هيئة الشارقة للمتاحف تحتفل باليوم العالمي للمتاحف بحزمة متنوعة من الأنشطة الثقافية
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
في إطار يغاير الصورة النمطية للاحتفالات، تحتفي هيئة الشارقة للمتاحف باليوم العالمي للمتاحف 2024، الذي يصادف 18 مايو من كل عام، معلنة إتاحة الدخول المجاني لمتاحفها، وتنظيم عدد من الفعاليات الثقافية والفنية والعلمية، التي تعرف بتراث دولة الأمارات الثري ضمن أجواء ممتعة.
ويأتي شعار هذا العام ”متاحف للتعليم والبحث“ متماشياً مع رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي قال: “المتاحف وجدت لتكون مدرسة لأبنائنا والأجيال القادمة ” كما يعكس التزام هيئة الشارقة للمتاحف بتعزيز مكانة المتاحف باعتبارها مراكز إشعاع ثقافي وتعليمي.
وأكدت عائشة راشد ديماس مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف أهمية هذه المناسبة وقالت: «المتاحف، ومتاحفنا على وجه التحديد، مصممة لخدمة كافة فئات وأطياف المجتمع، وتعمل بشكل متواصل على تقديم تجارب تعليمية وثقافية فريدة وثرية للجميع، وتمنح الزائرين من داخل الدولة وخارجها فرصة للتعرف عن كثب على دور المتاحف كمراكز تعليمية وتوعوية تسعى لتعميق وتعزيز سبل التعاون الثقافي وتلاقي الحضارات”.
وفي إشارة إلى وفرة وتنوع عروض المتاحف التي تقدمها الهيئة بالمناسبة التي تمثل لحظة فارقة وفريدة لمجتمع المتاحف الدولي، وأضافت ديماس: “تتمتع متاحفنا بمعارف قيمة تقدمها لزوارها من العائلات والمختصين الذين يبحثون عن رؤى أو أفراد يستكشفون ميولهم واهتماماتهم التاريخية”.
واختتمت مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف بالقول: “رؤيتنا أن نكون منبر ثقافي تعزز هوية الشارقة محلياً وعالمياً، والمساهمة في تنشئة مجتمع واعي بأهمية ومكانة المتاحف كوجهة ثقافية وتعليمية جذابة وممتعة”.
وتتيح الهيئة لزوارها فرصة مثالية لاستثمار يوم الـ 18 من مايو الذي يصادف السبت المقبل لسبر أغوار متاحفها التي تزخر بالمقتنيات والبرامج الشاملة مقدمة رؤية أعمق وأشمل حول التاريخ الغني والنسيج الثقافي للشارقة والمنطقة على نطاق أوسع، حيث سيكون الجمهور خلال فترة الاحتفاء باليوم العالمي للمتاحف على موعد مع عشرة أنشطة تفاعلية وجولات خاصة وورش عمل ومسابقات، تستهدف الفئة العمرية من 13 عامًا فما فوق، وتشمل ورشة “كلمة وصوف” التي تعمل على تثقيف المشاركين حول الحياكة وبعض الحرف اليدوية التقليدية التي مارستها النساء قديما وربطها بالتراث الثقافي، علاوة على فعالية “صناعة الأختام” التي تتناول عملية إنشاء الطوابع باستخدام خط المسند، حيث يتعرف المشاركون في هذه الورشة على مفردات خط المسند وما يعادلها في اللغة العربية، ما يقدم نظرة فريدة لطرق الكتابة القديمة.
ويتضمن البرنامج أيضًا جولات خلف الكواليس في مربى الشارقة للأحياء المائية، حيث يمكن للمشاركين اكتساب خبرة عملية في رعاية الأسماك وطرق تغذيتها وعلاجها، بالإضافة إلى نشاط “الإبداع بالألوان” في متحف الشارقة للفنون الذي يتيح للحضور التعبير عن ذواتهم، من خلال رسم لوحاتهم الخاصة في إبداع يظهر مكانة الإمارة في الحراك الفني والثقافي.
