تهاوي قيم الديمقراطية الأمريكية بعد حراك جامعاتها.. ما أسبابه ومآلاته؟
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
مشاهد قمع المتظاهرين والمعتصمين، واعتقال أساتذة الجامعات والطلاب في كبرى الجامعات الأمريكية غريبة على الممارسة الديمقراطية الأمريكية، وتمثل صدمة حقيقية لكل دعاة الحريات، والتي كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعد من أوائل الدول الرائدة في الدعوة إليها وتطبيقها.
تلك المشاهد الغريبة والصادمة تثير علامات استفهام كثيرة حول سلوكيات الأجهزة الأمنية الأمريكية الموغلة في القمع والعنف ومصادرة الحريات، والاعتداء على الحقوق التي طالما تغنت بها الديمقراطية الأمريكية، بل جعلتها عنوانا لمعاركها الخارجية لإشاعتها في تلك المجتمعات، والمطالبة بالمحافظة عليها، وتجذيرها وترسيخها في دول العالم الثالث الضالعة بالممارسات الديكتاتورية القمعية ووأد الحريات.
فما الذي أفقد المؤسسات الأمريكية العريقة في ديمقراطيتها، والراسخة في تبنيها ودعوتها للحريات عقلها الموجه والمتحكم في مسار الأحداث؟ وما أسباب ذلك وحيثياته؟ وما دور اللوبي الصهيوني في أمريكا في هذا السياق؟ وما مآل تلك الاحتجاجات الطلابية الواسعة، وما الذي ستحدثه في مستقبل الحياة الأمريكية؟
الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني المقيم في أمريكا، الدكتور أسامة أبو ارشيد رأى أن ممارسات الأجهزة الأمنية الأمريكية القمعية "تعبر بالدرجة الأولى عن الانحياز المؤسسي والبنيوي في الولايات المتحدة لصالح إسرائيل، الذي نجده على مستويات عدة، وليس محصورا في المجالات السياسية والعسكرية، بل نجده حتى في المؤسسات الأكاديمية، كما رأيناه في التعامل مع مخيمات الاعتصام الطلابية ضد حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة".
واستدرك "لكننا إذا عدنا إلى التاريخ فثمة سوابق وشواهد على تحلل تلك المؤسسات من القيم التي تزعمها وتدعيها، منها ما كان إبان حركة الحقوق المدنية في ستينيات القرن الماضي، ومنها الحركة المناهضة للحرب في فيتنام في ستينات وحتى منتصف سبعينات القرن الماضي".
وأضاف: "وكذلك ما كان في ثمانينات القرن الماضي خلال معارضة نظام الأبارتايد في جنوب أفريقيا، لكن ما نتحدث عنه هذه المرة يمكن اعتباره حالة استثنائية، والسبب في ذلك أن الجامعات الأمريكية زعمت أنها تعلمت من أخطائها في الماضي، وأنها يجب أن تكون معاقل للتفكير الحر، والحريات الأكاديمية وحرية التعبير، رأينا من قبل سوابق كما حدث سنة 2010، لكن لم تنحدر الممارسة القمعية إلى هذا المستوى في تشويه الاحتجاجات الطلابية المناهضة للإبادة الجماعية في غزة"؟
د. أسامة أبو ارشيد كاتب ومحلل سياسي فلسطيني مقيم في أمريكا
وأرجع أبو ارشيد سبب لجوء الجامعات الأمريكية (في غالبها الأعظم) لقمع الحركة الطلابية الحالية إلى أنها لا تريد أن تتخلى عن تواطؤها وانحيازها لإسرائيل واستثماراتها فيها"، مضيفا "وما تنبغي الإشارة إليه في هذا السياق أن كثيرا من المتبرعين الكبار لهذه الجامعات إما صهاينة أو لديهم موقف مؤيد لإسرائيل، وهم يهددون الآن بسحب تبرعاتهم وتمويلهم، وهي بعشرات ومئات الملايين".
