ومحافظ ومن ثم رئيس برلمان بل ناصبها العداء والكراهية وهي كتلة الحل واسرة ال كربولي .وباتَ يعمل على تأسيس دولة الحلبوسي البوليسية في العراق بصورة عامة وفي الأنبار والمنطقة السنية بصورة خاصة ليكون زعيم للاقليم السني في العراق بدعم منظمات ودول خارجية. فباشر بسياسة تفكيك العشائر الكبيرة وشراء الذمم ومحاصرة الأسماء البارزة ومنع تشكيل تنظيمات سياسية مناوئة له في الأنبار بشكل خاص وقي المنطقة السنية بشكل عام .فالرجل مارس سطوة ليكون مثل الجنرال خليفة حفتر في ليبيا !
ثانيا : الحلبوسي عُرف بأنانيته المفرطة اضافة لخبثه السياسي المصحوب بطغيان طائفي ومناطقي مقيت .والسبب لأن ورائه دول وجهات تغذيه بذلك .فكان سياسي خفيف الوزن ويظن انه سوف يضحك على الدول المتكارهة أصلا في المنطقة وفي العراق فسقط على رأسه في شر أعماله .وحتى عندما عُزل من رئاسة البرلمان ومن البرلمان كعضو فيه لم يصدق وبقي لفترة زمنية طويلة يتصرف كرئيس ويتحرك كرئيس حتى صحى من حلمه فعرف انه سوف يبدل بنسبة ١٠٠٪ . حينها كرس جهده ان لا يكون البديل من( الفلوجة ولا من الرمادي ) خوفا من انتهاء اسمه ومشروعه وتبخر كتلته .ولهذا مارس المراوغة ولازال يراوغ خصوصا عندما فشل بتقديم نسخه منه لكي يبقى هو من يتحكم بالبرلمان من وراء الكواليس ( وحتى عندما قدم الشيخ شعلان ال كريم مرشحا ) كان يريده ان يحترق وجماعته هم من سربوا الفديوهات ضد شعلان الكريم ليحترق .ولكن خطته فشلت فخسر شعلان الكريم وخسر مشروع بديله الذي هيئه ُ . خصوصا عندما بقيت الجهة المرشحة للسيد ( سالم العيساوي ) متمسكه بالعيساوي .
ثالثا:-وعندما احتدم الصراع بين الكتل السنية من جهة ، وانكشف مخطط نقل تنظيم الاخوان الدولي إلى العراق بدعم تركي وقطري، وتأسيس ( بيت سني ) بقيادة تنظيم الاخوان المسلمين ليأخذ زمام المبادرة والأمور ( وهو مشروع تركيا وقطر الذي فشل في سوريا بصمود الجيش السوري ونظام الاسد) من جهة اخرى . ونجاح تركيا ودولة قطر بشق الصف الشيعي الحاكم بحيث ذهب السيد رئيس الوزراء محمد السوداني كثيرا مع دولة قطر ومع حلفاء قطر في العراق ومنهم الخنجر والتنظيمات التابعة له … سارعت طهران ومن خلال السيد نوري المالكي الذي غير راضي من انصهار السوداني مع دولة قطر ومشروع الاخوان الدولي وبدون تنسيق مع الاطار التنسيقي فسارع المالكي لدعم ترشيح السيد( محمود المشهداني ) الذي هو سني ومن خلفية سلفية ورجل على علاقة ولاء مع طهران ومنغمس في توجيهات المالكي وطهران . هنا اختلف المشهد بسبب اختلاف ادوات الصراع !
رابعا :- الحلبوسي الضائع وجد بترشيح ( المشهداني ) قارب انقاذ له ليبقى قويا في الرمادي ويبقى سالما كزعيم سياسي لتقدم . والاهم من خلال دعمه للمشهداني سوف يخرج الرمادي والفلوجة من زعامة البرلمان وهذا سيريح الحلبوسي والاهم من هذا كله وجدها الحلبوسي فرصة ذهبية ليدعم المشهداني عسى ترضى عنه طهران والسفارة الإيرانية وتغفزان عنه وعن مافعله مع جهات ودول غير مرغوب فيها من قبل ايران وبعض القوى الشيعية في العراق .
موضوع السيد المندلاوي !
إذا بقي الصراع محتدم سيبقى السيد محسن المندلاوي رئيسا بالإنابة وسوف يستمر ليحقق انجازات وطنية بصورة عامة وشيعية بصورة خاصة من خلال تمرير القوانين التي كان يرفضها الحلبوسي وتمرير القوانين التي كان يتحايل عليها الحلبوسي فيغيبها..أما إذا حسم الموضوع وترشح رئيس جديد ونتوقعه ( المشهداني) فلقد نجح المندلاوي بتقديم نفسه قائد وطني وقائد شيعي جديد ومختلف ، وأفضل من الجميع في ثباته وشجاعته ومصداقيته وقربه من الناس والنخب وغير مرتجف امام السفيرة والسفارة… وبالتالي سيكون مشروع شيعي جديد له بصمة واضحة في قادم الايام .وربما سيكون هو الأقرب إلى الحنانة والصدر كونه حقق امنية السيد مقتدى الصدر بالتصويت على قانون حظر المثلية لأن الصدر ولوحده كان رافضا للمثلية والجندر والشذوذ والثقافة الاميركية الوافدة !
