أطلقت وزارة الأوقاف فعاليات الأسبوع الثقافي بمسجد المنارتين بالزاوية الحمراء بالقاهرة مساء الأحد، تحت عنوان: "آداب طلب العلم".

الأوقاف تفتتح 12 مسجدًا الجمعة القادمة وزير الأوقاف: سيسجل التاريخ أننا بحقبة فريدة في بناء شخصية الأئمة والواعظات

حاضر فيه الدكتور محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور ماهر محمد فرماوي مدرس العقيدة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وقدم له صبحي مجاهد مدير تحرير مجلة روز اليوسف، وكان فيه القارئ الشيخ محمد جمال عواد قارئًا، وبحضور عدد كبير من رواد المسجد.

وفي كلمته أكد الدكتور ماهر محمد فرماوي أن الإسلام أعلى من شأن العلم والعلماء، حيث يقول الحق (سبحانه وتعالى): "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ"، ويقول (سبحانه وتعالى): "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"، ويقول نبينا (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم): "مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ" مؤكدًا أن للعلم أخلاقا عظيمة، وآدابا كريمة، ينبغي أَن يتحلى بها طالبه ومعلمه على حد سواء، من أَهمها: الإِخلاص لله (عز وجل)؛ فيجب على المعلمِ والمتعلم أَن يبتغيا بالعلم وجه الله (عز وجل)، وأَن يحذرا من الرياء والسمعة، فإِن للعلم شهوة خفية، إِذا تمكنت من قلب العبد سيطر عليه حب الظهور، وطلب الشّهرة، والرغبة في التصدر، وقد يؤثر ذلك في السلوك، فيستعلي على الناس، ولقد حذر نبينا (صلى الله عليه وسلم) من ذلك كله، فقال (صلى الله عليه وسلم) : "مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ لِيَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَهُوَ فِي النَّارِ"، ومنها: التواضع، إِذ لا يستقيم العلم مع الكِبْرِ، ولا يؤتى مع المعصية؛ إِنما يؤتى بطلبِه، ويزْداد بِالتقوى، حيث يقول الحق سبحانه: "وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"، ومنها: التحلي بالوقار، حيث إِن للعِلم رونقه، وهيبته، وجلاله، ومن علامات ذلك الاهتمام بالمظهر الحسن، والنظافة، والتطيب، والابتعاد عن مجالس اللّغو، يقول (صلى الله عليه وسلم) : "إِنَّ الْهَدْيَ الصَّالِحَ، وَالسَّمْتَ الصَّالِحَ، وَالاقْتِصَادَ، جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ".

وفي كلمته أكد الدكتور محمود خليل على أهمية تلقِّي العلم والاستمرار في ذلك مهما كبر الإنسان أو علت درجته العلمية، فلا بد دائمًا لطالب العلم أن يكون حريصًا على معالي الأمور في طلب العلم والتعليم والتفقه والعبادة وغيرها، فيستنفد أقصى الطاقة والجهد فيما كلِّف به، فمن أراد أن يخدم دينه ونفسه ووطنه فليجتهد فيما كلف به وأن يخدم من بابه لا من باب غيره، فالمفتي يخدم من باب الإفتاء، والمدرس يخدم من باب التعليم، والمهندس من باب الهندسة، والمهم أن يكون مميزًا ومخلصًا في عمله.

الآداب التي وردت في قصة سيدنا موسى مع العبد الصالح

وأكد أن من الآداب التي وردت في  قصة سيدنا موسى مع العبد الصالح (عليهما السلام) في سورة الكهف: تواضع سيدنا موسى (عليه السلام) في طلب العلم، حيث قال للعبد الصالح بأسلوب تلطف: "هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا"، فقال العبد الصالح: "إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا"، فقال سيدنا موسى (عليه السلام): "ستجِدُنِي إن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا"، زيادة في الأدب والتلطف.

