صحف غربية: الفاشر محاصرة ومخاوف من مجازر كارثية
تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT
اهتمت صحيفتا "واشنطن بوست" الأميركية و"غارديان" البريطانية بالوضع في مدينة الفاشر السودانية، عاصمة إقليم شمال دارفور التي تحاصرها قوات الدعم السريع، وهاجمتها خلال الأيام القليلة السابقة من 3 جهات، وقطعت الطريق البري الرئيسي الوحيد الذي يربطها ببقية مناطق السودان.
وقالت "واشنطن بوست" نقلا عن إحدى منظمات المجتمع المدني أمس الأحد إن عشرات الأشخاص قُتلوا في الاشتباكات بمدينة الفاشر، بداية هذا الأسبوع.
وأضافت أن هذه الحصيلة من القتلى أثارت مخاوف أكثر من 2.5 مليون مدني محاصرين هناك تطوقهم قوات الدعم السريع، وهي آخر مدينة خارج سيطرتها في دارفور.
أصعب الأياموفي رسالة إلى الصحيفة، كتب أحد أعضاء غرفة الاستجابة للطوارئ في الفاشر قائلا "كان هذا أصعب الأيام التي شهدناها على الإطلاق.. كان الهجوم من 3 اتجاهات، حيث اندلع القتال في المناطق المأهولة بالسكان، واستُخدمت فيه كل أنواع الأسلحة".
وكشف أن ما لا يقل عن 38 مدنيا قُتلوا، وأُصيب 189 آخرون، ودُمرت العديد من المنازل، وناشدت المستشفى المواطنين للتبرع بالدم، مشيرة إلى أن أعداد الجرحى تفوق طاقتها الاستيعابية.
وتحدث عضو غرفة الاستجابة للطوارئ -للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته- لأن قوات الدعم السريع شبه العسكرية استهدفت في السابق النشطاء المدنيين عندما استولت على الأراضي.
ووفقا لتقرير "واشنطن بوست"، فإنه لم يتضح بعد ما إذا كان القتال -الذي شهد غارات جوية، وصواريخ ومدافع رشاشة في داخل الأحياء السكنية- يُعد هجوما شاملا أم مقدمة لهجوم أكبر على المدينة.
نازحون بأحد مراكز الإيواء في مدينة الفاشر (الجزيرة) حمام دمورجَّح التقرير أن تؤدي أي محاولة من قوات الدعم السريع للاستيلاء على الفاشر إلى حمام دم، مضيفا أن العديد من السكان يخشون أن تستهدفهم قوات الدعم السريع، بسبب انتمائهم العرقي إذا استولت على المدينة، لكنهم يقولون إنه لم يعد هناك مكان يهربون إليه وهم مصممون على الصمود.
ونقلت الصحيفة عن المدير الطبي لمستشفى الفاشر، عبده موسى حسن، أنه مشغول جدا بحيث لا يستطيع إعطاء حصيلة عن القتلى، لكنه قال إن المستشفى مكتظة بالفعل، وإن المرضى يتلقون العلاج وهم يفترشون الأرض، أو في خيمة، أو على الشرفات.
وذكرت أن الإمدادات الطبية انقطعت منذ أسبوعين بعد استيلاء قوات الدعم السريع على مدينة مليط الإستراتيجية الواقعة على بعد 60 كيلومترا شرق الفاشر. ويُعتبر هذا الطريق هو الوحيد تقريبا الذي يربط الفاشر ببقية مناطق السودان. ولم يصل إلى المدينة سوى القليل من المواد الغذائية منذ استيلاء قوات الدعم السريع على هذا الطريق، وارتفعت أسعار الوقود والمياه، بحسب السكان.
تفشي الموت واليأسوقالت "غارديان" في تقرير لمراسلتها زينب محمد صالح من الفاشر إن الموت والمرض واليأس تتفشى مع اقتراب القتال في المدينة، وإن دارفور على شفا كارثة أخرى مع اشتداد القتال حول الفاشر، آخر مدينة في المنطقة لا تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وأضافت أن مخيم أبو شوك للنازحين على الحافة الشمالية للفاشر يستقبل حوالي 7 أشخاص يوميا مصابين بجروح من الاشتباكات القريبة بين مقاتلين من قوات الدعم السريع شبه العسكرية والجماعات المتحالفة مع الجيش السوداني.