وستساعد الفعاليات الأخرى المرتقبة على إثراء الخبرات التعليمية والثقافية للمشاركين والاستزادة بمعلومات في مجالات متنوعة ومختلفة بما في ذلك علم الآثار والتراث والفن والعلوم والطيران، والتاريخ البحري والحضارة الإسلامية والخط وغير ذلك ما يربط التعليم بالمتعة.
وبالتوازي مع الفعاليات التي تقدمها متاحف إمارة الشارقة، يمكن لزوار مدينة خورفكان، التي حصدت جائزة أفضل مدينة سياحية عربية لعام 2023، استكشاف كنوز حصن خورفكان الذي يعود تاريخ بناءه إلى 300 عام، الذي يستعرض من خلال حزمة من المقتنيات، تاريخ الساحل الشرقي لإمارة الشارقة، الى جانب التجول في بيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي في كلباء الذي تم تشييده عام 1899، ويقدم للمرتادين نظرة ثاقبة لحياة ما قبل النفط وتاريخ المنطقة بآثارها المحفوظة.
تشمل الفعاليات الأخرى المختلفة التي تعزز أحد أهم أدوار المتاحف كمساحات تعليمية حية، معارضها المتنوعة والمستمرة، وبرامج الوصول والبرامج المجتمعية، ومبادرة «متاحف على الطريق» الرامية إلى تعزيز قدرة طلاب، للوصول إلى ما توفره متاحف الشارقة والتجارب الفريدة التي توفرها بطريقة ممتعة تمزج بين التعلم والترفيه، من خلال حافلة تحمل معرض متخصص.
كما تصدر الهيئة لجمهورها المتخصص منشورات أبرزها على سبيل الذكر لا الحصر مجلة ”المتاحف في الشرق الاوسط وشمال إفريقيا“، وهي أول مجلة متخصصة في الأخبار والفعاليات والمبادرات الخاصة بمتاحف المنطقة تصدرها الهيئة كل سنتين. وفي نسخة هذا العام، التي سيتم إطلاقها بالتزامن مع اليوم العالمي، تتناول المجلة موضوع “المتاحف ووسائل التواصل الاجتماعي” مع التركيز على كيفية انتقال المتاحف إلى وسائل التواصل الاجتماعي لكسر الحدود والتواصل مع جمهور عالمي متنوع.
والجدير بالذكر أن المتاحف في جميع أنحاء العالم تحتفل باليوم العالمي في 18 مايو من كل عام منذ أن أطلقه المجلس الدولي للمتاحفICOM الأول مرة في عام 1977 بهدف تعزيز دور المتاحف في التبادل الثقافي والتنمية.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: هیئة الشارقة للمتاحف بالیوم العالمی
إقرأ أيضاً:
تعرف على خطة سامسونغ التي خدعت بها آبل وتصدرت سوق الهواتف العالمي
تهيمن شركة آبل على سوق الهواتف العالمية لدرجة أن أغلب الأشخاص حول العالم يحلمون بهواتف آيفون أكثر من أي هاتف آخر، ورغم قوة شركة آبل فإنه يبقى لها منافسين أقوياء مثل "سامسونغ" و"هواوي" و"شاومي" وغيرهم، ولكن سامسونغ هي المنافس الأول والأشرس نظرا لتاريخهما الطويل من التنافس والصراعات.
ولو عدنا للخلف تحديدا عند انطلاق ثورة الأجهزة الذكية سنجد أن أول هاتف من آبل صدر عام 2007 وأطلقت عليه اسم آيفون ولم تغير اسم إصداراها إلى الآن، أما شركة سامسونغ كانت مشهورة بتصنيع الهواتف العادية ولكن أول هاتف ذكي يعمل بنظام أندرويد من الشركة كان عام 2009 – بعد عامين من طرح آبل أول هاتف لها – ولم تكن الشركات الأخرى مثل "هواوي" و"شاومي" و"أوبو" رائجة في تلك الفترة، ولكن رغم عظمة الشركتين فإنهما لم يتفوقوا على شركة "نوكيا" (Nokia) التي كانت تهيمن على سوق الهواتف في ذلك الوقت.
