أثر توافر العملة الأجنبية في مصر على منسوب السلع المتداولة بالسوق المحلية، ليزيد المعروض رويداً أمام المستهلكين ما ظهر بالتبعية على معدل تضخم شهر أبريل الماضي، والذي هبط على نطاق واسع، ليعكس زوال حدة نقص العملات والتي ضغطت في السابق على سلاسل التوريد.

وقال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إن المعدل السنوي للتضخم العام والخاص بإجمالي الجمهورية تباطأ في أبريل الماضي إلى 31.

8% من تضخم بلغت نسبته 33.1% في مارس 2024.

وكشفت قراءة البنك المركزي المصري والذي يعد معدل تضخم خاص به يسمي معدل التضخم الأساسي، ويستثني عند حسابه السلع المتقلبة كـ«الخضروات والفاكهة الطازجة» بجانب السلع والخدمات المحدد أسعارها إداريًا كالسولار والبنزين، أن التضخم لديه ليصل إلى 31.8% في شهر أبريل الماضي، مقابل تضخم سجلت نسبته لـ33.7% في مارس 2024.

تعد قراءة التضخم الصادرة عن البنك المركزي المصري في الأسبوع الماضي ثاني أقل قراءة خلال 11 شهرا بعد معدل التضخم الخارج في شهر يناير من العام الجاري والبالغة نسبته 29.01%، ذلك بعدما سجل معدل التضخم الأساسي في مصر أعلى قراءة له في يونيو من العام الماضي بنسبة 41%، قبل أن يتخذ المسار الهابط بدءاً من شهر يوليو 2023 والذي سجل فيه 40.73%

تتوقع بنوك ومؤسسات دولية شهيرة أن يزول التضخم في مصر رويداً بعد جرعة الدواء المر التي أخذتها البلاد في مارس الماضي والتي تمثلت في تحرير سعر الصرف ليصل إلى الاتزان المطلوب، والذي ساعد على عودة ثقة المستثمرين في البنية الأساسية للاقتصاد، ما فتح معه شريان من تدفقات النقد الأجنبي، بالإضافة إلى تشديد السياسة النقدية بمقدار 600 نقطة أساس، والذي حجم السيولة المحلية من النقد وبالتالي تراجع الإقبال بشراهة على شراء السلع من على أرفف محلات البقالة والسلاسل التجارية.

يتوقع صندوق النقد الدولي أن يهبط التضخم في مصر خلال أشهر السنة المالية الجديدة والتي تبدأ في يوليو المقبل، ليسجل 25.7%، ذلك قبل بقاء قراءة التضخم في مصر متداولة أعلى الـ 30% خلال ما تبقي من أشهر العام المالي الجاري 2023 - 2024، والذي سينتهي في 30 يونيو المقبل.

كما رجح تقرير صادر من وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني أن يبدأ التضخم في مصر بالنزول تدريجياً إلى 12.3% بنهاية شهر يونيو من العام القادم 2025، ليعكس توافر العملة الأجنبية في البلاد وعودة عجلة الإنتاج المحلي إلى طبيعتها، بما يساعد مستقبلاً على تسارع نمو الناتج المحلي الإجمالي في مصر خلال السنة المالية القادمة لنسبة 4.7%

وكالة «فيتش» قامت في وقت سابق من شهر مايو الجاري بتعديل النظرة المستقبلية على الاقتصاد المصري إلى إيجابية من مستقرة، معتمدة في ذلك على قدرة البلاد في ترتيب عدة صفقات تمويل بالنقد الأجنبي خلال فترة لا تزيد عن شهرين.

استطاعت مصر في مدة لا تزيد عن 60 يوما من ترتيب خطة إنقاذ تقدر قيمتها بـ57.4 مليار دولار، تتوزع بين 35 مليار دولار استثمار أجنبي مباشر قادم من دولة الإمارات لتطوير منطقة رأس الحكمة الواقعة على الساحل الشمالي، بالإضافة إلى تمويل من صندوق النقد الدولي قيمته 8 مليارات دولار، ونحو 14 مليار دولار أخري من جانب الاتحاد الأوروبي ومجموعة البنك الدولي، وحوالي 400 مليون دولار من طرف المملكة المتحدة.

