سواليف:
2025-02-16@19:52:15 GMT

إحسان الفقيه تكتب .. مركز تكوين…تنوير أم تضليل؟

تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT

#سواليف

#مركز_تكوين…#تنوير أم #تضليل؟

الكاتبة #إحسان_الفقيه

الخبر يقول: «قام لفيف من علماء الإسلام والدعاة بإنشاء أول مركز يهتم بتعديل وتطوير قوانين ميكانيكا الكم، وأعلن المركز توصله إلى نظريات جديدة لتفسير التراكب الكمي للذرات، يضم هذا المركز نخبة من علماء الإسلام: الشيخ محمد الددو الشنقيطي رئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا، الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر، والشيخ علي القرة داغي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية».

مقالات ذات صلة تحذير مهم من الأمن العام 2024/05/13

أجزم أن هذا الخبر الذي صنعه خيالي لو كان صحيحا، لاهتزّ العالم بأسره سخطاً واستنكاراً واستهزاءً، لسبب وجيه لا يخفى على أي إنسان بسيط، وهو السؤال الذي يطرحه العقل: ما لعلماء الدين والحديث عن قضايا لا يفهمها ولا يدركها ولا يحسن تناولها سوى علماء الفيزياء؟ وما هي مؤهلات علماء الدين هؤلاء التي تمكنهم من الخوض في هذا العلم؟

وبلا شك، سيكون لدى هؤلاء المنتقدين والساخطين كل الحق، فينبغي للإنسان أن لا يتجاوز نطاق تخصصه الذي برع فيه، ليدلي بدلوه في علم أو فن ليس من أهله، وإلا كان كما قال الإمام ابن حجر العسقلاني: «من تكلم في غير فنِّهِ أتى بالعجائب»، ولذلك دأب أهل العلم والفتوى على أن يبنوا فتاواهم على آراء المتخصصين من أهل الطب أو الزراعة والاقتصاد وغيرها، إذا كان السؤال عن أمر يتعلق بهذه التخصصات.

ربما أكون قد قلبت المألوف حين أتيت بالرد قبل طرح المستوجِب للرد، وهو كما يتضح من العنوان يتعلق بفتنة جديدة، خرج الاهتمام بها والتفاعل معها من نطاقها الجغرافي، فاجتازت قُطرها الذي نشأت فيه، لتصبح قضية تشغل الأمة بأسرها، ألا وهو إنشاء مركز تكوين، الذي يتشكل مجلس أمنائه من نخبة من المثقفين المصريين المعروفين أمثال إبراهيم عيسى، وإسلام بحيري، ويوسف زيدان من مصر، إلى جانب الكاتبة التونسية ألفة يوسف، والباحث السوري فراس السواح، والباحثة اللبنانية نايلة أبي نادر.

المركز الذي يتحرك تحت مظلة الفكر التنويري، يهدف إلى التأسيس «لجسور جديدة بين الثقافات والفكر الديني، للتوصل إلى صيغة جديدة في النظر والتعامل مع الموروث الديني، باعتبار أن بعض تأويلاته القديمة أدت بالمجتمعات العربية والإسلامية اليوم إلى مآزق اجتماعية ودينية وفكرية»، حسب ما نصت عليه أهداف المركز، الذي سيتولى بهذا الفكر المستنير مواجهة التطرف الديني. نستلهم من الخير المُتخيل الذي طرحته في البداية السؤال ذاته: ما هي مؤهلات هذه الشخصيات من جهة العلم بأحكام الشريعة وأصول الدين وفروعه، حتى يؤسسوا لفكر جديد يتعامل مع الدين (الذي سموه الموروث الديني) بنمط جديد يعتمد على إعمال العقل والمنطق؟ ماذا درسوا من علوم الشريعة؟ ما هي تخصصاتهم؟ ما الذي يعطيهم الحق في أن يتكلموا في غير فنّهم؟ ما الذي حازوه من علم يجعلهم يثورون على ميراث أكثر من 14 قرناً؟ هل عاشت الأمة طيلة هذه القرون في جهل وضلال مبين، ثم جاء هؤلاء الأفذاذ لإنارة الأمة؟ وهل عدمت الأمة علماء الإسلام الذين يفندون الضلالات ويواجهون التطرف الديني ويحاربون الشذوذ الفكري والإرهاب؟ للبعض رأي يقول: لماذا لا تنتظرون النتاج الفكري لهذا المركز، ثم تقومون بالحكم عليه؟ والإجابة على هذا الرأي تتمثل في أمرين:

