دمشق- يواجه الناشطون والعاملون في مجال الصحافة بمحافظة درعا جنوبي سوريا العديد من المخاطر أثناء عملهم في نقل الأخبار، والتي قد تصل إلى فقدانهم حياتهم أو اعتقالهم، لكنهم يحاولون تجنبها باتباع بعض تدابير السلامة خلال العمل، كاتخاذ اسم مستعار لإخفاء هويتهم الحقيقية.

وكان عدم السماح للمحطات التلفزيونية والصحف من الدخول إلى درعا، مع بداية الثورة، قد دفع بعض الشبان إلى استخدام هواتفهم الشخصية للتصوير، وإرسال مقاطع الفيديوهات والصور إلى القنوات التلفزيونية، لنقل وقائع ما يحدث على الأرض.

ومع ارتفاع وتيرة الأحداث، بدأت بعض الصحف والقنوات الفضائية بتوظيف شبان ناشطين -لم يسبق لهم العمل في المجال الصحفي- مراسلين لها، مع علمهم بحجم المخاطر التي ستواجههم بسبب طبيعة عملهم.

وقد مر العمل الصحفي في محافظة درعا منذ عام 2011 بالعديد من المراحل، إلا أن أخطرها كان بعد دخول المدينة ضمن اتفاق التسوية في يوليو/تموز 2018، حيث فقد 5 نشطاء حياتهم تحت التعذيب في سجون النظام، واغتيل 11 ناشطا آخر برصاص مسلحين مجهولين، ولا يزال مصير 7 نشطاء مجهولا بعد تعرضهم للاعتقال، بحسب مكتب "توثيق الشهداء" في درعا.

الصحفيون في درعا مضطرون لإخفاء هوياتهم خوفا من الملاحقات الأمنية (الجزيرة) تهديدات بالاعتقال والقتل

وقال لورنس الأكراد أحد الناشطين الصحفيين في درعا -للجزيرة نت- إن ارتفاع نسبة الخطورة في العمل الصحفي بعد عام 2018 جاء على خلفية الظهور العلني لبعض المجموعات التي تعمل لصالح تنظيمات، وعلى رأسها "تنظيم الدولة الإسلامية" وهو ما زاد الأمر تعقيداً على العاملين في مجال الصحافة.

وبعد اتفاق التسوية، حاول النظام جاهدا، خلال السنوات الأخيرة، وضع حد لظاهرة زيادة عدد العاملين في مجال الصحافة بالمناطق الخاضعة لسيطرته، من خلال الملاحقات، والتهديد بالاعتقال لكل من يثبت عمله في هذا المجال، الذي رأى النظام أنه أخطر من العمل المسلح، في الكثير من الأحيان.

وكان الناشط لورنس قد غادر البلاد قبل سنة ونصف السنة، واتجه إلى ألمانيا بعد أن تلقى الكثير من التهديدات بالقتل، كان آخرها من قبل عناصر تعمل لصالح تنظيم الدولة في درعا، بعد أن سلط الضوء على تجاوزات هذه المجموعة ومشاركتها في قتل عدد من الأشخاص.

وتمكنت هذه العناصر من دخول منزل الناشط في حي طريق السد بدرعا، وسرقت محتوياته وجميع أوراق لورنس الشخصية، مما ضاعف من معاناته أثناء رحلة اللجوء رفقة زوجته وأطفاله.

أحد الناشطين أثناء تغطية الأحداث في مدينة درعا (الجزيرة) حلول بديلة

وقال (ي أ) أحد الناشطين الصحفيين الموجودين في درعا -للجزيرة نت- إن قرار استمراره بالعمل الصحفي بعد عام 2018 كان مخاطرة، حيث تطلب منه الكثير من الحذر واتخاذ الاحتياطات اللازمة لعدم الكشف عن شخصيته الحقيقية، من خلال استخدام اسم مغاير للاسم الذي استخدمه بدايات عمله الصحفي قبل عام 2013.

وأوضح أن أحد أبرز الاحتياطات التي يتخذها -خلال نقل الأخبار ورفع مقاطع الفيديو والصور على الإنترنت- هو استخدام شبكات إنترنت غير الشبكة السورية، خوفاً من المراقبة الإلكترونية.

ورغم كل هذه الاحتياطات، فإن العمل الصحفي يتطلب من الشخص الكشف عن هويته الحقيقية في بعض الأحيان، كالحاجة إلى التواصل مع مصادر موثوقة للحصول على تصريح، أو تصوير نشاط كالمظاهرات والوقفات الاحتجاجية، يضيف الناشط الصحفي.

