عاطف عبدالله
13/05/2024
اقتبس هذا العنوان من الراحل المقيم الخاتم عدلان إبان الانتخابات البرلمانية 1986 حيث كان التنافس على أشده في دوائر الخريجين بين الحزب الشيوعي السوداني والجبهة القومية الإسلامية.
أرسل الراحل المقيم عدة رسائل للخريجين، بنفس هذا العنوان (هذا أو الطوفان) من خلال صحيفة الميدان، للتصويت لقائمة التحالف الديمقراطي، وأن لا يشتتوا أصواتهم فتتفرق بهم السبل، وقد كان.
الآن أنا بنفس المعني وعلى نفس المسرح يتكرر المشهد والمقصد، أخاطب أعضاء لجان المقاومة، والمثقفين، والشباب بمختلف قطاعاته، وكل من تأذى وتضرر وفقد عزيزاً لديه، وفقد ماله وما كسب، وفقد بيته، وتشرد في الأصقاع نزوحاً ولجوءاً، أخاطبهم ونحن على مفترق طرق خطير، نكون من بعده، أو لا نكون، فإما تحالف الحرية والتغيير وتنسيقية تقدم أو الطوفان، فالبديل ليس بأي حال من الأحوال ليس هو الحزب الشيوعي وتحالف التغيير الجذري، بل هي تلك النفايات التي يعاد تدويرها هذه الأيام وعقد لها مؤتمر المليون دولار بالقاهرة وجمع وحوى من أراذل القوم ما جمع، ووقعوا معا فيه ما أسموه "الميثاق الوطني".
فبرنامج التغيير الجذري، مهما بلغت جاذبية طرحه، هذا ليس وقته، فهو الآن لا يمثل إلا أداة تشويش، وتشتيت وتقسيم للرأي العام، الإنجاز الوحيد له الذي سيسجله له التاريخ، هو إضعافه لتنسيقية تقدم، وإذا، لا قدر الله، فشلت تقدم في مساعيها لوقف الحرب، أو لعب دورها في إدارة الفترة الانتقالية، فسيكون البديل هو الطوفان، ممثل في حركات وأحزاب الفكة، أو الموزاب، كما يدعوهم البعض، تلك الأحزاب والحركات التي وقعت في القاهرة على ما صار يعرف "بميثاق السودان" الذي يمثل رؤيتهم لإدارة الفترة التأسيسية الانتقالية. أو بالأحرى رؤية الفلول للفترة الانتقالية وتكون كل الدماء قد سالت طوال العقود الماضية قد سالت هباءً، وكل التضحيات تذروها الرياح ونقرأ الفاتحة على ثورة ديسمبر المجيدة.
حينما أخاطب المثقفين، وهم بالتأكيد ليسوا على قلب رجل واحد، هناك مجموعات حددت خياراتها مسبقاً، فهم مع الأنظمة الشمولية أولئك قد أسقطهم من حساباتي، بعدما لم يعودوا يمتلكون القدرة على أنتاح القيم الاجتماعية والإنسانية التي تلتصق بالحياة العامة، بل نجدهم يجترون ويعيشون على ماضيهم الذي كان. وهناك المثقفون السلبيون الذين يرى الواحد منهم مسألة إبداء الرأي، والوقوف مع الحق، فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الباقين، فلزموا الصمت وصار ما يكتبون مجرد سفسطة لا طائل من ورائها.
لكن هناك مثقفون لا زالوا يلعبون دورا متنامياً في تشكيل توجهاتنا وأنماط سلوكنا، مؤمنين بما يكتبون، سلوكهم صدى لكتاباتهم، وطنيتهم ليست محل شك ويمكن وأظن ... هم مع الثورة، وضد الكيزان والفلول، مهما غيرت جلودها، لكنهم يصرحون بمناسبة ودون مناسبة بأن "تقدم" لا تمثلهم، أو قحط لا تمثلهم، ... لأولئك أقول (هذا أو الطوفان)، فإما تنسيقية تقدم أو جماعة ميثاق السودان. حمدوك أو أردول والتوم هجو. عمر الدقير أو الناظر ترك. فالطيب بين، والخبيث بين، ولا يستويان، فهذا أو الطوفان.
atifgassim@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
انكسار تقدم
لم تكن جماعة تقدم/ قحت واثقة من شىء في اي يوم. فتقدم هي الابنة مجهولة الاب التى تبناها واشرف على رعايتها المجتمع الدولى. ومع كثرة المشرفين والحاضنين لها، لم تعد تقدم تعلم في اي اتجاه تسير، ولذلك وجد المشرفون عليها انهم مضطرين للاجتماع كل مرة لتوضيح الطريق لها لانها – حسب تنشئتها- عاجزة عن التفكير لنفسها لذلك سرعان ما تتوه وترتبك وتخلط الاوراق. وهكذا اصبحت الاجتماعات الدورية الراتبة ضرورية لتوجيهها.
