علماء فيزياء يؤكدون صحة نظرية عدو عدوي صديقي
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
في عام 1946، طور عالم النفس الاجتماعي النمساوي "فريتز هايدر" نظرية التوازن التي تُستخدم لشرح أنماط العلاقات بين الناس، والآن بعد قرابة ثلاثة أرباع قرن تمكن علماء الفيزياء والإحصاء من تأكيد صحتها.
عدو عدوي صديقيفي نظريته، أوضح هايدر أنه لا بد من وجود توازن بين العلاقات الشخصية حتى يُمكن تحقيق الانسجام النفسي، فإذا كان هناك شخصان أو أكثر يتشاركان أفكارا متشابهة عن شيء ما، فمن غير المحتمل أن يكون هناك أي توتر أو تعقيد يحيط بهذه العلاقة.
ما سبق هو مثال على هيكل علاقات متوازن تشيع فيه المشاعر المريحة، لكن الهياكل غير المتوازنة ترتبط بمشاعر غير مريحة، وهذا ما يدفع الإنسان إلى السعي لتحقيق التوازن عن طريق عمل تعديلات دائمة في علاقاته.
وعلى سبيل المثال، إذا كنت تحب أحد مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، ثم وجدته يروّج لمنتج لا تحبه، فإن رأيك فيه وفي المنتج سيرتبك، مما يؤدي إلى التنافر المعرفي، وذلك حتى تقرر أن المنتج ليس سيئا أو أنك لا تحب هذا الشخص حقا، وهذا يحقق الانسجام مرة أخرى.
ويقترح هايدر في نظريته أن التوازن فى العلاقات يشتمل على أربع قواعد هي:
صديق صديقي صديقي. عدو صديقي عدوي. صديق عدوي عدوي. عدو عدوي صديقي.وهذا النموذج المكوّن من علاقة بين ثلاثة أفراد (صديقي وعدوي وأنا) يمكن تعميمه بحسب هايدر على كل أشكال العلاقات في المجتمع، حتى يتحقق الانسجام النهائي بين أفراده.
إذا كان هناك شخصان أو أكثر يتشاركان أفكارا متشابهة حول شيء ما، فمن غير المحتمل أن يكون هناك أي توتر أو تعقيد يحيط بهذه العلاقة (أن سبلاش) الفيزياء تتدخلوعلى الرغم من أن دراسات لا حصر لها حاولت تأكيد هذه النظرية، فإن جهودها باءت بالفشل، لأنها لم تتمكن من استيعاب التعقيدات داخل العلاقات الإنسانية التي تؤثر في التوازن الاجتماعي بشكل كامل، مما يؤدي إلى نتائج غير متسقة.
لكنْ مؤخرا، نجح فريق من جامعة "نورث وسترن" الأميركية باستخدام الفيزياء النظرية الإحصائية في دمج القطع الأساسية التي تجعل إطار عمل "هايدر" الاجتماعي ناجحا في الحياة الواقعية. ومع تشغيل النماذج التي ابتكروها خرجت النتائج إيجابية ومتسقة.
واستخدم الباحثون نفس الفيزياء التي اعتمد عليها الحاصل على جزء من جائزة نوبل في الفيزياء عام 2021 "جورجيو باريزي"، والذي درس الأنظمة الفيزيائية المعقدة وتقترح أنه يمكن للتفاعلات المتنافسة أن تؤدي إلى ما يسمى بالإحباط المتأصل.
ويشير باحثو "نورث ويسترن" في دراستهم التي نشرت بدورية "ساينس أدفانسز" إلى أن الأنظمة الاجتماعية تُظهر أحيانا إحباطات مماثلة، فيمكن للعلاقات أو المواقف المتضاربة بين الأشخاص أن تخلق حالة من عدم التوازن أو التوتر داخل الشبكة الاجتماعية.
وبحسب الدراسة، يمكن لهذا النموذج الفيزيائي الجديد أن يساعد الباحثين على فهم أفضل للديناميكيات الاجتماعية، بما في ذلك الاستقطاب السياسي والعلاقات الدولية وصولا إلى سلوك البشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أعضاء مجلس النواب يؤكدون ان إحاطة “ستيفاني” عبارات مكررة
الوطن|متابعات
أصدر أعضاء مجلس النواب بيان بشأن كلمة وإحاطة نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستيفاني خوري.
وقال البيان “إلى أبناء شعبنا الليبي الأبي الحر، نحن أعضاء مجلس النواب ، نتوجه إليكم في هذا الظرف العصيب الذي تمر به بلادنا، حيث يتواصل العبث بالقضية الليبية من خلال التدخلات الدولية غير المسؤولة، وغياب أي خطوات جادة وحقيقية من البعثة الأممية لإنهاء حالة الانسداد السياسي وإعادة الأمن والاستقرار إلى وطننا.”
وأضاف البيان إن كلمة وإحاطة نائبة رئيس البعثة الأممية الأخيرة لم تحمل في طياتها سوى عبارات عامة ومواقف مكررة لا تلبي الحد الأدنى من تطلعات الشعب الصامد.
وأكد البيان أن البعثة الأممية أثبتت بمواقفها المتخاذلة، أنها باتت جزءًا من المشكلة بدل أن تكون وسيلة للحل.
وتابع ” إننا نرى في استمرارها في هذا النهج تأجيجا للأزمة وإطالة لمعاناة الليبيين، وهو أمر لا يمكن
السكوت عنه وإننا نحمل البعثة الأممية، ومن خلفها المجتمع الدولي، المسؤولية القانونية والأخلاقية عن استمرار معاناة الشعب الليبي وما يترتب عليها من تدهور في الأوضاع السياسية والاقتصادية
والأمنية.”
وأشار البيان إن الفشل المتكرر في أداء مهامها يضع علامات استفهام كبرى حول مدى التزامها بمساعدة
الليبيين في تجاوز أزمتهم وبناء دولتهم على أسس السلام والاستقرار.
وأكد الأعضاء أن الليبيين، بكافة أطيافهم، لن يقبلوا أن تتحول بلادهم إلى ساحة الصراعات المصالح
الدولية، ولن يسمحوا لأي طرف خارجي بالعبث بسيادتهم ومستقبلهم.
ورفضوا تمامًا أي محاولة لفرض حلول مفصلة خارج إرادة الشعب الليبي أو تجاوز ممثليه الشرعيين.
وختموا الأعضاء “لن ينقذ ليبيا من هذا الوضع المتأزم والمستمر إلا بتصالح الشعب كله، والتوقف عن الاتهامات المتبادلة والمزايدة بالوطنية ويجب أن نسلم جميعًا أن السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو رمي السلاح واستعادة المدنية في كل مؤسسات الدولة، وإنهاء المركزية في الحكم.”
الوسومالشعب الليبي بعثة الأمم المتحدة ستيفاني خوري ليبيا مجلس النواب