جنوب أفريقيا: تعرضنا لضغوطات بسبب قضيتنا ضد إسرائيل أمام «العدل الدولية»
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
تحدثت الدكتورة ناليدي باندور وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، عن شكل الضغوط التي تعرضت لها بلادها منذ إعلانها رفع الدعوى ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية في ديسمبر الماضي، قائلة: «تعرضنا لضغوطات كثيرة، بما في ذلك التهديدات فيما يتعلق بمراجعة العلاقات التجارية مع جنوب أفريقيا، مثلما فعلت مع الولايات المتحدة، ونتمنى أن يتحدث المجتمع المدني في أمريكا ويعلو صوته رفضا لهذه الإجراءات التعسفية».
وأضافت «باندور»، في لقاء عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، مع الإعلامية شيماء الكردي: «نحن على يقين أننا نحترم القانون الدولي ولسنا عدوا لأي طرف، وكل ما نفعله رفع أصواتنا دفاعا عن القضية العادلة من أجل تحقيق الحرية والعدالة للشعب الفلسطيني».
وتابعت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا: «نحن لسنا عدوا لأي جانب، لكننا نكره كل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان، ونكره إهدار العدالة وغياب الحرية للشعب الفلسطيني، وبالتالي فإننا نرفع أصواتنا للكفاح وتحقيق حقوقهم، فقضيتنا مبنية على حقوف الإنسان أو القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وهي القضية التي يجب أن تدعمها كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة».
وأكدت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، إنه لا يمكن أن يتدخل أي قائد أو أي دولة في قرارات محكمة العدل الدولية، وهي هيئة قضائية تحكم بشكل مستقل لا يمكن أن يكون هناك أي تأثير من جانب أي دولة لاتخاذ قرار بعينه وهو أمر ينطبق تماما على الجنائية الدولية، وعندما تكون هناك إجراءات مقاضاة فلابد أن يكون هناك تصرف من جانب الجهات القضائية، وكذلك فلابد من محاسبة إسرائيل، مؤكدة أن الولايات المتحدة تحاول حماية إسرائيل، وهناك قناعة تامة بأهمية حقوق الإنسان التي لابد أن تنطبق على الجميع وليس شعبا بعينه.
وأشارت «باندور»، نحن نرفض أن يكون هناك سوء استغلال لحقوق الإنسان فلابد من دعم المؤسسات، وفقا لمبادئ حقوق الإنسان واحترام البشرية بأكملها، وليس فقط مجموعة معينة بعينها في العالم، ونحن على دراية أن كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لابد أن يحترموا النظام المؤسسي لحقوق الإنسان، الذي تم إنشاؤه لدعم كل الأعضاء بالأمم المتحدة، ونرفض أي تدخل من أي طرف لوضع أو التأثير في سير عمل العدل الدولية والجنائية الدولية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وزيرة خارجية جنوب أفريقيا جنوب أفريقيا مصر الولايات المتحدة العدل الدولية حقوق الإنسان إسرائيل الشعب الفلسطيني القاهرة الإخبارية العدل الدولیة جنوب أفریقیا
إقرأ أيضاً:
حيث الإنسان يصل أعماق الريف ويقدم دعما فاق كل توقعات أروى ليصنع لها ولأسرتها مشروعا مستداما حقق أحلامها ومنحها وكل أسرتها العيش بكرامة
قليلات هن اولئك النسوة الائي لهن القدوة على مواجهة التحديات والصعاب والإصرار على البقاء في زمن موحش يسوده القهر والألم والحرمان.
أروى نموذج فريد للمرأة التي قذفت بها الاقدار الى مواجهة الحياة بكل تحدي، رغم قساوة كل مشاهدها فأروى نشأت يتيمة الابوين وتحملت كافة مسؤليات اسرتها. حتى بعد الزواج لم تستطع ان تسكن ولو قليلا في مضمار الحياة اليومية في اليمن وتحملت مسؤلية تربية واعالة خمسة من ابنائها.