وتستمر قوات النظام بملاحقة الناشطين الذين توجهوا للشمال السوري عبر قوافل التهجير، من خلال جمع المعلومات عنهم من أقاربهم عند استدعائهم من قبل الأجهزة الأمنية للتحقيق معهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات العمل الصحفی فی درعا

إقرأ أيضاً:

"الاتصالات".. غرامات تتجاوز 165 مليونًا ضد مخالفي النظام خلال 2024

أوضح التقرير السنوي للجان النظر في مخالفات نظام الاتصالات لعام 2024، الصادر عن هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، عدد المخالفات المحالة للجان خلال عام 2024، حيث بلغ عددها 1045 مخالفة، 501 مخالفة منها خلال النصف الأول بما نسبته 48%، و544 مخالفة منها خلال النصف الثاني بما نسبته 52%.كما بلغ عدد القرارات الصادرة عن اللجان 1056 قرار، بغرامات مالية مفروضة تصل إلى 165,884,925 ريال سعودي، ضد عدد من المخالفين لنظام الاتصالات.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } "الاتصالات".. غرامات تتجاوز 165 مليونًا ضد مخالفي النظام خلال 2024 - إكسأبرز المخالفات المرصودةوبينت الهيئة، أن تلك الغرامات كانت نتيجة لارتكاب عدد من المخالفات، ومن أبرزها مخالفة أحكام النظام وقرارات الهيئة التنظيمية بعدد 206 مخالفة، وتقديم عروض ترويجية مخالفة لقرارات الهيئة بعدد 65 مخالفة، ومزاولة نشاط دون الحصول على ترخيص من الهيئة بعدد 7 مخالفات، وعدم الالتزام بتنفيذ قرارات الهيئة في عدد من شكاوى المستخدمين بعدد 52 مخالفة، والامتناع عن تنفيذ قرارات الهيئة بعدد 188 مخالفة، وتأسيس بطاقات اتصال أو بيعها أو ترويجها أو استخدامها بالمخالفة بعدد 23 مخالفة.
أخبار متعلقة تحقيق خليجي لمراجعة رسوم إغراق بلاط السيراميك من الصين والهندمكة.. مدينة الملك عبد الله الطبية تنفذ 63 عملية قلب مفتوح خلال مارسوكذلك عدم تزويد الهيئة بالمعلومات المطلوبة خلال المهل المحددة بعدد 136 مخالفة، وإلحاق الضرر بشبكات الاتصالات العامة وذلك بقطع كيابل الاتصال بعدد 307 مخالفة، وإرسال رسائل اقتحامية بالمخالفة لنظام الاتصالات وتقديم خدمة الرسائل القصيرة دون الحصول على ترخيص من الهيئة بعدد 11 مخالفة، وعدم الالتزام بضوابط نقل الرقم الصادر من الهيئة بعدد 54 مخالفة، إلى جانب استخدام وحيازة أجهزة اتصال غير مرخص باستخدامها من الهيئة بعدد 7 مخالفات.

مقالات مشابهة

  • ضرورة العودة لوقف إطلاق النار بغزة.. نص كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي مع الرئيس الفرنسي
  • "الاتصالات".. غرامات تتجاوز 165 مليونًا ضد مخالفي النظام خلال 2024
  • مراسل سانا في درعا: وزير الصحة الدكتور مصعب العلي يطلع على واقع العمل في مشفيي نوى ودرعا الوطنيين، واحتياجاتهما الضرورية
  • دعم نقدي بدل العيني… حسني بي يطرح الحل لتفادي الانهيار الاقتصادي
  • لتفادي رسوم ترامب.. نيسان تدرس نقل إنتاجها إلى أمريكا
  • إزاى تفعل عقد إيجار شقتك فى القسم التابع ليك بـ7 خطوات لتفادي عقوبة الحبس؟
  • عضو مجلس الإفتاء الأعلى الشيخ محمد نعيم عرقسوسي: العمل ‏جارِ ‏على ‏إعداد النظام الداخلي للمجلس
  • وسط تسهيلات من إدارة المرفأ.. تصدير باخرة مواشي على متنها ١١ ألف رأس بعد إجراءات الحجر الصحي
  • وقفة شعبية في مدينة مصياف تضامناً مع أهالي شهداء درعا، وتنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية
  • استمرار توافد الأهالي في درعا لتقديم واجب العزاء بشهداء قصف الاحتلال الإسرائيلي