وأردف: "وقد لجأت هذه الجامعات لقمع الحركة الطلابية المناهضة للإبادة الجماعية في غزة لأنها لا تستطيع أن تخوض حوارات بناءة وشفافة مع الطلاب، لأنها منطقيا ستظهر بمظهر المدافع عن جريمة الإبادة في قطاع غزة، وهي لا تريد أن توضع في ذلك الموضع، لذا تضطر إلى قمع الرأي حتى لا تتم إدانتها أخلاقيا بأنها غير قادرة على إدانة جريمة بحق البشر والتي يراها العالم كله، ومن ثم تستمر بالاستثمار وبناء علاقات أكاديمية مع إسرائيل".
وعن دور اللوبي الصهيوني بما تقوم به الجامعات الأمريكية من قمع طلابها لفت أبو ارشيد إلى أن "اللوبي الصهيوني يمارس بالفعل دورا تحريضيا، وهو متورط في كل ما يجري عبر ابتزازه لهذه الجامعات بأنها معادية للسامية، ويطالبون الجامعات بالتعدي على الحقوق الدستورية، أو ما يعد قيما أمريكية أساسية وراسخة في الوعي الأمريكي، وفي القوة الناعمة الأمريكية سواء أكانت حقيقية أم مدعاة".
واستبعد أن تحدث التحركات الطلابية الحالية تغييرا جذريا في المدى القريب، لكنها تثير نقاشا مجتمعيا لتعلقها بأرقى الجامعات الأمريكية، وبشريحة شبابية، فهي أقرب ما تكون إلى معارك الأفكار التي تأخذ وقتا، لكن ثمة تحولات في أوساط كثير من الطلاب، حتى من غير المنخرطين في الاعتصامات، وأغلبهم لا يعرفون عن فلسطين الكثير، بعد أن لاحظوا وجود حالة استثنائية حينما يتعلق الأمر بإسرائيل، وهو ما سيكون له مردود سلبي على صورة إسرائيل ونفوذ اللوبي الصهيوني في أمريكا".
من جهته قال الأكاديمي المغربي، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري، الدكتور عبد العلي حامي الدين "لا بد من الاعتراف أولا بأن هذه الصحوة الملفتة للضمير العالمي في مختلف القارات، وخروج الملايين من الناس للتضامن مع الشعب الفلسطيني هو حدث غير مسبوق في تاريخ القضية الفلسطينية منذ نكبة 1948، والذي يجد أسمى تجسيد له في الاحتجاجات الطلابية التي تعيشها أعرق الجامعات الأمريكية، وهو ما يعتبر بمثابة منعطف تاريخي كبير لا يمكن تجاوزه بسهولة".
وتابع "هذه الصحوة هي من التحولات الاستراتيجية الكبيرة التي حصلت بسبب عملية يوم السابع من أكتوبر المجيدة وما تبعها من صمود أسطوري للمقاومة الباسلة أمام عدوانية جيش الاحتلال الصهيوني المدعوم أمريكيا وأوروبيا، وانطلاقا مما سبق يمكن فهم رد فعل الإدارة الأمريكية اتجاه هذه الاحتجاجات واعتمادها أسلوب القمع والتشهير وتزوير الحقائق تجاه الطلاب وأساتذة الجامعات المتضامنين مع القضية الفلسطينية".
د. عبد العلي حامي الدين، أكاديمي مغربي وأستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري
وأردف "فكل السردية الرسمية التي بناها الآباء المؤسسون للصهيونية العالمية بدأت تنهار، وتنهار معها المقومات الفكرية والإيديولوجية المؤسسة للتحالف الأمريكي الإسرائيلي" ذاكرا أن سبب لجوء المؤسسات الأمنية الأمريكية لقمع الاحتجاجات الطلابية يرجع إلى "محاصرة هذا الوعي السياسي الجديد، الذي بات يؤثر في الشباب الأمريكي الذي يدرس في أعتى الجامعات الأمريكية، والذي سيكون غدا معنيا بصناعة القرار داخل المؤسسات الأمريكية، فالأمر يتعلق بتحول ثقافي واستراتيجي كبير" على حد قوله.
