الجزيرة:
2025-03-10@12:29:16 GMT

صحف غربية: الفاشر محاصرة ومخاوف من مجازر كارثية

تاريخ النشر: 13th, May 2024 GMT

صحف غربية: الفاشر محاصرة ومخاوف من مجازر كارثية

اهتمت صحيفتا "واشنطن بوست" الأميركية و"غارديان" البريطانية بالوضع في مدينة الفاشر السودانية، عاصمة إقليم شمال دارفور التي تحاصرها قوات الدعم السريع، وهاجمتها خلال الأيام القليلة السابقة من 3 جهات، وقطعت الطريق البري الرئيسي الوحيد الذي يربطها ببقية مناطق السودان.

وقالت "واشنطن بوست" نقلا عن إحدى منظمات المجتمع المدني أمس الأحد إن عشرات الأشخاص قُتلوا في الاشتباكات بمدينة الفاشر، بداية هذا الأسبوع.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أكاديمي فرنسي: بايدن أعلن نفسه صهيونيا منذ عام 1973أكاديمي فرنسي: بايدن أعلن نفسه ...list 2 of 2يديعوت أحرونوت: حماس تسترد مناطق بغزة وجيشنا متشبث برفحيديعوت أحرونوت: حماس تسترد ...end of list

وأضافت أن هذه الحصيلة من القتلى أثارت مخاوف أكثر من 2.5 مليون مدني محاصرين هناك تطوقهم قوات الدعم السريع، وهي آخر مدينة خارج سيطرتها في دارفور.

أصعب الأيام

وفي رسالة إلى الصحيفة، كتب أحد أعضاء غرفة الاستجابة للطوارئ في الفاشر قائلا "كان هذا أصعب الأيام التي شهدناها على الإطلاق.. كان الهجوم من 3 اتجاهات، حيث اندلع القتال في المناطق المأهولة بالسكان، واستُخدمت فيه كل أنواع الأسلحة".

وكشف أن ما لا يقل عن 38 مدنيا قُتلوا، وأُصيب 189 آخرون، ودُمرت العديد من المنازل، وناشدت المستشفى المواطنين للتبرع بالدم، مشيرة إلى أن أعداد الجرحى تفوق طاقتها الاستيعابية.

وتحدث عضو غرفة الاستجابة للطوارئ -للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته- لأن قوات الدعم السريع شبه العسكرية استهدفت في السابق النشطاء المدنيين عندما استولت على الأراضي.

ووفقا لتقرير "واشنطن بوست"، فإنه لم يتضح بعد ما إذا كان القتال -الذي شهد غارات جوية، وصواريخ ومدافع رشاشة في داخل الأحياء السكنية- يُعد هجوما شاملا أم مقدمة لهجوم أكبر على المدينة.

نازحون بأحد مراكز الإيواء في مدينة الفاشر (الجزيرة) حمام دم

ورجَّح التقرير أن تؤدي أي محاولة من قوات الدعم السريع للاستيلاء على الفاشر إلى حمام دم، مضيفا أن العديد من السكان يخشون أن تستهدفهم قوات الدعم السريع، بسبب انتمائهم العرقي إذا استولت على المدينة، لكنهم يقولون إنه لم يعد هناك مكان يهربون إليه وهم مصممون على الصمود.

ونقلت الصحيفة عن المدير الطبي لمستشفى الفاشر، عبده موسى حسن، أنه مشغول جدا بحيث لا يستطيع إعطاء حصيلة عن القتلى، لكنه قال إن المستشفى مكتظة بالفعل، وإن المرضى يتلقون العلاج وهم يفترشون الأرض، أو في خيمة، أو على الشرفات.

وذكرت أن الإمدادات الطبية انقطعت منذ أسبوعين بعد استيلاء قوات الدعم السريع على مدينة مليط الإستراتيجية الواقعة على بعد 60 كيلومترا شرق الفاشر. ويُعتبر هذا الطريق هو الوحيد تقريبا الذي يربط الفاشر ببقية مناطق السودان. ولم يصل إلى المدينة سوى القليل من المواد الغذائية منذ استيلاء قوات الدعم السريع على هذا الطريق، وارتفعت أسعار الوقود والمياه، بحسب السكان.

