مرتضى الغالي

“السودان الوطن” وغزة القطاع”…كلاهما طالت آلة القتل والإصابات والتدمير فيهما عشرات الآلاف وشرّدت الملايين..ونحن هنا بإزاء شخصين كانا وراء هذه المقتلة..نتانياهو (بإرادته الحرّة) هو وجنرالاته.. والبرهان بأمر الاخونجية..ومعه (خبوب وعبوب) من جنرالات ومليشيات وأمراء حركات وأراجوزات تحت إمرة الكيزان.

.ومن (صناعة فبريكتهم)..!
لقد فعل البرهان وانقلابه و”كيزانه” بالوطن ما لم يحدث في دولة من بلاد العالم منذ عهد (الملك جورج الأول وكاثرين العظمى)..ولك أن تسأل ماذا يساوي البرهان..؟!
ماذا فعل البرهان منذ أن (طفا على السطح)..بعد أن كان (لابداً في ثكنات الجيش) نكرة بين كثير من النكرات..هو ومن معه من لوردات الانقلاب (قليلي القيمة سليبي الإرادة)..!
إنهم من ضمن الكوارث التي خلفتها لنا الإنقاذ (مقطوعة الطاري)..لا بارك الله فيها في كل غدو ورواح…!
تعالوا نقارن بين ما كتبه كاتب عربي عن(حرب غزة) وما فعله انقلاب البرهان بأمر الكيزان الاخونجية..!
قال الكاتب العربي إن نتانياهو لم يبق حجراً على حجر في كامل القطاع..دمّر المنازل والبيوت والمشافي والمؤسسات ودور الرعاية ومهود الأطفال..وحوّل المستشفيات إلى مقابر..!
قسّم البلاد نشر المجاعة وزرع الأوبئة..وملأ البر ركاماً.. وحوّل الغول من أسطورة إلى يوميات يشاهدها الناس على الشاشات…!
أحدث ثقباً كبيراً أسود في ذاكرة العالم..أمضى نصف عام في تفجير الأرض بحثاً عن رؤوس البشر..وهو يفتش بين الركام عن فوز يباهي به ويبرر له وقف الحرب التي زرعت الرعب الشامل..وعرض للعالم صورة حكومة متطرفين ومصاصي دماء….!
نيتانياهو سياسي فاسد يحاول الهروب من المحاسبة بنشر القتل والدمار ويتباهى بقتل 400 طفل كل يوم، وبقتل 40 فرداً من عائلة واحدة..!!
رفع على جدار التاريخ صورة رجل يدمّر كل صباح بيوت آلاف البشر..ويتفرّج على جنازات الأطفال الجماعية..ثم يأمر بالمزيد منها..!
يشرد ملايين الناس بين حطام ديارهم..ويقتل مسعفيهم ويردي الصحفيين…ينشر الحرائق والدمار والنزوح الهائل..ويرسل أمة من البشر إلى العراء هاربة من نفسها ومن ديارها.. حيث لا وطن ولا أمل..!
كل شيء متوقف..ولكن شيئاً واحداً يعمل بانتظام: هو مؤشر العدّاد الخاص بأرقام الموتى والمصابين والمشردين..!
رائحة الموت والقتل والخراب والدمار والعويل في كل مكان..لقد حشوا البلاد بالركام والجثث..ولم يتركوا للشيطان شيئاً يفعله…!
هذا هو وصف الرجل لما فعله ناتنياهو في غزة..فبالله ماذا فعل الاخونجية والبرهان ومليشياتهم للسودان (بكامله) مقارنة بما فعله نتانياهو بقطاع غزة..!
بالله..هل ما أحدثته هذه العُصبة بالسودان الوطن وأهله أقل مما فعله نتانياهو بالفلسطينيين وبغزة ..؟!
البرهان والكيزان ومليشياتهم يخوضون الحرب الآن بجثث الأطفال والصبايا..!
هل ترى أن الدمار الذي أحدثته حرب البرهان والعطا وكرتي ومليشيات الدعم السريع (التي سبحوا بحمدها وركعوا عند أقدامها) أقل مما فعله نتانياهو في القطاع..؟!
هل وتيرة التدمير في السودان أقل..؟!
هل الموت أخف..؟!
هل سلمت المستشفيات..؟!
هل سلم الأطفال والنساء والشباب والصبايا والمسنّون من موجات القتل والاغتيال..؟!
هل نجت المؤسسات والمرافق من التدمير..؟!
هل سلمت بيوت المواطنين من الاحتلال والقصف..؟!
ألم يتم طرد الناس من مدنهم وقراهم وبيوتهم..؟! ألم تهدم المنازل على رؤوس ساكنيها ..؟!
الفارق الوحيد أن هذه الحرب التي أشعلوها في السودان (ازدهرت فيها جرائم الاغتصاب)..وهذا ما لم يتم تسجيله في حرب غزة من الإسرائيليين…والشهادة لله..!
الإسرائيليون يقتلون الفلسطينيين وأطفالهم..ولكن لم نسمع في غزة عن قطع الرءوس و(أكل الأحشاء) والتمثيل بالجثث كما حدث في حرب الاخونجية.. والشهادة لله..!
لكن هناك (نقطة خلاف جوهرية ) بين حال نتانياهو في غزة..والبرهان والاخونجية في السودان؛ وهي أن الحرب في قطاع غزة أشعلها الإسرائيليون الصهاينة ضد مواطني فلسطين..لكن حرب السودان أشعلها وخاض دماءها سودانيون ضد مواطنيهم..!!
نتياهو يرفض إيقاف الحرب حتى ينتصر ولو تم تدمير غزة بكاملها.. وكذلك البرهان والاخونجية وياسر العطا الذي قال إن ثمن الانتصار قتل 48 مليون مواطن سوداني..!
الإسرائيليون يمنعون وصول الإغاثة إلى غزة..والإخوان يعترضون على دخول الإغاثة للسودان؟؟!
الانتصار عند نتانياهو هو منع وصول رغيف أو دواء إلى غزة إلا بالمظلات..والانتصار عند البرهان والاخونجية ألا يصل الرغيف والدواء (ولا حتى بالمظلات)..!!.. الله لا كسّبكم..!