*الأمر الأول: حملته السطور السابقة، وهي أن هذه الفئة ليست من أهل التخصص، ولا يملكون الأدوات ولا الوسائل لنقد التراث، فعندما يقوم علماء الحديث، وأهل الدراية بعلم الرجال، وأحوال الرواة والجرح والتعديل، بتنقيح أحاديث في كتاب ما، فهذا يقع في نطاق تخصصهم وقدراتهم. وعندما يقوم الفقهاء بمراجعة كتاب من كتب الفقه، وبحث الآراء الفقهية والاجتهادية التي تضمنها، فهذا حقهم ويقع في نطاق تخصصهم.

أما شخصيات مركز تكوين، فماذا لديهم من الأدوات والوسائل والعلوم لنقد التراث والفكر الديني؟ مثال بسيط حول أحد أعضاء مجلس أمناء المركز، يتحدث قبل خمس سنوات عن أبيات شعر من قصيدة شهيرة للشاعر كعب بن زهير:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ مُتيّم إثرها لم يجز مكبولُ

ففسر كلمة متبول بأنها الغمس في التوابل، مع أن المعجمات قد جاء فيها بمعنى السقام والذهول والتعب، تبل الحب فلانا بمعنى أسقمه وأتعبه وذهب بعقله وأودى به إلى الهلاك. هو الشخص نفسه الذي قرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم (من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) فقرأ «مِقعده» بكسر الميم، مع أن الصواب أن تكون بفتحها، لأنه مضموم العين في المضارع، يقال: قعَدَ يقعُد، ولو بحث في معاجم اللغة جميعها لما وجدها بالكسر. ولا أقول هذا تندراً واستخفافاً أو استعراضا، لكن المقصد: إذا كان هذا حال بعضهم مع اللغة العربية، التي هي الأساس في فهم الكتاب والسنة، فكيف ببقية العلوم.

*الأمر الثاني: يرد على دعاة التريث للنظر في النتاج الفكري لهذا المركز ثم تقييمه، بأنه بمثابة التأكد من المؤكَّد، فهذا المركز يضم شخصيات لها رصيد كبير من الأزمات مع ثوابت الدين، فمنهم من حكم عليه القضاء المصري بالسجن، بسبب ازدراء الدين الإسلامي بالتشكيك في ثوابت الدين والسنة النبوية بزعم التنوير. وآخر سخر من القرآن الكريم علناً، وطعن في الصحابة تصريحاً، وأنكر بعض المعتقدات الإسلامية الثابتة كعذاب القبر.

وغيره أنكر حجاب المرأة ووصفه بالتخلف والرجعية وأنها ليس سوى عادة اجتماعية. وغيره وصف القصص القرآنية بأنها أساطير. كما إن إحدى الشخصيات البارزة في المركز هاجمت من قبل ذبح الأضاحي بأنها مذبحة سببها كابوس لأحد الأنبياء، وأقيمت دعوة ضدها بتهمة ازدراء الأديان وحكم عليها بالسجن ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ. فإذا كانت هذه هي أفكار شخصيات مجلس الأمناء للمركز وأعضائه البارزين فرادى، فكيف هو الحال لو اجتمعوا في مركز واحد، ما الجديد سوى أنه تضافر لهذا الأفكار وصياغتها في خطاب إعلامي موحد؟