تفشي الموت واليأس

وقالت "غارديان" في تقرير لمراسلتها زينب محمد صالح من الفاشر إن الموت والمرض واليأس تتفشى مع اقتراب القتال في المدينة، وإن دارفور على شفا كارثة أخرى مع اشتداد القتال حول الفاشر، آخر مدينة في المنطقة لا تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وأضافت أن مخيم أبو شوك للنازحين على الحافة الشمالية للفاشر يستقبل حوالي 7 أشخاص يوميا مصابين بجروح من الاشتباكات القريبة بين مقاتلين من قوات الدعم السريع شبه العسكرية والجماعات المتحالفة مع الجيش السوداني.

وقال ضابط في قوات الدعم السريع المتمركزة في مدينة أم درمان بالقرب من الخرطوم العاصمة لواشنطن بوست إن العديد من مقاتليه تم استدعاؤهم إلى الفاشر، كما استُدعيت مليشيات قبلية متحالفة مع الدعم السريع للمشاركة في القتال.

كانت في سلام هش

وأوردت "غارديان" أن الفاشر، التي ظلت تخضع للحصار طوال الأشهر السبعة الماضية، كانت محمية بسلام هش، ولكن منذ أبريل/نيسان الماضي، ارتفعت أعمال العنف في ضواحيها بعد أن تعهدت أقوى جماعتين مسلحتين ساعدتا في الحفاظ على السلام بالقتال إلى جانب الجيش.

ونقلت المراسلة عن هارون آدم هارون، الطبيب الوحيد الذي يعمل في مخيم أبو شوك قوله "أنا حزين جدا، لأن الناس يموتون لأسباب يمكن الوقاية منها ولا يمكننا فعل أي شيء من أجلهم، هناك نقص شديد في الأدوية والتمويل. الناس هنا فقدوا كل وسائل الدخل والعالم لا يساعد".

كما نقلت عن خبراء قولهم إن البلاد معرضة لخطر الانهيار. ووفقا للأمم المتحدة، فإن السودان "يعاني من أزمة إنسانية ذات أبعاد أسطورية"، وفق وصفها، مع تهديد المجاعة وتشريد أكثر من 8.7 ملايين شخص، أكثر من أي مكان آخر في العالم.

مخاوف من حدوث فظائع

وذكر تقرير "غارديان" أن الفاشر تُعتبر مركزا إنسانيا لدارفور، وتستضيف عددا كبيرا من النازحين داخليا، منهم مئات الآلاف من النازحين، بسبب العنف العرقي في دارفور على مدى السنوات الـ20 الماضية. وهناك مخاوف خطيرة بشأن التأثير على المدنيين إذا قررت قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها شن غزو واسع النطاق، ليس فقط بشأن القتال نفسه ولكن أيضا بشأن احتمال وقوع فظائع إذا سيطرت قوات الدعم السريع.

وكانت قوات الدعم السريع والمليشيات العربية المتحالفة معها قد استهدفت جماعة المساليت العرقية في جميع أنحاء دارفور، بما في ذلك في مدينة الجنينة، حيث تعتقد الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 15 ألف شخص قتلوا العام الماضي في مجزرتين.

وناشدت منظمات إغاثة دولية وحكومات غربية قوات الدعم السريع عدم مهاجمة الفاشر، وفي الوقت الحالي على الأقل يبدو أن هذه الدعوات قد تمت الاستجابة لها، على الرغم من أن قوات الدعم السريع لم تقل أي شيء علنا بشأن هذه المسألة. ومع ذلك، من الممكن أن يأتي هجوم من قبيلة محمد المتحالفة مع قوات الدعم السريع، والتي تسيطر على جزء كبير من شمال دارفور، في حالة انفلات سيطرة قيادة قوات الدعم السريع على القبيلة.

