هجوم إسرائيلي على عائلات المختطفين بحجة منحها حماس فرصة لرفع مطالبها
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
ما زالت قضية الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة تثير مزيدا من الخلافات داخل دولة الاحتلال، بين داع لإبرام صفقة تبادل مع حركة حماس، بكل الأثمان، ومن يرى بعدم الخضوع للحركة، والامتناع عن الاستجابة لمطالبها، حتى إن أحدهم شبّه دعوات عائلات الأسرى بالضغط على الحكومة بسلاح الصيد الذي قد يضرّ صاحبه حين يستخدمه، بزعم أن العائلات المحتجّة المطالبة بإطلاق سراح أبنائها في أسر حركة حماس، "الآن وبأي ثمن"، إنما يمنحون الحركة فرصة لأن ترفع الثمن المطلوب.
وقال البروفيسور أرييه إلداد، في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21"، إن "القانون غير المكتوب في الإعلام الإسرائيلي ينص على عدم الجدال مع العائلات الثكلى أو عائلات المختطفين، لأنه مسموح لهم أن يقولوا أي شيء، انطلاقا من قاعدة ’لا تحكم على صديقك حتى تصل إلى مكانه’، وهي قاعدة تخبرنا أن الحالة النفسية للأسر الثكلى أو المختطف أحد أفرادها، قد تدفعها لقول أشياء أو القيام بأفعال لا يمكن لأي شخص في وضع مختلف أن يقولها أو يفعلها، لكن عائلات الأسرى في الآونة الأخيرة باتت تتجاوز قواعد وخطوطا حمرا، رغم مشروعية صراخ الأم من الألم، وغضبها من رئيس الوزراء لأنه لا يوافق على قبول مطالب حماس، وأفهم أباً يقول إن الحكومة تتخلى عن مختطفينا".
وأضاف إلداد أن "التحفظ الذي تبديه الحكومة من الاستجابة لمطالب حماس يعود إلى تغذية راجعة من صفقات سابقة مع الحركة وحزب الله، حين تم إطلاق سراح أسرى فلسطينيين كبار قتلوا إسرائيليين، ما ينفي مشروعية مطالب عائلات الأسرى بالاستسلام لمطالب حماس، وإعطائها كل ما تريده، حتى إن والدة أحد المختطفين قالت أمام الكاميرا "إذا لم يعد الأبناء من أسر حماس، فسنحرق الدولة"، وآخرون قالوا إنه لن يكون لهم وطن "إذا لم يعد جميع المختطفين".
وزعم أن "مثل هذه التهديدات في الاحتجاج لها دور في ما تفعله حماس بالاحتلال، لقد اشتمّت رائحة الضعف، وأدركت الفرصة، وتعتقد أن مثل هذه الدعوات من أهالي الأسرى الإسرائيليين في مهاجمة الحكومة، والضغط عليها، قد تفيدها في هدفها النهائي بإخضاع الدولة، وتركيعها، لأنها تعتقد أن هذه الاحتجاجات ستعزز وجهات نظرها، مع أننا أمام طريقة تعيسة في تعبير عائلات الأسرى عن مطالبها المشروعة باستعادة ذويها من أسر حماس، خاصة بعد حالة الإحباط التي تدفعها لتصعيد تصريحاتها المتطرفة ضد الحكومة، والوصول بها إلى حد السخافة".
ووجه اللوم لمن أسماهم "الخبراء العسكريين الذين يجلسون بلا خجل في الاستوديوهات، بعد تحطم كل تنبؤاتهم أمامنا في السابع من أكتوبر، وما زالوا يواصلون التفسير والتنبؤ والاقتراح والتهديد، ويروجون لفرضية الاستجابة لكافة مطالب حماس، بزعم أنه بمجرد أن نحصل على آخر أسير من بين يديها يمكننا العودة للقتال، مع أننا أمام ضمانات أمريكية لحماس بألا تعود إسرائيل للحرب من جديد، مع التهديد بفرض حظر كامل على الأسلحة، وإمكانية استخدام حق النقض لمنع مجلس الأمن من فرض عقوبات على الاحتلال".
وواصل هجومه على رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي الذي قال إن "الجيش قوي بما يكفي لكي تعرف الدولة كيف تدفع ثمن عودة أبنائها، وكأنه نسي أنه في يوم واحد في هجوم السابع من أكتوبر لم يكن الجيش قويا بما فيه الكفاية لإيقاع كارثة بنا لا نعرف حتى الآن كيف نتنبأ بكل عواقبها، ما يتطلب منه التوقف عن نشر الوعود الجوفاء".
يكشف هذا الموقف الرافض لإبرام صفقة تبادل عن صراع حقيقي يشهده المجتمع الإسرائيلي منذ أحداث أكتوبر، ولم يتوقف حتى اللحظة، على العكس فإنه يتصاعد، وهم يدركون أن المقاومة الفلسطينية تدرك أن الزمن يعمل لصالحها، وأن الاحتلال يتآكل، ويتفتت أمام أعينها، وعندما تنضم لهذه المعادلة حكومة يمينية تتلكأ في أقدامها، فإن إبرام صفقة تبادل مع حماس يعني الإجهاز على ما تبقى من بقايا نظرية الردع المتصدعة أصلا لدى الاحتلال.
