حرب غزة وحرب السودان: التطابق والمفارقة..!
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
مرتضى الغالي
“السودان الوطن” وغزة القطاع”…كلاهما طالت آلة القتل والإصابات والتدمير فيهما عشرات الآلاف وشرّدت الملايين..ونحن هنا بإزاء شخصين كانا وراء هذه المقتلة..نتانياهو (بإرادته الحرّة) هو وجنرالاته.. والبرهان بأمر الاخونجية..ومعه (خبوب وعبوب) من جنرالات ومليشيات وأمراء حركات وأراجوزات تحت إمرة الكيزان.
لقد فعل البرهان وانقلابه و”كيزانه” بالوطن ما لم يحدث في دولة من بلاد العالم منذ عهد (الملك جورج الأول وكاثرين العظمى)..ولك أن تسأل ماذا يساوي البرهان..؟!
ماذا فعل البرهان منذ أن (طفا على السطح)..بعد أن كان (لابداً في ثكنات الجيش) نكرة بين كثير من النكرات..هو ومن معه من لوردات الانقلاب (قليلي القيمة سليبي الإرادة)..!
إنهم من ضمن الكوارث التي خلفتها لنا الإنقاذ (مقطوعة الطاري)..لا بارك الله فيها في كل غدو ورواح…!
تعالوا نقارن بين ما كتبه كاتب عربي عن(حرب غزة) وما فعله انقلاب البرهان بأمر الكيزان الاخونجية..!
قال الكاتب العربي إن نتانياهو لم يبق حجراً على حجر في كامل القطاع..دمّر المنازل والبيوت والمشافي والمؤسسات ودور الرعاية ومهود الأطفال..وحوّل المستشفيات إلى مقابر..!
قسّم البلاد نشر المجاعة وزرع الأوبئة..وملأ البر ركاماً.. وحوّل الغول من أسطورة إلى يوميات يشاهدها الناس على الشاشات…!
أحدث ثقباً كبيراً أسود في ذاكرة العالم..أمضى نصف عام في تفجير الأرض بحثاً عن رؤوس البشر..وهو يفتش بين الركام عن فوز يباهي به ويبرر له وقف الحرب التي زرعت الرعب الشامل..وعرض للعالم صورة حكومة متطرفين ومصاصي دماء….!
نيتانياهو سياسي فاسد يحاول الهروب من المحاسبة بنشر القتل والدمار ويتباهى بقتل 400 طفل كل يوم، وبقتل 40 فرداً من عائلة واحدة..!!
رفع على جدار التاريخ صورة رجل يدمّر كل صباح بيوت آلاف البشر..ويتفرّج على جنازات الأطفال الجماعية..ثم يأمر بالمزيد منها..!
يشرد ملايين الناس بين حطام ديارهم..ويقتل مسعفيهم ويردي الصحفيين…ينشر الحرائق والدمار والنزوح الهائل..ويرسل أمة من البشر إلى العراء هاربة من نفسها ومن ديارها.. حيث لا وطن ولا أمل..!
كل شيء متوقف..ولكن شيئاً واحداً يعمل بانتظام: هو مؤشر العدّاد الخاص بأرقام الموتى والمصابين والمشردين..!
رائحة الموت والقتل والخراب والدمار والعويل في كل مكان..لقد حشوا البلاد بالركام والجثث..ولم يتركوا للشيطان شيئاً يفعله…!
هذا هو وصف الرجل لما فعله ناتنياهو في غزة..فبالله ماذا فعل الاخونجية والبرهان ومليشياتهم للسودان (بكامله) مقارنة بما فعله نتانياهو بقطاع غزة..!
بالله..هل ما أحدثته هذه العُصبة بالسودان الوطن وأهله أقل مما فعله نتانياهو بالفلسطينيين وبغزة ..؟!
البرهان والكيزان ومليشياتهم يخوضون الحرب الآن بجثث الأطفال والصبايا..!
هل ترى أن الدمار الذي أحدثته حرب البرهان والعطا وكرتي ومليشيات الدعم السريع (التي سبحوا بحمدها وركعوا عند أقدامها) أقل مما فعله نتانياهو في القطاع..؟!
هل وتيرة التدمير في السودان أقل..؟!
هل الموت أخف..؟!
هل سلمت المستشفيات..؟!
هل سلم الأطفال والنساء والشباب والصبايا والمسنّون من موجات القتل والاغتيال..؟!
هل نجت المؤسسات والمرافق من التدمير..؟!
هل سلمت بيوت المواطنين من الاحتلال والقصف..؟!
ألم يتم طرد الناس من مدنهم وقراهم وبيوتهم..؟! ألم تهدم المنازل على رؤوس ساكنيها ..؟!