إلى ذلك يميل بنك الاستثمار الأمريكي جي بي مورجان لاستمرار معدل التضخم في التراجع داخل مصر على أن يختتم هذا العام عند 22% بحلول شهر ديسمبر المقبل، لكنه يرى أن تداعيات الخفض المحتمل لدعم الوقود على أسعار السلع والخدمات قد تؤثر بالسلب على توقعات تباطؤ التضخم في المدي القصير.

وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للإحصاء أن قسم الطعام والمشروبات شهد انخفاض شهري نسبته 0.9%، متأثراً في ذلك بهبوط في أسعار الحبوب والخبز بنسبة 3.7%، بالإضافة إلى تراجع أسعار كلاً من اللحوم والدواجن 1.8%، ونزول أسعار الزيوت والدهون بنسبة 2.5%، وتراجع أسعار عدد من المنتجات الغذائية الأخري بنسبة 5.7%، ما عكس خطوة الحكومة في مبادرة خفض أسعار السلع في 25 مارس الماضي، والتي اتفقت فيها مع كبار مُصنعي ومُنتجي ومُوردي السلع الغذائية، يمثلون أكثر من 70% من حجم السوق، على الخفض التدريجي للأسعار حتى نسبة 30%

أما عن باقي الأقسام، قال المركزي للإحصاء أنها ارتفعت بنسب متفاوته، حيث زادت أسعار الأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 1.1%، والألبان والجبن والبيض بنسبة 0.6%، والفاكهة 3.5%، فيما شهدت أسعار الخضراوات زيادة طفيفة 0.3%، بالإضافة إلى صعود السكر والأغذية السكرية نسبة 0.9%، وصعدت أسعار الشاي والبن والكاكاو في أبريل بنسبة 0.6%

وأشار بيان المركزي للإحصاء إلى صعود أسعار الدخان نسبة 8.6%، وأسعار الملابس والأحذية 5.5%، المسكن والمياه والكهرباء والغاز والوقود بـ1.9%، النقل والمواصلات بنسبة 4.2%

اقرأ أيضاًالبنك المركزي يعلن انخفاض التضخم في مصر لـ 31.8% خلال أبريل 2024

وكالة فيتش تتوقع انخفاض معدل التضخم في مصر إلى 12.3% خلال يونيو 2025

«جي بي مورجان» يكشف عن توقعاته لـ اجتماع المركزي المصري ومعدل التضخم

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: البنك المركزي المصري معدل التضخم التضخم وكالة فيتش توقعات التضخم في مصر

إقرأ أيضاً:

حملاتنا نجحت.. الصحة تكشف: كيف انخفضت معدلات الإنجاب لـالخصوبة المعتدلة؟

كتب- أحمد جمعة:

اعتبرت وزارة الصحة والسكان، أنَّ الجهود المبذولة ضمن مشروع "سد الفجوات في الصحة الإنجابية" انعكست بشكل إيجابي وملموس على المؤشرات الصحية الوطنية، ما يشير إلى نجاح الحملات التوعوية التي جرى تنفيذها على مدار السنوات الماضية.

وأطلقت وزارة الصحة والسكان، اليوم الخميس، فعاليات حفل اختتام مشروع "معالجة الفجوات في الصحة والحقوق الإنجابية في مصر"، بالشراكة بين وزارة الصحة وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبدعم من وزارة الشؤون الدولية الكندية.

وقالت الدكتورة عبلة الألفي، نائبة وزير الصحة لشؤون السكان، إن معدل الإنجاب انخفض من 3.5 طفل لكل امرأة في عام 2014 إلى 2.85 في عام 2021، وصولاً إلى 2.54 في عام 2023.

كما انخفض معدل المواليد لكل ألف من السكان خلال العامين الماضيين من 21.1 إلى 19.4، مما يشير إلى خصوبة معتدلة مقارنة بالمعدلات السابقة، وفق "الألفي".