رغم ذلك هنالك امر وحيد تثق تقدم في صحته و تعلمه تماما، و هو رفض الشعب السوداني في الداخل والخارج لها. هذا امر تعلمه ويعلمه سدنتها.
و بدلا من ان تراجع تقدم خطل مواقفها التى تسير عكس المواقف الوطنية المتمثلة في رفض الشعب للمليشيا ومطالبته بسحقها، سافر بعض الدراويش من قادتها الى بريطانيا لمطالبتها بتبني تقديم مشروع قرار في مجلس الامن لفرض حظر على الطيران وارسال قوات اممية ومنع الصادرات وغيرها من الاجراءات الاخري لخنق البلاد ومن ثم اضعاف قدرتها على الدفاع عن نفسها وبذلك تتمكن المليشيا من الانتصار عسكريا ومن ثم عودة قحت للحكم تحت حراسة الجيوش الاجنبية!
لا ادري لماذا قام هولاء الدراويش بهذه (اللفة الطويلة) وكان بأمكانهم ان يطالبوا العالم صراحة بحملهم الى السلطة كوكلاء له بعد ان يجهز جيشا غازيا ليقهر به الشعب السودانى وجيشه! وطالما كان هدف تقدم واضحا لم يكن هنالك مبرر لهذه (اللفة الطويلة) ومحاولة الاختباء خلف مصطلحات لزجة (حماية المدنيين) اصبحت معانيها ومضامينها معروفة للجميع.
واجه قادة تقدم رفضا شعبيا واضحا في لندن وكان الموقف بمثابة فضيحة مجلجلة امام انظار المشرفين والعالم. ولقلة حيائها ونضوب ماء وجهها لم يرعوي قادتها ويعودوا الى الجادة، بل استمرأوا الاستمرار في مشروعهم وواصلوا اجتماعاتهم في اوروبا استكمالا لخطتهم لوضع السودان تحت الوصاية واوصلوا الامر لمجلس الامن متوقعين صدو قرار بارسال قوات اممية تحقق لهم هدفهم بالعودة للسلطة تحت بند حماية المدنيين!
كانت تلك هي اخر محاولاتهم للعودة للسلطة على ظهر طائرات ودبابات مجلس الامن. الان انتهت المحاولة الى بوار كبير واسقط في يدهم.
هكذا كسرت جسارة ووطنية السودانيين في الداخل والخارج جماعة تقدم وساقتهم الى مزبلة التاريخ حيث مصير العملاء وخونة الاوطان. انفض سامر داعميهم الاقليمين والكل ينادى انج سعد فقد هلك سعيد.
رغم كل ذلك علينا الحذر ثم الحذر فتقدم نبت شيطاني له مائة روح، سيمضون في ارتكاب كل الجرائم في المواطنين بمليشياتهم كما يحدث في الجزيرة حاليا ليبرروا للعالم موقفهم.
كسرناهم الآن، ولكن علينا اليقظة ومتابعة شيطانهم الجديد الذى سينبت من رماد جثثهم. لا تضعوا السلاح ابدا حتي يجتث اخر جنجويدى من بلادنا لنقيم سرادق عزاء شهدائنا في (اردمتا) حسب وعد الفريق ياسر العطا لنا عندما زرناه في امدرمان في فبراير الماضي.
ان انكسار تقدم حاليا لا يعنى نهايتها وموتها الابدي، انما سيتم ذلك بعد تنظيف بلادنا من كل المرجفين والذين في قلوبهم مرض وخاتف لونيين ومن يقف في منزلة بين المنزلتين وحتى اولئك الذين تصرفوا بعدم اكتراث للمعركة يجب ان يطالهم العقاب والتوبيخ، فمن لم يتفاعل ايجابيا مع صد الغزو ليس له الحق في تولى الوظيفة العامة. هذا امر يجب ان لا نضيع وقت فيه ويجب تنظيف دولاب الدولة من المرجفين والخوفة واذيالهم.
معركتنا لا تحتمل منطقة وسطى ولا الحياد ولا (لا للحرب) وكما قال الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الابن (اما معنا او مع الارهابيين)!
فاليتخذ كل موقعه و يجب ان يطال الحساب الجميع!
هذه الارض لنا
على عسكوري
*نشر بصحيفة اصداء سودانية ١٤ نوفمبر ٢٠٢٤
إنضم لقناة النيلين على واتساب