وأكد أن طلب العلم يكون من المهد إلى اللحد، ونظل في حاجة إلى مزيد من التعلم، فمهما بلغ الإنسان في العلم عليه أن يتذكر قول الله تعالى: "وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا"، وكلما ازداد الإنسان علمًا ازداد إدراكًا لحاجته إلى المزيد من العلم.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأوقاف وزارة الأوقاف آداب طلب العلم محمد فرماوي جامعة الأزهر مجلة روز اليوسف الإسلام سیدنا موسى طلب العلم ال ع ل م من باب

إقرأ أيضاً:

الدكتور محمد وسام: سيدنا نوح أول من أطلق على مصر أم البلاد (فيديو)

أكد الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن مصر هي «أم البلاد» وبلد مبارك ومحفوظ بفضل الله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أنها تمثل مكانة عظيمة في قلب الأمة الإسلامية.

وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: «الله سبحانه وتعالى وصف مصر بأنها مقام كريم، وبأنها مبوَّأ صدق، وهذا الوصف يتجسد في تاريخها وحضارتها العريقة"، وسيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا لأهل مصر وقال: 'استوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمة ورحما».

وأشار الدكتور وسام إلى أن العرب خرجوا من رحم السيدة هاجر، أم العرب، التي كانت من مصر، لذلك «مصر هي أم البلاد، وهذا ليس كلامًا مبتدعًا، بل هو مستمد من التاريخ والدعوات النبوية، ففي الأشعار الوطنية التي يرددها الجميع، نسمع النشيد الوطني يقول مصر يا أم البلاد، وهو في الواقع مستوحى من دعوة سيدنا نوح عليه السلام، الذي قال في دعائه: 'اللهم اسكنه الأرض المباركة، التي هي أم البلاد، وهو ما يذكره التاريخ في كتب مثل فتوح مصر والمغرب».

وأضاف: «لقد حفظ الله مصر عبر العصور، ففي فترات مختلفة من التاريخ الإسلامي، كان جيش مصر هو الذي دافع عن الأمة الإسلامية، بدءًا من استرداد بيت المقدس من الصليبيين وصولًا إلى هزيمة التتار».

وأشار أيضًا إلى دور الجيش المصري في العصر الحديث، قائلاً: «رغم قلة عدده في بعض الفترات، إلا أن الله سبحانه وتعالى أيد الجيش المصري في معركة 1973، التي كانت بمثابة تجسيد لتحقيق النبوءات النبوية في تحقيق النصر».

واختتم الدكتور وسام حديثه قائلًا: «مصر محروسة بفضل الله، ولا زال أهلها يتحلون بحب كبير للمقدسات، وهذه المحبة تمتد عبر الزمان وتترجم عبر الأفعال».

اقرأ أيضاًخالد الجندي: رحلة الإسراء والمعراج كانت خارجة عن نطاق الزمان والمكان المعروفين للبشر

خالد الجندي: الصلاة في جماعة لها أجر عظيم إذ تساوي 25 صلاة

مقالات مشابهة

  • أوقاف الفيوم تحيي ذكرى الإسراء والمعراج بمسجد التقوى
  • أمين الفتوى: سيدنا نوح أول مَن أطلق على مصر أم البلاد
  • الدكتور محمد وسام: سيدنا نوح أول من أطلق على مصر أم البلاد (فيديو)
  • من أنوار الصلاة على سيدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلام
  • بالصور | افتتاح المعرض المركزي لشهيد القرآن السيد حسين بدرالدين الحوثي (رضوان الله عليه) في الحديدة
  • معنى الظلم في دعاء سيدنا يونس: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
  • ما معنى الظلم في دعاء سيدنا يونس عليه السلام؟ تعرف عليه
  • "سمات الشخصية الوطنية".. ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي بأوقاف الفيوم
  • هل رأى سيدنا النبي الله عزو جل؟.. يسري عزام يوضح
  • "سمات الشخصية الوطنية" ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي لـ أوقاف الفيوم