“نتائج ساحرة”.. “كوكب مدفون” في أعماق الأرض يكشف أسرار القمر
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
كشفت دراسة حديثة، شملت خام المعادن في أعماق القمر، عن أدلة جديدة لتشكّل القمر نتيجة اصطدام كوكب قديم بالأرض منذ فترة طويلة.
وشهد هذا الاصطدام الكوكبي، الذي يُعتقد أنه حدث قبل حوالي 4.5 مليار سنة، تحطّم كوكب بحجم المريخ اسمه “ثيا” إلى شظايا من الحمم البركانية الساخنة عند اصطدامه بكوكبنا.
وقال العلماء إن بعض بقايا كوكب “ثيا” تبدو مدفونة على شكل “نقط” كثيفة وضخمة في أعماق إفريقيا والصفائح التكتونية للمحيط الهادئ، إلا أنه لا توجد أدلة كافية على مكان تواجد بقية حطام “ثيا”.
والآن، وجدت بيانات جديدة من مركبة ناسا الفضائية لاستعادة الجاذبية والمختبر الداخلي (GRAIL)، رواسب كبيرة من خام الحديد والتيتانيوم في أعماق القمر، ما يدل على أن بقايا “ثيا” الأخرى شكّلت قمر الأرض.
ووصف عالم جيوفيزياء الكواكب، أدريان بروكيت، من مركز الفضاء الألماني في برلين، نتائج GRAIL بأنها “ساحرة”.
وركزت الورقة البحثية الجديدة لفريقه، والتي نُشرت في مجلة Nature Geoscience، على “شذوذات الجاذبية” العميقة تحت سطح القمر: جيوب كثيفة وثقيلة من المادة حددتها مستشعرات المركبة الفضائية GRAIL.
وقال بروكيت: “إن تحليل هذه الاختلافات في مجال جاذبية القمر سمح لنا بإلقاء نظرة خاطفة تحت السطح”.
وهناك منطقتان متشابهتان كثيفتان وغير عاديتين في قاعدة عباءة الأرض، المعروفتين بـLLVPs، قدّمت نوعا من المصداقية للنظرية القائلة بأن اصطداما كوكبيا أدى إلى نشوء القمر. وتقع إحداها تحت الصفيحة التكتونية الإفريقية، والأخرى تحت الصفيحة التكتونية للمحيط الهادئ.
وتأكد وجودها عندما وجد الجيولوجيون أن الموجات الزلزالية تباطأت بشكل كبير على عمق 2900 كيلومتر في المنطقتين، والتي تختلف عن أجزاء أخرى من الأرض.
ويعتقد العلماء أن المادة الموجودة في الـ LLVPs أكثر كثافة بنسبة تتراوح بين 2 و3.5% من الوشاح المحيط بالأرض.
يذكر أنه في العام الماضي، توصل باحثو معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا إلى فكرة مفادها أن مادة LLVPs تطورت من كمية صغيرة من مادة “ثيا” التي دخلت الوشاح السفلي للأرض المبكرة.
ولدعم ذلك، طلب الفريق من البروفيسور هونغ بينغ دينغ، في مرصد شنغهاي الفلكي، استكشاف هذه الفكرة باستخدام أساليبه الرائدة.
وبعد إجراء سلسلة من عمليات المحاكاة، اكتشف دينغ أنه بعد الاصطدام الذي أدى إلى تشكيل القمر، فإن كمية كبيرة من مادة “ثيا” (حوالي 2% من كتلة الأرض) دخلت إلى الوشاح السفلي لكوكب الأرض القديم.
قال تشيان يوان، العالم الجيوفيزيائي في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا والذي عمل أيضا في هذا المشروع: “من خلال التحليل الدقيق لمجموعة واسعة من عينات الصخور، إلى جانب نماذج التأثير العملاق الأكثر دقة ونماذج تطور الأرض، يمكننا استنتاج التركيب المادي والديناميكيات المدارية للأرض البدائية، “غايا” و”ثيا””.
