أستقطب المنتدى الإسلامي أكثر من ألف مشارك ضمن سلسلة من من الأنشطة الثقافية المتميزة، ومشاركته الثقافية في معرض الشارقة القرائي ، وشهد المعرض تناول أربعة محاور رئيسية لمعالجة ظاهرة الإسراف في ضوء الشريعة الإسلامية الغراء، حيث وظف المنتدى أيام معرض الشارقة القرائي للطفل؛ لاستكشاف ومناقشة قضايا مهمة مثل ظاهرة الإسراف وتأثيرها على الفرد والمجتمع، ومعالجتها في ضوء الشريعة، ويشكل المعرض منصة بارزة لنشر الوعي الثقافي وتعزيز القيم والسلوكيات الإيجابية بالمجتمع، ونفذت الندوة في قاعة المتلقى الثقافي على مدار يومين وتناولت أربعة محاور تحت عنوان : قيم السلوك الرشيد بالمجتمع، وشهدت حضوراً وتفاعلاً من رواد واسع من رواد المعرض.


وأدار الندوة في اليوم الأول أ. عيسى البلوشي مدير قسم الإنشطة المجتمعية بالمنتدى، والذي بين رؤية المنتدى الثقافية في ضرورة التفاعل مع الظواهر المجتمعية المختلفة، بالتشخيص والتفسير مع أهل الأختصاص، والوقوف عن قرب على مقتضيات العصر الحديث بداية من التوعية وحماية الحقوق والمادية والمعنوية وصولاً للمستهلك الراشد والمستدام، وأن المنتدى يهدف للوصول إلى معادلة موازنة ناجحة بين الموارد والإستهلاك، حيث طرحت الندوة فرصة للتعلم والتطوير للجميع بمختلف الفئات العمرية.

وتناولت د.نورة قنيفة الندوة : محور مفهوم السلوك الاستهلاكي ومعاييره، وأكدت أنه يجب أخذ بالاعتبار القيم الإسلامية الحميدة عندما يتعلق الأمر بالاستهلاك والتصرف بأقتصاد في المال والموارد عموماً، والتي تحث على الاعتدال وترفض التبذير في النفقات والموارد، حيث ترسح القيم مبادئ الإستدامة للسلوك الإسهلاكي، وعلى بناء فكر وثقافة الممارسة الترشيدة في الإستهلاك على المستوى الشخصي والأسري وصولاً للمجتمع، وأستعرضت عدد الابحاث العلمية والتطبيقة بشكل خاص في الترشيد الاجتماعي وسوسيولوجيا المستهلك بالمجتمعات المعاصرة .

بينما قدمت د. وسيلة يعيش، المحور الثاني: آثار السلوك الاستهلاكي على الفرد والمجتمع، من خلال تسليط الضوء على الآثار السلبية للإسراف والتبذير على الصحة النفسية والاقتصادية للفرد والمجتمع بشكل عام، وأهمية التوازن والاعتدال في الاستهلاك لتحقيق الاستقرار والرخاء، وبتوفير التعليم الجيد وترابط جميع الأطراف مشروط لعالم يعيش في وئام وتنسيق واعي، واستمثار الطاقات لإستدامة الموارد، وأستشهدت الدكتورة بنماذج عملية عن كيفية معالجة ظاهرة الإسراف من خلال المناقشات مع توضيح الآثار الإيجابية المترتبة عن ذلك.
في حين تطرقت الندوة في اليوم الثاني : العلاجات من الجانب الشرعي، حيث أن المسلم مطالب بانتهاج السلوك الاقتصادي الرشيد الذي يضمن له الاستقرار والتقدم الأسري والاجتماعي، وتحديد احتياجاته والتزاماته وتكلفتها، ويكون في الحدود الطبيعية والمقبولة مع الادخار والتحسب للظروف والمستجدات وزيادة الأعباء الناتجة عن زيادة احتياجات، أنه سوف يسأل عن هذا المال.
وأختتم بمحور : العلاجات من الجانب الاجتماعي والاقتصادي، وناقش آليات المنهج الإسلامي الاجتماعية في معالجة الإسراف وضبط المسرفين والتبذير، وتطرق لأهمية لإيجاد نظام مالي داخل الأسرة، يضبط السلوك الاستهلاكي للاسر، والحد من النجراف وراء المغريات والكماليات التي لا تتعدى مفهوم القشور الخارجية .
تجدر الإشارة إلى أن هذه النشاطات تُعد فرصة هامة للمنتدى لتوجيه رسائل حول أخلاقيات الاستهلاك وضرورة التحكم في النفقات بما يتماشى مع القيم الدينية والاجتماعية، وتعكس هذه الندوة سعي المنتدى في تدعيم الأسس الشرعية لحياة مستقرة ومستدامة للأفراد والمجتمعات.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