لقد ظل المشهد كالحا وموحشا في حياة اروى حتى تدخل برنامج حيث الانسان. ليزيح عن كاهلها هموم ثقال ويفتح لها ولا أبنائها ابوابا من الأمل والطموح.
تعود البداية الى قرية حظة بمديرية التربة في محافظة تعز (جنوب غرب اليمن)، نجحت أروى محمد في تحويل هوايتها إلى مصدر رزق مستدام، بفضل دعم برنامج "حيث الإنسان" التابع لمؤسسة توكل كرمان. هذه القصة ليست مجرد نجاح فردي، بل مثال حي على قدرة الإنسان على تجاوز الصعوبات وتحقيق الأحلام.
رحلة كفاح وأمل
نشأت أروى يتيمة الأبوين، واضطرت منذ صغرها إلى تحمل مسؤولية نفسها وأفراد من عائلتها. رغم تفوقها الدراسي وحصولها على امتياز في السنة الأولى من دراسة الرياضيات في الجامعة، اضطرت لترك التعليم بسبب الظروف المعيشية الصعبة، واتجهت للعمل في مجالات متعددة، منها الخياطة وصناعة الإكسسوارات.
تقول أروى: "لدي خمسة أطفال، وأنا المعيلة الوحيدة لهم. أسعى بكل جهدي إلى تأمين مستقبلهم وتوفير احتياجاتهم دون أن يشعروا بأي نقص. رغم صعوبة العمل المتقطع في الحقول أو المنازل، حاولت دائمًا البحث عن مصدر دخل مستقر".
من الهواية إلى المهنة
بدأت أروى رحلتها في الخياطة بحياكة الصوف وصناعة المعاطف والشيلان، ثم انتقلت إلى تصميم الحقائب الصغيرة، لكنها لم تجد رواجًا كافيًا. بعد ذلك، وجدت في صناعة الإكسسوارات فرصة أفضل لجذب الزبائن وتحقيق دخل مناسب. توسعت لاحقًا لتصميم حقائب الأطفال، وحقائب الجوالات، ثم الحقائب المدرسية.
رغم ذلك كانت العقبات أمامها كثيرة؛ فالأدوات اللازمة للخياطة، مثل الماكينات المتطورة والأقمشة، لم تكن متوفرة بسهولة، كما أن ضعف الإمكانيات المادية وصعوبة التنقل شكلت تحديات إضافية لها.
تدخل برنامج "حيث الإنسان"
قرر فريق "حيث الإنسان" مساعدة أروى في تحقيق حلمها، فقام بتنفيذ مشروع متكامل يشمل إيصال المياه إلى منزلها، توفير الإنارة، وتوسعة مساحة مناسبة لعملها. كما التحقت بدورة تدريبية مكثفة في إعداد العطور والروائح، إلى جانب تجهيز متجر خاص بها في مدينة التربة لعرض منتجاتها من الحقائب والإكسسوارات إلى جانب منتجات تجميلية جاهزة.
تعبّر أروى عن سعادتها بهذه النقلة النوعية في حياتها قائلة: "الآن أصبح لدي المعدات المطلوبة، ويمكنني إنتاج حقائب بجودة عالية إلى جانب الإكسسوارات. هذا الدعم فاق كل توقعاتي".
مستقبل أكثر إشراقًا
بفضل هذا المشروع، تمكنت أروى من تأمين حياة كريمة لأطفالها، وأصبح بإمكانهم متابعة تعليمهم دون عوائق. وهي تأمل أن يكون مشروعها نقطة انطلاق لمستقبل أفضل لهم، قائلة: "الآن أستطيع ضمان مستقبل آمن لأولادي، وأتمنى ألا يمروا بما مررت به".
قصة أروى ليست مجرد نجاح فردي، بل دليل على أن تحقيق الأحلام يبدأ بخطوة، وأن الإصرار والعمل الجاد قادران على صنع الفرق.
لقد أثبتت اروى قدرتها الكبيرة على التحدي والإصرار وخاصة بعد تدخل برنامج حيث الانسان الذي منحها قدرا كبيرا من الأمل والحياة والعيش في كنف الأمن وستر الحال بعيدا عن ماض موجع ومؤلم.