على وقع تفاقم أعداد القتلى والمصابين، جراء العدوان الإسرائيلي، المستمر لليوم الـ219، على قطاع غزة، ووصول حصيلة من قضوا إلى 35 ألفا، وتجاوز أرقام المصابين حاجز الـ78 ألف شخص، منذ السابع من أكتوبر الماضي، كشف المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو لـ«الأسبوع» عن آخر تطورات عملية التفاوض، غير المباشرة، بين الحركة وإسرائيل، برعاية مصرية أمريكية قطرية.

تطرق «النونو» خلال تصريحاته «الخاصة» للصحيفة، إلى ملابسات انتهاء الجولة الأخيرة من المفاوضات، على نحو يوحي بتطورات درامية، موضحًا: لماذا تباينت المواقف تجاه ما هو مطروح من «مقترحات مصرية»؟ وهل حقا إسرائيل «معنية» بالتوصل إلى اتفاق هدنة؟ ولماذا لم يحدث اختراق واضح، يحسم ملف الرهائن، الذي يشكل أحد البنود الشائكة بين الحركة والاحتلال؟

شدد «النونو» على أن «هناك 4 مفاتيح أساسية للوصول لأى اتفاق مع الاحتلال: أولها، وقف اطلاق النار الدائم، ثانيا، الانسحاب من قطاع غزة، ثالثا، إنهاء الحصار وإعادة إعمار غزة وإعادة النازحين لأماكن سكنهم، ورابعا، حسم ملف تبادل الأسرى، عبر صفقة مشرفة».

سلط «النونو» خلال تصريحات لـ«الأسبوع» الضوء على الأجواء التي انتهت فيها جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل بالقاهرة، موضحا أنه «قبل هذه الجولة الأخيرة، كانت الحركة قد أبلغت الوسطاء موافقتها الواضحة والصريحة والمباشرة على العرض، الذي قُدم حول وقف اطلاق النار. كان هذا في إطار المرونة، التى أبدتها الحركة خلال الأيام والمراحل الأخيرة من هذه الحرب».

لكن (والكلام للنونو) «بعد ذلك قام الاحتلال باجتياح مدينة رفح ومعبر رفح وأعلن رفضه مقترح الوسطاء، عبر ما وضعه الاحتلال من تعديلات، تعيد الأمور إلى المربع الأول، وبالتالى انتهت جولة المفاوضات الأولى، دون الوصول لوقف لإطلاق النار. ما نشهده، حاليا، من الاحتلال عبر مواصلة القتال بهذه الشراسة، وبهذه الضراوة، تأكيد أنه غير معنى بالوصول لأى اتفاق. هم يخشون الوصول لأى اتفاق».

نقاط خلافية

بخصوص النقاط الخلافية غير المحسومة، قال «النونو» بالنسبة «لحركة حماس عندما وافقنا على ورقة الوسطاء، ومقترحاتها كان يجب على الاحتلال أن يوافق أو يرفض، لكن دخول قوات الاحتلال معبر رفح - من الجانب الفلسطيني- ثم طرح ملاحظات أخرى، كأننا أمام مفاوضات جديدة أمر غير مقبول بالنسبة لنا، لأنه يفتح النقاش، بطريقة توحي كأننا لا نزال في المرحلة الأولى».

يشير «النونو» إلى أن «أهم نقطة خلاف، رفضنا العودة إلى المربع الأول، عبر إعادة النقاش والتفاوض حول الورقة المطروحة من الوسطاء، لاسيما أنها ليست ورقة حماس. نحن جئنا إلى القاهرة لبحث الخطوة التالية لما بعد الموافقة، وليس لإعادة النقاش».

فيما يتعلق بتفسير «النونو» لمضي قوات الاحتلال في خططها المتعلقة بمحافظة رفح الفلسطينية، بالتزامن مع المفاوضات، قال، «هي عملية خداع، يحاول أن يمررها الاحتلال، لكنها لن تمرر علينا. هناك مقترح، وعليهم أن يعلنوا موقفا واضحا منه. جولة المفاوضات انتهت، وبالتالى لن نأمل في المربع الذي يريده الاحتلال».

وحول ماذا إذا نفذ نتنياهو قراراته واجتاح رفح بريًا، يرى «النونو» أن «نتنياهو، حاليا، يجتاح رفح وموجود ونحن سنواصل المقاومة وسنواصل الدفاع عن الشعب الفلسطيني ومهما فعل نتنياهو على الأرض ومن عدوان على رفح هو في النهاية سيصل لنفس النقطة من عجزه وفشله عن تحقيق أهدافه باستئصال المقاومة أو القضاء على حركة حماس أو بالحصول على الأسرى إلا بالثمن الذي تحدده المقاومة».

تلاعب ومماطلة

عن ملف الرهائن، الذي يظل إحدى أهم نقاط الخلاف، التى تعوق التوصل لاتفاق تهدئة، يقول «النونو» إن «التوتر المرتبط بهذا الملف، مرجعه إصرار الاحتلال على محاولة تجنب وقف اطلاق النار الدائم، كونهم يعتبرونه فشلا لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي يقود الحرب والعدوان على قطاع غزة، ومن ثم يحاول التلاعب بالألفاظ والكلمات، وتعمد المماطلة».

وعن تقييمه للدور المصري في عملية التفاوض، قال «النونو»: «نحن نثمن جهود الأخوة الوسطاء في مصر وقطر، الذين يبذلون جهودا معنا في هذه الوساطة، ونأمل أن تكلل بالنجاح».