وقال توبي هاروارد نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان بما أن المدينة هي موطن لمجتمعات عربية وأفريقية، فإن معركة شاملة من أجل السيطرة من شأنها أن تسبب إراقة دماء مدنية واسعة النطاق، وتؤدي إلى هجمات انتقامية في جميع أنحاء دارفور وخارجها، مضيفا "يجب عمل كل شيء لمنع تكرار التاريخ في دارفور".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات قوات الدعم السریع المتحالفة مع فی مدینة

إقرأ أيضاً:

أي دور للإمارات في حرب السودان بين الجيش و”الدعم السريع”؟

اتهم السودان الإمارات بـ"التواطؤ في الإبادة الجماعية" في شكوى تقدّم بها الخميس أمام محكمة العدل الدولية، في خطوة تسلّط الضوء على دور مفترض للدولة الخليجية في الحرب المدمّرة التي يشهدها منذ نحو عامين. ولطالما اتهمت الخرطوم وأطراف أخرى أبوظبي بدعم قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش منذ العام 2023، وهو ادعاء لطالما نفته الإمارات. فأي دور للإمارات في السودان، وما هي علاقتها بقوات الدعم السريع؟

ما أهمية السودان للإمارات؟
يُعد السودان، إحدى أكبر دول أفريقيا، غنياً بالموارد الطبيعية بما في ذلك الأراضي الزراعية الشاسعة والغاز. كما أنه ثالث أكبر منتج للذهب في القارة. ويتشارك السودان حدوداً غربية طويلة مع ليبيا حيث تدعم الإمارات موالين لها في بنغازي، ويطل شرقاً على البحر الأحمر، الممر المائي الحيوي للنفط.

وفي العام 2021، استولى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على السلطة في السودان، بعد تنفيذ انقلاب مع نائبه حينها محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع. وبعد عامين، اندلعت الحرب بين البرهان وحميدتي، وسط اتهامات لقوى عدة، بما في ذلك الإمارات ومصر وتركيا وإيران وروسيا، بدعم أحدهما أو الآخر.

ويقول الباحث المتخصص في القضايا الأمنية في الشرق الأوسط أندرياس كريغ إنّ الهدف الأساسي للإمارات في السودان "يتعلق بالتأثير السياسي في بلد استراتيجي يكتسي أهمية كبيرة للغاية". وتنظر شركات مرتبطة بالإمارات إلى السودان باعتباره مركزاً للاستثمار في الموارد والمعادن والتجارة، بحسب كريغ.

من جهته، يقول الباحث السوداني حميد خلف الله إنّ "دولة الإمارات الصحراوية مهتمة بالموارد الطبيعية التي تفتقر إليها بما فيها المعادن والأراضي الصالحة للزراعة". ويضيف أنه من ليبيا إلى الصومال، "تتّبع الإمارات نمطاً للعمل مع القوات شبه العسكرية" لاستغلال موارد القارة.

وقدّرت منظمة "سويس إيد" في تقرير العام الماضي أنّ 66,5% من صادرات الذهب الأفريقية إلى الإمارات في العام 2022 تمّت عن طريق التهريب. وتُعد الإمارات، وهي مركز رئيسي لتجارة الذهب، المشتري الأكبر عالمياً لهذا المعدن الثمين من السودان، وهو قطاع يسيطر عليه دقلو إلى حد كبير.

ويرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ترييستي الإيطالية فيديريكو دونيلي أنّ حصر اهتمامات الدولة الخليجية بالذهب هو أمر "تبسيطي للغاية". وأضاف أنّ الإمارات تسعى أيضاً إلى "مواجهة النفوذ السعودي" في السودان و"منع انتشار الإسلام السياسي" الذي ترى فيه تهديداً لأمنها.

ما علاقة الإمارات بـ"الدعم السريع"؟
ترتبط دول خليجية بعلاقات مع الجيش السوداني منذ انضمام الخرطوم إلى التحالف الذي تقوده السعودية منذ العام 2015 لدعم الحكومة اليمنية في مواجهة جماعة الحوثيين. وقاد البرهان السودانيين الذين قاتلوا تحت مظلة السعودية، بينما قاتلت قوات الدعم السريع إلى جانب جنود من الإمارات، بحسب دونيلي.

