يواصل برنامج «آفاق الفنانين الناشئين» من معرض «فن أبوظبي»، الذي يقدم ثلاثة فنانين من الإمارات إلى الجمهور العالمي، فعالياته في بينالي البندقية.

ويعرض البرنامج أعمال كلٍّ من المها جارالله، وسامو شلبي، ولطيفة سعيد خلال فعاليات بينالي البندقية، الذي يُقام في صالة مارينيانا للفنون في مدينة البندقية، في إيطاليا في الفترة من 16 إبريل حتى 15 مايو 2024، تحت شعار «أجانب في كل مكان».

وقال سامو شلبي، أحد الفنانين المشاركين: «لا شكَّ أنَّ دعوتي إلى عرض أعمالي الفنية بالبندقية شرف كبير وفرصة مدهشة لعرض أعمالي على الساحة الدولية. أتطلَّع إلى تقديم أحدث أعمالي (عوالم خفية)، الذي أطلقته خلال معرض فن أبوظبي في نوفمبر 2023، والذي يدمج السرديات الشخصية ويعبِّر عنها بالرسم والتركيب والعناصر متعددة الوسائط، وأهدف من خلاله إلى خَلْقِ تجربةٍ غامرةٍ تدعو المشاهدين إلى التعرُّف إلى الجوانب المعقَّدة للهُوية والإدراك».

وأضاف: «تمثِّل هذه المنصات للفنانين الناشئين مِثلي مساحاتٍ حيويةً تُمكِّننا من تعزيز القدرات وتحدّي كلِّ ما هو تقليدي، لنقدِّمَ منظوراً متجدِّداً للفن والثقافة. ولأنني فنان من الشرق الأوسط، فلا بدَّ من إعلاء الأصوات المتنوّعة وتركيز الاهتمام العالمي عليها، وأنا شاكر لبرنامج آفاق الفنانين الناشئين على ما قدَّمه من دعم للفنانين، وأتطلَّع إلى مشاركة رؤيتي مع الجمهور في البندقية وغيرها».

وقالت لطيفة سعيد: «إنني متشوّقة جداً لهذه الفرصة التي تتيح لي نَسْجَ سرديتي ضمن لوحة غنية في هذه الوجهة العالمية المرموقة للثقافة؛ فهذه الفرص لها أثر بالغ في الفنانين الناشئين، حيث توفِّر لهم منصة عالمية تدعم الحوار والنمو. سيرى زوّار البندقية في أعمالي انعكاساً واضحاً لجوهر منطقتي، وتجسيداً لها من خلال عرض ظاهرة طبيعية نراها في الصحراء الخليجية تحت عنوان (شيطان الغبار)، وهو عمل يمثِّل حواراً بين الابتكار والطبيعة؛ فالأعمال الفنية التجريبية تعطي شعوراً بالتأمل والتساؤل وتدعو المشاهدين إلى التعمُّق في الانسجام الانتقائي والدقيق في الطبيعة بين عناصرها الأربعة؛ الهواء والنار والماء والتراب».

وأضافت لطيفة سعيد: «أتوجَّه بالشكر والامتنان إلى قيادتنا التي تقدِّم الدعم المستمر للفنانين في الإمارات والمنطقة، حيث تُسهم رؤيتهم في دعم مجتمع الفن المعاصر ونهضته في منطقتنا».

ومنذ عام 2017، قدَّم برنامج آفاق الفنانين الناشئين ضمن فعاليات فن أبوظبي منصة لثلاثة من الفنانين الناشئين في دولة الإمارات لتطوير ممارساتهم وابتكار مشاريعهم الفنية الطموحة، حيث يشاركون في برنامج مدته عام كامل من زيارات الورش والاستوديوهات الفنية بتوجيه من أحد القيِّمين الضيوف، قبل عرض أعمالهم في المعرض السنوي المرموق الذي يُقام في شهر نوفمبر 2024 في منارة السعديات. ويعدُّ مؤرِّخ الفنون والناشر والقيِّم هو المشرف على هذه النسخة من البرنامج.