عن مدى نزاهة الولايات المتحدة الأمريكية في التفاوض، قال«النونو»: «لم تكن الولايات المتحدة في أى وقت وسيطا، في هذه الحرب. دائما، كانت منحازة للاحتلال. تمده بالسلاح، وتوفر له الغطاء السياسي، وكل مقومات العدوان على غزة، وبالتالي لم نقل في لحظة من اللحظات إن الولايات المتحدة وسيطا. من أين جاء هذا الظن؟!».

الانقسام مستمر

حول وجود علاقات تشاورية بين حماس والسلطة الفلسطينية، من عدمها، قال «النونو» إن «السلطة، أعلنت أنها تقف على الحياد فيما يخص القضية المتعلقة بشعبها، ونحن لا نريد أن نضيف أكثر من ذلك في هذه اللحظة التاريخية»

وعن دور حركة فتح في هذه المرحلة من التفاوض والحرب، أشار إلى أن «حركة فتح، عزلت نفسها بنفسها عن الحرب، وعن التفاوض. أعلنت أنه لا علاقة لها بما يجري في قطاع غزة، ولا أريد أن أضيف في هذا الحديث سلبا أو إيجابا».

عن حدود التنسيق مع أطراف إقليمية في المنطقة، كحزب الله في لبنان، نبه «النونو» إلى أن «هناك تنسيقا بيننا وبين العديد من القوى المقاومة في المنطقة. عمليات التشاور مستمرة. الأخوة في حزب الله قدموا شهداء في هذه الحرب في اطار إسناد المقاومة الفلسطينية، والتضامن معها في قطاع غزة وكذلك أنصار الله -الحوثيون- في اليمن، ولدينا اتصال وتواصل دائم مع المقاومة العراقية، وقوات فجر في لبنان. لنا تواصل مع إيران، نقوم بعملية التنسيق معهم، وتربطنا علاقات قوية».

تحدث «النونو» عن استراتيجية حماس وفصائل المقاومة، قائلا: «استراتيجية الحركة، هي ما تقوم به، حاليا، في عملية إدارة الصراع مع الاحتلال» و«نحن نتمسك بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، والعمل على تحقيق رؤية الشعب الفلسطيني والمقاومة بخصوص إنهاء الحصار وإعادة إعمار غزة، مع إعادة النازحين».

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أبطال المقاومة الفلسطينية أمريكا المقاومة الفلسطينية امريكا جيش الاحتلال حركة حماس حماس رفح الفلسطنية طاهر النونو مصر وقطر قطاع غزة فی هذه

إقرأ أيضاً:

حماس تدعو للحشد والنفير غداً الجمعة في كافة محافظات الضفة

الضفة الغربية - صفا

دعا القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس محمود مرداوي، جماهير شعبنا في الضفة الغربية  والقدس والداخل الفلسطيني المحتل وكل أماكن تواجده، للخروج للميادين وإشعال ساحات المواجهة مع الاحتلال، إسناداً لغزة ورفضاً للإبادة الجماعية في غزة، وكذلك رفضا لمخططات الضم وفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة.

وقال مرداوي في تصريح صحفي وصل وكالة "صفا"، إن "الواجب اليوم على كل فلسطيني ومن خلفهم كل أحرار العالم في كافة أماكن تواجدهم أن ينصروا أبناء شعبنا في قطاع غزة بكل ما يستطيعون، وأن لا تهدأ الجموع الغاضبة في الميادين والشوارع حتى تقف حرب الإبادة والتهجير".

وأضاف مرداوي أن خطر الاحتلال يلاحق كل فلسطيني سواء في غزة او الضفة أو القدس أو الداخل المحتل، وأن الاحتلال وضع عينه على كل ما هو فلسطيني إنسانا أو حجرا أو شجرا، يريد رسم واقع جديد مبني على الأكاذيب والخداع وتزييف الواقع والتاريخ والجغرافيا.

وشدد على خطورة مخططات الاحتلال والتي جاء طوفان الأقصى للتصدي لهذه المخططات، واليوم على الكل الفلسطيني النهوض والالتحام بمعركة طوفان الاقصى وفلسطين  والتصدي لعدوان الاحتلال على شعبنا وأرضه ومقدساته.

وأكد أن شعبنا وخلفه أحرار العالم قادرون على التصدي للمشروع الصهيوني على فلسطين، وقادرون على إفشال مخططات التهجير في غزة والضفة والقدس والداخل المحتل.

ودعا مرداوي، إلى أوسع حملة تضامن مع قطاع غرة والضفة الغربية، عبر الفعاليات اليومية وتصعيد العمل المقاوم والحملات الإعلامية، وإظهار جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا.

وندد مرداوي بالصمت الدولي المريب عن تنفيذ الاحتلال لجرائم الإبادة في قطاع غزة وشماله خصوصا، ومخططات الضم والتهجير في الضفة التي عبّر عنها قادة الاحتلال المجرمون في الأيام الماضية.

مقالات مشابهة

  • قيادي في حماس: مستعدون للتوصل إلى وقف لإطلاق النار
  • حماس: عملية الدهس قرب رام الله رسالة بأن ضربات المقاومة مستمرة
  • اعتراف إسرائيلي: حماس تسيطر على غزة والضغط العسكري نتائجه آنية فقط
  • حماس: عملية الدهس في رام الله رسالة بليغة على استمرار ضربات المقاومة
  • حماس تدعو إلى حصار سفارات الاحتلال 
  • حماس تدعو للحشد والنفير غدًا الجمعة في كافة محافظات الضفة
  • حماس تدعو للحشد والنفير غداً الجمعة في كافة محافظات الضفة
  • "حماس": عملية الدهس قرب دير قديس رسالة بليغة بأن ضربات المقاومة مستمرة
  • إعلام إسرائيلي: سقوط صاروخ على منزل في مستوطنة معالوت ترشيحا بالجليل الغربي
  • حماس تكذب تصريحا أميركيا بشأن تحسين الوضع الإنساني في غزة