وفي المقابل، فإن هناك مطالبات إسرائيلية بدفع الثمن الأقصى لإبرام صفقة التبادل، من خلال اتخاذ قرارات شجاعة، ودفع أثمان باهظة، وتحرك سياسي حاسم مكمّل للتحرك العسكري، وإذا كان الرافضون لإبرام الصفقة يخشون من الثمن الكبير الذي سيدفعه الاحتلال لحماس، فإن الثمن سيصبح أكثر فأكثر مع مرور الوقت.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الأسرى الإسرائيليين حماس صفقة التبادل إسرائيل حماس الأسرى صفقة التبادل صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عائلات الأسرى
إقرأ أيضاً:
بلينكن من العقبة: على حماس أن تدرك الوقت قد حان لإبرام صفقة
أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الأحد 15 ديسمبر 2024، أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يغير الأوضاع المأساوية الحالية في غزة هو وقف إطلاق النار.
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي في الأردن إثر انتهاء اجتماعه مع عدد من وزراء الخارجية العرب في ميناء العقبة الأردني، "فيما يتصل بغزة، كما قلت، أعتقد أن أهم شيء يمكن أن يحدث لتغيير الواقع على الأرض بالنسبة للأطفال والنساء والرجال الذين ما زالوا عالقين في هذا الصراع الذي بدأته حماس قبل أشهر عديدة، هو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإعادة الأسرى".
وأضاف بلينكن: "إن هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يغير جذرياً ما يجري في غزة، ولهذا السبب نعمل جميعاً بجهد كبير لإنجازه".
وأكد الوزير الأميركي "لقد كان هذا هو محور جهودي وجهود زملائي على مدار الأيام القليلة الماضية - جيك سوليفان، وبريت ماكجورك، وبيل بيرنز، وغيرهم. وهذا ما سيحدث الفارق الأكبر. وهذه هي اللحظة المناسبة لإبرام هذا الاتفاق أخيراً".
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أفاد بوجود تقدم بشأن التوصل إلى صفقة تبادل محتجزين في قطاع غزة، مشيراً إلى أنها قريبة التحقق.
وأضاف سوليفان في تصريحات للقناة 13 العبرية، أن الأولوية هي إعادة المحتجزين الإسرائيليين والتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً أنه لا يستطيع الجزم بأن ذلك سيحدث أو لن يحدث خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لكنه أكد عزمه تحقيق ذلك.
وأوضح بلينكن : "بالنسبة لحماس، كما قلت من قبل، فإن أحدا لن يأتي لإنقاذهم ؛ إنهم لن يحصلوا على الحرب الأوسع التي سعوا إليها منذ فترة طويلة - سواء كان ذلك مع حزب الله الذي يهاجم إسرائيل، أو إيران، أو العديد من الجماعات التابعة لإيران، وهذا لن يحدث" ملمحا إلى أن على حماس أن تدرك أن موازين القوى تغيرت ليس لصالحها.
وأضاف مجددا : "أظن أن أحد الأسباب التي جعلتهم يعودون إلى الانخراط بطريقة أكثر إيجابية خلال الأسبوعين الماضيين يعكس ذلك. ولقد حققت إسرائيل، كما قلت، منذ بعض الوقت أهدافها العسكرية الأساسية اللازمة للمساعدة في ضمان عدم تكرار أحداث السابع من تشرين الأول (2023 ) ".
وشدد بلينكن على ضرورة "تفكيك المنظمة العسكرية لحماس والتعامل مع القادة المسؤولين عن أحداث السابع من تشرين الأول. لذا، فإن هذه هي اللحظة المناسبة لوضع حد لهذه الأحداث، ووضع حد لها بطريقة تعيد الرهائن إلى ديارهم وتخفف في النهاية معاناة الناس الذين عانوا وما زالوا يعانون كل يوم.
وحول المساعدات الإنسانية لغزة التي تعرقل إسرائيل دخولها إلى غزة المنكوبة، قال بلينكن: "إننا نواصل مضاعفة الجهود لإيصال المساعدات إلى المحتاجين إليها. وفي حين أن هناك الكثير مما ينبغي القيام به، فقد شهدنا في الأيام الأخيرة مرة أخرى ارتفاعاً كبيراً في عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى مئات الشاحنات. وقد أرسلنا بعثة تابعة للأمم المتحدة إلى شمال غزة، وهو أمر بالغ الأهمية حتى يتسنى لنا أن نلقي نظرة على ما يجري هناك. لذا، فبينما نحاول إتمام اتفاق وقف إطلاق النار، فإننا نواصل الضغط والدفع من أجل إيصال المزيد من المساعدات إلى المحتاجين إليها".
المصدر : وكالة سوا - صحيفة القدس