ولكن بداية عام 2012 تغيرت موازين القوى وتمكنت سامسونغ من تخطي "نوكيا" حيث حققت مبيعات 92 مليون هاتف ذكي في الربع الأول من العام مقابل "نوكيا" التي باعت 83 مليون هاتف لتصبح الشركة الأولى عالميا في تصنيع الهواتف، أما بالنسبة لشركة آبل فقد باعت 35 مليون هاتف.
إعلانولم تكن سامسونغ لتصل إلى القمة لولا حيلة ذكية كانت تخطط لها منذ سنوات والتي بسببها تفوقت على منافستها الرئيسية "آبل" وأصبحت أقوى شركة لبيع الهواتف الذكية في ذلك الوقت.
خطة سامسونغ التي خدعت فيها آبلبدأت سامسونغ بحياكة خطتها منذ عام 2005 حين سافر تشانغ غيو هوانغ رئيس قسم أشباه الموصلات في سامسونغ برفقة اثنين من زملائه التنفيذيين إلى بالو ألتو حيث منزل ستيف جوبز رئيس شركة آبل، وقال هوانغ: "التقيت بجوبز وفي جيبي حل لمشكلة آبل المحيرة". وفقا لما جاء في مذكرات تشانغ غيو هوانغ بعنوان "صفقة الرقائق العظيمة".
وخلال اللقاء أخرج هوانغ ذاكرة فلاش "ناند" (NAND) – كما كانت تُسمى ذلك الوقت – ووضعها على الطاولة واصفا إياها بأنها ورقته الرابحة.
يُذكر أن ذاكرة فلاش "ناند" هي جهاز تخزين أخف وزنا وأكثر كفاءة من الأقراص الصلبة التقليدية، وشركة سامسونغ كانت من الشركات القليلة القادرة على توريدها بكميات كبيرة وجودة عالية.
وقال جوبز عن ذاكرة فلاش "ناند": "هذا بالضبط ما أردته"، ووافق على أن تكون "سامسونغ" المورد الوحيد لذاكرة الفلاش لجهاز "آيبود" (iPod).
وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2005 أعلنت شركة آبل عن توصلها لاتفاقيات توريد طويل الأمد لتأمين إمدادات ذاكرة فلاش "ناند" حتى عام 2010 مقابل مبلغ 1.25 مليار دولار، وقال جوبز بمناسبة الصفقة: "نريد أن ننتج عددا كبيرا من أجهزة (آيبود) الشهيرة جدا بما يتناسب مع طلب السوق".
وبالمقابل كتب هوانغ "كانت تلك اللحظة التي شهدت بداية هيمنتها على سوق أشباه الموصلات في الولايات المتحدة"، ومن هذه الحيلة استطاعت سامسونغ دخول سوق الهواتف الذكية،
وبدأت القصة في عام 2009 حين أطلقت سامسونغ أول هاتف الذكي لها، وهذا ما أثار غضب جوبز لدرجة أنه أراد شن "حرب نووية" – كما اسماها – على نظام التشغيل أندرويد الذي تستخدمه سامسونغ في أجهزتها، ونظر للأمر بأن شركة سامسونغ التي تورد الشرائح لشركته تجرأت على منافسة آبل مباشرة وصنع هاتف ذكي مشابه لتصميم آيفون ولكن بنظام تشغيل أندرويد، وهو ما أثار اشمئزاز جوبز بشدة لدرجة أنه أراد مقاضاة سامسونغ، ولكن تيم كوك خبير سلسلة التوريد في آبل آنذاك كان حذرا من نشوب مشاكل مع مورد أساسي تعتمد عليه آبل في منتجاتها.