الفارق الوحيد أن هذه الحرب التي أشعلوها في السودان (ازدهرت فيها جرائم الاغتصاب)..وهذا ما لم يتم تسجيله في حرب غزة من الإسرائيليين…والشهادة لله..!
الإسرائيليون يقتلون الفلسطينيين وأطفالهم..ولكن لم نسمع في غزة عن قطع الرءوس و(أكل الأحشاء) والتمثيل بالجثث كما حدث في حرب الاخونجية.. والشهادة لله..!
لكن هناك (نقطة خلاف جوهرية ) بين حال نتانياهو في غزة..والبرهان والاخونجية في السودان؛ وهي أن الحرب في قطاع غزة أشعلها الإسرائيليون الصهاينة ضد مواطني فلسطين..لكن حرب السودان أشعلها وخاض دماءها سودانيون ضد مواطنيهم..!!
نتياهو يرفض إيقاف الحرب حتى ينتصر ولو تم تدمير غزة بكاملها.. وكذلك البرهان والاخونجية وياسر العطا الذي قال إن ثمن الانتصار قتل 48 مليون مواطن سوداني..!
الإسرائيليون يمنعون وصول الإغاثة إلى غزة..والإخوان يعترضون على دخول الإغاثة للسودان؟؟!
الانتصار عند نتانياهو هو منع وصول رغيف أو دواء إلى غزة إلا بالمظلات..والانتصار عند البرهان والاخونجية ألا يصل الرغيف والدواء (ولا حتى بالمظلات)..!!.. الله لا كسّبكم..! الوسوممرتضى الغالي
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: مرتضى الغالي
إقرأ أيضاً:
راشد عبد الرحيم: لصوص الحروب
لصوص الحروب هم من أسوا اللصوص يستغلون إنشغال ضحاياهم في قضايا كبري و ينهبون ما يتطرف من صغار الماشية و البهائم و الهوام .
لصوص الحرب من أبناء الجنوب إستغلوا إنشغالنا بالحرب و تحركوا لسرقة أطراف الوطن بالنفخ في مشروع إستفتاء ابيي من طرف واحد .
إجتمع نفر من أبناء المنطقة الذين خدعوا قرنق و خضعت لهم حكومتنا يضيفون لخداعهم مكرا جديدا ليسهل لهم إبتلاع المنطقة كلها في غفلة من الجميع .
و هم لا يعلمون ان مكرهم الذي يحبكونه و يستفيدون من إنشغال خصومهم المسيرية و الذين سيعودون لينقلبوا عليهم متي إنتهت الحرب و هم اشد حقدا و شراسة عليهم .
يتنكرون للسودان الذي مكنهم من حكم بلادهم بيسر و سلاسة بعون حكومتنا .
أبناء أبيي الذين تآمروا علينا اليوم هم الذين رضعوا من ثدي السودان و مكنهم من افضل انواع الدراسات و اعلي التاهيل في المدارس و الجامعات ثم الوظائف الرفيعة من كبيرهم في إدارة ابيي شول دينق الاك الذي درس في جامعة السودان ثم عين وزيرا للدولة في الخارجية
ثم من عين وزيرا للخارجية دينق الور إلي رياك مشار الذي تقلب في مواقع الحكومة السودانية و رتع من مكاسبها و عاش في حمايتها و لا يزال له بيت فسيح في الرياض اكبر احياء الخرطوم .
لم يكن لجنوب السودان ان تكون له دولة دون السودان الذي ينقلبون عليه اليوم بالخيانة و المكر و الخديعة
بالامس فقط مكنهم السودان من مواصلة ضخ نفطهم عبر اراضيه و تحت حماية جنده .
جنوب السودان و حتي في ظل الحرب يعيش علي السلع و المحصولات التي تصله من بلادنا .
بترولهم لن يصل لموانئ يصدر منها إلا عبر أراضينا .
إن حياة الجنوب و نفطه لا فائدة منها إلا ان تعبر السودان الذي اقام لهم منشآتهم النفطية و بناها بعقول و سواعد أبنائه .
ابناء النوير هم اكبر مرتزقة مع التمرد اليوم و هم الذين عاشوا برعاية و حماية السودان و جيشه الذي ظل يحميهم من إخوتهم الدينكا الذي يبشعون و يفتكون بهم .
كثير من الذين أحسن إليهم السودان من دول الجوار إنقلبوا عليه و لن تكون العلاقات القادمة قائمة علي تقديرات الحكم و حسابات الدولة فقط بل ستكون حسابات علي الارض بين اهلها و من يعتدي عليها من اهل الأطماع و النهم الذي سيرتد عليهم .
كل من ولغ في الدم السوداني و كل من إعتدي علي ارض السودان لن يهنا بما كسبت يداه و بما ناله من جشع عابر في مقابل منفعة عاجلة لن ينالها إلا بدفع ثمنها كاملا .
راشد عبد الرحيم
إنضم لقناة النيلين على واتساب