يُشار إلى أنَّ هذه هي ثاني مشاركات فن أبوظبي في البندقية، ومشاركته الرابعة على الصعيد العالمي، والمصمَّمة بهدف تقديم الفنانين الناشئين في دولة الإمارات إلى جمهور عالمي واسع. ويتزامن توقيت بينالي البندقية مع فن أبوظبي، ويتيح الفرصة لهم لعرض أعمالهم على الساحة الدولية، والتواصل مع متخصِّصي ومقتني الفنون ومع الفنانين من جميع أنحاء العالم.

وقالت المها جار الله: «إنَّ عرض الأعمال في البندقية، بالتعاون مع فن أبوظبي، يحظى بالأهمية البالغة بالنسبة إليَّ؛ بسبب تاريخ تجارة اللؤلؤ بين منطقتنا من العالم وأوروبا، وخاصة البندقية. كان الغوص بحثاً عن اللؤلؤ من الأعمال الأساسية بالنسبة إلى اقتصادنا قبل الطفرة النفطية التي غيَّرت طبيعة حياتنا. وبعد التطوُّر الذي شهدته بلداننا ومدننا، كيف سنتذكَّر البقايا المعمارية لماضينا غير البعيد، التي بدأت تختفي بالفعل؟ تعدُّ البندقية جزيرةً مثل أبوظبي، ولكن بينما نتصارع مع التغيير الجذري، ضمن ما يبدو إطاراً زمنياً قصيراً إلى حدٍّ كبير، فقد عانت البندقية قروناً من الفيضانات والأضرار التي لحقت بمبانيها ومعمارها. أعتقد بوجود حوارات مثيرة للاهتمام عن الهندسة المعمارية في كلا المكانين، وعن سياق عرض العمل التركيبي (ذاكرة خام) في البندقية».

وقالت ديالا نسيبة، مديرة معرض فن أبوظبي: «يلتزم فن أبوظبي بدعم الفنانين الناشئين وتزويدهم بمنصة تعرض أعمالهم على نطاق واسع، ونشكر أصدقاء فن أبوظبي على ما يقدِّمونه من دعم للفنانين الناشئين في دولة الإمارات، وتمكينهم من المشاركة في هذا الحدث الدولي المهم؛ فبينالي البندقية يمثِّل فرصة رائعة لأولئك الفنانين الشباب تمكِّنهم من الوصول إلى جمهور جديد وتمثيل دولة الإمارات عالمياً».


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة 2025 يعقد فعالياته في أبوظبي

تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تستضيف دولة الإمارات للمرة الأولى في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي «المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة» في أبوظبي، الذي ينظِّمه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) في الفترة من 9 إلى 15 أكتوبر 2025 في مركز أدنيك أبوظبي.
تأتي الرعاية الكريمة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للمؤتمر تجسيداً لتوجيهات سموّه الرشيدة بحرص دولة الإمارات على حماية البيئة، والحفاظ على التنوُّع البيولوجي كجزء أساسي من رؤيتها نحو مستقبل مستدام. وتعكس استضافة المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة 2025، مدى التزام الدولة بدعم الحوارات والمبادرات البيئية على الصعيد الدولي، حيث يشكِّل المؤتمر منصة عالمية تجمع القادة والخبراء وصُنَّاع القرار للعمل المشترك نحو إيجاد حلول فعّالة للتحديات البيئية الأكثر إلحاحاً، ويرسِّخ مكانة دولة الإمارات داعماً رئيسياً للمحافظة على الطبيعة، وتعزيز التنوُّع البيولوجي، وحماية الأنواع من الانقراض.
وفازت دولة الإمارات العربية المتحدة باستضافة المؤتمر في أبوظبي بعد عملية مراجعة دقيقة أجراها مجلس الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في عام 2023، لملف الاستضافة الذي قدَّمته وزارة التغير المناخي والبيئة وهيئة البيئة – أبوظبي. وبموجب ذلك، وقَّعت وزارة التغيُّر المناخي والبيئة اتفاقية استضافة المؤتمر نيابةً عن حكومة دولة الإمارات. ويُتوقًّع أن يستقطب المؤتمر أكثر من 10000 مشارك من أكثر من 160 بلداً، منهم عدد كبير من القادة ونخبة من المتخصِّصين والخبراء.
وقالت الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة: «إنَّ استضافة دولة الإمارات للمؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة 2025 في أبوظبي تعكس الرؤية الحكيمة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الرامية إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات مركزاً عالمياً للحوار والنقاش للوصول إلى أفضل الحلول لمواجهة التحديات البيئية العالمية. وتُعَدُّ استضافة المؤتمر استكمالاً للدور الحيوي والمستمر الذي تؤدّيه الدولة في مجال حماية البيئة والطبيعة. وسنحرص في وزارة التغير المناخي والبيئة على المشاركة الفاعلة في المؤتمر، لإبراز دور دولة الإمارات في تحقيق الاستدامة المناخية والبيئية التي تشكِّل مستقبل كوكبنا. إنَّ حماية أنظمتنا البيئية الطبيعية، سواء على البر أو في البحر، تشكِّل أهمية قصوى لدولة الإمارات، وبصفتنا رواداً للعمل المناخي المستدام والشامل، فإننا ننفِّذ برامج ومبادرات مبتكَرة لحماية مواردنا الطبيعية الثمينة، ليس داخل حدودنا وحسب، بل على المستويين الإقليمي والعالمي أيضاً».
وأضافت: «يسرُّ وزارة التغير المناخي والبيئة دعم المؤتمر المقبل الذي سيكون له دور فعَّال في صياغة السياسة العالمية بشأن الحفاظ على الطبيعة، والأهم من ذلك تشكيل العمل الجماعي اللازم لتحقيق أهدافنا المناخية المشتركة».
وقالت رزان خليفة المبارك، رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والعضو المنتدب لهيئة البيئة – أبوظبي: «أظهرت دولة الإمارات قيادة بيئية عالمية وفقاً لرؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بدءاً من نجاح مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين وحتى استضافة المؤتمر العالمي للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، حرصاً منها على الموازاة بين العمل المناخي وحماية الطبيعة. ويشكل هذا المؤتمر إنجازاً مهماً يضاف إلى هذه المسيرة الحافلة، إذ يجمع الأصوات الرائدة في العالم في مجال الحفاظ على البيئة لتسريع الحلول القائمة على الطبيعة، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتعزيز المرونة، ما يدعم مكانة الدولة الرائدة في قيادة العمل البيئي العالمي وتطويره. وتمثل أبوظبي عبر هذا المؤتمر منصة عالمية لتشكيل الشراكات والالتزامات نحو مستقبل أكثر استدامةً».
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: «يؤكِّد اختيار دولة الإمارات وعاصمتها أبوظبي لاستضافة المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة 2025 دور الإمارات كقوة مؤثِّرة في جهود حماية البيئة وصون الطبيعة».