إعلانوعندما زار نائب رئيس مجلس إدارة سامسونغ جي لي مقر آبل في كوبيرتينو أعرب كل من جوبز وكوك عن مخاوفهم، وقدمت آبل مقترحا لترخيص بعض براءات اختراعها لسامسونغ مقابل 30 دولارا لكل هاتف ذكي و40 دولارا لكل جهاز لوحي مع خصم 20% في حال قامت سامسونغ بترخيص براءات اختراعها لآبل، ولكن سامسونغ رفضت العرض واتهمت آبل بسرقة براءات اختراعها وعليها أن تدفع لها.
الحرب القانونية بين آبل وسامسونغفي أبريل/نيسان عام 2011 رفعت آبل عدة دعاوى قضائية شملت عشرات الدول ضد سامسونغ بتهمة انتهاك براءات الاختراع وطالبت بتعويضات قدرها 2.5 مليار دولار، وبالمقابل ردت سامسونغ بدعوى مضادة لانتهاك 5 براءات اختراع تتعلق بتقنيتها في نقل البيانات والاتصالات اللاسلكية.
وشعر المسؤولون في سامسونغ أن آبل تحاول خلق احتكار من خلال براءات اختراع عامة مثل شكل المستطيل الأسود المدور لجهاز آيباد، وهو براءة اختراع سخيفة لدرجة أن المحكمة ألغتها.
وقال جوبز ذات مرة: "سنجعل كل شيء محميا ببراءة اختراع"، كما سخر علنا من سامسونغ ومنافسين آخرين واصفا هواتفهم الكبيرة على أنها أشبه بالمطارق، وقال في مؤتمر صحفي في يوليو/تموز عام 2010: "لا أحد سيشتري ذلك".
وكانت أكبر قوة لشركة سامسونغ هي قدرتها على تصنيع أجهزة متفوقة أسرع من منافسيها، من خلال نظام إداري صارم ومنظم وسلسلة إمداد متفوقة، ولكن عمل المسوقين في سامسونغ كان محبطا للغاية، فلم تستخدم سامسونغ أشخاصا في إعلاناتها بل اعتمدن على صورة مع تعليق صوتي يتحدث عن فوائد المنتج. وبدلا من إقناع العملاء بأهمية سامسونغ، ركزت قصص التسويق على الاتصالات.
تغيرت حملات التسويق في سامسونغ بعد قدوم تود بيندلتون وهو مسوق موهوب في شركة "نايكي" (Nike) يُعرف بأنه مميز وغير مبالٍ في إعلاناته ودقيق ومباشر في أسلوب تواصله، ولكن لم يسبق لبيندلتون العمل في شركة تقنية من قبل، ولم يكن على دراية بالقطاع، ولهذا تواصلت الشركة مع برايان والاس وهو مسوق رقمي سابق في "بلاك بيري" (BlackBerry).
إعلانوبدأ بيدلنتون ووالاس العمل بسرعة، إذ جلبوا 36 مسوقا وبدأوا العمل في مكتب بشكل سري للغاية، حيث صرح أحد أعضاء الفريق: "كان علينا أن نكون منعزلين بعض الشيء لنتمكن من إنجاز بعض هذه الأمور"، فقد كانوا قلقين من تدخل بيروقراطية كوريا الجنوبية في عملهم.
وأحد الأمور المفيدة التي فعلها بيدلنتون أنه عرض على فريقه مقارنة بين هواتف آيفون وجلاكسي في صحيفة وول ستريت جورنال والتي أظهرت تفوق هواتف جلاكسي في عدة مجالات، ولكن المشكلة كانت أن سامسونغ لم تكن تحاول سرد قصة، بينما كانت آبل هي المسيطرة على السرد وكان لديها تمجيد كبير لستيف جوبز وقاعدة جماهيرية ضخمة وتغطية إعلامية متألقة، وقد أطلقت وابلا من الإجراءات القانونية العدائية تتهم فيها سامسونغ بأنها مجرد نسخ مقلدة للمنتجات الجديدة والابتكار.