وقال ضابط في قوات الدعم السريع المتمركزة في مدينة أم درمان بالقرب من الخرطوم العاصمة لواشنطن بوست إن العديد من مقاتليه تم استدعاؤهم إلى الفاشر، كما استُدعيت مليشيات قبلية متحالفة مع الدعم السريع للمشاركة في القتال.
كانت في سلام هشوأوردت "غارديان" أن الفاشر، التي ظلت تخضع للحصار طوال الأشهر السبعة الماضية، كانت محمية بسلام هش، ولكن منذ أبريل/نيسان الماضي، ارتفعت أعمال العنف في ضواحيها بعد أن تعهدت أقوى جماعتين مسلحتين ساعدتا في الحفاظ على السلام بالقتال إلى جانب الجيش.
ونقلت المراسلة عن هارون آدم هارون، الطبيب الوحيد الذي يعمل في مخيم أبو شوك قوله "أنا حزين جدا، لأن الناس يموتون لأسباب يمكن الوقاية منها ولا يمكننا فعل أي شيء من أجلهم، هناك نقص شديد في الأدوية والتمويل. الناس هنا فقدوا كل وسائل الدخل والعالم لا يساعد".
كما نقلت عن خبراء قولهم إن البلاد معرضة لخطر الانهيار. ووفقا للأمم المتحدة، فإن السودان "يعاني من أزمة إنسانية ذات أبعاد أسطورية"، وفق وصفها، مع تهديد المجاعة وتشريد أكثر من 8.7 ملايين شخص، أكثر من أي مكان آخر في العالم.
مخاوف من حدوث فظائعوذكر تقرير "غارديان" أن الفاشر تُعتبر مركزا إنسانيا لدارفور، وتستضيف عددا كبيرا من النازحين داخليا، منهم مئات الآلاف من النازحين، بسبب العنف العرقي في دارفور على مدى السنوات الـ20 الماضية. وهناك مخاوف خطيرة بشأن التأثير على المدنيين إذا قررت قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها شن غزو واسع النطاق، ليس فقط بشأن القتال نفسه ولكن أيضا بشأن احتمال وقوع فظائع إذا سيطرت قوات الدعم السريع.
وكانت قوات الدعم السريع والمليشيات العربية المتحالفة معها قد استهدفت جماعة المساليت العرقية في جميع أنحاء دارفور، بما في ذلك في مدينة الجنينة، حيث تعتقد الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 15 ألف شخص قتلوا العام الماضي في مجزرتين.
وناشدت منظمات إغاثة دولية وحكومات غربية قوات الدعم السريع عدم مهاجمة الفاشر، وفي الوقت الحالي على الأقل يبدو أن هذه الدعوات قد تمت الاستجابة لها، على الرغم من أن قوات الدعم السريع لم تقل أي شيء علنا بشأن هذه المسألة. ومع ذلك، من الممكن أن يأتي هجوم من قبيلة محمد المتحالفة مع قوات الدعم السريع، والتي تسيطر على جزء كبير من شمال دارفور، في حالة انفلات سيطرة قيادة قوات الدعم السريع على القبيلة.
وقال توبي هاروارد نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان بما أن المدينة هي موطن لمجتمعات عربية وأفريقية، فإن معركة شاملة من أجل السيطرة من شأنها أن تسبب إراقة دماء مدنية واسعة النطاق، وتؤدي إلى هجمات انتقامية في جميع أنحاء دارفور وخارجها، مضيفا "يجب عمل كل شيء لمنع تكرار التاريخ في دارفور".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات قوات الدعم السریع المتحالفة مع فی مدینة
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يستعيد آخر معاقل الدعم السريع بالجزيرة
قال مصدر ميداني للجزيرة إن الجيش السوداني بسط سيطرته على مدينة الكاملين، آخر معاقل قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة وسط البلاد. وتبعد مدينة الكاملين نحو 65 كيلومترا عن العاصمة الخرطوم.