وردا على سؤال "عربي21" حول سياق هذا الأسلوب القمعي، ومقارنته بسوابق تاريخية لفت حامي الدين إلى أن "هذا الأسلوب ليس جديدا في التاريخ الأمريكي، فقد شهدت مرحلة الخمسينيات من القرن الماضي ما يعرف بـ"المكارثية"، نسبة إلى عضو مجلس الشيوخ الأمريكي (جوزيف مكارثي) الذي كان رئيسا لإحدى اللجان الفرعية بالمجلس، واتهم عددا من موظفي الحكومة، وبخاصة وزارة الخارجية بتهمة الشيوعية، التي كانت مقرونة بتهمة التآمر والخيانة دون أي اهتمام بالأدلة، وقاد إلى حبس بعضهم".
وأضاف: "فما تعيشه أمريكا حاليا هو نوع من المكارثية الجديدة والإرهاب الثقافي الذي تغذيه اللوبيات الصهيونية القوية في الولايات المتحدة الأمريكية والمتغلغلة في الإدارة والاقتصاد والإعلام وفي الجامعات أيضا، وهذه التغذية تتم عن طريق لعب دور الضحية التي تعاني من "التيارات المناهضة للسامية"، بل وصل الأمر إلى الاستعداد لسن قانون يجرم التضامن مع الشعب الفلسطيني بدعوى تجريم معاداة السامية".
وفي ذات الإطار اعتبر الباحث السوري في الشؤون الاستراتيجية والعلاقات الدولية، أحمد رمضان "ما نشاهده في الولايات المتحدة الآن هو نتيجة صراع محتدم منذ عقود بين اليمين المحافظ (ومن ضمنه التيار الإنجيلي المتشدد)، واليسار الليبرالي الأقرب للدولة العميقة، وهذا الصراع يتجلى في ميادين السياسية والاقتصاد ومؤسسات المجتمع المدني".
وأضاف "ومنذ بدء حقبة ترامب لم تعد هناك آلية تضبط الخلاف بينهما، إذ اعتبرت الانتخابات مزورة، وهي آلية الفصل السياسي، ووُصف القضاء بالمنحاز، وهو آلية الضبط الحقوقي والقانوني، وجرى تحدي إجراءات الدولة في عدة ميادين، بل وصل حد التهديد بالانفصال، كما حدث في تكساس".
أحمد رمضان، باحث في الشؤون الاستراتيجية والعلاقات الدولية
ووصف رمضان في حواره مع "عربي21" الحراك الآن في الجامعات والنقابات والمؤسسات الإعلامية والمدنية بأنه "تعبير عن مستوى الشرخ الداخلي، والذي فجرته الحرب على غزة، وانحياز إدارة بايدن الفظ لجانب إسرائيل، والتغطية عليها في الجرائم التي ارتكبتها، وهو ما أحدث شرخا كبيرا بين الأقوال والأفعال وبين القيم والممارسات، وهذا أمر مرشح لمزيد من التصعيد، إذ وصل الصراع اليميني المحافظ واليساري الليبرالي نقطة حرجة، وستمتد آثاره العنيفة على الفضاء الأوروبي وإسرائيل بوصفها دولة اشتقاق عن النموذج الغربي".
وعن تداعيات الحركة الاحتجاجية الطلابية ومآلاتها رأى أنها "تؤسس لمرحلة جديدة، بدأت بتصدع السردية التي جرى تسويقها لقرن كامل عن إسرائيل والمنظومة الغربية، وسيكون للجامعات وللمراكز العلمية دور مهم في تفكيك ذلك، وإعادة بناء سردية أقل انحيازا وأقرب للواقع، كما سيلعب المجتمع المدني، وقواه النقابية والطلابية دورا في إعادة التوازن للسياسة الغربية تجاه العالمين العربي والإسلامي، وفي مقدمة ذلك قضية فلسطين".
