عربي21:
2025-03-16@16:09:07 GMT

مسرح الطفل.. أين ذهب؟!

تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT

لعل أوبريت "الليلة الكبيرة" إخراج صلاح السقا، هو الأشهر والأجمل والأكثر تأثيرا في مسرح الطفل، وقد عُرض على مسرح العرائس وتوفر تلفزيونيا وحقق جماهيرية وانتشارا ونجاحا منقطع النظير.

وقد كان الأوبريت من كلمات صلاح جاهين وتلحين سيد مكاوي وتصميم عرائس ناجي كامل، نعم كل هذه القمم تجتمع لأوبريت للأطفال، وقد كان هذا في زمن مضى يعكس اهتمام الدولة متمثلة في وزارة الثقافة بمسرح الطفل، فكان هناك مسرح العرائس المجاور لمسرح الطليعة في ميدان العتبة، وهو مسرح من أهم المسارح المعدة فنيا برغم صغر حجمه، ولكن هذا المسرح تحديدا كان جزءا مهما ومحببا في طفولتنا، لما قدم عليه الكثير من الأعمال المميزة للأطفال.



وأذكر أني حضرت كطفل وشاهدت مسرحية "شقاوة كوكو" من إخراج أحمد زكي، ولعل من أطرف المفاجآت كان هناك مشهد صغير جدا جدا لشاب بأجنحة يرتدي ثيابا بيضاء يطير ببطء من أقصى يمين المسرح في الخلفية إلى أقصى يسار المسرح، ولعل هذا المشهد أو الحضور -إن جاز لنا هذا التعبير- لا ينسى بالنسبة لي، وظل عالقا بذاكرتي يزورني من آن إلى آخر على مدار سنين طويلة، وبعد أربعين سنة اكتشف أن هذا المشهد الصامت الذي لم يتعد دقائق معدودات كان لطالب المعهد وقتذاك نور الشريف.

وبالطبع أذكر هذا لأوضح لأي مدى هي جدية الاهتمام بمسرح الطفل، فمخرج كبير كأحمد زكي يدقق في اختيار فريق التمثيل إلى الدرجة أن يأتي بطالب معهد واعد ليؤدي مشهدا صامتا لا يتعدى دقائق معدودات.. هكذا كان الاهتمام وتقديم أنضج الأعمال فنا، ولكن بدأ هذا الجمال يتلاشى، وبدأ السوس ينخر في مسرح الطفل، وأصبحت ميزانياته محدودة، مما ترتب علية تواضع طواقم التمثيل والإخراج حتى الدعاية أصبحت شحيحة سخيفة لا تحترم خيال الطفل.

وأصبح مسرح الطفل مأوى لكل من لا مهنة له، وساد الاستسهال في صناعته وأحجمت عنه الحركة النقدية، حتى الناجح النادر من أعماله لم يعامل نقديا كما يجب.

ولعل هذا أدى بدوره إلى تجريف كل الكفاءات وهروب المتبقي منها إلى الساحة الفنية الواسعة، والحقيقة المؤسفة أن مسرح الطفل مات وتم دفنه؛ قد يكون الإهمال إلى حد التواطؤ أو يكون الغباء الإداري، أو أن يكون كل هذا مجتمعا، ولهذا نطمح في مسرح طفل يخاطب خيال الطفل.

نريد أطفالا أذكياء لا أطفال أغبياء!!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المسرح التمثيل الفنية أطفال أطفال الفن المسرح التمثيل سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مسرح الطفل

إقرأ أيضاً:

تياترو الحكايات| ملك محمد.. صوت ذهبي حمل راية المسرح الغنائي بعد سيد درويش

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يُعد المسرح بصفته «أبو الفنون»، ساحة تنصهر فيها مختلف أشكال التعبير الإبداعي، حيث يتكامل الأداء الحى مع عناصر السمع والبصر، لتجسيد الأفكار والمشاعر الإنسانية فى تجربة فنية متكاملة، فمن على خشبته، قدم الفنانون أعمالا خالدة تحمل رسائل مجتمعية وثقافية، أسهمت فى تشكيل وعى الأجيال، بفضل فرق مسرحية تركت بصمة لا تُمحى فى تاريخ الإبداع المسرحى المصرى والعربى.

وفى سياق الاحتفاء بهذا الإرث العريق، تسلط «البوابة نيوز» خلال ليالي شهر رمضان المبارك الضوء على نخبة من الفرق المسرحية التى شكلت علامات فارقة في مسيرة المسرح، محليا وعربيا.

وعلى الرغم أن بعضها توقف بعد رحيل مؤسسيه، إلا أن إبداعاته لا تزال شاهدة على زمن من العطاء والتميز، مؤكدة أن المسرح الحقيقى لا يموت، بل يبقى نابضا بإرث رواده ورؤاهم الخالدة.