الخلاصة :
١-حسب اعتقادنا سيمضي المشهداني كمرشح تسوية بدعم تقدم والحلبوسي لان الأخير سينجح بابعاد زعامة البرلمان عن الأنبار والفلوجة ويبقى هو صاحب مشروع سياسي هناك .
٢-وسيتم ارضاء خميس الخنجر ورافع العيساوي بتحقيق كتلتهم الاخوانية الموالية لقطر وتركيا ولكن من خلال الفلتر الايراني ومراقبة المالكي لها .
٣- الخاسر شيعيا هو محمد شياع السوداني الذي لم يجيد اللعب على رؤوس الأفاعي . والرابح هو نوري المالكي في المستقبل القادم . وربح محسن المندلاوي من خلال نجاحه من الاستفادة من ازمة شغور منصب رئيس البرلمان فكسب الشارع والشيعة والسيد مقتدى الصدر وكسف المستقبل كزعيم شيعي صاعد !
سمير عبيد
١٣ ايار ٢٠٢٤ user
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
هتاف ادرني فلسطيني : ياعراقي “ياگواد” أرجع روح لبغداد!
بقلم : د. سمير عبيد ..
ثبتوا لديكم هذا المثل العراقي المهم وهو ( أگعد عوج وأحچي عدل )!
أولا :
عندما أكتب لا أنتظر موافقة فلان او علتان ، ولا انتظر موافقة دولة او جهاز استخبارات او حزب او تيار . فأكتب بحرية تامة وهذا خطي ولن اتنازل عنه . لذا تعليقي على هتاف الجماهير الأردنية والفلسطينية بالضد من الفريق العراقي لكرة القدم وعندما خسر امام المنتخب الفلسطيني في عمان ب( ياعراقي ياگواد ارجع روح لبغداد) . وطبعا مفردة ” گواد : تعني السمسار على العرض … الخ ” . وأبدأ تعليقي وتحليلي بالسؤال:-
لماذا لم يعترض اتحاد كرة القدم العراقي على مكان اقامة المباراة وهو يدري ان الجمهور الأردني أصلا ما نسبته ٩٠٪ هو جمهور فلسطيني …فلماذا لم يحسبها الاتحاد مبكرا ؟ فهل هي لامبالاة وثول ..أم القضية فيها تعمد من رئاسة اتحاد كرة القدم العراقي الذي تحوم حوله علامات الاستفهام ؟ ولماذا لم يعترض الاتحاد العراقي على دخول الجماهير الأردنية ؟ وهنا يفترض فتح التحقيق المعمق وليس تحقيق ( بوس عمك بوس خالك . لان القضية اصبحت تمس أمن قومي وكرامة شعب واعراض العراقيين جميعا !)
ثانيا :-
هذا الهتاف الذي خرج من افواه الفلسطينيين والأردنيين لا يخلوا من رسالة سياسية واضحة بإسم العرب جميعا إلى العراقيين بشكل عام والى الحكومة والطبقة السياسية في العراق بشكل خاص . نعم لا يخلوا من رسالة كبيرة .
وبما ان كلمة ( گواد) تعني ( السمسار ) فإذن كلمة السمسار هنا تتوسع معانيها واولها ( التنازل عن الحقوق المقدسة ، والتنازل عن الخطوط الحمر للخصوم وللطامعين وللسراق والقتلة …. الخ ) !
١-وباعتقادي ان المعنى الذي ارادوا إيصاله هو ( كفاكم تنازل وسكوت وسمسرة لإيران والحرس الثوري ) . وهنا عندهم حق 1000 مرة. لأن 70% من الطبقة السياسية هي تسمسر لإيران منذ 21 سنة ولازالت بحيث جعلوا من العراق مصد لحماية إيران وسوق استهلاكي وفضاء استخباري واقتصادي لأيران . بحيث صاروا ايرانيين اكثر من الإيرانيين انفسهم .فحولوا العراق إلى حديقة خلفية لايران ولا حتى اقليم او محافظة إيرانية. والنسبة الباقية من الطبقة الطبقة السياسية في العراق اي نسبة ال 30% فهي موزعة بالسمسرة إلى تركيا وقطر والإمارات والكويت وأمريكا وصولا لإسرائيل !( والطامة الكبرى لا يوجد داخل الطبقة السياسية من يسمسر للعراق والشعب العراقي! ) لأن هناك سمسرة حميدة !
٢-وهنا نعطي مثال حول السمسرة للوطن والشعب ” وهي سمسرة حميدة وشريفة ومسؤولة ” ولكنها غير موجودة عند الطبقة السياسية العراقية وللأسف الشديد !