وأضاف المصدر أن الجيش تقدم شمالا وسيطر على عدد من القرى والبلدات، وأكد أيضا أن الجيش بات يسيطر على كامل ولاية الجزيرة باستثناء ما وصفه ببعض الجيوب الصغيرة التي لا تزال تخضع لقوات الدعم السريع في مناطق متاخمة للخرطوم مثل أبو قوته والباقير.
وأفاد مراسل الجزيرة في السودان الطاهر المرضي بأن الجيش السوداني يخوض معارك عنيفة خاصة أنه يقترب من الخرطوم حيث تركزت قوات الدعم السريع التي انسحبت من ود مدني أو التي خرجت من الجزيرة في اتجاه العاصمة.
وأضاف أن الجيش يخوض هذه المعارك من 3 محاور من شرق النيل في اتجاه شرق الخرطوم، إضافة إلى جنوب الخرطوم باتجاه مدينة الكاملين، ثم من ولاية النيل الأبيض.
وصول رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى الخطوط الامامية بشرق النيل . pic.twitter.com/33PcZEniVf
— القدرات العسكرية السودانية???????? (@Sudanesearmy1) February 4, 2025
ووضح المراسل أن رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان قام اليوم الثلاثاء بزيارة إلى الخطوط الأمامية، قال خلالها إن الجيش اقترب من بسط السيطرة على جسر سوبا، الرابط بين غرب وشرق الخرطوم، وهو جسر إستراتيجي بالنسبة لقوات الدعم السريع حيث يربطها من شرق النيل بالخرطوم، ويمكّنها من الحركة والمناورة في هذه المنطقة، وبالتالي قد تكون المعارك فيه قوية جدا.
إعلانوقال إن السيطرة على هذا الجسر تعني إحكام السيطرة بشكل كبير على قوات الدعم السريع داخل الخرطوم، خاصة أن لديها قوات كبيرة في شرق النيل.
وفي ولاية شمال دارفور وتحديدا في مدينة الفاشر، ذكر المراسل أن هناك هدوءا حذرا بعد أن كان هناك هجوم متكرر من قوات الدعم السريع.
وبث جنود من الجيش السوداني صورا للبرهان، تظهر وصوله إلى بلدة "ود أبو صالح" بشرق النيل شرقي الخرطوم التي استعادها الجيش في اليومين الماضيين، حيث جدد، لدى مخاطبته حشدا من سكان المنطقة، دعوته لاستمرار القتال حتى القضاء على قوات الدعم السريع.
ميدانيا أيضا، قالت مصادر عسكرية في الجيش السوداني للجزيرة إن الجيش فرض سيطرته على عدد من البلدات والقرى بمحور شرق النيل شرقي الخرطوم.
وأفادت المصادر بأن الجيش فرض سيطرته التامة على بلدات وقرى في محلية شرق النيل. وأكدت مصادر مطلعة أن قوات الجيش تقدمت بمحور ولاية النيل الأبيض باتجاه الشمال وباتت على مشارف منطقة ود الزاكي.
ويتركز القتال حاليا على الطريق السريع الرابط بين العاصمة الخرطوم شمالا وولاية النيل الأبيض جنوبا والمعروف بطريق الخرطوم- كُوستي.
من جانب آخر، قال الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع إن قوات الدعم السريع في محور شرق النيل بولاية الخرطوم تمكنت من صد قوة من "درع السودان" المساندة للجيش السوداني.
وذكر وزير الصحة بولاية الخرطوم للجزيرة أن القصف الذي نفذته قوات الدعم السريع على مستشفى النو في مدينة أم درمان خلف 6 قتلى و40 مصابا.
ومنذ 31 يناير/كانون الثاني الماضي، استأنف الجيش السوداني عملياته العسكرية بولاية الجزيرة (وسط السودان)، حيث تمكن من السيطرة على مدن رفاعة، تمبول بشرق الجزيرة، علاوة على الحصاحيصا شمال الولاية، كما سيطر الجيش على مناطق العليفون، وأم ضوا بان، والعسيلات وغيرها من المناطق الواقعة في محلية شرق النيل بولاية الخرطوم.
إعلانويشهد السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، صراعا بين الجيش والدعم السريع أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح نحو 14 مليونا، حسب بيانات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما تشير تقديرات أخرى إلى أن عدد الضحايا أكبر بكثير مما أُعلن عنه.