عبد السلام فاروق يكتب: معارض الكتب العربية.. لماذا لا نمل التكرار؟!

في البدء كانت الكلمة، ثم صارت معرضًا، نلتقي هناك، بين الرواق والرف، لنعيش لحظات نعتقد أنها ثقافة، لكنها غالبًا ما تكون مجرد ظل لها. نشتري الكتب، نلتقط الصور، نستمع إلى المتحدثين نفسهم كل عام، ثم نغادر كما جئنا: بلا أسئلة جديدة، ولا أفكار تقلقنا.  

هذا ليس نقدًا لمعارض الكتب، بل هو حنين إلى ما يمكن أن يكون. إلى معرض لا يختزل في "الحدث الثقافي" الذي يعلن عنه، بل في ذلك الحوار الخفي الذي يحدث بين القارئ والكتاب، بين المبدع والمتلقي، بين الماضي الذي نحمله والمستقبل الذي نصنعه. معرض لا يكرر نفسه، بل يتجدد كالنهر الذي لا يعبر المرء نفس مياهه مرتين. 

فهل نجرؤ على أن نحلم بمعرض كهذا؟!

في كل ربيع، تتنفس أبو ظبي بكتب تفتح، وأفكار تعلق كنجوم في سماء ندواتها، وأصوات تأتي من كل حدب لتلون أروقة المعرض الدولي للكتاب. هنا، حيث تتحول الكلمات إلى لوحات، والندوات إلى حوارات تلامس الغيم، يصبح المعرض ليس مجرد سوق للورق والحبر، بل مهرجانًا ثقافيًا يذوب فيه الفن في الفكر، والماضي في المستقبل. لكني، وأنا أقرأ أخبار هذه الدورة، أشعر بظل من الحزن يتسلل إلى كياني؛ حزن لا يعبر عن غيابي الجسدي عن أروقته هذا العام فحسب، بل عن سؤال يلح علي: هل يكفي أن نكرر الوجوه ذاتها كل عام لنجعل من المعرض منارة ثقافية؟.

بين الكتب والوجوه: سردية المكان

لا يختزل المعرض في رفوفه الممتلئة، بل في ذلك الحوار الخفي بين الغائبين عنه والحاضرين فيه. إنه فضاء تعيد فيه الثقافة العربية اكتشاف ذاتها عبر كتب تتنافس في جمال الطباعة وعمق المحتوى، وندوات تلامس قضايا من الشرق إلى الغرب، وفنون تشكيلية تتحرك كأنها قصائد بصرية. الضيوف الذين يحتضنهم المعرض، من مفكرين وأدباء وفنانين، هم بمثابة جسور تربط بين الموروث والحداثة، بين المحلي والعالمي. كل دورة جديدة تذكرنا أن الثقافة ليست تراكمًا، بل حركة دائمة نحو آفاق غير مطروقة.

لكن هذه الحركة، يا سادتي، تحتاج إلى رياح جديدة. فكيف لنا أن نتحدث عن انفتاح ثقافي، ونحن نرى الوجوه ذاتها تتكرر عامًا بعد عام، وكأن المعرض تحول إلى "صالون أدبي" مغلق على نخبة محددة؟ أليس في العالم العربي والعالمي من المبدعين والمفكرين من يستحق أن يسمع صوته؟ أليس التغيير جزءًا من جوهر الثقافة ذاتها؟.