ولم يكن فريق بيندلتون مهتما بادعاءات آبل وإجراءاتها القانونية، بل ركزوا على فكرة السرد الشامل والذي يبني جاذبية عاطفية لدى العميل، وقضية المحكمة كانت أحد جوانب حرب سامسونغ لأنهم كانوا يعرفون أن الشركة التي تروي أفضل قصة للجمهور هي من سيحقق الانتصار في النهاية.
ولأن آبل كانت عميلا مهما لشركة سامسونغ، فقد كان المسؤولون في المقر الرئيسي يُصرون على أن يكون فريق التسويق حذرا في نهجه، رغم أنهم أرادوا هزيمة جميع المنافسين على مدى 5 سنوات القادمة من "إتش تي سي" و"موتورولا" و"بلاك بيري" وحتى آبل، ولكن بيندلتون أبلغ فريقه أن 5 سنوات فترة طويلة جدا، فاختصر الإطار الزمني إلى عامين ولكن الفريق أنجز عمله في 18 شهرا فقط.
التحدياتلجأ فريق التسويق في البداية إلى مستشار يُدعى جو كرامب وهو نائب الرئيس في إحدى أكبر وكالات الإعلان التفاعلي في العالم، لمساعدتهم على إيصال مشكلة العلامة التجارية في أمريكا إلى كبار المسؤولين التنفيذيين في سامسونغ، وهنا قرر كرامب إرسال طاقم تصوير إلى ساحة تايمز سكوير يحمل كل منهم حقيبتين، الأولى تحتوي على هواتف آيفون التي لم تطرح بعد والثانية تحوي هواتف سامسونغ، وبدأوا يسألون أشخاص عشوائيين "كم ستعطينا مقابل كل هاتف؟".
إعلانوكان الرد صادما لفريق تسويق سامسونغ، ورد الأشخاص على هاتف آيفون كان: "سأعطيك سيارة بي إم دبليو (BMW) جديدة – سأعطيك 10 آلاف دولار – سأعطيك أغلى ما أملك"، بينما كان ردهم على هواتف جلاكسي لاذعا حيث قالوا "5 دولارات – قمع آيس كريم مقضوم".
ولم يكن أمام فريق تود سوى تغيير ميزانية التسويق، وتخصيص 70% لبناء العلامة التجارية و30% لشركات الاتصالات بعد أن كانت عكس ذلك.
وبمجرد أن حصل فريق التسويق على الميزانية اللازمة للتواصل المباشر مع العملاء، تعاقد تود مع شركة "72 اند ساني" (72andSunny) بدلا من وكالات الإعلان المعتمدة لدى الشركة وهذا ما أزعج المقر الرئيسي.
وبدأت شركة "72 اند ساني" العمل وقدموا أول مقترحاتهم لتود – الذي كان حاضرا أثناء التصوير والمونتاج – وكان الإعلان عن شخصيتين تنتظران في طابور خارج متجر آبل و تتناقشان حول ميزات وجودة هواتف آبل وسامسونغ، ثم انتقل إلى مشهد آخر لشخصيتين تتحدثان عن هواتفهما، ولكن المشهد كان بطيئا ومملا ولهذا خشي فريق التسويق أن تنتهي محاولة سامسونغ لمنافسة آبل قبل أن تبدأ، وقال معلقا: "ليس لدينا حملة هنا يا رفاق".
مع اقتراب موسم التسوق للعطلات كان الحل الوحيد هو تقطيع الفيلم وإعادة العمل عليه في تلك اللحظة، وخلال ليلة مجنونة من العمل اقترح شخص في الغرفة تحويل الإعلان إلى مشهد واحد بدلا من مشهدين منفصلتين ومحرجين، وكان المشهد الجديد كالتالي:
يبدأ المشهد بصف من الأشخاص يبدو أنهم من محبي آبل وينتظرون طوال الليل عند زاوية الشارع يترقبون الشيء الكبير القادم، والذي من المفترض أنه آيفون، ويقول أحد عشاق آبل في الصف "يا رفاق، أنا متحمس جدا، يمكنني البقاء هنا 3 أسابيع دون تردد".