منذ ذلك الحين، نشبت خلافات بين الحليفين الخليجيين التقليديين. ويشرح دونيلي أن دعم الإمارات دقلو، رغم نفيها ذلك، يهدف إلى "تحدي أهداف السعودية". من جهته، يرى كريغ بعداً أيديولوجياً للعلاقة، موضحاً أن الإمارات "اعتمدت على قوات الدعم السريع لاحتواء الشبكات المرتبطة بالإخوان المسلمين"، في حين يُربط بين الجيش وقيادات إسلامية من عهد النظام المخلوع للرئيس عمر البشير.

وواجه الجانبان مزاعم بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب التي أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليوناً. وفي يناير/ كانون الثاني 2025، اتهمت واشنطن قوات الدعم السريع بـ"الإبادة الجماعية" لارتكابها القتل والاغتصاب الجماعيين بحق جماعات عرقية.

وخلال الشهر نفسه، قال المشرعون الأميركيون إنّ الإمارات "خرقت" وعودها بوقف الدعم العسكري لقوات الدعم السريع. وتُدار الشؤون المالية الخاصة بدقلو من الإمارات، وفق كريغ، مضيفاً أنه بات رهن علاقة "اعتماد متبادل" مع أبوظبي. كما حصلت قوات الدعم السريع على دعم حيوي من الإمارات، بما في ذلك شحنات أسلحة عبر تشاد المجاورة، بحسب دبلوماسيين ومحللين ومنظمات حقوقية. وتنفي الإمارات تلك الاتهامات.

أي تأثير لشكوى السودان على الإمارات؟
رفع السودان، أول من أمس الخميس، شكوى ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية، وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، على خلفية "التواطؤ في إبادة جماعية" بسبب دعمها المفترض للدعم السريع. وندّدت الإمارات بالشكوى التي وصفتها "حيلة دعائية خبيثة" مؤكدة أنها ستعمل على ردّها.

وتُعد قرارات محكمة العدل، التي تتخذ من لاهاي الهولندية مقراً، ملزمة قانوناً، لكنها لا تملك وسائل لفرض تنفيذها. لكن من شأن الخطوة أن تضرّ بسمعة الإمارات بحسب دونيلي الذي قال لوكالة فرانس برس إنه بات يُنظر لأبوظبي بشكل متزايد على الصعيد الدولي، وفي أفريقيا، على أنها "جهة مزعزعة للاستقرار". لكنه يضيف أن "الأهمية المالية والسياسية" التي اكتسبتها الدولة الخليجية خلال العقد الماضي "ستحميها على الأرجح من أي عواقب خطرة".

(فرانس برس)  

مقالات مشابهة

  • مناوي : جنجويد الدعم السريع يوثقون جرائمهم بأنهم قد أعدوا لإحراق معسكر زمزم للنازحين بالفاشر
  • الجيش السوداني يكثف هجماته على معاقل الدعم السريع وعينه على القصر الرئاسي ومركز العاصمة الخرطوم.. آخر المستجدات
  • السودان.. مقتل وإصابة 30 مدنياً بقصف لقوات الدعم السريع استهدف مدينة إستراتيجية
  • قتلى وجرحى في هجوم الدعم السريع على الخوي
  • تحركات عاجلة من مجلس السيادة لإنقاذ معسكر تستهدفه الدعم السريع
  • سقوط قتلى وجرحى جراء قصف الدعم السريع للأحياء السكنية في مدينة الأبيض شمال كردفان
  • أي دور للإمارات في حرب السودان بين الجيش و”الدعم السريع”؟
  • الجيش السوداني يكشف عن هروب سيارات قتالية لـ”الدعم السريع” من الفاشر
  • انسحاب كبير لـ “الدعم السريع” من الفاشر.. الجيش يكشف التفاصيل
  • شاهد بالفيديو.. بعد أن قبضت عليه استخبارات الجيش وهو متسللاً داخل مدينة شندي.. “متعاون” مع الدعم السريع (يكشح الحلة) ويسجل اعترافات خطيرة عن ارتكازات وقيادات “الدعامة” بالعاصمة