غيابي... وحضور الأسئلة

قد يقول قائل: "الحضور رمزي يعزز التواصل". لكنني، وأنا أتأمل صور الندوات وبرامجها، أتساءل: كم من تلك الأسماء المكررة قدمت رؤية جديدة هذا العام؟، كم منهم تجاوز خطابه المألوف إلى فضاءات غير مسبوقة؟ الثقافة لا تبنى بالتكرار، بل بالتجديد. ولئن كان حضور بعض الوجوه ضرورة لاستمرارية الحوار، فإن إحلال دماء جديدة مكان أخرى بالية هو شرط بقاء الثقافة حية.  

أذكر ذات مرة أن الدكتور سعيد يقطين الناقد المغربي المعروف ، كتب عن "السرد الناعم" كحكاية تتدفق بلا ضجيج، لكنها تحدث أثرًا عميقًا. هكذا يجب أن يكون المعرض: حكاية تتجدد شخصياتها كل عام، لا أن تتحول إلى مسرحية يعاد تمثيلها بنفس الأدوار. إن تكرار الضيوف يشبه إعادة طباعة كتاب قديم بغلاف جديد: قد يبدو جميلًا، لكنه لا يغني المكتبة. 

اقتراح من القلب

لا ينبع نقدي من جحود بقيمة المكررين، بل من حب لجعل المعرض منصة لا تضاهى. لماذا لا نستلهم تجارب معارض عالمية تخصص مساحات واسعة للاكتشاف؟ لماذا لا نشرك الشباب أكثر، أو نستضيف مبدعين من ثقافات لم تسمع أصواتها بعد؟ الثقافة العربية غنية بتنوعها، لكن هذا التنوع لا يظهر إلا إذا فتحنا الأبواب لـ"الآخر" المختلف، لا الذي نعرفه مسبقًا.  

الشارقة.. حب قديم!  

بين ضجيج المعارض وصمت الذكريات، تقف الشارقة كسيرة عشق لم تكمَل. زرتها ذات يوم ضيفًا على معرض الكتاب، فكانت كحكاية "كليلة ودمنة" تروى لأول مرة: كل جنباتها حروف، وكل شارع فيها باب مفتوح إلى عالم آخر. أحببتها حتى ألفت عنها كتابًا، وكتبتها حتى صارت في قلبي وطنًا ثانيًا.  

لكن العجيب في الحكايات الجميلة أنها تنسى أحيانًا! فمنذ تلك الزيارة اليتيمة، لم أتلق دعوة، ولم أعد إلى أروقة المعرض، وكأنما اكتملت فصول تلك القصة بلا خاتمة. أتذكر جيدًا ذلك الزحام الثقافي، وتلك الوجوه المتعطشة للكتب، والجلسات التي كانت تشبه "نديم" الجاحظ في زمن السوشيال ميديا. فالشارقة ليست معرضًا للكتب فقط، بل هي "ديوان" العرب الذي يجمع بين الأصالة والانطلاق.  

فيا معرض الشارقة، أليس من العدل أن تعود الفراشات إلى حيث تلونت أجنحتها أول مرة؟ أم أن الدعوات صارت كالكتب النادرة التي لا يوفق الجميع لاقتنائها.

طباعة شارك معارض الكتب أبوظبي الشارقة

مقالات مشابهة

  • معرض لمشاريع تخرج كلية الاتصال بجامعة الشارقة
  • «نحن والآخر» في جائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية
  • المنتدى الثقافي للمجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات تبث وقائع مناقشة كتاب الدولة السودانية وقرارات الانهيار من على موقع صحيفة سودانايل الإلكترونية
  • «قلم رصاص» يروي للصغار حكايته بـ«الشارقة القرائي للطفل»
  • «المنتدى الإسلامي» في الشارقة يناقش أساليب تعليم القرآن للطفل
  • سفارة المملكة في فرنسا تنظم بالتعاون مع المنتدى الفرانكوفوني للأعمال ندوة عن رؤية المملكة 2030
  • زراعة طنطا تستضيف ندوةً «الدين والحياة بين الواقع والتغيير» لمركز الأزهر للفتوى
  • الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة لـ(أ ش أ): المشاركة المصرية بمهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025 إضافة مميزة
  • «الإماراتي لكتب اليافعين» يستضيف نظيره المصري في «الشارقة القرائي للطفل»
  • عبد السلام فاروق يكتب: معارض الكتب العربية.. لماذا لا نمل التكرار؟!