وأشارت الألفي إلى أن هذا الانخفاض يُعد مؤشرًا إيجابيًا يعكس تحسن برامج تنمية الأسرة وتغيرات ثقافية نحو تقليل حجم الأسرة، كما يعكس تحسن الوعي بأهمية تنمية الأسرة وزيادة الوصول إلى الخدمات الصحية.

وارتفعت معدلات استخدام وسائل تنظيم الأسرة من 58% في عام 2014 إلى 66.4% وفقًا لبيانات المسح الصحي السكاني لعامي 2014 و2021، مما يعكس نجاح الحملات التوعوية وزيادة الإقبال على الخدمات، حسب قول نائبة وزير الصحة.

وأشار الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، إلى الحاجة المُلحة لمشاركة الشباب في قضايا الصحة الإنجابية ومختلف الأنشطة التنموية، مشيرًا إلى إنشاء أكثر من 400 نادي سكاني بالتعاون مع الوزارات المعنية لرفع الوعي بين الشباب حول الصحة الإنجابية، مع التركيز على دمج الرياضة كأداة لمعالجة القضايا السكانية.

بدورها، قالت الدكتورة نهى عصام، مساعد وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إن المشروع يعكس الالتزام بتوفير خدمات الصحة والحقوق الإنجابية لجميع الفئات، مشددة على أن هذه الخدمات تُعد ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة حياة المواطنين.

وذكر صندوق الأمم المتحدة للسكان أنه تم تدريب 15 ألف مقدم خدمة صحة إنجابية، واستهداف أكثر من 8 ملايين شخص بحملات نشر الوعي عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. كما شارك 7000 فرد في حملات التوعية، مع تفعيل دور 1200 شاب كمتطوعين بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة.

أقل معدل سكاني خلال 50 عامًا

وسبق أن أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تسجيل أقل معدل للنمو السكاني خلال 50 عاماً، إذ انخفض من 2.6% في عام 2017، إلى 1.4% في 2023.

وأوضح أن عدد المواليد خلال عام 2023 بلغ نحو 2 مليون مولود، منخفضاً بمقدار 15% مقارنة بعام 2018، و7% مقارنة بـ2022.

وكانت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، قد توقعت مطلع العام الماضي، أن يصل إجمالي عدد السكان في مصر إلى 158.8 مليون نسمة بحلول عام 2050، مقابل 109.3 مليون عام 2021، بمتوسط زيادة يتراوح بين 1.7 مليون، و1.8 مليون فرد سنوياً.

اقرأ أيضًا:

الموعد والتكلفة والتقنية.. كل ما نعرفه عن صمام مجدي يعقوب

الدكتورة عبلة الألفي نائبة وزير الصحة الخصوبة المعتدلة الحملات التوعوية لوزارة الصحة معدلات الإنجاب

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة نائبة وزير الصحة تكشف لمصراوي تفاصيل مشروع "المنشآت الصحية صديقة الأم والطفل" أخبار وزير الصحة: معدلات الإنجاب في بورسعيد تقارب المعدلات الأوروبية أخبار

مقالات مشابهة

  • توقعات بانخفاض أسعار اللحوم خلال رمضان وسط استقرار في سوق الأعلاف
  • مسؤول بالبنك المركزي يحذر بشأن تمويل موازنة واحتياجات عام 2025
  • الركود الاقتصادي والتضخم: تحديات عالمية متزايدة
  • حملاتنا نجحت.. الصحة تكشف: كيف انخفضت معدلات الإنجاب لـالخصوبة المعتدلة؟
  • بعد تقليص الفائدة من المركزي التركي بنسبة 2.5%.. الليرة تستقر على انخفاض
  • محافظ بني سويف يتفقد سوق اليوم الواحد في أهناسيا للاطمئنان على توافر السلع
  • التخطيط: استثمارات البنك الأوروبي بالقطاع الخاص سجلت أعلى معدل بنسبة 98%
  • ارتفاع التضخم في جنوب أفريقيا يزيد من احتمالات خفض الفائدة
  • ارتفاع أسعار الأغذية في الأردن
  • حملات رقابية على الأسواق والمحلات التجارية بمركز ملوي لمتابعة توافر السلع