الفنانة والملحنة ملك محمد

برز اسم الفنانة والملحنة ملك محمد خلال العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين، حيث تألقت كمطربة وملحنة موهوبة، بالإضافة إلى إتقانها العزف على العود، اسمها الحقيقى زينب محمد أحمد الجندى، وسرعان ما لفتت أنظار كبار الملحنين، وعلى رأسهم زكريا أحمد، الذى أشاد بجودة صوتها وتميز أدائها، وبعد وفاة سيد درويش عام 1923، حملت ملك محمد راية المسرح الغنائى، لتصبح واحدة من أبرز رموزه فى ذلك العصر.

البداية الفنية والتأثر بمنيرة المهدية

بدأت محمد مشوارها الفنى وهى طفلة عام 1912، حيث كانت تغنى فى الأفراح، مقلدة أصوات المطربات المشهورات آنذاك، وخاصة منيرة المهدية، التي كانت شديدة الإعجاب بها، حسبما ذكر المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة، فدفعها شغفها بالموسيقى إلى دراسة أصول الغناء على يد كبار الملحنين، مثل إبراهيم القبانى، عبده قطر، زكريا أحمد، كما تعلمت العزف على العود على يد الموسيقار محمد القصبجى.

الانطلاق فى المسرح الغنائى

بفضل موهبتها، انضمت إلى فرقة «أولاد عكاشة» عام 1925، حيث قدمت الطقاطيق والأدوار الغنائية بين فصول المسرحيات، وسرعان ما انتقلت بين عدة فرق مسرحية، منها: فرقة «الجزايرلى»، فرقة «فوزى منيب» فى 1926.

ثم انضمت إلى فرقة أمين صدقي كمطربة وممثلة، وشاركت في أعمال مثل «الكونت زقزوق» و«عصافير الجنة»، ثم عادت إلى تختها لتغنى الطقاطيق بكازينو «البسفور» بالقاهرة، وأحيت حفلات خيرية.

نجاح وتألق وسط كبار الأدباء

حظيت محمد بإعجاب نخبة من الشخصيات البارزة، مثل شاعر النيل حافظ إبراهيم، الدكتور محجوب ثابت، محمود شاكر باشا، الشيخ عبدالعزيز البشرى، وأمير الشعراء أحمد شوقى، الذى منحها فرصة غناء أشعاره، حتى استطاعت أن تحمل بمفردها راية المسرح الغنائى خلال فترة الأربعينيات.

تأسيس فرقة «أوبرا ملك» والمسرح الغنائى

استطاعت محمد أن تؤسس فرقتها الخاصة «أوبرا ملك»، التى قدمت أكثر من 30 عملا مسرحيا غنائيا خلال الأربعينيات والخمسينيات، ومن أبرز أعمالها: «الطابور الأول»، «ماسية»، فى 1940، «بترفلاي»، «عروس النيل» فى 1941، «بنت بغداد» فى 1942، «سفينة الغجر» فى 1943، «بنت السلطان» 1944، «الطابور الخامس» فى 1945، «فاوست»، «كيد النسا» فى 1946، «نصرة» فى 1948، «بنت الحطاب» فى 1949، «فتاة من بورسعيد» 1957، «نور العيون» 1958، وغيرها من الأعمال.

التعاون مع كبار الممثلين والمخرجين

عملت ملك محمد مع مجموعة من أهم الممثلين، مثل إحسان الجزايرلي، محمد توفيق، عبدالبديع العربي، حسين صدقي، يحيى شاهين، صلاح نظمي، صلاح منصور، عايدة كامل، حسن يوسف، وغيرهم. كما تعاونت مع كبار المخرجين، ومنهم زكي طليمات، السيد بدير، نور الدمرداش، عبدالعليم خطاب، وغيرهم.

إرث فنى خالد

على مدار مسيرتها الفنية، أثبتت ملك محمد أنها ليست مجرد مطربة، بل كانت ملحنة بارعة، وعازفة عود متمكنة، ورائدة فى المسرح الغنائى، حيث واصلت حمل شعلة هذا الفن بعد رحيل سيد درويش، ورغم مرور الزمن، لا تزال أعمالها علامة بارزة فى تاريخ المسرح الغنائى المصرى.

 

 

مقالات مشابهة

  • قبل فترة أقصى الاحتياجات.. وزير الري:‫ تطوير منظومة توزيع وإدارة المياه
  • تطوير توزيع المياه.. سويلم يوجه بسرعة الانتهاء من صيانة البوابات قبل فترة أقصى الاحتياجات
  • الأربعاء.. حدوتة ومسرحية مع سيد رجب
  • مؤسس «الحضرة»: تأثرت بالشيخ النقشبندي ونقلت الإنشاد من المسجد إلى المسرح (فيديو)
  • تألق محمود الليثي بحفل كامل العدد
  • الفلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة الثانية من رمضان بالمسجد الأقصى
  • وزير الري يتابع الاستعداد لفترة أقصى الاحتياجات المائية بمحافظات الإسماعيلية والسويس وبورسعيد
  • تياترو الحكايات| ملك محمد.. صوت ذهبي حمل راية المسرح الغنائي بعد سيد درويش
  • لماذا لم يتم تطوير «فن العرائس» حتى الآن؟.. ناصر عبد التواب يٌجيب
  • إقرار تعديلات جديدة على النظام التأديبي وشروط التأهيل للمسابقات خلال الجمع العام لجامعة الكرة