الوسوممرتضى الغالي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: مرتضى الغالي

إقرأ أيضاً:

???? السودان يجب ان يفعل مثل إيران في تجهيز حظائر للطائرات تحت الجبال

إيران أعلنت في نهاية يناير الماضي عن شراء طائرات سوخوي 35 من روسيا والتي توصف بأنها طائرات سيادة جوية وكانت روسيا قد تلكأت طويلا في إتمام الصفقة مع إيران رغم متانة العلاقات بينهما.

قيل إن إيران قد جهزت حظائر الطائرات الجديدة تحت الجبال قبل إكمال صفقة شراءها بوقت طويل.
اليوم خرجت أنباء عن عقد السودان لصفقة لشراء طائرات مشابهة ربما هي نفسها سوخوي 35 أو طائرات مماثلة لها. وأتمنى أن يكون السودان قد فعل مثل إيران في تجهيز حظائر تحت الجبال مع مطارات أو في طريقه لفعل ذلك.

حسب تصريحات وزير الخارجية السوداني في زيارته الأخيرة لروسيا فإن السودان وروسيا قد أكملا الترتيبات بشأن القاعدة العسكرية الروسية، ومن الطبيعي أن يكون المقابل هو تزويد السودان بالسلاح، طائرات مقاتلة ومنظومات دفاع جوي وغيرها.

خطوات متناسبة مع حجم الخطر الذي تواجهه الدولة السودانية. السودان حسم أمره في التحالف مع شريك قوي هو روسيا التي يبدو أنها قد خرجت منتصرة في حربها ضد الغرب في أوكرانيا بعد استسلام أمريكا تحت قيادة ترامب الذي اعتبر أن هذه الحرب لا يمكن الفوز بها.
في بداية حرب روسيا ضد أوكرانيا أعتبر محللون أن نتيجة هذه الحرب هي التي ستحدد ما إذا كنا سنتجه إلى عالم متعدد الأقطاب بشكل حقيقي بفرض روسيا لنفسها كقطب منافس للولايات المتحدة أو أن الصعود الروسي سيتم تحجيمه وتعود روسيا مجرد قوة إقليمية. هذه الفرضية كانت في بداية الحرب مع الهجمة الغربية الشرسة ضد روسيا والتي تمثلت في العقوبات والمقاطعة والدعم الغربي العسكري والإقتصادي لأوكرانيا. حاليا ترامب انقلب على أواكرانيا وتابعنا أمس هجومه على زلينسكي رئيس أوكرانيا واتهامه بتبديد أموال أمريكا في حرب لا يمكن الفوز بها، وهدده بأنه قد يفقد كامل أوكرانيا إذا لم يتدارك نفسه.

فبناء على هذه الفرضية فإن روسيا بانتصارها في الحرب على أوكرانيا ومن وراءها كل الغرب قد أثبتت نفسها كقطب جديد وأننا قد دخلنا بالفعل إلى مرحلة عالم متعدد الأقطاب.

تحالف السودان مع الروس جاء في زمن هذا التحول. والسودان دولة كبيرة غنية بمواردها وبكادرها البشري وبقدر حاجتنا كدولة لحليف قوي يمكن الاعتماد عليه فنحن أيضا لدينا أهميتنا وما نقدمه.

أتمنى أن يستفيد السودان من الشراكة مع الروس أولا في فرض سيادة الدولة ووحدتها واستقرارها من خلال الدعم العسكري والحماية الدولية في مجلس الأمن ضد غطرسة وتآمر الدول الغربية، وثانيا وهو الأهم وكنتيجة للنقطة الأولى، الاستفادة من العلاقة مع روسيا في التطوير الاقتصادي والتنموي، وبالفعل كما أعلن وزير المالية من قبل فالشراكة مع روسيا ليست عسكرية وحسب.

التحديات والمخاطر الكبيرة تولد الاستجابات الكبيرة والسودان تعرض ويتعرض لأكبر تحدي وجودي في تاريخه وينبغي أن تكون الاستجابة ومن ثم الانطلاق للأمام بنفس حجم التحدي.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • البرهان يدعو إلى احتواء الأزمات بالبحث… والصفوة في شغل عنه (1-2)
  • السودانيون لا توحدهم حكومتان
  • حالة الطوارئ الإنسانية المتفاقمة في السودان
  • كيف يحاول البرهان أحياء الوثيقة الدستورية وهي رميم؟
  • أحمد إبراهيم الطاهر: نهاية الحرب الضروس قد باتت وشيكة بما قدمته القوات المسلحة
  • شكرا مصر والتالية ريتا!!
  • السودان: الأمل الضائع في مواجهة الأزمات المستمرة والحروب المتجددة
  • نصيحة لوجه الله للجنرال البرهان وكل عاقل في صفوف الجيش السوداني من غير عضوية الحركة الاسلامية
  • الرئيس عون عرض مع 5 نواب وحرب للتطورات في البلاد... معوض: هناك فرصة حقيقة للاصلاح
  • ???? السودان يجب ان يفعل مثل إيران في تجهيز حظائر للطائرات تحت الجبال