البعض يشير إلى أن تأسيس هذا المركز المثير للجدل في توقيت الأحداث الجسام التي تمر بها القضية الفلسطينية، هو بهدف صرف الانتباه عن القضية، وهذا رأي غير مستبعد، خاصة أن لهذه النخبة آراء تطبيعية، فمنهم من قدم الاحتلال الإسرائيلي له الشكر عندما زعم أن المسجد الأقصى لا يخص المسلمين، وأن الإسراء كان من مكة إلى مكان قريب منها وليس إلى المسجد الأقصى. وآخر يطعن في المقاومة الفلسطينية، وصرح مؤخرا بشأن سيطرة الاحتلال على رفح الفلسطينية، بأنه لا يصح أن تنزل نقطة عرق واحدة من جبين جندي مصري على شأن معبر رفح الفلسطيني.

وربما استغل هذا المركز أحداث غزة ليتسلل إلى الأمة في غمرة انشغالها بالأحداث العظيمة، ويخوض مرحلة التأسيس في أجواء ساكنة، لكنه واجه وعياً ويقظة من الشعب المصري، ظهرت أماراتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك حالة كاسحة من انتقاد هذا المركز وشخصياته.

وربما كان اختيار هذا التوقيت ذا أبعاد سياسية للتغطية على أزمات داخلية، إذ أن هناك حالة من الغليان في الشارع المصري بسبب تردي الأحوال الاقتصادية والارتفاع الجنوني للأسعار، كل هذه تفسيرات محتملة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

==========

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف تضليل مرکز تکوین هذا المرکز

إقرأ أيضاً:

نهى زكريا تكتب: حتى هتلر أجدع من ترامب !

غالبًا ما يستولي الغزاة على الأراضي بالحروب، وهو نظام معروف منذ أن عرف الإنسان الحروب والاستيلاء على أموال الغير. على سبيل المثال، هتلر النازي الذي قتل ما يقارب 6 ملايين يهودي وعدة ملايين أخرى من الأسرى. كانت حياته قاسية؛ فهو نباتي لا يأكل اللحوم بسبب مرض في معدته، وكان لا يثق بأحد ويشعر دائمًا أن كل من حوله يريدون قتله. حتى كل النساء في حياة هتلر حاولن الانتحار، ونجحت زوجته في الانتحار معه، ومات عن عمر 56 عامًا بعد زواج دام ساعات.

وتظهر حياة هتلر تعيسة وبائسة، عكس حياة ترامب الذي لم يُكلف نفسه عناء الحرب، بل يريد الحصول على المال والأرض بدون أي عناء أو خسارة. كل ما عليه أن يستيقظ صباحًا، سواء كان نائمًا في البيت الأبيض أو المنتجع الخاص به، ليصدر قرارات يُنغص بها على الجميع، ويقرر ملكية أمريكا لأماكن مثل جرينلاند، وتحويل غزة إلى ريفيرا، ورفع نسبة الجمارك لتشتعل الأسعار في العالم كله. وهو ينعم بكل شيء: زوجة جميلة، وأبناء مميزون، وثروة لم تخذله يومًا. حتى القضايا التي حاربه أعداؤه بها لكي يخسر الانتخابات، كسبها. فماذا خسر ترامب مقابل كل هذه الأشياء؟

أعتقد بل وأثق أن كل إنسان لديه ضرائب أخرى يدفعها في حياته ولا يستطيع الهروب منها، مثلما يهرب من ضرائب الدول. فهي ضرائب الحياة. فلكل إنسان قصة، جزء منها سعيد والآخر حزين. وتذكرت الجزء الحزين الذي سيكون في حياة ترامب عندما شاهدت لقاءه مع الملك عبدالله، عاهل الأردن، الذي بدا مرهقًا وقلقًا، وهو أمر طبيعي لملك يتحمل مسؤولية شعب في عنقه. وسألني في نفس اليوم سائق الأوبرا: "إيه رأيك في اللي قاله الملك عبدالله مع ترامب؟" فسألته أنا أيضًا: "أنت لو مكانه كنت هتقول إيه؟" فرد بكل ثقة: "كنت هقول لا للتهجير." فضحكت ضحكة حزينة وقلت: "عشان أنت قاعد وماسك الدركسيون مش حاكم بلد."