نشر فريق دينغ ويوان الدراسة في مجلة Nature أواخر العام الماضي.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الأرض القمر المعادن دراسة فی أعماق
إقرأ أيضاً:
ناسا تنشر صورا مذهلة لكسوف شمسي ليس من الأرض
بعد هبوط ناجح حققته مركبة "بلو غوست" في الثاني من مارس/آذار الماضي على سطح القمر، أصدرت المهمة التابعة لشركة "فايرفلاي إيروسبيس" صورة مذهلة لكسوف الشمس، والذي يبدو مثل أي كسوف نعرفه لكنه في الواقع ليس كذلك أبدا، فبدلا من الكسوف المعتاد حيث نرى القمر يمر أمام الشمس صانعا مشهدا ساحرا، فإن الذي يكسف الشمس في هذه الحالة هو كوكب الأرض نفسه.
كسوف مختلفكان القمر في حالة خسوف كلي فجر يوم 14 مارس/آذار الحالي، وتحدث ظاهرة الخسوف عندما يمر القمر في ظل الأرض، ولفهم الفكرة ببساطة ضع مصباحا كبيرا في منتصف حجرتك ثم قف على مسافة متر أو مترين من المصباح ودر حول نفسك وأنت تمد يديك بكرة تنس أرضي، حينما تعطي ظهرك للمصباح ستمر كرة التنس الأرضي في الظل الممتد أمامك بسبب جسمك.
الآن ضع الشمس مكان المصباح، والأرض مكانك، والقمر مكان كرة التنس الأرضي، حينما يمر القمر في ظل الأرض يحدث الخسوف القمري.
وفي اللحظة التي كان القمر يتلون فيها باللون الأحمر الدموي في ذروة خسوفه، والذي ظهر بشكل أساسي بالنسبة لسكان الأميركتين، عنى ذلك أنه بالنسبة للقمر نفسه، فإن الأرض ستغطيها الشمس تماما، فلا ينفذ للقمر أي ضوء من الشمس، وفي هذه الحالة حصل كسوفٌ لكن من القمر، وتمكنت مركبة "بلو غوست" من التقاطه.
إعلانوالواقع أن لفظة كسوف علميا لا تنحصر في مرور القمر أمام الشمس لصنع الظاهرة التي نعرفها جميعا باسم "الكسوف"، بل تعني مرور أي جسم بينك وبين نجم مضيء ما، فمثلا في بعض الأحيان سجل العلماء كسوفا من كوكب المريخ حيث مر أحد قمريه أو كلاهما أمام الشمس، وفي بعض الأحيان يمكن تسجيل الكسوف حينما يمر الكوكب أمام الشمس بالنسبة لأحد أقماره.
مهام علميةتعمل بلوغوست على سطح القمر لمدة ما يقرب من أسبوعين، وفي إطار مبادرة خدمات الحمولات القمرية التجارية التابعة لوكالة ناسا، والتي تكلف بها شركات خاصة.
ونقلت مركبة "بلو غوست" 10 أجهزة علمية وتكنولوجية تابعة للوكالة إلى حوض بحر الشدائد على الجانب القريب من القمر، وقد تم تشغيل جميع حمولات ناسا، وبدأ الباحثون بالفعل في جمع البيانات العلمية، وتشغيل الأدوات على سطح القمر.
ومن بين مهامها، ستعمل بلوغوست على تطوير نظام ملاحة قمري، حيث حملت جهاز استقبال لنظام تحديد المواقع القمرية، بهدف اختبار إمكانية استقبال إشارات نظام تحديد المواقع العالمي المرسلة من مدار الأرض على سطح القمر. نجاح هذه التجربة يمهد الطريق لتطوير نظام ملاحة دقيق لرواد الفضاء والمركبات المستقبلية على القمر.