إعلانوفي توقيت ما، يلاحظ أحد الفتيان امرأة جالسة على مقعد مجاور وتستعمل جهازا غريبا ويقول: "ماذا؟ – هذا لا يشبه آيفون"، يقول آخر: "واو، ماذا لديها هناك؟".
وبعد ذلك يمر أحد الأشخاص بجوار حشد معجبي آبل حاملا هاتف سامسونغ، فأوقفه أحد الأشخاص قائلا: "مرحبا، هل يمكنني رؤية هاتفك؟"، يلتقطه ويبدأ تفحص مكوناته وميزاته ويقول: "إنه سامسونغ جلاكسي – انظروا إلى الشاشة في هذا الهاتف – إنها ضخمة"، فيرد عليه صاحب الهاتف: "إنه جلاكسي إس 2 (S2) – هذا الهاتف مذهل"، وتظهر رسالة نهاية الإعلان تقول "الشيء الكبير القادم هنا بالفعل".
نشرت سامسونغ الإعلان على موقع "ماشبل" (Mashable) قبل نشره رسميا على صفحتها على فيسبوك، حيث تخلى تود عن استراتيجية التسويق التقليدية القائمة على البحث في الصحف والمجلات الإخبارية واختار الإنترنت بشكل أساسي مستهدفا جيل الألفية.
وقد حققت الحملة نجاحا باهرا فاقت كل التوقعات، لدرجة أن المشاهدين الذين سئموا من غرور آبل غير المبرر، وأصبحت الشركة من أسرع العلامات التجارية نموا على فيسبوك، حيث بلغ عدد المعجبين أكثر من 26 مليونا في 16 شهرا فقط، وذلك لأن الإعلان حول شركة سامسونغ من شركة تقليدية للاتصالات إلى شركة هواتف ذكية واحدة.
وصرح بندلتون في مؤتمر صحفي: "نحن أسرع العلامات التجارية نموا على تويتر، مع ما يقرب من مليوني متابع".
هل خسرت آبل مقابل سامسونغ؟في مطلع عام 2023 تمكنت آبل من تجاوز شركة سامسونغ كأكبر سوق للهواتف الذكية في العالم، وأنهت هيمنة الشركة الكورية الجنوبية التي استمرت 12 عاما وفقا لشركة البيانات الدولية "آي دي سي" (IDC)، وتصدر هاتف آيفون المركز الأول بمبيعات بلغت 234.6 مليون وحدة متجاوزا سامسونغ التي باعت 226.6 مليون وحدة، وبلغت الحصة السوقية لشركة آبل 20.1% مقابل 19.4% لسامسونغ.
وبحسب تقرير "آي دي سي" فإن تفوق آبل يعود إلى زيادة شعبية الأجهزة المتطورة، حيث ساعد إطلاق "آيفون 15" على تعزيز المبيعات، وأصبحت آبل أكبر شركة مصنعة للهواتف الذكية من حيث الإيرادات والأرباح.
إعلانوصرح بن وود كبير المحللين في شركة الأبحاث "سي سي إس إنسايت" (CCS Insight) بأن بيانات "آي دي سي" تُمثل ضربة نفسية لسامسونغ، لكنه توقع أن تظل المنافسة محتدمة، وقال: "لا شك أن آبل تسير في مسار قوي، ويعود الفضل إلى ولاء عملائها الذين نادرا ما يتحولون إلى أجهزة أخرى بمجرد شرائهم لها".
ولا تزال آبل متفوقة على نظيرتها سامسونغ حتى الآن، حيث أظهر آخر تحليل لموقع "ستاتكاونتر" (Statcounter) لشهر فبراير/شباط الماضي أن الحصة السوقية لشركة آبل بلغت 27.78% مقابل 23.58% لشركة سامسونغ.