ما أسهل أن تكون حاكمًا في قضية لم تعشها يومًا أو تكون طرفًا فيها. لم يعلم كل من هاجم الملك عبدالله أنه لم يُخطئ؛ بل بالعكس، لقد كان دبلوماسيًا رائعًا. فلم يكن ترامب يتخيل غير إجابة واحدة، وهي الموافقة على التهجير أمام الصحفيين والعالم، لأن ترامب يعلم جيدًا أن الأردن بها مشاكل اقتصادية، وأن المعونة الأمريكية التي هدد بها أكثر من مرة الأردن ستفرق معها، بالإضافة إلى عقوبات أخرى يستطيع ترامب استغلالها لمحاربة من يقول له "لا."

أبدًا لم يبع الملك عبدالله القضية، حتى حينما قال إن الأردن ستستضيف 2000 طفل من غزة لعلاجهم. وفهمت أنه يعني أن الحالات الإنسانية لا نقاش فيها، ولكن التهجير والقضاء على القضية الفلسطينية لا. وإذا كان قلقًا كما أشاع البعض، هل هذا القلق غير طبيعي؟ هل لا تقلق أنت على من تحبهم من أسرتك أو عائلتك؟ هل قلق الملك عبدالله على بلده أمر يُشينه؟

ونشط الذباب الإلكتروني الذي حارب الملك عبدالله بضراوة، ومنهم بعض المصريين الذين نسوا أن الملك عبدالله قال: "سننتظر حتى نرى ما سيقرره المصريون." ثم إنه إذا تجرأ أحدهم اليوم في الهجوم على الملك عبدالله، فما يدرينا أن الغد سينتقص رئيس مصر السيسي، وهو أمر عن نفسي أرفضه؛ لأني أؤمن بأننا نختار الطبيب ولا نختار العلاج، ونختار الرئيس ولا نختار القرار. بالإضافة إلى ذلك، أثبتت الأيام أن قرارات الرئيس السيسي كانت صائبة بعد كل هذه الأحداث.

في هذه الأيام، يجب أن نكون بجوار حكامنا؛ فهم يعلمون ما لا يعلمه الكثيرون. فالسياسة دراسة وخبرة، وليست مهنة من لا مهنة له.

أتمنى من الله أن يوفق العرب في اتحادهم، ومعرفة أن هذا الاتحاد هو المخرج الوحيد لهم من مشاكل رجل يلهو بالعالم مثل الأطفال ما تلعب بألعابها.

كما أتمنى أن أعيش لأرى هذا الرجل وهو يدفع ضرائب حياته عما اكتسب وما فعل مع العالم.

مقالات مشابهة

  • «الارتباط بين العقد والسلوك» ندوة لتجديد الخطاب الديني لمفتي الجمهورية بجامعة مدينة السادات
  • جمعية إحسان تنتخب مجلس إدارة جديد
  • بلمهدي يتباحث مع السفيرة الهندية سبل التعاون في المجال الديني
  • دراسة: النساء أكثر كرما من الرجال
  • نهى زكريا تكتب: حتى هتلر أجدع من ترامب !
  • مقاطع فيديو نادرة لشهداء الحرس الرئاسي وهم يتلقون تنوير من قائدهم “المنصوري” يبلغهم فيه قبل ساعات من الحرب بنية الدعم السريع في الغدر بعد تمركزهم في مروي وانتشارهم في العاصمة.. شاهد ثبات وشجاعة الشهداء
  • زوجة إحسان الترك تكشف لـ صدي البلد عن مستجدات حالته الصحية
  • نقل الفنان إحسان الترك إلى العناية المركزة بعد خضوعه لجراحه استمرت 10 ساعات
  • تكوين مهني.. أزيد من 300 ألف مقعد بيداغوجي جديد للدخول المقبل
  • سالي عبدالسلام تكشف تفاصيل وصيتها وتحرص على الالتزام الديني