وأشار في ختام حديثه إلى أهمية "تحرك النخبة العربية بإيجابية للالتقاء في مساحة مشتركة مع النخبة الغربية، وبناء علاقات تعاون وشراكة، بدلا من حالات الهيمنة والتدخل والاحتلال التي طبعت العقود الماضية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير تقارير الفلسطيني غزة الاحتلال امريكا احتلال فلسطين غزة مواقف تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتجاجات الطلابیة الجامعات الأمریکیة الولایات المتحدة اللوبی الصهیونی القرن الماضی فی أمریکا
إقرأ أيضاً:
تهاوي جدار الخوف والسردية الحوثية
قد يبدو جهر المواطن بالشكوى من ظلم أي سلطة أمرا مألوفا لاسيما في البلدان التي يسود فيها الظلم والطغيان، لكن في حالة الحوثيين، فثمة ما يدعو للتوقف ولفت الانتباه لجهة أنهم ليسوا مثل أي سلطة مستبدة أو انقلابية، بل مليشيات تعتبر مجرد البوح بالألم والحزن جريمة تستحق العقاب، أقلّه السجن، بل يُمكن أن يُسجن المرء على ما لا يُعقل؛ مثل رفع علم بلده، وهناك الآف في السجون منذ سبتمبر الماضي فقط.
قبل أيام، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لمواطن في العاصمة صنعاء ينتقد مليشيات الحوثي على خلفية منعه وآخرين من البناء في منزله أو حتى مجرد ترميمه.
يجلس الرجل على مرتفع صغير يطل على منزله في منطقة مذبح بصنعاء، ويتحدث بكل شجاعة عن الظلم والقهر الذي يشعر به، وعلى الأرجح أنه أراد إيصال رسالته بتلك الطريقة للانقلابيين الذي يحكمون صنعاء والرأي العام على حدٍ سواء.
يقول الرجل إن ما يُسمّى “اللجنة العسكرية” التابعة للحوثيين تمنع ملاك العقارات السكنية والأراضي في منطقة “مذبح والسنينة” شرقي العاصمة، منذ 8 أعوام، من القيام بأي بناء أو التصرف في ممتلكاتهم.
في عام ٢٠١٧، شكّل الحوثيون اللجنة، ومنذ ذلك الحين، أجبّرت الكثير من ملاك العقارات السكنية الممنوحة من الدولة سابقاً، على التعهد والالتزام بعدم البناء على الأراضي أو إجراء أي استحداثات، إلا بإذن منها.
وكحال مَن لم يعُد يخاف على شيء، واصل الرجل الغاضب حديثه موجهاً سيلا من النقد اللاذع والقوي للحوثيين واصفا حكمهم بالاستبدادي والظالم الذي لا مثيل له، ومضى يسوق الأمثلة على ذلك، لتبدو الأدلة التي قدّمها أقرب إلى محاكمة شعبية قد تكون محاكاة لما سيحصل في يوما ما.
“نحو 6 آلاف منزل، في مخطط جمعية الفرقة السكني، يعاني ملاكها حصاراً وحظراً مفروضاً من “اللجنة العسكرية”، يمنع أي عملية استحداث فيها “حتى وإن كانت لإنشاء نافذة أو باب رغم الإثباتات الرسمية المعتمدة لدى الجهات الحكومية”، يسرد المواطن الدليل الدامغ الذي يؤكد أيضا سلوك الحوثيين القائم على النهب والسطو وسرقة ممتلكات الآخرين.
ولأكثر من ٨٨ عملا احتجاجيا، نظم مُلاك هذه المباني قوتهم طارقين كافة الأبواب بحثا عن الإنصاف والعدالة دون جدوى، ولا غرابة في ذلك، طالما الظلم هو المسيطر.