والمثال هو :- في زمن حكومة عبد الكريم الكباريتي في الاردن حصل حراك شعبي خطير جدا انطلق من محافظة الكرك ومدن اخرى ( وسميت بمظاهرات الخبز ) ودخلت عليها مطالبات سياسية خطيرة . وبدلا من ان يقوم جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله باستخدام مسيل الدموع والاعتقالات واستعمال الرصاص الحي ضد المتظاهرين و مثلما حصل في العراق مرارا ( وتحت ظل الديموقراطية ) وحصل في بلدان عربية اخرى … ( خرج الملك الحسين في التلفزيون الأردني واخذ يشرح ظروف الأردن الاقتصادية وقلة موارده. وكانت بجواره حقيبة كبيرة وفارغة ففتحها وقال انظروا انها فارغة .ففي جميع سفراتي وتجوالي لدول العالم معي هذه الحقيبة الفارغة لكي اعود بها ممتلئة اموالا لكي اعطيها لكم وأطعمكم .. فخففوا علينا قليلا .وبالفعل انتهت المظاهرات لان الرسالة وصلت بمعنى ( نحن نسمسر عند الدول حتى نجلب لكم اموالا وشركات وصفقات لكي تعيشوا بكرامة فنحفظ اعراضكم وكرامتكم ) !
٣- على العكس تماما من الطبقة السياسية العراقية فجميع حكوماتها ولا نستثني حكومة واحدة ( تأخذ الحقائب ممتلئة بثروات العراق وقوت العراقيين لتعطيها للدول والى منظمات خارجية واجهزة استخبارية خارجية والى منظمات محظورة . لا بل هناك تنازلات عراقية لم يصوت عليها البرلمان العراقي أصلا ولم يُستشار الشعب العراقي وهي التنازل بالنفط العراقي المجان وبالنفط بنصف سعر إلى دول والى جهات خارجية، وجمع ملايين الدولارات من خلال رواتب موظفي الدولة العراقية ويرسلونه إلى الفلسطينيين وغيرهم ، لا بل هناك بواخر النفط المجاني والمازوت العراقي تذهب لدول ومنظمات ، لا بل موافقة تلك الطبقة السياسية بالقبول ان تبيع نفط غيرها على انه نفط عراقي وتعطي تلك الدولة الاموال بالعملة الصعبة وفوقها اموالا من الخزينة العراقية ( فهل توجد سمسرة وگوادة اكثر من ذلك ؟)
ثالثا :-
لذا نقول إلى الذين ثارت ثائرتهم وخرجت عنترياتهم ضد الفلسطينيين وضد الأردن ويطالبون بايقاف المساعدات والنفط عن الفلسطينيين والأردن .وللعلم معظمهم ليسوا صادقين ولكن -لغاية في نفس بعقارب- . فعليهم ان تثور ثائرتهم وبنفس العنتريات ضد إيران وضد الحرس الثوري الذي ينهب بالنفط والخزينة العراقية . وضد المساعدات التي ترسل إلى الحوثيين والى حزب الله اللبناني والى تنظيم PKk الكردي التركي وغيرها ؟ لكي نتحزم جميعا مع اصحاب هذه الأصوات وحال عدالتها وشمول تلك الجهات مع الفلسطينيين والأردن ونحولها إلى قضية أمن قومي وكرامة وطن وشعب !( لو هذا الكلام يزعجكم ؟) اكيد بزعجكم !
رابعا :
واخيراً:- لا نستبعد ولم نسقط هذا الاحتمال ( ان هناك طابور خامس ومستأجر اندس وسط الجماهير الأردنية والفلسطينية وهو الذي قام ( بهذا الهتاف النشاز) بهدف تخريب العلاقة الطيبة بين العراق والأردن وبين الشعبين الأردني والعراقي. والذهاب لمحاولة ايقاف النفط العراقي المخفض للاردن ، ولتخريب ما يصل للفلسطينين من العراق .وهنا فتشوا عن الجهة او الجهات المستفيدة !
نقطة نظام !
وهنا نُذكّر جميع العراقيين ونُعلم من لا يعلم ان موضوع ايقاف النفط العراقي المخفض للأردن( لا الحكومة العراقية ولا الطبقة السياسية قادرة على ايقافه .. لانها أوامر أميركية ) ولكنهم يثيرون ذلك بين فترة وأخرى لدعايات انتخابية ولبث العنتريات الفارغة !.وبالمناسبه حتى مشروع ( انبوب العقبة) سوف يُنجز وبموافقة جميع احزاب وحركات وتيارات الطبقة السياسية وبمقدمتها جماعة الاسلام السياسي الشيعي وما تسمعونه من رفض هو كذب وافتراء وبيع وطنيات لاصطياد البسطاء واخذ أصواتهم !.
الخاتمة:-
( فأكعدوا عوج وأحچوا عدل ) !
كلشي مبيوع وبموافقة جميع اطراف العملية السياسية. ( ونسأل الله ان يُعجّل للعراق بالتخلص منها ومحاسبة جميع رؤوسها وأطرافها ودون استثناء ! )
سمير عبيد
٢٦ اذار ٢٠٢٥