وأضافت: «تلتزم هيئة البيئة – أبوظبي بتقديم مؤتمر شامل وفاعل ليس على المستوى الإقليمي وحسب، بل على المستوى العالمي أيضاً. ويُسهم المؤتمر في مناقشة وتطوير أجندة عالمية تهدف إلى الحفاظ على التنوُّع البيولوجي، انطلاقاً من مبادئه للحفاظ على الطبيعة التي أصبحت في وقت قصير أولوية لجميع الحكومات في العالم، إذ يشكِّل هذا المؤتمر فرصة مثالية لعرض الخطط والمبادرات البيئية والتحديات الحالية التي يواجهها العالم. واستكمالاً للجهود التي أرساها المؤتمر الأخير في مرسيليا الفرنسية، نسعى إلى استعراض قصص نجاحنا في الحفاظ على البيئة، وخاصة في مجال استعادة الأنواع، وتعزيز التعاون بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية وغير الربحية والقطاع الخاص وأعضاء الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في جميع أنحاء العالم».
وأعربت الدكتورة غريثيل أغيلار، المدير العام للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، عن خالص شكر الاتحاد لدولة الإمارات، وقالت: «نحن ممتنون لهذا الدعم ونتطلَّع إلى تنظيم المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة 2025 معاً في دولة الإمارات في أبوظبي».
وأضافت: «يُعَدُّ المؤتمر أكبر تجمُّع للحكومات والمجتمع المدني والشعوب الأصلية والخبراء في جميع أنحاء العالم متحدين تحت هدف واحد (عالم عادل يقدِّر قيمة الطبيعة ويحافظ عليها). إنَّ كوكبنا عند مفترق طرق، ويواجه تحدِّيات غير مسبوقة. وفي هذه اللحظة الحرجة، سيتيح المؤتمر للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والمجتمع العالمي فرصة الالتقاء معاً لإحداث تأثير حقيقي، والعمل نحو هدفنا المشترك المتمثّل في حماية هذا الكوكب الثمين الذي يوفِّر لنا احتياجاتنا. ونتطلَّع إلى الجمع بين صُنَّاع التغيير والقادة في أبوظبي، والاستلهام من الثقافة والتنوُّع البيولوجي الغني والفريد في المنطقة».
يُذكَر أنَّ المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة يُعقَد مرةً كلَّ أربعة أعوام، ويجمع نخبة من القادة وصُنَّاع القرار من المؤسَّسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني ومؤسَّسات القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية. ويُعَدُّ المؤتمر الهيئة العليا التي تتخذ القرارات في الاتحاد، ويجمع المندوبين المعتمدين لأعضاء الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. ومن المهام الرئيسية للمؤتمر انتخاب الرئيس وأمين الخزانة والمستشارين الإقليميين ورؤساء اللجان، الذين سيشكِّلون مجلس الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
ويضمُّ الاتحاد أكثر من 1400 عضو من المنظمات البيئية، ومنها الدول والهيئات الحكومية على المستويين الوطني والمحلي، إضافةً إلى مجموعة من المنظمات غير الحكومية، ومنظمات الشعوب الأصلية، والمؤسَّسات العلمية والأكاديمية، وجمعيات الأعمال.
تتمتَّع دولة الإمارات العربية المتحدة بعضوية كاملة في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، حيث تُمثِّل وزارةُ التغيُّر المناخي والبيئة دولةَ الإمارات. ويضمُّ الاتحاد صندوق محمد بن زايد للحفاظ على الكائنات الحية، وجمعية الإمارات للطبيعة، كأعضاء من المنظمات غير الحكومية، ويضم محمية دبي الصحراوية، والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، وحديقة الحيوان في العين، كأعضاء حكوميين. وتتشكَّل من ممثلي جميع تلك الجهات، اللجنة الوطنية للاتحاد في دولة الإمارات، وتترأَّسها الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي، وتتولى منصب مستشار إقليمي للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في منطقة غرب آسيا.

مقالات مشابهة

  • برعاية سيف بن زايد.. «واجهة التعليم» ينطلق 17 أبريل في أبوظبي
  • تم إيقافها بالخطأ.. واشنطن تستأنف برامج مساعدات خارجية لبعض الدول
  • حمدان بن محمد يستعرض مع وزير التجارة والصناعة في الهند آفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين
  • المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة 2025 يعقد فعالياته في أبوظبي
  • أبوظبي تحتضن «ختامي» الألعاب الجامعية 19 و20 أبريل
  • الإمارات والهند.. شراكة اقتصادية تُحلّق نحو آفاق بلا حدود
  • الإمارات و الهند.. شراكات استراتيجية تتجه إلى آفاق أوسع
  • رئيس الجمهورية بحث مع دندن التحضيرات لزيارته أبوظبي
  • “برنامج إعمار اليمن” يعزز البنية التحتية للرياضة في اليمن ويفتح آفاقًا جديدة للشباب اليمني
  • «مهرجان أبوظبي» يعود إلى حديقة أم الإمارات