تؤشر هذه الحالة وغيرها من المشاهد، إلى تغيير في الديناميكيات الاجتماعية التي تتزايد يوما بعد آخر، حيث يتلاشى شبح الخوف رغم قوة القمع والحُكم بالقوة ولا شيء سواها، وهي قوة هشة لا متماسكة، ويبتكر المواطنون لأنفسهم آليات للدفاع عن حقوقهم ومقاومة الظلم والبطش، وهذا ما يُربك الانقلابيين الذين يخسرون في صناعة الخوف كلما اعتقدوا أن القمع يجعلها رائجة ومقبولة.
هذه الحالة تنشأ عادة حينما يفتقر المجتمع، أي مجتمع للرافعات المدنية والنقابية والمؤسسات السياسية التي تنظمه وتقود غضبه، وهذا هو الواقع في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، مما دفع السكان لاستلهام الوسائل الممكنة للتعبير عن أصواتهم والدفاع عن حقوقهم.
فمن تنظيم الوقفات الاحتجاجية رغم ندرتها لسهولة قمعها إلى الإضراب عن العمل كما فعل المعلمون والمعلمات، وغيرها من الأشكال التي تدل على أن المجتمع يقاوم بطريقته وإن لم يراه الإعلام كما يجب.
وإلى جانب ذلك، يستثمر المواطنون في قوة وسائل التواصل الاجتماعي وهواتفهم الشخصية، يُوثقون الانتهاكات لتسليط الضوء على المسؤولين عنها ونشرها للرأي العام للضغط نحو الحد منها، ويمكن لأحدهم أن يوثق مظلمته الشخصية في مقطع فيديو ويرسله لآخر لنشره في مواقع التواصل أو يفعل هو شخصيا، وسرعان ما يُشعل الغضب والتفاعل ويحرّض الآخرين لاتخاذ مواقف معينة.
عندما تتحوّل المناسبات الوطنية مثل ثورة ٢٦ سبتمبر مثلا، إلى وسيلة للمقاومة ولو برفع العلم الوطني فوق السيارات وأسطح المنازل في الريف والحضر وتشغيل الأغاني الوطنية في المركبات، فهذا دليل آخر على أن المجتمع يفعل ما يستطيع لردع الظلم، وأنه يهزم الخوف وصانعه ولا يبالي بعواقب خياراته.
بطبيعة الحال، الاحتفال بالمناسبات الوطنية تعبير عفوي ينبع من الاحترام والتقدير للمناسبة، لكن حينما يتم منع ذلك ومصادرة هذا الحق، وتهديد من يفعل ذلك بالسجن، فلا شك أن الاحتفال يكون نوعا من التحدّي والتعبير عن الفرح بالمناسبة في نفس الوقت.
ونظراً لأن الحوثيين هم امتداد للحكم الكهنوتي الظلامي الذي قامت ضده ثورة ٢٦ سبتمبر، فليس غريبا انتهاجهم سياسات عدائية ضد الثورة ونظامها، وتبعا لذلك من المنطقي أن يكون احتفال الناس بالثورة ورموزها وتمسكهم بالجمهورية، من وسائل المقاومة لاستعادة حريتهم ودولتهم التي تكفل حقوق الجميع.
إن كسر جدار الخوف في الواقع، يحاصر الانقلابيين في دائرة القلق من السقوط، ويعزز عزلتهم الاجتماعية التي يحاولون تجاوزها تارة بالشعارات وتارة أخرى بالوسائل المكشوفة التي لا تخدع عاقلا.
وبالتزامن مع ذلك، ثمة سقوط متدرج لسردية التخوين ودمغ الآخرين بالتهم السخيفة من قبيل “التخابر مع العدوان” و “التخريب” وغيرها من مصفوفة الأكاذيب التي لا تتوقف، ويكفي التدليل على هذا السقوط، سخرية الرأي العام من رواية أبواق الدعاية الحوثية التي تحاول تجميل القُبح وتزيين الانتهاكات وتصوير الضحايا كجناه والظالمين إلى ضحايا.
كل تعليق يكتبه مواطن باسمه الحقيقي ردا على منشور أحد قيادات الانقلاب هو بمثابة إطلاق رصاصة من بندق الشجاعة، كل منشور أو صورة أو فيديو يوثق انتهاكا أو يُعبّر عن موقفا مما يجري هو لبنة في مشروع التغيير الذي سيفضي مع مرور الوقت إلى الوضع الطبيعي.
هذه النماذج تدعو الإعلام والمثقفين والمؤثرين في مواقع التواصل إلى تسليط الضوء عليها؛ فهي تدل على حيوية وقوة المجتمع، وضعف وهشاشة الانقلابيين مهما بالغوا في استعراض القوة.
مأرب الورد24 نوفمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام فرض "حل" على الفلسطينيين لن ينهي صراع الشرق الأوسط مع إسرائيل مقالات ذات صلة فرض “حل” على الفلسطينيين لن ينهي صراع الشرق الأوسط مع إسرائيل 24 نوفمبر، 2024 قائد القوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر يكشف تفاصيل هجمات “جو-جو” لطائرات الحوثي المسيرة 24 نوفمبر، 2024 توتنهام ينهي سلسلة انتصارات سيتي الطويلة على ملعبه برباعية دون رد 24 نوفمبر، 2024 اختطاف حاخام إسرائيلي في الإمارات 24 نوفمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الردلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق بلغ السيل الزباء 22 نوفمبر، 2024 الأخبار الرئيسية تهاوي جدار الخوف والسردية الحوثية 24 نوفمبر، 2024 فرض “حل” على الفلسطينيين لن ينهي صراع الشرق الأوسط مع إسرائيل 24 نوفمبر، 2024 قائد القوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر يكشف تفاصيل هجمات “جو-جو” لطائرات الحوثي المسيرة 24 نوفمبر، 2024 توتنهام ينهي سلسلة انتصارات سيتي الطويلة على ملعبه برباعية دون رد 24 نوفمبر، 2024 اختطاف حاخام إسرائيلي في الإمارات 24 نوفمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك فرض “حل” على الفلسطينيين لن ينهي صراع الشرق الأوسط مع إسرائيل 24 نوفمبر، 2024 بلغ السيل الزباء 22 نوفمبر، 2024 رحلة علاج 21 نوفمبر، 2024 ما المأمول من التكتل الوطني؟ 10 نوفمبر، 2024 الحزبية ونهضة الأمة 7 نوفمبر، 2024 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 13 ℃ 23º - 11º 61% 1.96 كيلومتر/ساعة 23℃ الأحد 23℃ الأثنين 23℃ الثلاثاء 23℃ الأربعاء 24℃ الخميس تصفح إيضاً تهاوي جدار الخوف والسردية الحوثية 24 نوفمبر، 2024 فرض “حل” على الفلسطينيين لن ينهي صراع الشرق الأوسط مع إسرائيل 24 نوفمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬515 غير مصنف 24٬194 الأخبار الرئيسية 15٬074 اخترنا لكم 7٬090 عربي ودولي 7٬057 غزة 6 رياضة 2٬373 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬269 كتابات خاصة 2٬094 منوعات 2٬020 مجتمع 1٬848 تراجم وتحليلات 1٬814 ترجمة خاصة 93 تحليل 14 تقارير 1٬620 آراء ومواقف 1٬555 صحافة 1٬485 ميديا 1٬430 حقوق وحريات 1٬333 فكر وثقافة 906 تفاعل 818 فنون 484 الأرصاد 335 بورتريه 64 صورة وخبر 36 كاريكاتير 32 حصري 22 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 9 نوفمبر، 2024 رسالة من الأمير تركي الفيصل إلى دونالد ترامب أخر التعليقات نور سنقالإنبطاح في أسمى معانيه. و لن ترضى عنك اليهود و النصارى حتى...
أحمد ياسين علي أحمدتقرير جامعة تعز...
Abdaullh Enanنور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
SALEHتم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
محمد عبدالله هزاعيا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...